فقه العمران.. وبناء المستقبل

 

«نعم يد تبنى ويد تحمل السلاح».. هذه المقولة يتجسد أسمى معانيها فى مصر السيسى، مصر الجديدة.. مصر المستقبل.

 

العمران ليس بناء مدن جديدة، لكنه عمران ثقافى وفكرى، وبناء للشخصية المصرية التى إذا استقامت فى بنائها، استقامت الشخصية العربية كلها، فتنوير العقول ليس فقط بالكلام والنظريات، بل بتهيئة المناخ الذى يسكنه المواطن ليصنع عقله ويشكل وجدانه تجاه وطنه.

 

فوسط التحديات الكبيرة، والحروب التى تعيشها الدولة المصرية منذ أحداث ما يسمى بالربيع العربى عام 2011، جاء الدرس واضحا.. عنوانه «البناء والعمران» نعم البناء والعمران البشرى هو أقوى إستراتيجية وأثقل الأسلحة التى تحمى الأوطان وأمنها القومى، فللبلاد رجالها الذين يسكونها ويعمرونها ويحمونها ويدافعون عنها، عن أرضهم ومالهم وعرضهم، فكلما تم تعمير وبناء متر من الأرض شكل ذلك قيمة مضافة لرسوخ وثبات تراب هذا الوطن مستقبلا.

 

منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى، قيادة الدولة المصرية، وهو يؤمن بأن البناء والعمران هما أقوى الأسلحة لمواجهة أهل الشر، وأنه كلما زادت التحديات وجب التوسع والتمدد فى العمران بكل أنواعه، فالرئيس دائما يؤكد أن التاريخ سيتوقف كثيرا أمام حجم الإنجازات التنموية الحالية، لأن ما يتم تنفيذه لا يخص العاصمة الإدارية الجديدة وحدها، لكنه ضمن جيل من المدن الجديدة، وأننا نتحدث عن دولة تضم مائة مليون مواطن فى حال توقف النمو، فإن حركة النمو العشوائى ستسبق، وتحدث مشاكل ضخمة فى شبكة الطرق، والبنية الأساسية، ومياه الشرب، والكهرباء، وتضطر الحكومة لحل هذه المشاكل المترتبة على النمو العشوائى.

 

والجيل الجديد من المدن يسعى إلى استدامة النمو الذى يتناسب مع حجم سكان مصر.

كان الرئيس حريصاً على تأكيد مفهوم العمران والبناء، وهو يتحدث عن مستقبل المصريين قائلا:«أليس من حقنا أن نحلم.. أليس من حقنا أن يكون لدينا 13 مدينة بهذا المستوى».

 

من المؤكد أن القيادة السياسية لديها فلسفة للعمل فى العاصمة الإدارية الجديدة، وهى فلسفة إحداث واقع جديد على الأرض.

 

العاصمة الإدارية ليست مجرد فكرة لمدينة جديدة فقط، بل إنها عنوان لما يسمى بـ«فقه العمران» الذى يفتح الطريق البشرى نحو مستقبله، فها هى محددات العلامة ابن خلدون تؤكد أن العوامل الحاكمة للتطور الإنسانى هى المكان والزمن والبشر، أى تواريخ الشعوب والحضارات والصراعات والأفكار والعلوم والبشر، أى الأمم والشعوب والمجتمعات.

 

الدولة المصرية تحرص على العمران.. فى كل ربوعها، خصوصا شرقا، لتعمق مراحل تثبيت أركانها، لتواصل صعودها وقوتها، وسط المتغيرات الإستراتيجية التى تحيط بها.

 

العاصمة الإدارية.. رقم جيوسياسى مهم فى منظومة الحفاظ على الوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فهى ستكون مدينة ذكية بمواصفات عالمية، وفقا لمعمار الثورة التكنولوجية الحديثة، أيضا ستكون نقطة مهمة لجذب الاستثمارات العالمية، سيما أنها تقام على مساحة 170 ألف فدان، ومن المتوقع أن تستوعب 6,5 مليون نسمة.

 

«الأهرام العربى» خصصت هذا العدد الوثائقى للعاصمة الإدارية الجديدة، ليسجل التاريخ أن مجلة «الأهرام العربى» مثلما قدمت موسوعة «إفريقيا الشابة» وغيرها من الأعداد التى تتناول القضايا الوطنية، فها هى تواصل دورها الوطنى فى التأريخ للمستقبل الواعد الذى ينتظر هذه الدولة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.