رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 15 يونيو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
مقالات رئيس التحرير
فلسطين «بيدق» الشرق الأوسط
28-3-2025
|
02:33
جمال الكشكي
أما آن لهذا البيدق أن يتوقف على رقعته الحقيقية، من دون أن يكون رهنا لهذا اللاعب أو ذاك، كفى أن تتلاعب بهذا البيدق هذه القوى أو تلك، مرة بالسيطرة عليه، ومرة بإلقائه فى الفراغ، هى لعبة استعملها لاعبون على المسرح الإقليمى، والمسرح العالمى لتنفيذ مخططات خاصة بهم.
إن القضية الفلسطينية، هى ذلك البيدق الذى يتم التلاعب به على رقعة الشطرنج العالمية، كلما جرت أحداث عالمية أو إقليمية، يتم النظر إلى هذا البيدق، كورقة لتنفيذ مخططات ومؤامرات، وأقول إنها بالفعل مؤامرات.
فمنذ السابع من أكتوبر 2023، أستطيع القول: إن لاعبين إقليميين تساعدهم جماعات محلية، اختطفوا هذا البيدق للمناورة من أجل تحقيق استراتيجية، لا تمت بصلة سوى لتحقيق نصر محدد لخرائط محددة.
هذه الاستراتيجية تلقفتها إسرائيل، واعتبرتها فرصة لتتعامل هى الأخرى مع ذات البيدق، من أجل تحطيمه وتمزيقه، وجعله نقطة لبداية مشروع خطير يقوم على توسيعها، على حساب الخرائط العربية.
بين هذين اللاعبين المتصارعين "إسرائيل و القوى الإقليمية الأخرى" يقف الفلسطينى عاريا من القوة، يقتل ويهجّر، ويهدّد بتصفية قضيته العادلة، بل قد تتسع رقعة الحرب من غزة الصغيرة إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقد تطال جارتنا أوروبا غرب المتوسط، ومنها إلى القوى الأخرى فى قارة آسيا، مما يشكل جوهرا لحرب عالمية ثالثة، تبدأ شرارتها من العبث مع هذا البيدق الفلسطينى، الذى لا يمكن أن تتنازل عنه جغرافية فلسطين، أو تاريخ المنطقة.
لا شك أن اللحظة فارقة وفاصلة، ويحتاج هذا البيدق الفلسطينى أن يكون ثابتا، وموحدا من أجل تحرير ذاته، وحماية لمقدرات المنطقة، ولا شك أن إسرائيل تخطئ، عندما تعتقد أن سلام القوة والضغط العسكرى هو السبيل لتصفية القضية أو لتفكيك محيطها، من أجل صناعة خرائط لا يمكن أن تمر وفق أوهام اليمين الإسرائيلى المتطرف، أو اليمين الغربى الأكثر تطرفا، ولا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية، عندما تدعم هذا التصور وتساعده وتتبناه، فإنها تخسر - على المدى الإستراتيجى - قطاعا هائلا من الجغرافيا والتاريخ.
فهذا القطاع يمتد من موريتانيا فى الغرب، إلى حدود إندونيسيا فى الشرق، مرورا بالدول العربية والإسلامية الواقعة فى قلب الكرة الأرضية، حيث خطوط المواصلات البرية والبحرية والجوية.
وإذا كان هذا الامتداد على مستوى الجغرافيا، فإن هناك امتدادا آخر على مستوى التاريخ والعقائد، والحضارة والثقافة، وإذا خسرت أمريكا هذه القوة فى المستقبل، فإن نفوذها سوف يتقلص لصالح الحالة الإسرائيلية الصغيرة فى الجغرافيا والتاريخ.
إذن، نحن أمام مفترق عالمى، إما أن يتم تثبيت هذا البيدق على رقعته بقوة أصحابه الأصليين، أى الفلسطينيين أولا، وثانيا بمساعدة أشقائه العرب، وإخوته المسلمين، وكل الشعوب المحبة للسلام. أما ثالثا، فإن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تخطو خطوة نحو سلام دائم وعادل لهذا البيدق، الذى بات ضحية الحسابات بين القوى العالمية والإقليمية المتعارضة، فمثلا السلام الذى تدعو إليه واشنطن بين أوكرانيا وروسيا، لماذا لا يكون فى فلسطين؟
فرغم أن الصراع الأوكرانى - الروسى هو صراع جيو استراتيجى، ونفوذ اقتصادى، فإن القضية الفلسطينية تختلف تماما، كونها قضية شعب تحت الاحتلال، ومن حقه التحرر، وتقرير المصير، ومن ثم كان من الأحرى على الولايات المتحدة الأمريكية تطبيق هذا السلام فى فلسطين، وألا تكون داعمة بالمطلق للتطرف الإسرائيلى الذى يرتكب كل الجرائم المخالفة للقانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى، وتعد جرائم إبادة جماعية وتطهيرا عرقيا.
لا شك أن يوما ما ستكون المؤسسات الدولية "محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية" قويتين، بما يجعلهما تحاكمان الذين ارتكبوا جريمة الإبادة، والتطهير العرقى للفلسطينيين، وفى تلك اللحظة، وبقوة الحقوق والقوانين، سيستقر البيدق الفلسطينى على رقعته الصحيحة والمستحقة، ولن يستطيع أحد تحريكه من مربع إلى آخر.
كلمات بحث
فلسطين
الشرق الأوسط
القضية الفلسطينية
غزة
مقالات رئيس التحرير
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
أحلام توسعية.. وحسابات خاطئة
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام