بيزنس وتعاقدات وموسيقى وتراث وتفاؤل.. النسخة 31 من سوق السفر العربى بالإمارات

مشاركة مصرية قوية وبرامج ترويجية مع السعودية والأردن.. وملتقى للإعلام السياحى بالمنامة

 

دورة مختلفة متميزة، ونشاط وحركة وفاعليات وزحام، شهدته أيام معرض سوق السفر العربى، فى نسخته رقم 31 بمركز دبى التجارى، والذى يثبت مع كل دورة، أنه أحد أهم أسواق المجال على مستوى العالم، وعلى أرض عربية عزيزة، هى الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

وبالفعل هى دورة ناجحة، شهدت حضورا كبيرا وزخما فى الأحداث والفاعليات والتعاقدات، والتعاون بين شركاء المهنة من شركات سياحة وفنادق وطيران، وحضورا دوليا فاعلا، فقد استقبلت هذه الدورة أكثر من 46 ألفا ما بين عارضين، وزوار من مختلف أنحاء العالم، فى ذلك العرس العربى العالمى، وذلك وفقا لما أعلنته دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربى فى الشرق الأوسط، عقب انتهاء الفاعليات.

 

استقبل المعرض 33 ألف زائر، بنسبة زيادة ٪15 مقارنة بدورة العام الماضى، مما يسجل رقماً قياسياً جديداً للمعرض، ويظهر قوة ومرونة وزخم قطاع السفر والسياحة المزدهر فى الشرق الأوسط، ومثار الفخر هو تنظيم المعرض بشكل يعكس قدرة الإمارات الشقيقة، على التميز فى تنظيم الفاعليات العالمية الكبرى، التى لا تقل مستوى عن مثيلتها بأوروبا والخارج، بل تفوقها تنظيما وجودة.

جاءت المشاركة المصرية فى هذه الدورة، متميزة ومختلفة فى كل شىء بدءا من جناح، تتجاوز مساحته لأول مرة 700 متر، ومصمم بشكل جاذب من مختلف اتجاهاته وموقعه المميز، وتمثيلا من 64 عارضا، بل ومشجع على عقد الاجتماعات واللقاءات، وإبرام التعاقدات سواء للجانب الرسمى، الممثل فى غادة شلبى، نائبة وزير السياحة والآثار لشئون السياحة، وعمرو القاضى، الرئيس التنفيذى لهيئة تنشيط السياحة، واللواء دكتور خالد فودة محافظ جنوب سيناء، أم للقطاع الخاص من العارضين، بمختلف المواقع السياحية والفنادق وشركات الطيران.

كان الجديد هذا العام، عقد مصر لمؤتمر صحفى عالمى تحدث خلاله شلبى والقاضى فى حضور فودة ومحمد سلامة مدير المكاتب الخارجية بالهيئة، عن المقومات السياحية المصرية، وأهم الأنماط الفريدة كالسياحة الصحية والعائلية والشاطئية والدينية، ومسار العائلة المقدسة، والمقاصد الجديدة مثل العلمين ورأس الحكمة، والمتحف المصرى الكبير، وأيضا سياحة الطعام.

الطريف، أن صورة "طبق الكشرى"، غيرت جو المؤتمر، وأضفت الابتسامة عليه لدرجة أن بعض الحضور من الصحفيات العرب، عبرن عن عشقهن لهذه الأكلة التى طالما تناولنها فى مصر، فيما عبرت الأجنبيات عن رغبتهن فى زيارة مصر، لتذوق هذا الصنف الجذاب من شكله.

حصيلة الاجتماعات المصرية، والتعاقدات سواء رسمية، أم قطاع خاص جاءت مبشرة وباعثة على التفاؤل، فى تحسن الحركة السياحية الوافدة لمصر من مختلف الأسواق المصدرة للسياحة، ولا سيما السياحة العربية خلال الموسم المقبل.

وكان الجناح المصرى كخلية نحل، وشهد زحاما وحركة، وعقدت شلبى والقاضى وفودة، الكثير من الاجتماعات مع شركاء المهنة العالميين من منظمى الرحلات وشركات الطيران. 

وأكدت غادة شلبى، فى تصريحات خاصة لـ "الأهرام العربى": تزايد الطلب العالمى على المقصد السياحى المصرى، وهو ما تجلى فى حالة الزخم والتعاقدات التى شهدها الجناح، مضيفة أننا بدأنا نجلب نوعية من السائحين، من الدول المصدرة للسياحة إلى مصر من فئة أعلى إنفاقا، وهذا أحد أهم أهداف إستراتيجية تنمية السياحة المصرية، مشيرة إلى أن التركيز، جاء على الهند والصين ودول شرق آسيا، والقريبة والبعيدة أيضا، والتى بدأت تنمو والسوق التركية، فالسوق الخليجية نمت بمعدل ٪45 على العام الماضى، وبالتالى زيادة التدفقات السياحية، نتيجة تيسيرات التأشيرات السياحية، فكلها من المقاصد التى رأينا إمكانية أن تأتينا منها أعداد مناسبة، بجانب التأشيرات وتسهيلات الحصول عليها من موانئ الوصول أو من شركات السياحة، فكلها أسهمت فى زيادة الحركة السياحية.

ومن جانبه، صرح القاضى لـ "الأهرام العربى"، بأنه تم الاتفاق مع هيئتى السياحة الأردنية والسعودية، للتكامل والتنسيق بشأن التسويق لبرامج سياحية مشتركة، لجذب مزيد من السياح من أسواق بعيدة، كالصين والهند وأمريكا اللاتينية وأستراليا والولايات المتحدة، لافتا النظر أنه تم الحديث مع شركات السياحة العربية، وأيضا والأجنبية التى التقيناها لأول مرة مثل الفرنسية والروسیة، والبيلاروسية والهندية والصينية والكورية، عن زيادة حجم أعمالهم بمصر، أو فتح مجال للعمل بها بالاستفادة من الحوافز التى نقدمها.

وقال إننا شرحنا سياستنا التسويقية، والمنتجات التى نريد التركيز عليها كالسياحة العائلية والشواطىء والثقافية والمغامرات، كما بدأنا تعريف العالم بمنتج القاهرة السياحية الجديد، وتطوير البنية الأساسية، وترميم المواقع الأثرية بكل أنواعها، وقرب افتتاح المتحف الكبير، مما سيجعل القاهرة، مقصدا سياحيا متكاملاً منفردا بذاته وهو «عطلات القاهرة».

وأضاف أنه تم عرض الاتجاه الجديد فى مصر، والذى نشجعه وهو سياحة الحفلات، کما حدث بالأهرامات أخيرا، وسياحة الأفراح والترويج لسياحة الزفاف، وهو أحد المنتجات المهمة، بجانب العائلة المقدسة والتجلى الأعظم.

وأشاد فودة، بالجهود الإماراتية الكبيرة فى إنجاح المعرض، وأيضا بالجناح المصرى، مؤكدا الترويج لمشروع التجلى الأعظم، بسانت كاترين ودهب والمواقع المختلفة بجنوب سيناء، وقام بعمل جولات متعددة على المشاركين للاطمئنان على مدى نجاحهم فى أعمالهم، بما ينعكس على الحركة السياحية بجنوب سيناء، وقد ظهرت حالة الرضا والتفاؤل على العارضين المصريين، وقال الدكتور سامح سعد، الخبير السياحى، إن الجناح هذا العام جاء متميزا وشهد حالة رواج كبيرة، وقال محمد عيد المدير، الإقليمى لإحدى الشركات المصرية: إن المشاركة بهذه الدورة كانت ناجحة بكل المقاييس.

ولم يكن المعرض بعيدا عن الترفيه والموسيقى والتراث، فقد انتشرت بين الأجنحة المختلفة، سواء العربية أم الأجنبية النغمات، الموسيقية والرقصات الفولكلورية، فيما تردد الحضور على المعارض التراثية بالأجنحة، وتذوقوا الأطعمة والمأكولات التراثية والشعبية.

لعل الأهم فى ذلك هو التواصل العربى - العربى، والعربى - الأجنبى والانفتاح على المدارس السياحية المختلفة، والأفكار الجديدة والابتكارات فى المجال، تماشيا مع العنوان الرئيسى للمعرض هذا العام وهو "تمكين الابتكار: تحول قطاع السفر من خلال ريادة الأعمال"، بمشاركة أكثر من 2600 عارض من أكثر من 160 دولة، لاستكشاف الدوافع الكامنة وراء نمو الصناعة، وتحديد الفرص المستقبلية فى قطاع السياحة العالمى.

حدد المشاركون توقعات مستقبل قطاع الطيران، وأهمية الابتكار فى تمكين الصناعة من استيعاب النمو الكبير فى الحركة الجوية خلال جلسة بعنوان "التطلع نحو الأفق للابتكار: كيف تُحدث التكنولوجيا تحولاً فى قطاع الطيران"، حيث تضمنت الجلسة التى أدارها خبير السفر مارك فراري، رؤى ثاقبلة للاتحاد الدولى للنقل الجوى، وبعض الشركات الكبرى وطيران الرياض.

وشهدت الفاعليات نشاطا مكثفا، لوفد الاتحاد العربى للإعلام السياحى، برئاسة الدكتور صباح علال، رئيس الاتحاد، بعقد اجتماعات مع كل من غادة شلبى، نائبة وزير السياحة والآثار، وصالح الجزيرى، المدير العام لدائرة الثقافة والسياحة بأبو ظبى، وعبد الرزاق عربيات، رئيس هيئة تنشيط السياحة الأردنية، وسارة بوحجى، الرئيس التنفيذى لهيئة البحرين للسياحة، والمعارض ورئيس هيئة السياحة بإقليم كردستان العراق والجناح العراقى.