الكوميكس.. فن بلا جمهور فى عالمنا العربى

تراجع لعدم اهتمام دور النشر.. ومواقع التواصل الاجتماعى أسهمت فى انتشاره 

 

مصرية «بكار» سر انتشاره والدعاية لـ«ميكى» سبب استمراره 

 

الكوميكس..الفن التاسع، أو فن القصص المصورة، يجمع بين الأدب والفن التشكيلي، إنه فيلم سينمائى على الورق. ويخاطب جميع الأعمار، وليس موجها للأطفال بالذات. 

يرجع تاريخ الكوميكس إلى حوالى 60 ألف سنة، عندما بدأ الإنسان البدائى فى رسم تفاصيل حياته اليومية على جدران الكهوف، ثم انتقل إلى المصريين القدماء، الذين سجلوا تفاصيل حياتهم الدنيوية والأخروية على جدران المعابد والمقابر. سماه الإغريق بالفن التاسع، فعلى حسب الأساطير الإغريقية يوجد تسع آلهة للفن وهن بنات زوس. فكانت الفنون تنسب لهن فى العصور القديمة.

وفى أواخر القرن التاسع عشر، بدأ ظهور الأشرطة المصورة لتتطور سريعا إلى مجلات منتظمة الصدور وألبومات رائجة وروايات مصورة، انطلقت لتغزو العالم كله، حيث انفجر الفن التاسع بكل الأشكال والأحجام والألوان والمدارس وفى كل الاتجاهات وكانت هذه البداية الحقيقية له.

 

وارتبط الكوميكس فى بدايته بالأطفال بمختلف أعمارهم، وكان يوجد فى الصفحات الموجهة للأطفال، سواء المطبوعة أم المتحركة فى أفلام الكارتون «الأنيمشين» فقط.

وأخذ فن الكوميكس فى الانتشار فى مصر فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى وتوهجت بدايات فن القصة المصورة على أيدى فنانين عظام، كانوا بالأساس رسامى كاريكاتير، كان على رأسهم الفنان الكبير «حجازي»، الذى رسم «تنابلة السلطان»، لتصبح واحدة من أهم علامات تأسيس الفن التاسع فى الأدب العربى المعاصر.

 

ثم بدأ الراحل الكبير محيى الدين اللباد بالتعاون مع دار الصقر العربى للإبداع العربى، بإصدار سلسلة «الرماة الصغار» لفن الشرائط المصورة، وكان أغلب ما يعرف منه فى البداية منقولاً أو مقتبساً أو مترجماً أو متلفزاً مثل حلقات الكارتون الشهيرة «جراندايزر»، و«سوبرمان»، و«بات مان»، و«دام كوبر»، و«تان تان»، وبدأت تظهر الآن محاولات جدية لإصدار مجلات متخصصة فى فن الكوميكس والقصص المصورة للكبار. 

 

شهد هذا الفن رواجا واسعا فى مصر فى التسعينيات، خصوصا مع إذاعة مسلسل الأطفال بكار، وبدأ يختفى مرة أخرى نتيجة للعديد من العوامل، أبرزها ضعف الإنتاج والحالة الاقتصادية للدولة، وكذلك نقص الثقافة العامة للجمهور وعدم اهتمام دور النشر به، خصوصا فى ظل انتشار مجلات الكوميكس الأجنبية، التى تنشر الثقافة الغربية بين أطفالنا، وهو الحال نفسه فى معظم بلداننا العربية.

“الأهرام العربي” من خلال هذا الملف ترصد أهم قضايا فن الكوميكس. وأهم الفنانين المهتمين به فى الوطن العربي.