شرف لى أن أرحب بالرئيس السيسى

التوقيت فارق..

المنطقة تموج بالأحداث.. مطالب ورهانات وصراعات وحسابات سياسية معقدة من الغرب إلى الشرق.

الجزائر فى مفترق طرق.. ليبيا تبحث عن طوق الاستقرار.. اليمن وسوريا لا يختلفان كثيرا.

 

الرئيس عبد الفتاح السيسى، قال كلمته فى قمة تونس.

الرسالة كانت واضحة، الأبواب أغلقت أمام أى توقعات مفاجئة، حول الموقف المصرى من القضايا المركزية بالمنطقة.

 

القمة السادسة، بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، جاءت فى توقيت صعب. وقبل انعقادها فتحت مجالا واسعا للتوقعات حول ما يدور بين الرئيسين. عقدت القمة وانتهت. أعرب ترامب عن تقديره لمصر ورئيسها، مؤكدا أن العلاقات الأمريكية - المصرية تمر بأفضل حالاتها، ودقت وكالات الأنباء العالمية أخبارها ليسجل التاريخ أن مصر ستظل تمثل رقما مهما فى المعادلات السياسية فى العالم. ربما تمر ببعض المطبات السياسية، لكن سرعان ما تعبرها بسلام وقوة إلى الأمام.

ترامب وجه الدعوة إلى الرئيس السيسى لأنه يدرك تماما أهمية الحوار ودلالات القمة بينهما، ومدى انعكاسها على المنطقة، الرئيس الأمريكى يعرف جيدا الأدوار والمهام الكبرى التى تقوم بها مصر، وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب نيابة عن العالم بأسره. نعم نيابة عن العالم، واسألوا الدول التى ترعى وتمول وتربى ميليشيات التخريب، وهذا ليس سرا، فقد قالها الرئيس السيسى على الملأ، أمام قادة أوروبا فى مؤتمر ميونيخ للأمن، الذى عقد فى فبراير الماضى.

 

الرئيس الأمريكى ترامب، يختلف عن سابقيه، يستفيد من دروس التاريخ ويستثمرها فى المستقبل. يجلس على نفس كرسى الرئيس الأمريكى الأسبق فرانكلين روزفلت، ومن الضرورى أن يسترجع خبرته فى اللقاءات التى عقدها روزفلت فى مصر على ظهر سفينة حربية بقناة السويس فى فبراير عام 1945، ولقاءاته مع الملك فاروق فى منطقة البحيرات المرة، فضلا عن اجتماعه فى مدينة الإسكندرية مع إمبراطور إثيوبيا هيلا سيلاسى.

 

إذن.. ترامب يقرأ تاريخ من سبقوه من رؤساء أمريكا فى التعامل مع مصر، ويعرف قيمة وأهمية مصر، لا سيما فى هذه المرحلة الصعبة. قيمة مصر بقيادة السيسى، ودور السيسى فى قيادة الاتحاد الإفريقى، وأهمية الاتحاد الإفريقى فى تحقيق توازن القوى بين أقطاب الصراع فى العالم.

 

مصر نجحت فى الحفاظ على قوتها كدولة محورية على جميع المستويات الإقليمية والقارية، واستطاعت أن تصنع لنفسها مكانا لا يمكن الاستغناء عنه فى القرارات المصيرية فى المنطقة.

 

لقاء عام 2017 بين الرئيسين فى واشنطن، كان كاشفا عن الصورة الذهنية تجاه مصر. إذ حرص الرئيس ترامب -آنذاك- على تسجيل ترحيبه بالرئيس السيسى عبر تغريداته على موقع «تويتر»، بتغريدة قال فيها: «كان شرفا لى أن أرحب بالرئيس السيسى فى البيت الأبيض ونحن نجدد الشراكة بين مصر والولايات المتحدة». وها هو الآن يكتب نفس التغريدة بنفس المعنى.

 

ترامب قدم الشكر للرئيس السيسى على جهده فى نشر ثقافة حرية الأديان والتسامح وبناء دور العبادة، مؤكداً أن مصر كونها دولة مركزية تؤثر بقوتها الناعمة فى الدول المحيطة.

هذا اللقاء السادس، وهذه القمة المهمة تؤسس لمرحلة جديدة بين الدولتين، لا سيما أن التحديات كبيرة ومتعددة فى مختلف المجالات.

 

الرئيس السيسى يذهب إلى البيت الأبيض، ويثق فى شعبه ودولته وحجم الإنجازات التى تحققت طوال فترة توليه مهمة القيادة السياسية، نعم يثق فى التضحيات العظيمة التى قدمتها مصر فى مواجهة الشر والظلام. يثق فى أن مصر ستواصل صعودها بكل قوة، لأنها نجحت فى ظروف صعبة أن تحقق الاستقرار، وتعيد تثبيت أركان الدولة المصرية، بل إنها تسعى بكل إمكاناتها للحفاظ على الأمن القومى العربى، وسط محاولات الإشغال المستمرة فى دول الجوار.

 

إلى ذلك، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسى عقد قمته مع الرئيس الأمريكى، ولديه ثوابت وقناعات وطنية لا تقبل المواربة من بعيد أو من قريب، وفى مقدمتها القضية المركزية بالنسبة لمصر، وهى القضية الفلسطينية، والأوضاع فى سوريا وليبيا والجزائر والسودان وغيرها من القضايا الملحة والمهمة فى هذا التوقيت.

 

هذه القمة بين الرئيسين السيسى وترامب، ستقود الدولتين إلى دعم كبير، وأفق أوسع فى مختلف المجالات السياسية والعسكرية والثقافية.