الإمارات: «الزهبة» جهاز العروس من منتجات باريسية وإيطالية
تختلف وتتباين مظاهر الاحتفال بالعرس من بلد عربى لآخر، وإن اتفقت أغلب الدول على الاحتفال والإشهار، ولكن تظل وسائل التعبير عنصرا يميز كل دولة على حدة وقد تختلف مظاهر الاحتفال من مدينة لأخرى داخل البلد الواحد ولكن تصبح الحنة والهدايا هى العامل المشترك فى كل الأعراس من بلد لآخر.
حافظت الإمارات على كثير من العادات والتقاليد المتوارثة، التى يعتبرها البعض جزءا من الهوية الإماراتية، لكن دخلت عليها بعض مظاهر الحداثة، فمثلا كانت الناقة تحمل العروس وهى تزف إلى عريسها، فحلت محلها الآن السيارة الفارهة. كما أصبح أغلب الإماراتيات يفضلن شراء متطلبات العرس من ملابس وحلى وغيره من دول أوروبية، لا سيما أن العرس نفسه يقام فى أفخم الفنادق الموجودة فى الإمارات، وهناك جزء أساسى من العرس، وهى «الزهبة» التى يعرفها الإماراتيون، وهى عبارة عن جهاز العروس من ثياب وذهب وعطور وغيرها من الأشياء التى تخصها وقد جرت العادة، أن تمر (الزهبة) على جميع النساء الموجودات فى حفل الزواج وعرضها على الموجودات لتتباهى بها أمام الجميع، وهى دليل على ثراء العروس وتفانى أهلها فى تجهيزها. وأخيرا صارت العروس تبحث فى هذه «الزهبة «عن منتجات باريسية وإيطالية، لكنها تظل بنكهة إماراتية خالصة ،لأنها تقدم على أنغام فرقة «العيالة»، التى تبدأ فى العزف مع بدء الاحتفال بمراسم الزواج، وتستمر الأفراح أسبوعاً قبل الزفاف أو ثلاثة أيام عند البعض، وفى صباح يوم الزفاف الذى عادة ما يكون يوم خميس، تجتمع بعض نساء القرية فى بيت أهل العريس لمساعدتهم فى إعداد الإفطار للضيوف وتقدم بعض الأكلات الإماراتية مثل الهريس والخبيص والبلاليط والقهوة والشاى ويتوافد الرجال والنساء من جميع أنحاء القرية إلى منزل أهل العريس للسلام والتهنئة ويقدم لهم الإفطار والقهوة. وعند تقدم العريس لخطبة العروس، يتم الاتفاق على موعد العرس والصداق ويحدد موعد عقد القران ويوم الزواج، ويطلب أهل العروس مهلة قد تمتد لشهرين يستعدون فيها، وخلالها تخبأ العروس عن أعين الناس لمدة أربعين يوماً، خلال هذه الفترة ترتدى العروس الثياب المصبوغة بخلطة مكونة من الورس والياسمين والهيل والصرة، ويدهن جسمها بالنيل والورس. كما يبدأ أهلها فى إعداد الحنة ويحنونها ويدهن شعرها بالعنبر والياسمين ويجدل بالورد والياس والمحلب، وخلال هذه الفترة تأكل الفتاة أحسن المأكولات، وتتولى صديقاتها إحضار وجبات يومية لها مشاركة منهن لفرحتها. وتفضل المرأة الإماراتية فى هذه الفترة، ارتداء بعض أنواع العباءات التى تعتبر جزءا أساسيا من العرس، وهى العباءات السويعى، وأم الخدود، وأم التلايج الخفيفة أو السميكة، هذا إضافة للكثير من العطور مثل دهن العود والزعفران العنبر والصندل والفل والنرجس ودهن الورد. ويقام «المكسار»، وهو عبارة عن خيمة كبيرة من شراع السفينة الذى توضع فيه مختلف أصناف الأطعمة، كما تنحر الذبائح وتتجمع نساء العائلة وصديقات العروس والجارات ليشاركن العروس فرحتها بالرقص والغناء، فى الوقت نفسه توزع الهدايا التى أحضرها العريس لأهل العروس وصديقاتها، وتقوم امرأتان مكلفتان من قبل أهل العريس بعرض الهدايا على الحاضرات، وكذلك يتم استعراض الكسوة وتقدم المفاتيح لأم العروس.
وفى الصباح تبدأ استعدادات العروس باختيار امرأة تقوم على خدمتها قبل العرس بأسبوع، حيث تقوم بوضع الحناء لها، ويدهن جسمها بغسول يسمى «النيل»، وفى ليلة العرس «تستحم» ويغسل شعرها بالسدر المطحون. كما يغسل جسمها حتى يزول النيل عنها، ثم تقوم المرأة القائمة على خدمتها بتدخينها بالطيب الخاص المعد سابقا، وترتدى ملابسها ولا يحق لها أن ترتدى أى ذهب أو حلي. وفى مساء ليلة العرس يتناول الحاضرون طعام العشاء ويشربون القهوة، بعد هذا يدخل العريس مع أهله إلى غرفة العروس ويباركون له ثم يخرجون، وتكون العروس فى غرفة أخرى لا يراها أحد إلا المرأة المكلفة بخدمتها، لتزفها إلى زوجها هيوخالات العروس وقريباتها، وذلك قبل أذان الفجر بنصف ساعة.
تجلس العروس عند زوجها مدة نصف ساعة، ثم يخرجنها ويخرج العريس من الغرفة حتى الثانية عشرة ظهراً، حيث يذهب لرؤية أهله. وتحمم العروس مرة أخرى ويلبسنها أفخر الملابس، وتزين بالذهب ويعطرنها، ويدخلنها على زوجها ظهر يوم الجمعة، لأنه عادة ما يكون العرس يوم الخميس بعد أن تكون قد تناولت طعام الغداء، وفى المساء تخرج العروس من غرفتها وقد تزينت وتجلس فى مقعد مخصص لها، وتتوافد النساء لمشاهدة العروس والمباركة لها، وتدوم هذه الحال سبعة أيام، وصباح يوم الجمعة يقدم العريس لعروسه هدية الصباحية.
يقيم أهل العريس مأدبة عشاء احتفاء بقدوم العروس، يدعون لها الأهل والأصدقاء وتحضر العروس برفقتها المكلفة بخدمتها فقط وتجلس أمام النساء لمشاهدتها ولا تحضر أمها معها ولا تأتى إلى منزل العريس إلا بعد فترة. وتستمر النساء فى الاحتفال بالعروس أربعين يوما، حيث تقوم سيدات الأسرة بزيارتها يوميا بهدف مساعدتها على تقبل الحياة الجديدة بالتدريج. السعودية
يأتى اختيار العريس للعروس غالبا عن طريق الخاطبة أو ترشيح من الأم والأخوات، وبعدها تأتى «الرؤية الشرعية» فى حضور شقيق العروس أو والدها وإذا نالت العروس إعجاب العريس، يقوم بإلباسها طاقما ذهبيا.كما يمنح أمها مبلغا من المال تأكيدا منه على الزواج من ابنتها ثم يتم الاتفاق على تكاليف الزواج والمهر والشبكة و»الملكة» وهو مصطلح يطلق على عقد القران. ويقام حفل بمناسبة» الملكة» يقيمه والد العروس ويدعو إليه المقربين من أهل العروسين، ويقدم العريس فيها عربة أو صندوق الملكة وهو عبارة عن علبة بها المهر وهى هدية من العريس لعروسه لتجهز بها نفسها وتتراوح قيمة المبلغ من عائلة لأخرى وتحتوى على عطور وبخور. وفى بعض الحالات يحتوى على أدوات تجميل وفى الحفلة يقدم العريس وأهله طقما من الذهب وتسمى الشبكة. المغرب
تعتبر الخطوبة من الخطوات الأساسية فى العرس المغربى ومن دونها لا يتم الزواج، وفى هذا اليوم يتعرف أهل العروسين على بعضهما، ويتم تحديد شروط العرس والشبكة والهدايا وملابس العروس وتفاصيل مراسم الزفاف وعادة ما تنظم الخطبة قبل سنة من العرس، حيث يخبر أحد الأقارب أهل العروس بقدوم أهل العريس لطلب يدها ثم تتحضر العائلتان للحفلة وخلال الحفلة يقدم العريس الهدايا للخطيبة فى علبة فضية وتشمل الهدايا خاتم الخطبة ومياه وتمر وجلسة الحنة والعطور والأحذية والقفطان وما لا يقل عن 64كيلو جراما من السكر الذى يعتبر أول هدية منالعريس إلى عروسته ويرمز السكر للحياة السعيدة وفى حال لم تقبل أم العروس بالعريس يعاد السكر كتعبير عن رفض العريس.
ولا تكتفى العروس بفستان واحد للعرس ويطلق عليه “اللبسة”، ويعتبر عدد الفساتين التى ترتديها العروس فى العرس، دليلا على ثراء العرس، وترتدى العروس من فستان وحتى ثمانية فساتين، وكل فستان يمثل الزى التقليدى لمدينة مغربية، وفى ختام العرس ترتدى الفستان الأبيض وهو عبارة عن قفطان مصنوع من الحرير والشيفون بأكمام طويلة ومطرز بالخرز وله حزام على الخصر.وفى بعض الأحيان يكون هذا الحزام مصنوعا من الذهب أو الفضة كنوع من التفاخر بين العائلات المغربية، ويعرف الفستان باسم المنصورية، وترتديه العروس فى (القعدة) أى عندما تجلس بجانب العريس يوم الزفاف وقبل العرس يأتى الحمام المغربى، والذى يعتبر من العادات الأساسية التى تقوم بها العروس فى المغرب حيث تجتمع قريبات وصديقات العروس معها لقضاء يوم فى الحمام المغربى وخلال الحمام،تخضع العروس لجلسات بخار وماسكات، لتنظيف البشرة ومنحها النضارة والحيوية واللمعان ثم جلسة الحنة، وبعدها تأتى النكافة وهى المرأة المسئولة عن فساتين العروس فى يوم العرس، حيث ترتدى العروس الفساتين من اختيارها، كما تساعدها على ارتداء الفساتين والإكسسوارات طيلة فترة العرس، وعادة ما تحضر النكافة اللباس المغربى التقليدى ومجموعة من الفساتين المغربية ليوم العرس، وهى الليلة الكبيرة التى يستمر التحضير لها لعدة أيام، ويبدأ يوم العرس بتزويج الشيخ العروسين، ثم تصعد العروس على “العمارية”، وهى عبارة عن كرسى خشبى ومزين وعالٍ يحمله أربعة شباب على أكتافهم، ثم يبدأ الرقص على أنغام فرقة الدقيقة التى تزف العروسين وأنغام الأغانى المغربية، وبعد ذلك يجلس العروسان وسط الحضور ويتبادلان التهانى ويلتقطان معهم الصور، وخلال الحفل تنسحب العروس مع النكافة لتغيير فستانها، ثم تعود للترحيب بالضيوف، وقبل نهاية الحفل ترتدى الفستان الأبيض.
كما تعد الأطباق المغربية الشهيرة أهم ما يميز العرس المغربى مثل “الكوسكوس” و”المشوي” و” الطاجين “، إضافة إلى الدجاج بالبرقوق ويشرب الضيوف الشاى أو النعناع وتستمر الحفلة حتى الفجر بعدها تتجه العروس إلى بيتها الجديد وتستقبلها أم العريس وتقدم لهما التمر والحليب كترحيب بانضمام العروس إلى العائلة، وفى يوم الصبوحى، هو اليوم التالى لحفل الزفاف والدخلة، وخلاله تأتى عائلة العروس إلى منزل العريس محملة بالهدايا. اليمن
عند موافقة أهل العروس على العريس، يتوجه العريس مع عائلته لمقابلة العروس وأهلها، حاملين معهم كمية كبيرة من (القات) كهدية للرجال، أما النساء فيقدمن للعروس طقما كاملا من الملابس والأحذية، مع تقديم طقم ذهب يسمى (شبكة الخطوبة)، وبعد ذلك يتم تحديد موعد العقد بحضور أهل العروسين فى منزل الفتاة ويتم تجهيز أكياس من الحلوى لنثرها فوق الحاضرين عند إكمال العقد الشرعى على يد المأذون ويكون لزاما على جميع الحاضرين مد أيديهم إلى الأرض لأخذ نصيبهم.
وقبل العرس بيومين يجهز العريس وليمة فى منزله لوالد العروس ووالدتها وإخوانها وأخوالها وأعمامها، وفى مساء ذلك اليوم يتم عمل الحناء للعريس، حيث يجتمع عنده أصحابه وأصدقاؤه ويقومون بتحنيته، وفى اليوم التالى وهو خاص بالعروس ويطلق عليه يوم “الأخضر” تقوم العروس بارتداء اللباس الأخضر كاملا من رأسها وحتى قدمها ويتم تنقيبها بنقاب أخضر مزين بالذهب ابتداء من العصر عند حضور الصديقات والقريبات والأهل للاحتفال معها، ولا تكشف العروس عن وجهها فى ذلك اليوم إلى المساء. وفى صباح اليوم التالى الذى يسمى يوم “النقش”تذهب الفتاة من الصباح إلى الكوافيرة لتصفيف شعرها وعمل الماكياج اللازم وارتداء فستان الزفاف الأبيض. ثم تنتقل مباشرة إلى صالة العرس فى العصر حيث تسبقها إليها المدعوات ويكون العريس فى قاعة أخرى مع المدعوين إلى المساء. ثم ينتقل بعد صلاة العشاء إلى أمام منزله،ليقف وسط الشارع يحيط به المدعوون والمنشد، مرددين الأناشيد لمدة ساعة تقريبا، ثم يدخل إلى منزل الزوجية الذى تعد فى إحدى غرفه كوشة يجلس فيها منتظرا حضور زوجته، التى تأتيه فى سيارة مزينة، بعد أن تجولت فى موكب كبير من السيارات بشوارع المدينة، ثم تدخل إلى زوجها فى تلك الكوشة ليكشف عن وجهها. وفى الليلة التى تعقب ليلة الزفاف يخرج العريس فى الصباح إلى بيت والد العروس للسلام على عمه وعمته، ثم يأخذه أصدقاءه إلى أحد المتنزهات حتى وقت الظهر ثم يعود إلى منزله.
وفى اليوم الثالث الذى يسمى فى بعض المناطق “الشكمة” وهو احتفال تقيمه والدة العروس لابنتها فى منزل والدها حيث يتم دعوة جميع من حضر العرس لحضور هذا الاحتفال فى بيت والدة العروس وعادة تأتى العروس إلى هذا الاحتفال وهى بلباس ثوب الزفاف ويستمر هذا الاحتفال من العصر وحتى المساء حيث تعود إلى بيت زوجها.
وفى بعض المناطق المتفرقة باليمن يتميز صباح اليوم الأول للزفاف بحضور أهل العروس إلىمنزل ابنتهم ويسمى “يوم القهوة” حيث تحتفل العروس مع أخواتها وصديقاتها المقربين ويعطى العريس لحماته مبلغا من المال يسمى “الفتح” بشرط ألا يكون الزوج قد لامس زوجته منذ الدخول عليها وحتى صباح هذا اليوم ثم تجلس الأم بعد الفتح سبعة أيام فى منزل العروسين. وفى اليوم السابع يذبح العريس لحماته رأس غنم ثم ترجع إلى بيتها محملة بهذا الطعام الشهى ولا تأتى العروس بيت والدتها إلا بعد شهر من الزواج على الأقل أو شهرين ويصل فى بعض المناطق إلى سنة.