أرشيف المجلة



هدافو الدورى.. عواجيز ومدافعون وأجانب.. الكرة المصرية تبحث عن مهاجم

15-5-2019 | 16:46
جلال الشافعى

 
أجانب بيراميدز سجلوا نصف أهداف الفريق بواقع 28 هدفا مقابل 19 فى الأهلى
 
ظاهرة المدافعين الهدافين فرضت نفسها على الدورى المصري.. والمحترفون القوة الضاربة
 
تعيش الكرة المصرية  أزمة لا مجال لإنكارها، فى مركز المهاجم الصريح، فى ظل استعداد المنتخب المصرى الأول لكرة القدم، لخوض منافسات كأس الأمم الإفريقية الشهر المقبل، على أرضه ووسط جماهيره، ولم تكن الأزمة وليدة اللحظة، فمنذ سبتمبر من عام 2015، والمنتخب يعانى من غياب أهداف المهاجم الصريح، وعلى الرغم من وصول "الفراعنة" للمباراة النهائية فى بطولة عام 2017، ومن بعدها التأهل لكأس العالم بروسيا 2018 ، إلا أن الأهداف دائما كانت تأتى عبر صانعى الألعاب ولاعبى الوسط، ليبقى الاستثناء الوحيد فى الفترة الأخيرة، هو هدفا مروان محسن أمام كل من النيجير وسوازيلاند فى التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا 2019.
الأمر برمته يشكل صداعا فى رأس مدرب المنتخب المكسيكى خافيير أجيرى وجهازه المعاون، حتى إن القائمة التى اختارها لخوض نهائيات أمم إفريقيا، ضمت مهاجما محليا واحدا، هو مروان محسن لاعب الأهلي، الذى لم يقدم الأداء المرضى منذ فترة، خصوصا أن متصدرى المشهد بالدورى المصرى فى قائمة الهدافين لاعبون معظمهم تخطى حاجز الـ30 عامًا أمثال، أحمد على وحسام باولو وحسين أمين.
كما أن تألق العديد من اللاعبين الأجانب، يزيد من تفاقم الأزمة، خصوصًا أن أندية القمة التى تنافس على البطولة، تعتمد بشكل كبير على المهاجم الأجنبى، أمثال وليد أزارو فى الأهلى وخالد بو طيب فى الزمالك، والبرازيلى كينو مع بيراميدز.
ولم يكن اعتماد أندية القمة على المهاجم الأجنبى أهم أسباب أزمات المهاجمين المحليين، بل إن معدل التهديف بشكل عام وعدد الهدافين فى المسابقة يشكل خطرا كبيرا لسنوات مقبلة، فمع الوصول للأسبوع 32 من المسابقة، تبقى جولتان فقط على نهايتها، لم يستطع أى فريق فى البطولة تخطى حاجز الهدفين فى كل مباراة، بل هناك العديد من الفرق لم تصل لمعدل هدف واحد فى كل مباراة، أبرزها الإسماعيلى صاحب التاريخ الكبير، ووسط تلك الأرقام الضعيفة تجد الأرقام الأكثر إيجابية تميل للاعب الأجنبى أكثر من المحلى، من حيث المشاركات ومعدل التهديف وغيرها من الأمور الفنية.
تمثل أهداف اللاعبين الأجانب قوة ضاربة كبيرة فى الموسم الجاري، حيث نجحوا فى إحراز 181 هدفا من أصل 668ص، أى بنسبة 27 % من إجمالى عدد الأهداف، كما أنه من بين 25 لاعبا فى قائمة الهدافين، يوجد 12 لاعبا أجنبيا، بنسبة أهداف كبيرة ومؤثرة خصوصا مع أندية القمة، أبرزها نادى بيراميدز، أكثر أندية المسابقة إحرازًا للأهداف برصيد 57 هدفا، تمكن محترفو الفريق من أحراز 28 من بينها، أى بنسبة %50 تقريبًا من اهداف الفريق.
أما بالنسبة للنادى الأهلى متصدر المسابقة، فقد تمكن لاعبوه من إحراز 48 هدفا، بينها 18 هدفا  للاعبين الأجانب أى بنسبة %37، أما الزمالك فالأمر يعد الأفضل بين أندية القمة، حيث أحرز اللاعبين الأجانب 12 هدفا من أصل 54 أى بنسبة ٪22، كما يعد فريق المقاصة أكثر الفرق استفادة من اللاعبين الأجانب، حيث أحرزوا للفريق 20 هدفا من أصل 30 حتى الآن أى بنسبة ٪66 من نسبة أهداف الفريق، كما يعد فريق الداخلية أقل المستفدين، حيث تم إحراز هدف وحيد عن طريق لاعب أجنبى من أصل 33 هدف.
ويتصدر محترفو نيجيريا قائمة اللاعبين الأجانب من حيث عدد الأهداف، حيث تمكنوا من إحراز 30 هدفا حتى الآن، يأتى فى المرتبة الثانية محترفو كل من، بوركينا فاسو وغانا وتونس ولكل منهم 16 هدفا، ثم يأتى بعد ذلك محترفو السنغال برصيد 13 هدفا، ويأتى لاعبو البرازيل فى المرتبة الرابعة برصيد 11 هدف، ثم إثيوبيا برصيد 10 أهداف، وكوت ديفوار برصيد 9 أهداف، والمغرب ونامبيا وكل منهما 7 أهداف، وسوريا برصيد 6 أهداف بفضل مشاركة عمر خربين مع فريق بيراميذز فى الدور الثانى من عمر المسابقة، و4 أهداف لمدغشقر ، و3 أهداف لكل من بيرو  وأوغندا وكولومبيا والكاميرون والكونغو وغينيا، وهدفين لكل من الأكوادور وأنجولا، وهدف للاعبى كل من أمريكا وفرنسا ومالى واليونان والكونغو الدايمقراطية وتنزانيا.
من أهم ظواهر هذا الموسم هو تصدر كبار السن لقائمة هداف الدورى بشكل عام، أبرزهم هداف المسابقة حتى الآن أحمد على صاحب الـ33 عامًا، برصيد 17 هدفا، وخالد قمر صاحب الـ31 عاما الذى يأتى فى المركز الثانى برصيد 14 هدفا، وكذلك كل من حسام باولو صاحب الـ36 عاما، وصلاح أمين صاحب الـ37 عامًا، ولكل منهما 11 هدفا، وعندما نقوم بتحليل عدد أهداف كل منهما بالنسبة لفريقه، نجد أن كل لاعب منهم نجح فى إحراز ما يقرب من %40 من أهداف فريقه، وهو ما يؤكد على غياب الكرة الجماعية.
وفى معظم أندية الدوري، لم يتمكن أكثر من 10 لاعبين من إحراز أهداف فريقهم، باستثناء فرق القمة، حيث نجح 21 لاعبا فى الأهلى من إحراز 48 هدفا هذا الموسم، كما أحرز 17 لاعبا أهداف فريق بيراميدز هذا الموسم، كما يأتى فريق المصرى بالمرتبة الثالثة، حيث نجح 16 لاعبا فى أحراز أهداف الفريق الأربعين، ويعتبر حرس الحدود أقل فريق فى عدد اللاعبين إحرازًا للأهداف، حيث نجح 8 لاعبين فقط فى إحراز أهداف الفريق حتى الآن، وهو رقم يعد ضعيفا جدا بالنسبة لفريق خاض 31 مباراة حتى الآن. 
 ظاهرة المدافعين الهدافين فرضت نفسها على الدورى المصرى بشكل كبير، وهو ما يدل على أن المؤشر التهديفى المبنى على الخطط وبناء الهجمات فى الكرة الحديثة التى تعتمد على تقارب الخطوط،  لم يكن له مكان بشكل كبير فى الكرة المصرية، وما زالت الكرات الثابتة هى صاحبت الكلمة العليا فى الدورى المحلي، فعندما نجد أن هدافى قطبى الكرة المصرية من اللاعبين المدافعين فهذا أمر يحتاج إلى وقفة.
وفى الدوريات العالمية الكبرى، من الصعب أن يحصل لاعب من خط الدفاع على لقب الهداف مهما كانت قوته التهديفية فى الكرات الثابتة، فما زال على معلول هداف الأهلى حتى الآن برصيد 6 أهداف، ومحمود علاء هداف الزمالك برصيد 14 هدفا، كما يعتلى السيد فريد قائمة هدافى فريق سموحة برصيد 8 أهداف، ومحمود متولى يتصدر قائمة هدافى لاعبى الإسماعيلى برصيد 5 أهداف،  فكلها أرقام تعد إيجابية للاعبى الدفاع، لكن فى حالة إذا كان لاعبو الهجوم يقدمون ما يجعلهم فى مقدمة الترتيب.
 

الاكثر قراءة

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام