ثقافة



الأهازيج الشعبية تستقبل حاكم الشارقة خلال افتتاحه الدورة ( 22)

12-3-2025 | 19:14
⢴‪ حسناء الجريسي

«أيام الشارقة التراثية».. تمزج  روح الماضى بجماليات العصر

ختتمت يوم الأحد الماضى فاعليات الدورة 22لأيام الشارقة التراثية، التى جاءت هذا العام تحت عنوان «جذور»، بمشاركة عربية وعالمية، حيث انطلقت الفاعليات 12فبراير، حتى 23الشهر الجارى، وشملت الفاعليات سبع مدن من الإمارة، بدأت من إمارة الشارقة، مرورا بخورفكان، مليحة، الحمرية، الذيد، كلباء ودبا الحصن حيث شاركت فى هذا المهرجان ما يقرب من 30جهة حكومية.. مهرجان أيام الشارقة التراثية، الذى ينظمه معهد الشارقة للتراث، برئاسة د. عبد العزيز المسلم، يعتبر من أهم المهرجانات الثقافية التى تلعب دورا بارزا فى صون التراث.

تتنوع برامج أيام الشارقة التراثية، بين الندوات الفكرية والحرف التراثية والمأكولات الشعبية لكل دولة، وفنون الحكى وبرامج الحكى للأطفال، للتعريف بموروثات دولة الإمارات، بهدف غرس قيم المحافظة على تراث الأجداد، حيث شهد المهرجان على مدار أيامه إقبالا كبيرا من الجمهور المتنوع العربى والأجنبى، فضلا عن الجمهور الإماراتى.

افتتح هذه الدورة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن محمد سلطان القاسمى، ولى العهد نائب حاكم الشارقة، والشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمى، نائب حاكم الشارقة، واستقبل موكب حاكم الشارقة، بعروض الفرق الشعبية المتنوعة التى احتفت بقدومه وحيته بالأهازيج التقليدية، مثل الندبة والعيالة والحرية والهبان.

تعرف حاكم الشارقة، على فاعليات وأنشطة أيام الشارقة التراثية، التى تعكس احتفاء الإمارة الكبير بالتراث الشعبى، عبر تواصلها منذ أكثر من عقدين من الزمان، ودورها فى إثراء المشهد الثقافى للإمارة، الذى يصب فى ترسيخ أفكاره كوجهة عالمية رائدة، على صعيد الفكر والحضارة والتواصل المثمر والبناء، فى ثقافات وتراث الشعوب.

شهدت هذه الدورة، العديد من البرامج الجديدة والمتنوعة، أبرزها افتتاح ساحة السور، كمساحة إضافية للفاعليات واحتفالية مئوية أول مكتبة فى الشارقة وإطلاق سوق الكتب، الذى يضم أكثر من 12  مكتبة و6دور نشر، إلى جانب استضافة 150حرفيا من مختلف أنحاء العالم، كما شهدت الفاعليات أكبر عرض لفرقة العيالة، بمشاركة 300فنان شعبى، بالإضافة إلى مجموعة من العروض المسرحية والتراثية مثل أوبريت سيمفونية النخلة، والعرض المسرحى مواعيد عرقوب، ومسرحية الأطفال جزيرة الأمانى، فضلا عن سينما الأيام،  التى تستعرض أفلاما ذات طابع تراثى وثقافى.

كما شاركت فى المهرجان هذا العام، ما يقرب من 35فرقة شعبية من مختلف الدول منها الهند، روسيا، جورجيا، مقدونيا، لتعكس تنوع الفولكلور العالمى، وتفاعل الثقافات المختلفة ولتعزيز البعد الثقافى، كما شهد المهرجان على مدار أيامه ما يقرب من 15حفل توقيع، وإطلاق عدد من الكتب الجديدة، إضافة إلى فاعليات المقهى الثقافى والمدرسة الدولية للحكاية.

وقد زار أطفال الوطن العربى، من أعضاء البرلمان العربى للطفل أجنحة الطفل فى المهرجان، وذلك ضمن أعمال الدورة الرابعة للبرلمان، ولتعريفهم بالتراث الإماراتى، وتعزيز ارتباطهم به، حيث تعرفوا خلال جولتهم على الحرف التقليدية التى كانت جزءا من الحياة اليومية للأجداد فى دولة الإمارات، مثل صناعة السفن اليدوية، والسدو والفخار، كما استمتعوا بمشاهدة العروض الشعبية، مثل الرزفة والبولة التى أضفت أجواء من البهجة والتفاعل بينهم، وبين الفرق الشعبية المشاركة.

شملت المشاركة تجربة الأطفال للألعاب الشعبية، كما أتيح لهم فرصة معايشة أجواء التراث، وزيارة السوق الشعبية والحرفيين، ومن أهم الندوات الفكرية التى شهدها المقهى الثقافى، ندوة بعنوان توثيق التراث الثقافى فى عصر الذكاء الاصطناعى، وذلك فى البيت الغربى بمشاركة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، ود. ماجد بو شليبى، الأمين العام للمنتدى الإسلامى فى الشارقة، ود. موزة غباش، مديرة رواق عوشة بن حسين الأدبى، والدكتور أحمد بهى الدين العساسى، أستاذ الأدب الشعبى بجامعة حلوان، أدار الندوة د. خالد الشحى.

حيث لفت د. أحمد بهى الدين، النظر إلى النظرة المأخوذة على المشتغلين بالتراث أنهم وبحكم خصوصية عملهم، لا علاقة لهم بالواقع، وعلينا تصحيح هذه النظرة، وقال : نحن مقبلون على المستقبل من خلال الذكاء الاصطناعى، فهو سيسهم كثيرا فى الحد من التفاعل الإنسانى والإبداع البشرى ، وعلينا ونحن نستقبل هذا الاختراع المهم أن نفكر بإنسانيتنا وهويتنا، وأن نفكر كيف نستثمره فى تقديم تراث رصين وأصيل للأجيال المقبلة.

كما شهدت فاعليات المهرجان، صناعة الفانوس المصرى بأشكاله الخشبية المختلفة، التى تعكس أصالة الفن المصرى وعراقته، كما كان هناك منحوتات لوجوه العديد من الشخصيات البارزة، التى لعبت دورا فى الثقافة العربية، مثل الناقد الراحل الدكتور صلاح فضل.

كما نظم العديد من ورش التدريبية لتعليم فنون الخط العربى المختلفة، ومن جانبه قال الدكتور خالد الشحى، مدير إدارة الأكاديمية، إن هذه الورش تسلط الضوء على فن الخط الديوانى، وتسهم فى نقل المعرفة الفنية إلى الأجيال الجديدة، وتعزز حضور الفنون التقليدية فى المشهد الثقافى المعاصر.

ومن أهم الألعاب اللافتة للنظر، والتى تعتبر تراثا خليجيا مشتركا لعبة الدامة، التى بدأت من قرون عدة، على ظهر السفن خلال الرحلات البحرية، بوصفها إحدى ألعاب الترفيه عند البحارة، وكادت هذه اللعبة أن تندثر لولا جهود معهد الشارقة للتراث، الذى أنشأ لها مجلسا فى قلب الشارقة بوصفها تراثا خليجيا مشتركا، وقد مارسها الأجداد قديما، إلى أن أصبحت لعبة شعبية ولها اتحاد دولى، وتقام لها بطولات عالمية.

ويقول فهد أحمد، أحد لاعبى لعبة الدامة من مملكة البحرين، والذى شارك فى البطولة الخليجية الثامنة،  هذه اللعبة الهدف منها إحياء التراث ومجلس الدامة فى قلب الشارقة، يقدم دورات تدريبية لكل الزوار الراغبين فى التعرف على هذه اللعبة، موضحا أن هذه اللعبة شبيهة بالشطرنج، وهى لعبة ذهنية فى المقام الأول وهذه اللعبة تشارك فيها العديد من الدول، وكتب حولها العديد من المؤلفات العربية والأجنبية.

انتشرت فى المهرجان المطاعم الشعبية، التى يديرها عدد كبير من الشباب من مختلف دول العالم، تقدم لزوار المهرجان المأكولات الشعبية التى تعكس ثقافة كل بلد، وهى أكلات من الماضى، ممزوجة بلمسات عصرية، حيث تفوح فى أرجاء المكان روائح الهيل والعنبر والبهارات المختلفة، التى تجذب أنوف الزوار من كل حدب وصوب، فضلا عن المقاهى الشعبية التى تقدم المشروبات الرئيسية الخاصة بكل بلد عربى.

كما شارك فى المهرجان، عدد من الحرفيين من مختلف الدول العربية، يقدمون العديد من منتجاتهم، التى تعكس الموروثات الشعبية للبلد التى يمثلونها، فمثلا من سلطنة عمان، قال  عبد الله بن ناصر الذهلى، رئيس الوفد العمانى المشارك فى قسم الحرف، تشارك سلطنة عمان هذه الدورة  بعشر حرف تقليدية متنوعة، تمثل أصالة وتراث مختلف محافظاتها.

وأضاف: من هذه الحرف النادرة المشاركة، تأتى قطع الأثاث والتحف الخشبية المصنوعة من أشجار معمرة، يصل عمرها إلى 600عام، ولمحبى التعلم والتجربة، يوجد فى قسم الورش ثلاثة حرفيين لتدريب المشاركين على فنون النسيج، باستخدام النول إلى جانب ورشتى صناعة الورق من سعف النخيل، وصناعة الفخار.

ومن دولة الكويت، قالت سلوى المقاطع، جناح دولة الكويت يشارك فى الدورة 22من أيام الشارقة التراثية، وهى مشاركة متميزة، حيث يشارك عشرة حرفيين يعرضون جوانب من التراث الكويتى العريق، ويشارك بيت السدو فى تقديم فن السدو، الذى يحظى بمكانة خاصة واهتمام واسع.

أما الجمعية الكويتية للتراث، فتبرز مقتنيات بحرية نادرة تعكس ارتباط الكويت العريق بالبحر إلى جانب استعراض حرف تقليدية، مثل صناعة الخوص والأثواب القديمة، وبناء السفن التراثية.

ومن مملكة البحرين، شارك الحرفى على مطر، حيث أشار إلى الحرف التقليدية للمملكة منها فن النقدة، وصناعة العطور والبخور  وحرفة النسيج والأعمال الخشبية بلمسات حديثة، توازن بين الحفاظ على الإرث الأصيل، وإحيائها بأسلوب معاصر.

كما شهد المقهى الثقافى، العديد من الندوات المختلفة، التى تطرقت إلى مناقشة عدة موضوعات مختلفة، عن التراث منها موضوعات تتعلق بحفظ التراث وأرشفة الموروثات فى ظل الذكاء الاصطناعى، وندوات أخرى عن طرق تحقيق التراث وأدواته.

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام