رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الثلاثاء 22 ابريل 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
حياة الناس
بارقة أمل نحو استعادة العراق مكانته التاريخية.. بغداد عاصمة السياحة العربية لعام 2025
11-3-2025
|
01:28
هبة عادل
جاء القرار الأخير الصادر عن مجلس الوزراء العرب للسياحة بدورته الـ 27، الذى عُقد فى مقر جامعة الدول العربية فى القاهرة، باختيار مدينة بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، بمثابة بارقة أمل نحو استعادة تلك المدينة العريقة لمكانتها السياحية والتراثية الكبيرة، بعد سنوات عجاف تزيد على العشرين عاما، وتحديدا منذ الغزو الأمريكى للعراق عام 2003 ونهب خيراتها، تراوحت خلالها الأخبار المتداولة عن بغداد من بين اضطرابات سياسية وتفجيرات، إلى أن تمكنت الحكومة العراقية الحالية من فرض الأمن والاستقرار، والمضى قدما نحو التنمية، ومعها أزاحت بغداد الغبار عن آثارها العظيمة ومزاراتها الضاربة فى عمق الحضارة الإنسانية .
الاحتفال ببغداد عاصمة للسياحة العربية يمتد على مدار عام 2025، حيث تعتزم وزارة السياحة والثقافة العراقية القيام بسلسلة من الفاعليات المهمة على مدار العام، تشمل مهرجانات موسيقية ومسرحية وإقامة معارض فنية، وبرامج سياحية مخصصة لزيارة المدن الأثرية، مثل بابل وسامراء والموصل والعديد من المناطق المميزة بها.
وتعريف الأجيال الجديدة بالعراق الدولة الضاربة فى عمق الحضارة والتاريخ، كما حرصت وزارة السياحة والثقافة العراقية على تخصيص برنامج خاص بالتاريخ الإسلامى فى العراق يشمل الشوارع القديمة، خصوصا شارع النجف بالموصل الذى يحتضن الجامع الأموى الشهير، والذى شيده عتبة بن فرقد السلمى والذى يطلق عليه الجامع العتيق، وهناك أيضاً الجامع الكبير، كما يضم العراق تاريخا حافلا مع الديانة المسيحية ويوجد به الكنائس القديمة ومن أهمها طائفة السريان، ومن أشهر كنائسها كنيسة مار توما الرسول للسريان الأرثوذكس، وكنيسة الساعة التى تأسست 1873 ميلادياً من قبل الآباء الدومنيكان، ومن أكثر معالمها شهرةً هو برج الساعة.
ويشتهر العراق أيضاً بالقلاع فى المدائن فهناك قلعة أربيل وقلعة كركوك والحصن الأخضر وقلعة بابل، كما تمتد برامج الاحتفال ببغداد عاصمة للسياحة العربية، لتشمل عددا متنوعا من أشكال السياحة المائية نظراً لوقوعها على ضفاف نهرى دجلة والفرات كما يوجد بها عدد من الشلالات والبحيرات. كما تتميز العراق بالسياحة العلاجية لتميزها بالمياه الكبريتية، والتى توجد فى منطقة عين كربلاء وحمام الخليل فى نينوى وبحيرة يارة الكبريتية.
مصر كانت فى طليعة الدول العربية التى هنأت العراق باختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية، وتقول د.يمنى البحار نائب وزير السياحة المصرية لشئون السياحة: هذا، الاختيار فى محله نظرا لأهمية دور بغداد الحضارى والتاريخى الكبير، لأنها صاحبة إرث ثقافى وحضارى له جذور ممتدة إلى زمن بعيد مليء بالأحداث المؤثرة فى المنطقة، وكان لها دور فى حدوث العديد من المتغيرات. كما تتميز مدينة بغداد بأنها صاحبة مسيرة كبيرة فى الحضارة العربية والإسلامية وعلاقتها بمصر منذ زمن بعيد. ونوهت البحار إلى أن هذا الاختيار أدى لاستعادة العراق مكانته السياحية فى المنطقة، وهو بمثابة فرصة تاريخية للعراق، لإبراز تاريخه الحضارى العريق عبر العديد من المشاريع التى تهدف إلى تحويل بغداد إلى منتجع بين التاريخ والحداثة والخدمات الترفيهية تتضمن مشاريع إعادة الإعمار والترميم للمواقع الأثرية والتاريخية، بجانب تطوير البنية التحتية لقطاع السياحة
تاريخ عريق
ومن جهته قال الدكتور مجدى شاكر، كبير الآثاريين بوزارة السياحة والآثار المصرية، هناك مقومات دعمت اختيار مدينة بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، فى طليعتها الدعم العربى الكبير لها، لتستعيد مكانتها بعد فترة غياب طويلة عن السياحة نتيجة الأحداث التى مرت بها على مدار السنوات الماضية، وتابع قائلا: العراق كدولة لها ثقل كبير وتنوع مختلف من الثقافات، وكانت تعرف هى ومصر أنهما من الدول المميزة فى السياحة، فالعلاقة بين الدولتين كبيرة ولها جذور على مر التاريخ، كما أن هذا الاختيار يساعدها لاستعادة دورها الثقافى والتنويرى أمام دول العالم المختلفة، وأنها أصبحت دولة آمنة وبها سلام يطمن له السائح. وأشار شاكر إلى أن العراق به أكثر من 12 ألف موقع أثرى وعدد من المتاحف المتنوعة، كذلك به سياحة دينية مميزة.
وتابع مجدى شاكر قائلا: الحضارة العراقية القديمة، تعتبر من أقدم حضارات فى العالم، والتى تعرف بحضارة بلاد الرافدين وحضارة السومريين، وعرفت تلك الحضارة بالعثور على شظايا من الألواح الطينية مكتوبة بالكتابة المسمارية، وقد عرف السومريون فى الألفية السادسة قبل الميلاد.
ويؤكد الدكتور مجدى شاكر، أن من أسوأ اللحظات التى عانى منها العراق، هو تدمير الآثار فى بغداد من نهب وتدمير وسرقة فى الموصل، وهى من أسوأ الكوارث التى أصابت التراث العراقي، على أيدى منظمة داعش الإرهابية، حينما تعرض المتحف الوطنى للنهب وتدمير عدد من مقتنياته الفريدة، وأشار شاكر إلى أن الفترة التى تلت الغزو الأمريكى للعراق، شهدت هى الأخرى نهبا وسرقة عدد من آثار العراق ومتحف بغداد تحديدا وفى طليعتها تمثال الملك السومرى أنتمينا ملك لجش الذى يتجاوز عمره الـ 4400 سنة، لكن تم استرجاعه أخيرا، وهو يعتبر أول قطعة أثرية مهمة ترجع للعراق.
كما تم نهب عدد من المخازن فى أماكن متفرقة وكان منها 4795 ختما إسطوانيا و5542 عملة معدنية، وقنانى زجاجية وخرز وتعاويذ ومجوهرات، ولم تنج من عمليات النهب سوى قاعة واحدة، هى القاعة الآشورية الكبرى بسبب ضخامة محتوياتها. وقد أخذت القطع المسروقة طريقها إلى العديد من بلدان العالم.
ثمانى حضارات
قامت على أرض العراق ثمانى حضارات وهى: السومرية والآشورية والبابلية والأكدية وحضارة مملكة ميشان، وحضارة مملكة الحضر وحضارة مملكة أشنونا والحضارة الميدية والحضارة العباسية، التى كانت عاصمتها بغداد وسامراء، وقد أظهرت الحفريات عن آثار العراق القديم بأن حضارة الرافدين هى من أقدم حضارات العالم القديم، كما أطلق اليونان كلمة ميزوبوتاميا على بلاد الرافدين التى تفتحت فيها أولى الحضارات، التى تمتد من القرن الرابع قبل الميلاد، وعرفت أولى المدن الحضارية فى التاريخ الإنسانى، وهى مدينة أوروك. وذكر علماء أنها أقدم الحضارات الإنسانية عمراً، ومن أقدم الحضارات التى عرفها البشر، إذ نشأت فى منطقة الهلال الخصيب قبل 10 آلاف عام قبل الميلاد، حيث عثر على آثار لهم يعود تاريخها لـ 10000 عام قبل الميلاد، وتعتبر تلك الآثار أقدم تماثيل موجودة على سطح الأرض. وكان اختراع الكتابة هو أفضل اختراع قدمه سكان بلاد الرافدين للبشرية، منذ بزوغ فجر السلالات ونشوء أولى الحضارات، حيث تعلم البشر كيف يتواصلون فيما بينهم ويدونون تفاصيل حياتهم وإنجازاتهم على ألواح حجرية.
حدائق بابل
تعد حدائق بابل المعلقة واحدة من التحف الفنية المعمارية المذهلة، وقد اعتبرت إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة. ونالت شهرة واسعة، ربما بسبب كونها أول تجربة للزراعة العمودية فى التاريخ، وأول تطبيق لمحاولة بناء جبل صناعى على أرض منبسطة، إضافة إلى تقنيات الرى الغامضة التى تم استخدامها فى ذلك الزمن البعيد، وحافظت على حياة آلاف الأشجار المرتفعة على النهر عشرات الأمتار. وكانت الحدائق تتميز بأنها معلقة فى الهواء والأعمدة الحجرية الكبيرة التى استخدمت فى بنائها، والتربة الجيدة والكثير من الأغصان، وكانت تتميز أيضا بتنوع النباتات والأشجار، ما بين أشجار الفاكهة والخضراوات ونباتات الزينة وغيرها، وتم توصيل المياه لها من خلال مضخات كبيرة وبعض قنوات المياه المتنوعة التى كانت توجد بها.
كلمات بحث
بغداد
عاصمة السياحة العربية
العراق
حياة الناس
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
فى ورشة نقاشية بجامعة الدول العربية.. الذكاء الاصطناعى فى الإعلام.. تحديات
مخزن أسرار السياحة المصرية ومستقبلها.. سوهاج.. موطن كنوز ما قبل التاريخ
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام