رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 15 يونيو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
مقالات رئيس التحرير
رسائل الإبادة من غزة
20-3-2025
|
21:38
جمال الكشكي
ماذا يريد بنيامين نتنياهو من استئناف الإبادة، وارتكاب المجازر فى غزة مرة أخرى؟
يبدو السؤال بسيطا، لكنه فى جوهره عميق ولديه تشابكات معقدة، نتنياهو لديه وهم بأن القوة الغاشمة وحدها هى التى ستجعل إسرائيل تقوم بترتيب خريطة الشرق الأوسط، حسب ما يزعم وتياره شديد التطرف القائم على فكرة التطهير العرقى، والإبادة، والتوسع فى إراقة الدماء، ومحاولة تمزيق الخرائط العربية المستقرة.
وذلك بهدف إنشاء خريطة توراتية واسعة على حساب الخريطة العربية، فما يحدث الآن هو مسار لتنفيذ هذا المخطط، والدليل أن نتنياهو لم يستأنف الحرب فى غزة وحدها، بل هاجم الجنوب السورى فى التوقيت نفسه، وفى الآن ذاته لم يتوقف عن الهجوم على الأراضى اللبنانية، ويؤكد أن كل الأراضى التى سيحتلها فى أى منطقة عربية ستكون ضمن حدود إسرائيل.
فضلا عن أن نتنياهو استطاع الاستقواء بدعم الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، وبرغم أنه يقدم نفسه كرجل سلام، فإنه هاجم الحوثيين فى اليمن، وتعد هذه أول حرب للرئيس الذى يحاول أن يوقف الحروب، فرئيس الوزراء الإسرائيلى التقط إشارات ترامب، وباغت سكان غزة فجر يوم الثلاثاء الماضى، مستأنفا الحرب التى استمرت ما يزيد على ستة عشر شهرا، بهدف توسيع نطاق الحرب فى الشرق الأوسط، وإرباك كل خطوات التفاوض المستمرة منذ إعلان وقف إطلاق النار فى 19 يناير الماضى، وانتهاء مهلة المرحلة الأولى من الهدنة فى أول مارس الجارى.
لا يريد إيقاف إطلاق النار، وليست لديه تصورات عن السلام أو الانتقال للمرحلة الثانية والثالثة، ولا يشعر بغضاضة من التضحية بأسراه لدى حماس، برغم كل ضغوط الشارع الإسرائيلى عليه، ورغم التشققات الهائلة فى مؤسسات الاحتلال بعد طرده لرئيس الشاباك من موقعه، وجد نتنياهو نفسه محاصرا من المؤسسات الرسمية والمعارضة، وبات قاب قوسين أو أدنى من المحاكمة، لاسيما أنه كانت لديه جلسة قضائية حول جرائم فساده فى نفس يوم قصف غزة.
فى استحقاق التصديق على ميزانية الدولة، كان يحتاج إلى دعم من شركائه فى الائتلاف اليمينى المتطرف، الذين اشترطوا عليه العودة مقابل استئناف الحرب. وفى قرار انتهك كل القوانين الدولية والقوانين الإنسانية الدولية، والإرادة الدولية التى تدعم الهدنة ووقف إطلاق النار، أراد رئيس الوزراء الإسرائيلى أن يتفاوض تحت سقف السلاح، وبحصانة الدماء، وإرسال رسائل أخرى إلى إيران، لاسيما أن هذه المجزرة على قطاع غزة جاءت بعد ساعات قليلة من الضربات الأمريكية على اليمن، وتهديد إيران بالحرب.
لذا فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية استغل هذه الأجواء المتصاعدة فى الشرق الأوسط، لإحياء مخططاته الخطيرة على الاستقرار، ويبدو أنه ينتهج فلسفة الضغوط القصوى التى تتبعها واشنطن- ترامب مع طهران.
لا شك أن هذه الأفكار وهذه الفلسفة قد تكون ناجحة على المستوى المرحلى، لكنها قطعا فاشلة على المستوى الإستراتيجى والمدى البعيد، فما حدث فى قطاع غزة، والعودة الإسرائيلية إلى الحرب، وارتكاب الجرائم مكتملة الأركان، إنما هى خطوة من شأنها، توسيع مساحة القلاقل والتأزيم داخل المنطقة، والإقليم، بل داخل إسرائيل نفسها، فهى لن تستطيع -وهى صغيرة الحجم- أن ترسم خرائطها الجديدة على حساب الخرائط العربية، كما أن الفلسطينيين أنفسهم لن يقبلوا بأى مخططات من شأنها تصفية قضيتهم العادلة، وحقهم فى إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ولا يغيب عن المجتمع الدولى أن نتنياهو وحكومته معرضون للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، التى أصدرت فتوى بضرورة خروج إسرائيل من الأراضى الفلسطينية التى احتلتها خلال 12 شهرا.
وليس بعيدا أن تتحرك الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وهناك بالفعل دول اعترفت بالدولة الفلسطينية الكاملة، وبالتالى فإن حصار نتنياهو للفلسطينيين لن يصمد أمام إرادة الفلسطينيين أولا، وإرادة العرب ثانيا، وإرادة المجتمع الدولى ثالثا.
إن ما يحدث الآن من استئناف الحرب، وكسر هدنة وقف إطلاق النار، إنما يعكس فلسفة فاشلة يسابق بها نتينياهو الوقت لتنفيذ مخطط من المستحيل أن يحدث مهما تكن أوضاع المنطقة والتحديات التى تواجهها، فـ«على هذه الأرض ما يستحق الحياة» كما قال الشاعر محمود درويش ذات يوم.
كلمات بحث
بنيامين نتنياهو
غزة
دونالد ترامب
مقالات رئيس التحرير
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
أحلام توسعية.. وحسابات خاطئة
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام