الملفات



بخطط طموحة وضعتها وزارة التراث والسياحة.. طفرة سياحية فى سلطنة عُمان

3-3-2025 | 15:36
مسقط - الأهرام العربى

حققت سلطنة عُمان نقلة نوعية، فى طريق تمكين القطاع السياحى من دوره باعتباره أحد القطاعات الواعدة المعول عليها لتحقيق مستهدفات التنويع الاقتصادى فى رؤية "عُمان 2040"، من خلال العمل على تعظيم الاستفادة من المقومات التراثيّة والسياحيّة، بما يحقق تنويع المنتج السياحى جنبًا إلى جنب مع صون، واستدامة هذه المقومات وفق خطط طموح وضعتها وزارة التراث والسياحة محققة معدلات إنجاز تفوق الـ 100 %، ومتضمنة عددًا من المحاور منها تحسين منظومة التخطيط والتطوير وجلب الاستثمارات، وتحقيق الاستدامة المالية والتحول الرقمى وتنمية القدرات الوطنية والتشغيل، واستدامة التراث الثقافى المادى وتطوير المنتجات والتجارب السياحيّة، بالتكامل مع الجهات ذات العلاقة والقطاع الخاص والترويج لسلطنة عُمان، بوصفها وجهة سياحيًة متميزة للسياحة المحلية والدولية.
فقد سجلت السياحة القادمة لسلطنة عُمان، ارتفاعًا قياسيًّا بـ 36.7 % بنهاية 2023 ليبلغ إجمالى الزوار 4 ملايين، حيث تدل هذه البيانات على نجاح خطط الترويج وتنوع المنتجات، والتجارب السياحية والاستثمار فى تمتين البنية الأساسية للقطاع السياحى.
وتأتى كل تلك الإنجازات بفضل التاريخ العمانى الضارب فى القدم والعمق التراثى والحضارى الذى يتجلى فى مواقع أثرية لا تزال تتوالى الاكتشافات فيها لتقف شامخة، وشاهدة على تاريخ يحكى تفاصيله لكل مهتم بسبر أغواره والتعرف على الحضارات، فضلا عن العديد من القلاع والحصون والأسواق التراثية، والحارات القديمة التى تقدم للزائر معايشته. 
كما تأتى أيضا كل هذه الإنجازات، وسط نعمة الأمن والأمان التى تتمتع بها سلطنة عمان، وشعبها المعروف بكرم الضيافة التى يتوارثها على مدار أجيال وما يقدمه للزائر، وما يتمتع به من ثقافة مبنية على الاعتزاز بهويته، والانفتاح على مختلف الثقافات وقبول الآخر.
تعمل وزارة التراث والسياحة، على تنفيذ حملات وشراكات ترويجية فى الأسواق المستهدفة، حيث تشمل هذه الحملات المعارض المتنقلة والحملات الترويجية المشتركة فى الأسواق الخليجية، والآسيوية والأوروبية المستهدفة، وكذلك حملات ترويجية محلية.
وتتضمن جهود الترويج المشاركة فى المعارض السياحية العالمية والرحلات التعريفية فى الأسواق الخليجية، والأسيوية والأوروبية المستهدفة والأسواق الأخرى، وحلقات عمل فى سلطنة عمان بين الشركات السياحية العمانية، ونظرائها فى الأسواق المستهدفة، بالإضافة إلى إنتاج المحتوى والمواد والتصاميم الترويجية، والاشتراك فى المنصات الإلكترونية.
وحققت الوزارة، معدلات إنجاز عالية من ناحية زيادة عدد الفاعليات السنوية للسياحة الداخلية، واستقطاب سياحة الأعراس الدولية، حيث تعمل وزارة التراث والسياحة، على جعل سلطنة عمان وجهة عالمية لسياحة الأعراس، بالإضافة إلى الرحلات العارضة والسفن السياحية.
 
البيئة العمانية.. خصوصية فريدة
ولاشك أن مفردات البيئة العُمانية، تتمتع بخصوصية متفرّدة أوجدت العديد من المنتجات السياحية التى توفر للزائر تجربة خاصة، حيث إن التنوع الطبيعى بين الجبال والسهول والوديان، يجعل سلطنة عُمان وجهة لاستقطاب الشغوفين بالمغامرة، وتسلق قمم الجبال أو استكشاف مكنونات الكهوف، وسفوح الوديان وأيضا محبى الرياضات البحرية الذين يجدون ضالتهم فى الشواطئ الممتدة، وما تضمّه من جزر فضلا عن المقوم الرئيسى للقطاع السياحى فى سلطنة عُمان، والمتمثل فى الشعب العّمانى الذى توارث على مدار أجيال كرم الضيافة، وما يقدمه للزائر وما تتمتع به البلاد من نعمة الأمن والأمان، التى تعد نتاجا لثقافة الشعب العُمانى المبنية على الاعتزاز بهُويته، والانفتاح على مختلف الثقافات وقبول الآخر.
يضاف إلى ذلك، التاريخ العُمانى الضارب فى القدم والعمق التراثى والحضارى، الذى يتجلى فى مواقع أثرية لا تزال تتوالى الاكتشافات فيها لتقف شامخة، وشاهدة على تاريخ يحكى تفاصيله لكل مهتم بسبر أغواره والتعرف على الحضارات، فضلا عن العديد من القلاع والحصون والأسواق التراثية والحارات القديمة التى تقدم للزائر معايشته. 
كما أن سلطنة عُمان بما تضمه من تنوع بيئى، تعد واحدة من أهم الوجهات للمهتمين بالسياحة الجيولوجية، واستكشاف طبيعة هذه الأرض وصخورها، وما تضمّه من حياة فطرية، عملت سلطنة عُمان على صونها من خلال المحميات الطبيعية والأراضى الرطبة، علاوة على كونها واحدة من أهم الدول التى يتم فيها حصر النيازك.
وقد عملت سلطنة عمان، على دعم هذه المقومات ببنية أساسية فى القطاع السياحى، حيث إنه بلغ عدد الغرف الفندقية فى المنشآت الفندقية المرخص لها حتى نهاية الربع الثانى من العام 2024م، 34 ألفًا و516 غرفة، موزعة على 924 منشأة فى محافظات سلطنة عُمان، تنوعت بين الفنادق من فئات بين 3 و5 نجوم، والشقق الفندقية والمخيمات والاستراحات والنزل التراثية، والخضراء وبيوت ضيافة موفرة خيارات متعدّدة للزائر.
 
استدامة القطاع السياحى
وقامت وزارة التراث والسياحة، بدعم استدامة القطاع السياحى من خلال جلب وتعزيز الاستثمارات فى سلطنة عُمان، إذ بلغ حجم الاستثمارات المخطط لها، والتى يجرى العمل عليها 2.7 مليار ريال عمانى إلى نهاية العام الحالى 2025، منها قرابة 2.3 مليار، تم تصنيفها كاستثمارات مؤكدة، وفقًا للبرنامج الاستثمارى التابع لوزارة التراث والسياحة، بالإضافة إلى العديد من التسهيلات مثل تخصيص الأراضى للمشروعات السياحية، والمتابعة الحثيثة والدورية من الوزارة للمشروعات، وفق الأهمية النسبية وحجم الاستثمار المرتبط بها.
ومن أبرز الاستثمارات التى يجرى متابعتها من خلال هذا البرنامج، الاستثمارات المرتبطة بالمجمعات السياحية المتكاملة، حيث بلغت قيمة الاستثمارات المخطط لها للفترة من 2025-2021، نحو 1.5 مليار ريال عمانى.
 
جهود صون التراث والثقافة
كما تمضى وزارة التراث والسياحة، فى جهود صون التراث والثقافة من خلال إعداد سلطنة عُمان ملفًّا لإدراج موقع بسيا وسلوت الأثرى فى قائمة التراث العالمى، ليضاف إلى 5 مواقع عُمانية مُدرجة على القائمة، وهى موقع قلعة بهلاء بولاية بهلاء بمحافظة الداخلية، ومواقع بات والخطم والعين بولاية عبرى بمحافظة الظاهرة و4 مواقع، بأرض اللبان فى محافظة ظفار وهى (البليد، سمهرم، خور روى، وادى دوكة، الشصر)، ويعتبر موقع البليد أهم وأكبر هذه المواقع الأثرية، إضافة إلى 5 أفلاج وهى: أفلاج دارس، والخطمين، والملكى، فى محافظة الداخلية، وفلج الميسر فى محافظة جنوب الباطنة، وفلج الجيلة فى محافظة جنوب الشرقية ومدينة قلهات الأثرية بمحافظة جنوب الشرقية التى تحتفظ جميع عناصرها على أرض مساحتها 35 هكتارًا بالإضافة إلى مساحة مماثلة فى البحر، وتعتبر محمية طبيعية من جوانبها الثلاثة. 
 كما تعمل الوزارة على تمكين القطاع الخاص والشركات الأهلية لاستغلال المعالم التاريخية سياحيًّا واستثمارها بما يضمن استدامتها، حيث إن المستهدف لعام 2025، هو تمكين القطاع الخاص من استثمار 25 معلمًا تاريخيًّا.
ويتم فى هذا الصدد أيضًا العمل على عدد من المشروعات، منها تنفيذ برنامج عمل ميدانى، لرصد سقوط النيازك فى سلطنة عُمان والتحضير لإعداد كتاب علمى عنها، ودعم المتاحف الخاصة والبيوت التراثية، وتنفيذ مشروع الابتكار فى الصاروج العُمانى، وإنتاجه بكميّات تجاريّة لترميم وصيانة المبانى التراثيّة، علاوة على التنقيبات والمسوحات الأثريّة واستقطاب البعثات الأثرية وإنتاج الإصدارات العلمية المتخصّصة فى هذا المجال.
حديقة النباتات.. ومواقع أرض اللبان
وتمضى الوزارة فى عدد من المشروعات المستدامة منها مشروع حديقة النباتات العُمانية والاستثمار بمواقع أرض اللبان، وتم تأهيل وتطوير مواقع قلعة بهلاء وقلهات الأثرية ومواقع بات وموقع بسيا وسلوت الأثرى والخطم والعين، وإدراج مواقع فى القائمة التمهيدية فى قائمة التراث العالمى والترويج والتسويق لمواقع التراث العالمى وإعداد وتأهيل العاملين فى مجال التراث العالمى، بالإضافة إلى إعداد مشروع الحديقة الجيولوجية بجبال الحجر، ومتابعة متطلبات تسجيلها فى قائمة الحدائق الجيولوجية العالمية.
ويتم العمل على صون التراث من خلال ترميم وصيانة عدد من مواقع التراث المعمارى جنبًا إلى جنب، مع تنفيذ حملات وشراكات ترويجية فى الأسواق المستهدفة، وزيادة الفاعليات السنوية للسياحة الداخليّة والرحلات العارضة والسفن السياحية، والزيادة فى عدد المؤتمرات المستقطبة. 
 

الاكثر قراءة

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام