رئيس مجلس الإدارة:
عبدالمحسن سلامة
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأربعاء 20 فبراير 2019
مصر
العرب
العالم
الملفات
اقتصاد
السودان
فنون
المجلة
منوعات
مقالات
رياضة
Business Leaders
«الأهرام العربى» تتجول فى «مراكز التأهيل» سبب أزمــة الغـرب مع بكين.. الصين تروض الإرهاب بحرث أرض التطرف
الجنوب.. رحلة الصيد الثمين للجيش الليبى
بعد قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا.. خبراء عسكريون: دول الخليج لا تحتاج الحماية الأمريكية
مستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاسترتتيجية: انسحاب أمريكا من سوريا شكلى يعكس تغييرات تكتيكية
أستاذ علاقات دولية بجامعة العلوم التطبيقية بالبحرين: الانسحاب الأمريكي من سوريا يشعل الصراع الروسى - التركى
رئيس المركز المصرى للدراسات الاستراتيجية لـ«الأهرام العربي»: الباب مفتوح أمام الصين لترسيخ وجودها فى المنطقة
مساعد وزير الخارجية السابق للشئون العربية والشرق الأوسط: الانسحاب الأمريكي من سوريا لابتزاز الشركاء
الزيارة الثانية للرئيس السيسى إلى ألمانيا خلال 5 أشهر.. ميونخ.. اعتراف بدور مصر فى تحقيق الاستقرار
ثمار الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى تبدأ مبكراً
وزير الخارجية فى حواره لـ«الأهرام العربي»: مصر تسعى للاندماج القارى
مقالات
من العدو؟!! ومن الصديق؟!!
25-10-2018
|
19:56
د. إيمان طاهر
فى عام 1989 صرح المستشار الدبلوماسى للرئيس السوفيتى “جورباتشوف” لقوى الغرب قائلاً “سنسدى إليكم أسوأ أنواع الخدمات، سنحرمكم من وجود عدو”.
وفى الحقيقة أنه بات من الصعب فى زمننا هذا معرفة من هو العدو ومن الصديق!
فالحروب القديمة كانت تقسم على آلية خاصة واضحة فى تلك الوحشية المتعمدة ضد البشر وكيف استطاعت دول عظمى أن تتخيل أعداء لها لاستباحة القتل شرعياً.
- حينما صرح “ألكسندر أرياتوف” مستشار جورباتشوف، بذلك كان فى الواقع يفضح آليات تلك الدول الاستعمارية فى فن صنع الأعداء، وكأنه يصرخ للعالم بأنه لم يعد هناك سبب للقتل بعد.
- ولو نظرنا ملياً إلى مجمل تصريحات الغرب حول البلاد التى تم غزوها أو هدمها، ستجد أول كلمة تكتب فى خطاباتهم هى الديمقراطية! هذا المصطلح الذى يحاول الغرب تمريره من سنين، وزرعه فى عقول ووعى الشعوب بكل دلالاته السامية، التى وضعها وهيأها ليجدوا واحة للخلاص الإنسانى من الظلم والاستعباد والقهر وكبت الحريات – وبالمناسبة هى تعنى حكم الشعب – من خلال منظومة اجتماعية وثقافية واقتصادية تحددها القوانين، وتمكن كل فرد من ممارسة حقوقه فى كل ما سبق بمنتهى المساواة والعدل.
- وخلافاً للمسميات وكل ما نسمعه فى معظم التصريحات ونقرأه فى الكتب للسياسات والعلاقات الدولية، فإن الديمقراطية كانت تأخذ مساراً مغايراً تماماً لما تم ترويجه، وثبت أنها ليست حاملة للسلام بأى شكل كان...
- وتاريخ الاستعمار الفرنسى والبريطانى والإسرائيلى وحديثاً الأمريكى، أكد لنا بأن للديمقراطية وجوهاً أخرى غير معلنة وأنياباً وأسلحة... إلخ.
-فى سنة (1642-1951) كتب “توماس هوبز” كتابا نوعيا فى تلك الفترة المضطربة من التاريخ الإنجليزى “اللفياثان”، وقارن بين الحالة الفطرية قبل وجود المجتمعات البشرية وبعد وجودها.. وافترض هوبز أن البشر يتصرفون عادةً بشكل عنيف وأن وجود التنظيم المشترك لهم هو وحده من سيستطيع كبح جماحهم، وأشار فى عبارة شديدة القسوة لوصفه الإنسان “الإنسان ذئب للإنسان”.
لذا فنظرته للحروب نبعت من تبنيه ذلك المبدأ بأن الجميع فى حرب ضد الجميع والذى يقود الإنسانية هو غريزة البقاء!.
- والحقيقة أن مبدأ هوبز يعبر بشكل كبير وتلقائى عن بيئته وثقافته المجتمعية!! وأوضح لنا وجهة نظر مملكته! كل إنسان ابن زمنه حقاً.
- فالحروب ليست أبداً من النظام الطبيعى للمجتمعات البشرية ولا من الصفات الفطرية فى الإنسان.
- فالبشر لا يكونون أعداء إلا فى الوضع الظرفى للحروب بين الدول التى يشاركون فيها وليس فى تعاملاتهم اليومية.
- بالعودة إلى مبررات الحروب، فلننظر مثلاً إلى دبلوماسية “جورج بوش الابن” حينما غزا العراق، بماذا برر ذلك؟ لقد وجدوا مبرراً فلسفياً وأخلاقياً لمفهوم الحروب الاستباقية وأوهموا العالم كله بما يريدون تمريره وتبريره .. إذا قرأت دستور أمريكا 1797، وهو بالنسبة لهم «كتاب مقدس»، انظر إلى عبارة «إن ما هو صالح لأمريكا فهو صالح للعالم»، هذا المبدأ المزدوج، بمعنى أنه لا يصح أن يظهر أى خصم آخر متعادل فى القوة أو السلطة أمام أمريكا!
- وقد أجادت بالفعل لعب هذا الدور التخيلى وتطبيقه، فقدمت لنا جميعاً أخطاء معلوماتية لتجعلنا نحيا دائماً فى حالة مستمرة من القلق الجماعى والشعور الدائم بالخطر، مرة من جنون البقر، إنفلونزا الطيور، أسلحة نووية، إسلاموفوبيا، فيروسات، تهديد دول لجاراتها... إلخ.. لماذا؟
- لنظل دائماً فى دائرة الخوف وننتظر من تلك الدولة الكبرى وغيرها من استطاعوا التقدم وحماية بلدانهم من كل تلك الأخطار أو يحمونا بالتبعية!
-نعم هذا السباق الذى لا بد ألا نخرج عن مساره، انظر إلى القوى الناعمة فى رسالتها عبر السينما والصحافة والبرامج وتصوير أمريكا على أنها القوة التى لا تقهر والحرية والعدل!! نحن نعيش فى أسوأ حروب عنصرية ليست وليدة زمن بل هى ابنة شرعية لكل من يعتقد ذلك الفكر المزيف للتفريق بين البشر والتمييز.
- فى عام 1984 نشرت طائفة “راجتشي” بكتيريا السالمونيلا فى طعام عدة مطاعم وأصابت 751 شخصا بهدف التأثير على الانتخابات المحلية، ولم يتخذ أى مسئول موقف حيال ذلك التعدى المجنون!! هذا مثال بسيط على ديمقراطية أمريكا.
- جميعنا نذكر حادثة 11 سبتمبر، تلك البوابة التى كانت إشارة البدء لما ستظهره أمريكا وحلفاؤها لما سبق الاتفاق والإعداد له لعالمنا العربى، وما ستقدمه على الأرض من حروب ومجاعات وتشريد وغطرسة وعنف.. تلك الحروب الجديدة المقبلة تحت مسمى “الحرب الشاملة والتصورية” “حرباً على الإرهاب والأسلحة النووية”... لنعيد تشكيل كوكب الأرض وتحديد العدو من وجهة نظرها.. وبما أن أمريكا لم تحدث على أرضها حرب حقيقية، فلديها تصور مختلف تماماً عن استعمال الجيوش بالنسبة لباقى الدول الأوروبية الضليعة فى الحروب والاستعمار أمثال فرنسا وإنجلترا...
- تقرير مشروع القرن الأمريكى (PNAC) وما يطلق عليه مبادئ شرعية الحرب الاستباقية، ومن خلال تصفح ذلك المشروع تتضح لنا الرؤية الأمريكية للسيطرة بمعنى أنها أعطت لنفسها الحق فى شن حروب استباقية على أى دولة!
- العدو الآن غير مرئى، إنه الإرهاب الذى زرعته ونشرته مسبقاً فى كل مكان واللا مكان !! ستحارب أمريكا من خلال جيوشها وأسلحتها وقواعدها وسجونها “أبو غريب” “جوانتانامو”، ورجال الاستخبارات الأمريكية وملفاتهم العديدة واستخداماتهم المشروعة للخطف والقتل والتعذيب عبر كل حدود أراضى العالم بشكل قانونى! وفقاً لأجندتها ومعيارها..
- 1994 نشر “روبرت د.كابلان” دراسة فى كتاب “الفوضى المقبلة” أوضح فيه أن التكاثر السكانى والتمدين يستنفدان من الموارد الطبيعية فى الجنوب مما يشكل خطراً على العالم وتهديداً لوجوده! ونشر على إثره “بول براكن” 1999 كتاب “الشرق يحترق” رسم من خلاله خريطة تفسر من وجهة نظره “أزمة المكان” وحدد فيها مستقبل النزاعات على إثر انتشار الخطر الأصفر (يقصد بها شعوب الشرق الآسيوى الأقصى)، لأنها تبعد بشعوبها عن العولمة، وأن على شبكة القواعد الأمريكية أن تطوق تلك المناطق لتسهل السيطرة عليها...
-فى النهاية سأترككم مع موقف تأملى حدث قبل اجتياح العراق.. عندما رفضت باريس فى منظمة الأمم المتحدة، هى وبرلين وموسكو الموافقة على اجتياح العراق، وخرجت “كوندى رايس” وقالت “سنعاقب فرنسا، نتجاهل ألمانيا،ونسامح روسيا لموقفها المتعنت”.
- لأن باريس وبرلين أصبحتا من وجهة نظر أمريكا وموازين القوى الجديدة “أوروبا العجوز”.
- أمريكا توحشت بشكل انفعالى بعدما صورت للعالم كله نفسها على هيئة وضعية الضحية.. لم يبق غير أن تصدر قانوناً يسمح بفرض عقوبة على النقاش والبحث التاريخى وكتابة الحقائق.
كلمات بحث
د. إيمان طاهر
مقالات
رابط دائم
الاكثر قراءة
خطوة تأخرت ألف عام
أوروبا والعرب..وتدور الدوائر
اعلى
مصر
العرب
العالم
الملفات
اقتصاد
السودان
فنون
المجلة
منوعات
مقالات
رياضة
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام
راسلنا على البريد الإلكترونيarabi@ahram.org.eg