رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
السبت 19 يوليو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
مقالات
من ملفات الـ «F.B.I»
3-3-2025
|
16:05
د. إيمان طاهر
يدار هذا العالم من خلف الكواليس، فأحيانا بجلسات العشاء الفاخرة، أو بمكاتب مغلقة، أو منازل سرية، تعقد فيها محادثات تحكمها عقلية المؤامرة والمصالح، وتتم فيها تفاهمات ظاهرها محاكاة روح الديمقراطية وباطنها هو سيادة العالم، والحصول على أكبر عدد من الأهداف للوصول للخطط، التى تم وضعها مسبقا للسيطرة الكاملة.
هؤلاء المتحكمون بعالمنا، لا يعنيهم أبدا كم من الوقت أو الأعوام سيمضونها فى تحضير إستراتيجيات، وآليات سياسية أو اقتصادية أو مساع دبلوماسية سيبذلونها، ولا يعنيهم قضايا حقوق الإنسان أو القيم الديمقراطية، كما يدعون، بل إن شاغلهم الرئيسى، هو منع ارتقاء أى بلد لسلم المسرح العالمى، لذلك فهم دائمًا ما يمشون على حبال دقيقة ومشدودة فى حاله تأهب مستمرة، ومهما كانت قضاياهم المطروحة ووجهات نظرهم الموجهة لمنطقتنا غير عادلة أو مشروعة، فهم دائمًا ما يتسللون من خلف أبواب أخرى، تجتاز اختبار الزمن بالتفاوض كنوع من الهندسة المتجددة لاحتواء هذا العالم.
وحتى نفهم كيف يفكرون ويديرون كل خططهم، لابد أن نعود لتاريخ إنشاء أول جهاز سلطوى، يحقق لهم كل تلك الأهداف، ويحافظ بذات الوقت على هيبة دولتهم، مهما كانت أساليبهم غير مشروعة أو إنسانية.
فى عام 1908، اتخذ الرئيس الأمريكى روزفلت قرارًا بإنشاء مكتب التحقيقات الفيدرالى «F.B.I»، مستندا لادعاءات، بأنه يجب على أمريكا التطلع للمستقبل، والتنبؤ بتصرفات القوة الكبيرة الخرقاء التى حركتها الثورة الصناعية، بكل تغييراتها والفوضى المنتشرة بالعالم.
كان كل ما يزعجه هو استحواذ البلوتوقراطيين «الطبقة الثرية التى تتمتع بالسلطة»، على النفط والفحم والمعادن والأراضى، وعلى الرغم من أن الدستور الأمريكى بأفكاره الحرة تمنع التجسس، أو التدخل بشئون الغير الخاصة، فإنهم خرقوا قوانينهم، واستطاعوا انتقاء وتدريب أفراد يتسمون بمعايير خلقية، تتيح لهم التعامل مع أشخاص مجرمين، أو عاديين، لكن بعقلية الشك، وتم منحهم امتيازات تتخطى القوانين، واعتبروهم فوق السياسة فى ظل بند واحد فقط للسيطرة عليهم، بأن يكون النائب العام على علم وموافقة بكل خطواتهم.
وحين تسلم هوفر سلطة رئيس قسم الراديكالية، لهذا القسم بوزارة العدل، وكان عمره لا يتخطى خمسة وعشرين عاما، أشرف على المئات من العملاء والمخبرين العاملين بهذا المكتب، واستخدم كل سلطاته وتخطاها ضد الأمريكيين والأجانب، منذ بداية الحرب العالمية الأولى، ولأن السلطة والنفوذ، إذا ما وقعت فى غير محلها تتحول لأداة ظلم كبير فقد أبدع فى وضع آليات للاعتقالات الجماعية، ووضع قائمة تتعدى 1400، سياسى بداخل أمريكا، واستحدث قانون الجاسوسية بعام 1917، حيث أتاح له اعتقال كل من يشتبه به ومراقبتهم وفتح بريدهم الخاص، واعتبر كل من يتلفظ أو يطبع، ويكتب وينشر أفكارا من شأنها إيذاء أمريكا بأنها تعكس الخيانة، وتوجب المحاكمة حتى لو كانت جرائمهم أقوالا لا أفعالا!!
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
نبوءات تلمودية مشفّرة
اللا مبالاة العالمية (2)
فى الذكرى الخامسة والسبعين للعلاقات بين فنزويلا ومصر
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام