فنون وفضائيات



إسلام مبارك بطلة مسلسل «أشغال شقة جدا»: الدراما المصرية بوابة عبور الفنان للشهرة والنجومية

20-3-2025 | 21:49
⢴ أحمد سعد الدين

 
المخرج خالد دياب أخبرنى أنى سأظهر بدون ماكياج ووافقت
 
ارتديت بدلة خاصة تحت ملابسى كى تظهر الشخصية  بهذا الحجم الكبير
 
أمجد أبو العلاء هو من رشحنى لصديقه خالد دياب
 
ستموت فى العشرين أعاد السودان للخريطة السينمائية من جديد
 
 
منذ طلتها الأولى فى دراما شهر رمضان الكريم، استطاعت الفنانة السودانية «إسلام مبارك»، أن تستحوذ على أنظار المشاهدين من خلال مشاركتها فى المسلسل الكوميدى «أشغال شقة جداً»، حيث جسدت شخصية «مدينة»، الخادمة النيجيرية فى الحلقات الأولى، والتى نالت إعجاب المشاهدين، «الأهرام العربى»، التقت «إسلام مبارك»، لتسألها عن كواليس مشاركتها فى المسلسل، خصوصا أنها المرة الأولى التى تشارك الدراما المصرية، وجاءت إجاباتها فى الحوار التالى.
 
 
 كيف جاءت مشاركتك فى مسلسل أشغال شقة جداً؟
المصادفة قد تلعب دورا فى حياة الفنان، ومن الممكن أن تحول مساره بترشيحه للعب شخصيات مختلفة ينال من خلالها شهرة واسعة، فالبداية جاءت عندما كان المخرج خالد دياب يقوم بتحضير الجزء الثانى من مسلسل «أشغال شقة جداً»، وتوقف عند شخصية "مدينة"، وهى خادمة نيجيرية، تمتلك مواصفات جسمانية معينة، تساعد على ترجمة الشخصية من الورق للشاشة، وفى تلك الأثناء قابل صديقه المخرج السودانى أمجد أبو العلاء، وأثناء جلوسهما معاً سأله عن الجديد الذى يقدمه، فأجاب خالد دياب، أنه يبحث عن شخصية بمواصفات معينه تكون سمراء البشرة، ونظراتها حادة، ووجهها متجهماً، فابتسم أمجد أبو العلاء، وقال الشخصية موجودة وبها كل المواصفات التى تريدها، وقد عملت معى فى فيلم "ستموت فى العشرين"، وعلى الفور اتصل بى، وحدد موعدا فى اليوم التالى لمقابلة المخرج خالد دياب، وبالفعل ذهبت لمقابلة "دياب"، وفى داخلى رهبة لأنها المرة الأولى التى أشارك بها فى الدراما المصرية، والعمل يعرض فى شهر رمضان، لكن المقابلة كانت ودية بشكل كبير، واستطاع المخرج خالد دياب أن يزيل عنصر الرهبة بداخلى وشرح لى الدور، وقال أنت مناسبة جداً للشخصية.
 
 كيف استطعت الإمساك بخيوط شخصية "مدينة"؟
فى البداية جمعتنى عدة جلسات مع المخرج خالد دياب، الذى تحدث معى عن الشخصية ومواصفاتها الشكلية، وقال إنها ستظهر بدون مكياج تماماً، وأنها رياضية وكانت أحد أبطال رياضة رمى "الجُلة"، ومن يمارس هذه الرياضة تحديدا، لابد أن تكون له مواصفات جسمانية مميزة، لذلك سنقوم بصناعة "بدلة"، داخلية ترتدينها أسفل ملابسك حتى تظهرين بشكل ضخم يناسب الشخصية، وبالفعل كانت معظم التفصيلات التى تحدث المخرج عنها خاصة بالشكل الخارجى، أو المظهر العام للشخصية، ولا أخفيك أنى تعبت من ارتداء البدلة طوال المشاهد، لأن التصوير كان يستمر لساعات طويلة، وهى ضاغطة على جسدى وتعيق حركتى، لأنى كنت أشعر بأنى مقيدة الحركة.
أما الشخصية من الداخل، فهى لفتاة من نيجيريا تعمل خادمة، وتتحدث اللغة الإنجليزية، وبعض الكلمات العربية، لذلك فكلماتها قليلة ونظراتها كثيرة وقوية، وتعتمد على ردود الأفعال من الشخص الذى يقف أمامها، كل تلك الملاحظات والمناقشات بينى وبين المخرج كانت أحد الأسباب التى جعلتنى أقف على هضم الشخصية بانفعالاتها، وشكلها الخارجى.
 
 كيف كان اليوم داخل الاستوديو وأثناء التصوير؟
بالتأكيد خلال وقت التحضير، قابلت أبطال العمل وجمعتنا بعض الجلسات التى أزالت الرهبة بداخلى، وكسرت حاجز الخوف من الخطوة الأولى، لكن الوضع فى الاستوديو كان مختلفا، حيث وجدت الجميع يتعامل فيما بيننا على أننا أسرة واحدة، وهناك نوع من البهجة، خصوصا من هشام ماجد، ومصطفى غريب اللذين استقبلانى ببعض القفشات خفيفة الظل، وكذلك الفنانة أسماء جلال، وأثناء التصوير كنا نؤدى المشاهد، وعندما تنتهى كنا نموت من الضحك، وهو ما جعل أيام التصوير ممتازة، ولم أشعر بالغربة بالوجود وسط فريق العمل.
 
 كيف وجدت ردود الفعل تجاه المسلسل أثناء عرضه؟
الحمد لله منذ بداية عرض الحلقات، والمسلسل يحصد نجاحات كبيرة ونسب مشاهدة عالية، وقد كانت لدي قناعة بأن العمل جيد، وسوف يصل إلى الناس بسرعة، خصوصا أنه عمل كوميدي لايت، وأرى أن ردود الأفعال من الأصدقاء والأقارب جيدة بالنسبة للمسلسل ككل، وبالنسبة لدورى، برغم أنها المرة الأولى التى أقدم كوميديا الموقف لكنها تجربة غاية فى الروعة، والجمهور يفضلها أكثر من كوميديا الفارس، لكن بالتأكيد لدىً بعض الانتقادات من الأهل والأصدقاء السودانيين الذين يعيشون فى مصر، الذين اعترضوا على تجسيدى لـ شخصية الخادمة ويعتبرونها إهانة،  لكن مقتنعة بأن الشخصية الدرامية وجودها ضرورة، لكن المهم أن تُقدم بشكل محترف ولا تقلل من شأن الفنان، بل يستطيع الفنان أن يبرز قدراته فى تقديم عدد من الشخصيات المختلفة التى تظهر قدرته التمثيلية.
 
هل تعتبرين المسلسل بداية لدخول عالم الفن فى مصر؟
بالتأكيد المسلسل خطوة مهمة فى مشوارى الفنى، ويعتبر بداية الانتشار بالنسبة لى ومعرفة الجمهور المصرى بشخصيتى كممثلة، والحمد لله العمل نجح بشكل كبير، وتركت شخصية "مدينة"، علامة بارزة لدى المشاهدين الذين أحبوها ويسألون عنها، لكن بالنسبة لى أنا قدمت حتى الآن عملين مصريين بخلاف المسلسل، حيث شاركت مع المخرج كريم الشناوى فى فيلم "سيرة أهل الضى"،  وبطولة محمد ممدوح، وأسيل عمران، وحنين سعيد، حيث لعبت دور أم لشاب "البينو" ، وقد عرض الفيلم فى الدورة الماضية من مهرجان البحر الأحمر السينمائى، ثم فى مهرجان برلين، ونال إعجاب الجمهور والنقاد، وشاركت أيضاً فى فيلم بعنوان "أسد أسود"، الذى لم يعرض بعد، الفيلم بطولة النجم محمد رمضان، وماجد الكدوانى، وكامل الباشا ورزان جمال، وعلى قاسم وركين سعد ومحمود السراج، الفيلم من تأليف الإخوة  محمد وخالد وشيرين دياب، ومن إخراج محمد دياب.
لكن أعود لسؤالك، أن مسلسل «أشغال شاقة جداً»، هو من أعطانى الفرصة الكبرى فى الوصول إلى الجمهور المصرى بشكل جيد وسريع، ويمثل علامة بارزة فى مسيرتى الفنية، لأنى أؤمن أن مصر هى هوليوود الشرق، ومحطة مهمة فى مشوار أى فنان .
 
 بعد نجاح مسلسل أشغال شقة جداً هل ستواصلين طريق الكوميديا؟
لا شك أن اللون الكوميدى هو أصعب الألوان فى عالم الفن، والجمهور يحبه بشكل كبير لأنه يرسم البسمة على وجوه الكثيرين، والفنان الكوميدى بالتأكيد لديه مكانة عند الناس، لكن عن نفسى أنا أحب اللون التراجيدى الجاد، فهو ما يتوافق مع ميولى، وأرى أن مساحة التراجيديا، بها مناطق كثيرة يستطيع فيها الممثل أن يبدع ويظهر موهبته فى تجسيد الأدوار، لذلك برغم نجاحى فى تجسيد شخصية كوميدية فإننى أفضل التراجيديا أكثر.
 
 ماذا عن فيلم ستموت فى العشرين وهل كان العمل الأول بالنسبة لك؟
فى البداية أحب أن أقول إننى درست التمثيل، وأعمل به منذ عام 2001 فى السودان، لكن بالطبع الأعمال الدرامية عندنا قليلة الانتشار، أو تستطيع القول إنها تغطى السودان فقط، وغير منتشرة بشكل كبير فى العالم العربى، ومنذ نحو سبع سنوات، جاء المخرج أمجد أبو العلاء، بمشروع فيلم روائى يناقش الحياة بشكل واقعى من خلال مجموعة قصصية للكاتب السودانى حمور زيادة "النوم عند قدمى الجبل"، وسيناريو مُحكم للكاتب الإماراتى يوسف إبراهيم، وبالفعل شاركت فى بطولة الفيلم، وحقق نجاحات كبرى، خصوصا أنه شارك فى مهرجانات كبيرة مثل مهرجان "فينيسيا"، ونال جائزة أسد المستقبل وكذلك عرض فى مهرجان الجونة، ونال جائزة نجمة الجونة وبعدها ذهب الفيلم لمهرجان أيام قرطاج السينمائية، وحصل على التانيت الذهبى، ثم مَثل السودان فى الأوسكار، وقيمة هذا الفيلم تكمن فى أنه الفيلم السودانى الأول الروائى الطويل، بعد توقف السينما السودانية قرابة الثلاثة عقود، فهو من أعادها إلى الساحة مرة أخرى، وقفز بها إلى المهرجانات العالمية، وحقق جوائز كثيرة، أما بالنسبة لى فأعتبره المحطة الأهم فى مشوارى الفنى، حيث فتح لى آفاقا جديدة وكان بوابتى للعالمية، وجعلنى أدرك أن السينما السودانية قادرة على المنافسة.
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام