فى البداية لم يحدث لى أن تعاملت مع فنانة كبيرة مثل سميحة أيوب، لكن كان لى الشرف أن أعمل عرضا مسرحيا على خشبة المسرح القومى أعرق المسارح الموجودة فى مصر والوطن العربى، التى وقفت عليه سيدة المسرح العربى الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، وكان لى الشرف انى قدمت عرض «سيدتى أنا»، بطولة الفنانة داليا البحيرى والفنان نضال الشافعى وفريد النقراشى وفرقة المسرح القومى فى المهرجان القومى للمسرح فى الدورة السابقة، وحصلت على أفضل عرض وأفضل إخراج وأفضل ديكور وأفضل ملابس وأفضل أشعار، وكان لى الشرف أنى وقفت على خشبة المسرح الذي وقفت عليه الفنانة الكبيرة سميحة أيوب.
لكن عندما أتحدث عن الفنانة سميحة أيوب وهى فنانة قديرة وكبيرة تستحق أن المهرجان يحمل اسمها هذا العام، حيث إنه تكريم وتشريف لنا جميعاً كمسرحيين، حيث يتم تقدير الفنان المسرحى، وهى ليست فنانة مسرحية فقط، لكن قدمت إذاعة ومسرحا وفيديو وسينما وكانت حقيقى متنوعة جداً، وأعتقد أنها من أطول المسيرات الفنية فى تاريخ السينما، حيث إنها عملت أكثر من خمسين سنة، و هى كانت مديرة للمسرح مرتين، وقدمت أدوارا جميلة جداً للمسرح نفسه والفرقة، وقدمت عروضا محترمة، غير أنها قدمت فى المسرح أعمال مسرحية رائعة، حيث شاهدت لها عرض «الساحرة»إخراج أستاذى الأستاذ محسن حلمى الذى كان على خشبة المسرح القومى، وعرض «الناس اللى فى التالت»إخراج الأستاذ محمد عمر، وشاهدت لها على شاشة التليفزيون أعمالا تم تصويرها من المسرح مثل «سكة السلامة»، و«كوبرى الناموس»وكانت من الأعمال العظيمة، و«ست الملك»و«الخديوى»و«مصرع كليوباترا»، تمثل من الأعمال العظيمة التى قدمتها سيدة المسرح، حيث استمتعت بأدائها وشخصيتها لوجود أستاذة كبيرة مثلها.
ومن المسلسلات قامت فيها بأدوار قيمة مثل «أميرة من عابدين»، و«المحروسة»، و«عسكر وحرمية»، و«المصراوية»، و«سقوط الخلافة»، و«السيرة الهلالية»، ولا ننسى دورها المتميز فى مسلسل «الضوء الشارد». ومن المسلسلات الدينية العظيمة «محمد رسول الله»، حيث كان من الأعمال الفنية المتميزة.
أما فى السينما فقد قدمت أعمالا عديدة آخرها «تيته رهيبة»، و«الليلة الكبيرة»، وعملت مع الأستاذ فؤاد المهندس فيلم «أرض النفاق»، كما عملت «امرأة فى دوامة»، و«متمردة»، و«هارب من الحب»، وغيرها من الأعمال المتميزة التى تحسب لفنانة مثل الفنانة سميحة أيوب.. سيدة المسرح العربى، التى تعد الرمز الأعلى للفن التمثيلى فى الوطن العربى، هى موهبة فريدة من نوعها، تجسد الشخصيات بأدائها العميق والقوى، وتحمل عبق التاريخ والثقافة العربية فى كل حركة وكل كلمة تقولها.
سميحة أيوب لها مكانة خاصة فى قلوب الملايين من الناس، وقد أثرت فى العديد من الأجيال بأعمالها الفنية الخالدة، فهى تمتلك حضورا مسرحيا لا يضاهى، وتستحق كل تقدير واحترام على مساهمتها الكبيرة فى إثراء المشهد الثقافى والفنى العربى.. هى إحدى أعظم الفنانات فى التاريخ.