رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الثلاثاء 22 ابريل 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
مقالات
الإنسان والفطرة (3)
19-3-2025
|
23:51
د. إيمان طاهر
مضت السنون ومرت دهور طويلة، عاش فيها بنو آدم حياة، يتدرجون عبرها بسلم الرقى الإنسانى المتواصل من ظلام الجهل والهمجية إلى نور العلم والمعرفة والإيمان، يمتازون عن سائر المخلوقات بفطرة العقل وقوة الإدراك، منتشرين في الأرض، يعيشون كقبائل، منهم من يعيش على الزراعة وصيد الحيوانات والطيور واستخراج كنوز الأرض والبحر، فاخترعوا وسائل عديدة تتيح لهم قتال الوحوش أو الصيد مثل السهام والرماح، واستخدموا العطايا الإلهية فى استئناس الحيوانات والانتفاع منها كمورد للطعام.
كما انتبهوا إلى حديث الأرض لهم، فعلموا مواعيد الزراعات المختلفة واستوطنوها واقتسموها فيما بينهم، وكلما استيقظت المعرفة الفطرية فيهم، كلما كانت حياتهم أكثر تنوعًا واستقرارًا، حتى فى تخطيطهم للمستقبل اهتدوا بالتجربة لأيام القحط، فخزنوا الحبوب وحموها، وبفضل تلك المعرفة السابقة أخذوا يقدمون الفائض منهم لجيرانهم، وسرعان ما عرفوا فكرة إنشاء الأسواق والمتاجر، وكلما تطوروا كانت فطرتهم تنقلهم للمرحلة التى تليها، فوجد الإنسان نفسه يرسم على الحجر ليعبر عن ذاته وما حوله، ثم أخذ يبتكر مجموعة من الرموز كبديل للرسم، فتطورت بدورها لتصبح حروفًا تتكون منها جمل، وسرعان ما اخترعوا الورق والحبر، ونشأت المعارف والآداب والعلوم.
وكان بنو آدم، أول من عاشوا على الأرض، يسكنون في منطقة آسيا الصغرى والمناطق المحيطة بها، ثم انتشروا في بلاد حوض البحر المتوسط، ومنه إلى داخل القارات بحثًا عن العشب والمراعى والماء، وهكذا توغلوا فى أوروبا والجزر البريطانية، وبهذا الانتقال أخذوا يعمرون شيئًا فشيئًا، وينشرون حضارتهم، وحين امتلك الإنسان أدوات بقائه عاودت الفطرة الروحية الظهور، فأخذت تجيش في صدره أحاسيس غامضة عن حياة أخرى بعد الموت، وتصور عن إله يراه ويحرسه، وتلك هى الفطرة الإيمانية التى لا يد لأى إنسان فيها، فظلوا يبحثون عن تلك القوة التى أوجدت هذا الكون.
كان شيث ابن آدم يعلم أبناءه ومن حوله عبادة الله، وأنه أصل الحياة بما فيها، ومبادئ التوحيد والإيمان فى عمل الخير واجتناب الشر، ومن شيث لابنه أنوش إلى مهلابيل الذى كان ملكًا عظيمًا محبوبًا فى عهده بنيت القلاع الكبيرة والقصور، وازدهرت الحياة والحضارة، وتقدمت الصناعات والفنون والعلوم و أنشئت مدن جديدة.
وكعادة الإنسان فى النسيان حين تجذبه الحياة بزينتها، فضلَّ السبيل، واستسلم مرة أخرى لإبليس، وأعرض عن عبادة الله حتى خلف مهلابيل والذى حكم نحو 100 عام ابنه أزوريس وهو نبى الله إدريس فقام بثورة دينية روحية على الفساد، وحطم الأصنام، وأمر قومه بالعودة إلى التوحيد والصلاة والزكاة، ومساعدة المحتاجين، فحاربه قومه وضيقوا عليه الخناق، حتى هاجر هو ومن معه إلى بلاد النيل، في أعالى الصعيد بمصر، وسرعان ما لقى استجابة من أهلها، فأنشأ المدارس وعلم الناس كل علوم الطب والفلك وسائر المعارف، وحتى تاريخ الأنبياء من قبله، ورسائل الله تعالى للبشر جميعًا، وأمرهم بإقامة معابد لتمجيد الله، وعبادته فيها ونظم أعيادهم لجعلها متوافقة مع الاحتفالات الدينية، ثم أنذرهم بوقوع طوفان كبير سيأتى من بعده، حيث يطغى أقوام بكفرهم ويستكبرون فى الأرض، لذلك سيغرقهم الله ويطهر الأرض منهم، لذلك طلب منهم تسجيل كل علومهم ومعارفهم وتاريخهم، وحفظها بسجلات ليعلم من يأتى بعدهم بآثارهم.
من أجمل رسائله للإنسانية..
“لا يغرنكم ما أنتم فيه من زخرف الحياة وزينتها ولا تخدعنكم لذَّاتِها وشهواتها ولا تبهر أبصاركم بلآلئها، ولا تتوهمون أن من أوتى عِلمًا وصناعةً وسلاحًا ومالًا هو قدوة حسنة فى عقائده ومذهبه، وأسوة حسنة فى أخلاقه وآدابه.. اعرفوا أنفسكم، وقدِّروا ما ورثتم من فضائل الإنسانية والمناقب الأخلاقية، ولا تنسوا أبدا صاحب الفضل كله، الله رب العالمين..
املأوا أفواهكم بحمد الله، واعلموا أن حب الدنيا والآخرة لا يجتمعان فى قلب واحد، واتركوا وراءكم ذِكرًا طيبًا يبقى أبد الدهر..”.
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
الأفاعى فى غرف النوم
البداية (1)
جيش مصر الأبيض
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام