إرادة المصريين

مشاركة المصريين فى الاستفتاء على الدستور بنسبة 44.33%، تؤكد أنه لا خوف على هذه الدولة مادام لها شعب يحميها ويدافع عنها.

 

فهذه أكبر نسبة مشاركة شهدتها انتخابات أو استفتاء منذ عام 2011، الأمر الذى يعكس فلسفة ورؤية وإرادة الشعب المصرى عندما يريد أن يقول كلمته.

 

هذا فضلا عن أن نسبة المشاركة فى استفتاء إبريل 2019 أكبر من نسبة المشاركة فى التصويت على الدستور نفسه عام 2014، الذى بلغت نسبة المشاركة فيه 38.6%، أى بفارق يزيد على 6%، وهذا يعكس رغبة الشعب المصرى فى وضع الأمور فى نصابها الصحيح. نعم المصريون خرجوا لتصحيح المستقبل.

 

فى المراحل الصعبة التى مر بها الوطن، كان الشعب هو «ترمومتر» الإنقاذ فى الوقت المناسب. يعرف متى وكيف يقول كلمته.

 

فقد أدرك نداء الوطن فى هذا الاستفتاء "إبريل 2019" على التعديلات الدستورية، وقدر أهمية المشاركة، فلم يتردد فى الخروج لتلبية النداء بهذا الشكل الوطنى، الذى يؤكد أن المصرى بات صاحب قراره، لا يقبل الإملاءات من أحد.

 

هنا أمام صناديق الاقتراع وقفت أم شهيد مرفوعة الرأس، تدلى بصوتها بحثا عن حق ابنها، وهناك قعيد يحرص على أن يغرس أصابعه فى حبر المشاركة، وشاب فقد ساقيه، يبصم بأصابع قدميه على بطاقة التصويت، وأكبر معمرة فى مصر 125- عاما-، أصرت على أن تقول كلمتها فى المستقبل. هنا.. وهنا، وهناك فى شمال وجنوب وشرق وغرب المحروسة، كانت الكلمة هذه المرة متسقة مع معنى اليقين بالوطن، والإيمان بمفهوم الدولة الوطنية.

 

قال الشعب كلمته، وقالت الصناديق أرقامها، وسجل التاريخ استفتاء إبريل عام 2019 فى صفحات مراحل التحول فى الدولة المصرية.

الحالة التى عاشتها مصر طوال أيام هذا الاستفتاء، عكست إضاءات مهمة، فى مقدمتها ما يلى:

 

◄ إن المصريين سجلوا أمام التاريخ، وعاهدوا المستقبل بأنهم لن يتركوا الوطن فى مفترق طرق، وأن المشاركة جزء مهم فى استكمال البناء، وتحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات.

 

◄ بات من الواضح والمؤكد فى يقين الشعب بعد تجارب مريرة وقاسية، أن الالتفاف حول الدولة الوطنية، يتطلب التجديد الدائم لمواصلة دعمها والحفاظ عليها.

 

◄ مشهد الإقبال والمشاركة يؤكد أن الشعب المصرى لن يصل إلى هدف دون طريق واضح، يقود إلى المصلحة العامة التى تحتاج إلى حماية دستورية بتوقيع الشعب.

 

◄ إدراك المواطن المصرى لحدود وأهمية الأمن القومى المصرى، وضرورة الحفاظ عليه وصونه من أية مخاطر.

 

◄ الشعب المصرى أكد حرصه على المشاركة فى رسالة قاطعة بضرورة الالتفاف حول الوطن، حماية له من أية سيناريوهات أخرى تتعارض مع تثبيت أركان الدولة.

 

◄ إن هذه النتيجة رسالة قاطعة وفاصلة أمام المتربصين بالوطن ومستقبله، فضلا عن أنها وثيقة دامغة، تؤكد فشل من يريدون تزييف وعى المصريين.