رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 15 يونيو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
مقالات رئيس التحرير
نظام عالمى فى مفترق طرق
3-3-2025
|
16:33
جمال الكشكي
جاءت اقتراحات الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، حول تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة إلى مصر والأردن، لتؤكد أن شرايين السياسة الأمريكية مغلقة، وتعانى من انسداد أفق، وعدم وجود مفكرين إستراتيجيين من قماشة هنرى كيسنجر أو بريجينسكى، ولا زعماء أمثال جون كينيدى، أو كارتر أو كلينتون، أو حتى بوش الأب، فجميعهم قدموا تصورات للحل فى القضية الفلسطينية، وإن كانت غير مرضية، لكنها كانت نوعا من الحل.
أما الآن، فيعتقد الرئيس دونالد ترامب أنه يمكن أن ننسف ونمزق قرارات دولية، بعضها يتخذ صفة الشرعية الدولية، كونها صادرة عن مجلس الأمن الدولى، منذ ثمانين عاما، وبعضها تم التوقيع عليه ثنائيا، كالاتفاقيات التى جرت بين كل من العرب وإسرائيل.
كان من المفترض أن نراكم على هذه الاتفاقيات، ونصل إلى حل جذرى، يقوم على إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة فى دولة مستقلة، والقاصى والدانى يعلم أنه من دون حل هذه القضية، لن يكون هناك أى استقرار، سواء على مستوى الإقليم، أم على مستوى العالم.
جرب المجتمع الدولى ذلك عمليا فى سلسلة الحروب الأخيرة، التى بدأت بعد السابع من أكتوبر عام 2023، وشملت الأراضى الفلسطينية، ولا تزال، ولبنان وسوريا، والعراق واليمن وإيران، وجذبت إلى المنطقة كل القوى الدولية، بدءا من الولايات المتحدة الأمريكية، وإنجلترا وألمانيا، وفرنسا، وبعض قواعد حلف الناتو، وقد صار الشرق الأوسط مسرحا لتجريب شتى أنواع الأسلحة.
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الاقتصاد تضرر بشدة لكل الدول العربية، وتضررت عوامل الاستقرار، وتكاد الفوضى تطل برأسها مرة أخرى، والبعض يحاول أن يستعيد زمن ما قبل عشر سنوات.
الحقيقة هنا، أن الرئيس ترامب تم التعويل عليه، حسب خطاباته أثناء حملته الرئاسية، بأنه سيكون رجل سلام، وأنه سيوقف الحروب، لكنه جاء الآن لا ليوقف الحرب، بل يريد أن يجعل الخرائط تصطدم ببعضها بعضا، وقد لفت نظرى أن الرئيس ترامب صرح للمرة الثانية، أو الثالثة، بأن مساحة إسرائيل صغيرة، وقد قال يوم الإثنين الماضى، الثالث من فبراير عام 2025، بأن إسرائيل تشبه القلم الصغير الموضوع على المائدة الكبيرة، والمائدة التى يعنيها هى خريطة الشرق الأوسط، بينما القلم هو إسرائيل.
قال ذلك ردا على سؤال حول فكرة تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، وإعطائها لإسرائيل، فقد جاء جوابه بهذا الشكل، الذى يؤكد أن الرجل لا يزال يفكر بطريقة الصفقات، بينما يعلم المجتمع الدولى أن القضية الفلسطينية بتشابكاتها، وتعقيداتها الدينية، والثقافية والتاريخية، لا تحل بمجرد نقل سكان من أماكنهم الأصلية، لاسيما أن الفلسطينيين تعرضوا لظلم تاريخى، يعود إلى ثمانين عاما، عندما قيل لهم عام 1948، أثناء النكبة، إنكم ستخرجون مؤقتا، وستعودون حالما تتوقف الحرب، لكنهم خرجوا إلى المنافى، ومناطق اللجوء من دون أن يعودوا قط، ولا تزال المخيمات فى لبنان وسوريا والأردن وغيرها، تكتظ بهؤلاء اللاجئين، برغم صدور القرار الدولى 194، الذى دعا إلى عودة اللاجئين إلى بلادهم الأصلية، وقراهم فى فلسطين.
لكن إسرائيل بقوة الأمر الواقع، ودعم الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، حالت دون تحقيق ذلك، كما حالت دون تنفيذ القرارات الدولية الأخرى.
إن التصورات والاقتراحات المتتالية للرئيس ترامب، منذ تنصيبه، تقود النظام العالمى إلى ارتباك، واضطرابات، ربما لا تنجو منها أى قوة عالمية، وفى القلب منها واشنطن، عاصمة القرار الأمريكى، فمن يقرأ ويتأمل قرارات الرئيس الأمريكى، يجد نفسه أمام معضلة سياسية غير مسبوقة فى العلاقات الدولية، فقد بدأ بالتصادم مع كل الخرائط، بدءا من كندا والمكسيك، وجرينلاند، وقناة بنما فى أمريكا الشمالية والوسطى.
أيضا امتد الصدام إلى الحليف الرئيسى، وهى أوروبا، عندما فرض عليها رسوما وضرائب، وهدد برفع الحماية عنها، ومحاولة حل القضية الروسية - الأوكرانية، من دون اعتبار لمصالحهما الإستراتيجية، مما دعا الدول التى يناهض مساراتها الاقتصادية والسياسية، إلى أن ترد بالمثل، مما يجعل العالم يقف على حافة الفوضى، بل الانفجار، لاسيما أن ترامب، بهذه السياسة، يتجاهل اتفاقيات التجارة الحرة، ويتجاهل الاتفاقية الثنائية، بين بلاده والبلاد الأخرى، مما يعنى أنه يعيد كتابة شكل جديد فى العلاقات الدولية، ربما يؤدى هذا الشكل إلى اهتزازات وزلازل فى النظام العالمى.
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
أحلام توسعية.. وحسابات خاطئة
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام