الرياضة العربية تودع 2018.. لحظات تاريخية وإخفاقات لا تنسى

البداية مع صانع البهجة على وجوه جماهير الكرة المصرية والإنجليزية، محمد صلاح نجم منتخب مصر وليفربول، الذى حقق أرقاما قياسية هذا العام، وبدأه بحصوله على أفضل لاعب فى إفريقيا لعام 2017، مقدما موسما استثنائيا مع «الريدز» وقاده للوصول إلى نهائى دورى أبطال أوروبا 2018، قبل أن يفشل فى التتويج بالبطولة عقب الخسارة أمام ريال مدريد الإسباني، ليكون أول لاعب مصرى يخوض نهائى أبطال أوروبا، كما تربع على عرش هدافى الدورى الإنجليزى، ليحفر اسمه بحروف من ذهب فى هذه المسابقة، ليحصد «مو» أكثر من 25 جائزة، ويقتنص ألقابا جديدة تزين سجل إنجازاته، وأيضا نجح الفرعون المصرى فى الوصول إلى المحافل العالمية من خلال ترشحه للأفضل فى أوروبا والعالم، كما ترشح للبالون دور.

 

 

وعلى مستوى منتخب بلاده، صنع صلاح تاريخا كبيرا معه فى وقت قصير، خصوصا بعد أن قاد الفراعنة فى الصعود لمونديال روسيا 2018، حيث جاءت مشاركة مصر فى كأس العالم، من أهم الأحداث الرياضية التى فرضت نفسها بقوة، كونها بعد غياب 28 عاما، وبرغم النتائج السيئة التى حققها «الفراعنة»، نجح صلاح فى أن يكون الهداف التاريخى الثانى للفراعنة بالتساوى مع عبد الرحمن فوزى نجم الزمالك، بعد أن سجل هدفين فى المونديال.

 

وبهذه الإنجازات التى حققها صلاح هذا العام، صنع أحداثا رياضية جمة وحصادا مشرفا للكرة المصرية والعربية.

 

وعلى ذكر كأس العالم، كان هذا العام استثنائيا للعرب، بعد مشاركة أربعة منتخبات عربية هى «مصر، والمغرب، وتونس،والسعودية»، مرة واحدة فى مونديال روسيا 2018، للمرة الأولى فى تاريخ بطولات هذا المحفل الكروى العالمى، وبرغم ذلك لم تقدم أى نجاح أو إنجاز يذكر، لتخيب آمال جماهيرها، بعد خروج المنتخبات العربية الأربعة من الدور الأول للمونديال، وتحصل كل من السعودية وتونس على ثلاث نقاط، بينما تحصل المغرب على نقطة وحيدة، وتخرج مصر بدون نقاط، ليفرض هذا الحدث نفسه ليكون ضمن أبرز إخفاقات الكرة العربية فى هذا العام.

 

 

ومن الإخفاق إلى التتويج، حيث دورة الألعاب الإفريقية 2018، والتى أقيمت بالجزائر، والتى تربعت مصر على عرشها محققة إنجازا تاريخيا، بحصولها 205 ميداليات، وهو رقم غير مسبوق لأى مشاركة مصرية فى دورة مجمعة، بواقع 104 ذهبيات و57 ميدالية فضية، و44 برونزية، فيما احتلت الجزائر المرتبة الثانية محققة أكبر مجموع ميداليات «225 ميدالية» مقسمة إلى 71 ذهبية، و71 فضية، و83 برونزية، وجاءت تونس فى المركز الثالث بـ136 ميدالية متنوعة، منها 36 ذهبية و46 فضية و54 برونزية، لتشهد هذه الدورة تفوق وتألق لاعبى مصر فى الجمباز والأثقال والسباحة والمصارعة، الذين كان لهم النصيب الأكبر من الميداليات، ليكون ذلك من أهم الإنجازات الرياضية المصرية والعربية فى عام 2018.

 

ومن إنجاز لآخر، يعد من أهم ما حصدته الرياضة المصرية هذا العام، وهو تتويج منتخب مصر لسيدات الإسكواش بلقب بطولة العالم «فرق»، التى أقيمت بالصين فى سبتمبر الماضى، على حساب نظيره الإنجليزى، للمرة الرابعة فى تاريخه، ليضيق الفارق بينه وبين إنجلترا صاحب الـ7 ألقاب، ويبقى منتخب أستراليا الأكثر تتويجا برصيد 9 مرات، حيث ضم منتخب مصر«نور الشربينى ورنيم الوليلى ونور الطيب ونوران جوهر، وعمرو شبانة المدير الفنى للمنتخب المصرى للسيدات»، ما جعلهن جديرات بالتكريم من الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى منحهن وسام الرياضة من الطبقة الأولى،  ليعكس اهتمام الدولة ودعمها للعبة الإسكواش فى مصر.

 

على نفس النهج سار أبطال مصر فى دورة ألعاب البحر المتوسط، التى أقيمت بإسبانيا، بعد حصد 45 ميدالية متنوعة، بواقع 18 «ذهب» و 11 «فضية» و16 «برونزية»، لتحتل مصر المركز الخامس، وشهدت هذه الدورة تألق البطل الأوليمبى محمد إيهاب بعد حصده ذهبيتين فى رفع الأثقال، كما حقق رقما عالميا جديدا فى بطولة العالم بتركمانستان بعد أن حقق 3 ميداليات بواقع ذهبية «الخطف» وبرونزبة «النطر» وفضية المجموع، ليكون صاحب أفضل الإنجازات الرياضية هذا العام. 

 

كما شابهته فى الإنجاز البطلة سارة سمير، لاعبة المنتخب المصرى لرفع الأثقال، بعد مشاركتها فى أكثر من بطولة، لتحصد صاحبة الـ 20 عاما «ذهبيتين»، فى بطولة ألعاب البحر المتوسط، وأحرزت ذهبية «الخطف» لوزن 69 ببطولة العالم للشباب بأوزبكستان برفع 105 كجم،كما حصلت على ذهبية النطر وذهبية المجموع لتتوج بطلة العالم لرفع الأثقال للشباب، فضلا عن تحقيقها المركز الثانى فى بطولة العالم للكبار، لتنهى عاما مليئا بالإنجازات تجعلها وبجدارة أن تكون أسطورة من أساطير اللعبة فى مصر.

وعلى مستوى الأندية، كان فشل الأهلى المصرى فى التتويج ببطولة دورى أبطال إفريقيا، من أبرز إخفاقات الكرة المصرية هذا العام، بعد خسارته من الترجى التونسى فى مباراة الإياب برادس بثلاثية نظيفة، ليقتنص الفريق التونسى اللقب الأغلى من بطل إفريقيا، ليكون خروج الأهلى وإخفاقه على المستوى الدولى مرحلة فاصلة نحو إعادة بناء الفريق الأحمر ومعالجة الأخطاء وتصحيح المسار من جديد فى العودة للمنافسة على حصد كل الألقاب.

 

 

ويأتى الإنجاز التاريخى الذى حققه فريق العين الإماراتى فى كأس العالم للأندية، من أهم نجاحات الكرة العربية فى عام 2018 ، بعد تأهله لنهائى البطولة بالإمارات فى مفاجأة مدوية، بفوزه على ريفر بليت الأرجنتينى بركلات الترجيح، وبرغم أنه خسر فى المباراة النهائية أمام ريال مدريد بأربعة أهداف مقابل هدف، فإن العين أصبح الفريق العربى الثانى كأس العالم للأندية، مكرراً إنجاز الرجاء البيضاوى المغربى فى نسخة عام 2013، لتكون نهاية سعيدة للكرة العربية هذا العام.