سوق ومال



قيمتها تبلغ 77 مليار دولار بحلول 2022.. «الهدايا».. سوق رائجة فى الوطن العربى

15-6-2019 | 16:06
شاهيناز العقباوى

تحتل تجارة الهدايا مكانة مميزة حول العالم ويشتهر بها عدد من البلدان، لا سيما أنها تحقق عائدات متميزة ونتائج مربحة، وتوقع محللو أبحاث السوق فى شركة Tecnavio الأمريكيةلبيع الهدايا العالمية، أن سوق التجزئة للهدايا العالمية سوف يسجل عائدات تبلغ نحو 77 مليار دولار بحلول عام 2022. حيث إنها تجارة مربحة جدا وتحقق عائدات إيجابية، نتيجة لحاجات الجمهور المستمرة لها، بما يتناسب مع الثقافات والمناسبات المختلفة لجميع دول العالم.

لم تكن الدول العربية ببعيدة عن الدخول فى هذا المجال الشيق، لا سيما أن العرب هم أصحاب الذوق الرفيع ومبتكرو فن الهدايا، حيث تهتم دول مجلس التعاون الخليجى بالاستثمار والمشاركة بقوة فى هذا المجال، وتحتل دولة الإمارات العربية المتحدة مكانة الصدارة، حيث يقدر حجم سوق تجارة الهدايا الفاخرة من ساعات وإكسسوارات وعطور بها بأكثر من مليار درهم سنويا، فى حين يقدر حجم سوق الهدايا الفاخرة على المستوى الخليجى، بما يزيد على مليارى ونصف المليار درهم، بما يعنى أن سوق الإمارات تستحوذ على أكثر من ثلث هذا النوع من التجارة.
وتأتى المملكة العربية السعودية فى مرتبة متقدمة، من حيث تحقيق عائدات متميزة فى مجال تجارة الهدايا طوال العام، لا سيما أن موسم العمرة ينعش سوق الهدايا فى كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، إذ توقع اقتصاديون وعاملون فى قطاع بيع الهدايا، أن يصل مقدار صرف المعتمرين والزوار خلال شهر رمضان على شراء الهدايا إلى أكثر من 160 مليون دولار، مع وجود نحو 500 ألف معتمر فى اليوم الواحد بين المدينتين المقدستين، بحسب آلية التفويج المتبعة من وزارة الحج والعمرة. مما يدفع بهذا القطاع إلى جذب المزيد من المستثمرين لمحاولة تحقيق أكبر عائد استثمارى من هذه التجارة الرائجة، الأمر الذى دفع بالكثير من المحال التجارية لطلب تغيير نشاطها إلى الاستثمار فى مجال بيع الهدايا، كنشاط مؤقت تجيزه مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفق اشتراطات تفرضها على الراغبين فى تحويل أنشطتهم التجارية فى موسم رمضان أو الحج.
وتهتم دول شمال إفريقيا فى الاستثمار بهذا المجال، وتحتل مصر مرتبة متقدمة بين الدول العربية فى بيع الهدايا، خصوصا ما يتعلق بالأماكن الأثرية والسياحية بها تليها تونس والمغرب.

وتعتبر سوق بيع الهدايا من الأسواق الجاذبة للاستثمار حول العالم خاصة بفترات المواسم والأعياد التى تختلف وتتنوع من دولة إلى أخرى، هذا ما أكده الدكتور محمد يوسف، الخبير الاقتصادى بالمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن الدول الدول الكبرى مثل الصين وأمريكا تحاول الاستفادة من رواج هذه السوق، والسعى بالاستثمار بها فى شتى المجالات سواء بإنتاج الهدايا التى تتناسب مع ذوق واحتياجات كل دولة على حدة، أم عن طريق الدخول فى مجالات تسويقية ترويجية أكبر، من حيث الاستثمار فى افتتاح سلاسل تجارية تعتمد فى الأساس على بيع الهدايا.

وتحاول الدول العربية - على حد قوله - المنافسة فى هذا المجال، خصوصا أنه من المجالات التى حققت نجاحات عالمية بشهادات دولية، وبرز على السطح دخول العديد من الدول العربية الكبرى هذه السوق العالمية بقوة.

الاقتصادات المتقدمة
ولم تبتعد الدكتورة أمانى عصام، بكلية التجارة جامعة حلوان عن هذه الرؤية، موضحة أن ثقافة الهدايا المتنامية ستكون من العوامل الرئيسية التى تعزز نمو هذه السوق خلال السنوات القليلة المقبلة. خصوصا أن المستهلكين - على اختلاف تخصصاتهم حول العالم - يسهمون فى الاقتصاديات المتقدمة، فى دفع الحاجات السوقية إلى اتجاه واحد هو ارتفاع الطلب على البضائع المتخصصة فى مجال تجارة الهدايا والذى تزامن مع تزايد الطلب على الهدايا بانواعها المتختلفة .
واستعرضت أن الشركات المتخصصة فى مجال دراسة الأسواق تحاول من وقت لآخر ابتكار أعياد ومناسبات جديدة، إلى جانب المناسبات الرسمية، لتعمل على الترويج لسعلة معينة، وذلك بالاتفاق مع الدول الكبرى المنتجة لهذه السلعة، وتدفع بالمستهلكين إلى شرائه، وتختلف السلع من حيث احتياجات المستهلكين وحاجة السوق.
ودعت إلى ضرورة وزيادة الاهتمام بقطاع الهدايا وتنميته بالدول العربية، بحيث تكون غالبية صناعة تلك الهدايا محلية، وهو الأمر الذى يعود نفعه بالدرجة الأولى على الاقتصاد الوطنى بكل أشكاله، مع ضرورة البحث عن المشاكل التى تعوق تنمية هذه التجارة الناجحة والسعى لحلها.

أحمد أبو جبل، رئيس شعبة لعب الأطفال فى غرفة القاهرة التجارية، أكد أن قطاع بيع الهدايا مهم وحيوى، ويحقق نجاحات على مستوى العالم، وهو ما دفع بالكثير من الدول إلى الدخول بقوة فى هذا المجال، لا سيما أنه من المجالات التى تحقق أرباحا أكيدة، لكن الأمر يحتاج إلى قدرة تسويقية وترويجية لسوق الهدايا.

وأعتقد أن باريس ودبى من الأسواق التى نجحت بقوة فى هذا المجال، وحققت أرباحا ضخمة من خلال مهرجانات الهدايا التسويقية التى اشتهرت بها وتحاول الترويج لها على مستوى العالم، ودخلت مصر مجال الاستثمار فى بيع الهدايا منذ فترات زمنية طويلة، خصوصا أنها تشتهر فى الأماكن الأثرية والسياحية، لكنها مرت بعدد من الأزمات التى أثرت بشكل مباشر على حصيلتها التجارية، حيث تواكب مع عدد من الأحداث السياسية، لكن أخيرا تمكنت من العودة بصورة معقولة للمنافسة فى هذا المجال .

وأضاف أنه يعد من القطاعات المهمة والحيوية فى العالم العربى، من الضروى أن توسع السوق المصرية مجال الاستثمار به، وهذا لن يحدث إلا إذا تمكنت القاهرة من الدخول فى مجال الإنتاج المحلى، والكف عن الاستيراد من الخارج، هذا فضلا عن أهمية التركيز على الدعاية الإيجابية والاستفادة من القوة الشرائية للمستهلكين خلال المواسم والأعياد والمناسبات، مع تشجيع المستثمرين فى هذا المجال وتقديم تسهيلات لهم.

واستعرض اللواء عزت الشيشينى، الخبير الاقتصادى، أن سوق الهدايا يعتمد فى الأساس على المناسبات الخاصة والعامة، حيث تزداد القوى الشرائية للمستهلكين على سلع معينة خلال فترات زمنية بما يعتمد على الذوق العام والمناسبة، مثل الأعياد والاحتفالات والمناسبات الدينية وغيرها.

وأوضح أن الميزة النسبية لسوق الهدايا حول العالم، أنها لا تصاب بالركود ولا تتأثر كثيرا بالأزمات الكبرى، لأنها دائمة التنوع بما يتناسب مع احتياجات السوق والإمكانات المادية للمستهلكين.
هذا بالإضافة إلى أنها لا تصاب بالكساد بسبب تغير الذوق أو بالتلف، لذا نرى الكثير من المحال التجارية الكبرى، حولت نشطاها أخيرا للاستثمار فى هذا المجال نظرا للعائد المنتظر والمتوقع منه.
 

الاكثر قراءة

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام