رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الثلاثاء 22 ابريل 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
الملفات
الذكاء الاصطناعى.. الحياة على جناح الخيال
5-4-2025
|
19:23
محـمــد عيـســى
تأثيراته فى السياسية وعلى الصراعات العسكرية الدائرة حالياً تفوق تصوراتنا
«العالم أصبح قرية صغيرة»، «العالم عند أطراف أصابعك»، جملتان كانتا الأكثر تداولا وشيوعا منذ نحو 25 عاما، مع بداية طفرات التطور التكنولوجى، وانتشار الإنترنت فى كل ركن من أرجاء الكرة الأرضية، لكن اليوم ومع ما نشهده من انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعى، تجاوزنا كل ما تعنيه هاتين الجملتين بكثير، فالعالم بات بحجم غرفة صغيرة، ولم يعد عند أطراف أصابعك فقط، بل بات يحرك ويلامس كل جوانب حياتك.
مظلومة تلك الأجيال التى تعيش الآن، فما كانت تتخيله منذ نحو 25 عامًا من تقدم تكنولوجى، يمكن أن يصل إليه الإنسان، لم تكن لتصل بأحلامها إلى ما وصل إليه العالم الآن، فأقصى تصوراتنا عن شكل الحياة فى المستقبل، أصبح نقطة فى محيط، ما أوصلنا إليه الذكاء الاصطناعى الآن.
اليوم، بات البشر والذكاء الاصطناعى وجها لوجه فى معركة بقاء، فى كل جوانب الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلخ، فقد أصبح الروبوت جاهزًا ليحيل البشر إلى التقاعد فى كثير من مجالات العمل، بفضل أنظمة ذكاء اصطناعى، قادرة على أداء المهام التى يقوم بها البشر، بجودة فائقة وتكلفة أقل.
الذكاء الاصطناعى هو ثورة تكنولوجية كبيرة، تهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على أداء المهام، التى كانت تتم فى السابق من قبل البشر، وقد جاءت تلك الثورة كنتيجة طبيعية لما شهده العالم، من تقدم تكنولوجى فى مجالات مثل معالجة اللغة الطبيعية، والرؤية الحاسوبية والتعلم الآلى.
فى مجال السياسية والحروب حدث ولا حرج، فقد أصبح للذكاء الاصطناعى دور فاعل فى السياسية والحروب، وتأثيرات كبيرة نشهدها فى الصراعات العسكرية الدائرة حاليًا، حيث يمكنه جمع البيانات الاستخباراتية، وتقديم تقارير دقيقة حول تحركات العدو، ويساعد على الاستهداف بدقة، والتحكم فى الأسلحة العسكرية، مثل الطائرات المسيرة، ووسط الحرب، الدائرة يمكنه تطوير الإستراتيجية العسكرية، وتقديم السيناريوهات المختلفة والتوصيات.
ووسط كل ما يقدمه الذكاء الاصطناعى فى مجال الحروب، تبرز المخاوف من الاستخدام غير المسئول، حيث يؤدى الخطأ البشرى فى برمجة الذكاء الاصطناعى، إلى نتائج عسكرية كارثية غير متوقعة، كما يمكن أن تتعرض تلك البرمجة العسكرية إلى الهاكرز، مما يمكن أن يؤدى إلى نتائج مدمرة.
وهكذا بات استخدام الذكاء الاصطناعى فى الحروب، أكثر كارثية من استخدام الأسلحة النووية، الأمر الذى يدعو إلى ضرورة، أن تكون هناك رقابة دولية على استخدام الذكاء الاصطناعى فى الحروب، وتعاون دولى لمنع استخدامه فى الحروب، بشكل غير قانونى.
وعلى الجانب الاقتصادى، يفرض الاصطناعى تحديات كبيرة أمام البشر، مثل الخسارة فى بعض الوظائف بسبب استبدال البشر بالآلات، حيث يمكنه أن يؤدى نفس العمل الذى يقوم به الإنسان، بإنتاجية وجودة أعلى وتكلفة أقل، خصوصا فى المجالات الصناعية التنافسية، مما يؤدى إلى الاستقرار الاقتصادى، وهو ما يفضله أصحاب الأعمال.
وعلى صعيد الحياة الاجتماعية، يفرض الذكاء الاصطناعى سطوته بقوة عبر مجموعة من تطبيقات الذكاء حيث يقوم بتحليل البيانات الاجتماعية، ويحتفظ لك بكل أسرارك، لدرجة أنه يمكنه التحدث بديلا عنك فى أى موضوع يخصك، طالما لديه المعلومات التى يعرفها عنك، والتى قمت أنت بإدخالها إليه فى قاعدة البيانات، وهو ما يجعله مساعدًا ممتازا فى تنظيم أمور حياتك، لكن ماذا لو تخلى عنك ذلك المساعد الذى تعتمد عليه فى حياتك الاجتماعية؟ حتما ستصبح إنسانا بلا ذاكرة ليس لديه أية معلومات عن نفسه، وستقع فريسة فى قبضة ذلك المساعد الآلى الذى عودك على الاعتماد عليه، فى كل جوانب حياتك الاجتماعية، مواعيدك وتواريخ حياتك المهمة، وذكرياتك وصورك مع الأسرة، إلخ؟ وماذا لو خانك ذلك المساعد الآلى، وأفشى أسرارك التى يحتفظ بها، سواء عن الخطأ البشرى فى البرمجة، أم تعرض ذلك المساعد للهاكرز؟ حتما ستصبح كل أسرار حياتك متاحة للجميع.
غريب أمر ذلك الذكاء الاصطناعى، فما يحمله من إيجابيات وسلبيات، يجعله “سلاح ذو حدين”، نقف أمامه عاجزين عن مسايرته، أو الابتعاد عنه، فعندما نتحدث عن تقنياته التى يتم استخدامها فى المجال الطبى، سنلقى بأنفسنا على الفور فى برمجايته، فما قدمه فى هذا المجال، تعجز العقول البشرية الفذة فى هذا المجال عن القيام به، حيث لبرامج الذكاء الاصطناعى الطبية، أن تساعد فى الاكتشاف المبكر للأمراض، وتحليل البيانات والصور الطبية بدقة فائقة، ويساعد على وصف الدواء الدقيق، ورفع نسبة الشفاء، فضلا عن دوره فى الرعاية الصحية ومراقبة حالة المريض وتطورات ما يعانيه، من ناحية أخرى وفر الذكاء الاصطناعى ما يسمى بالجراحة الروبوتية والتحكم فى الأجهزة الجراحية، والوصول إلى مناطق فى الجسم، يصعب الوصول إليها بالجراحات التقليدية.
والآن اترك كل ما سبق من تأثيرات للذكاء الاصطناعى فى حياتنا، فما سبق هو تأثيرات ملموسة، لكن أن يصل تأثيراته إلى درجة، أن يصبح قادرًا على التأليف الأدبى، مثل كتابة الروايات والقصص القصيرة، وكتابة السيناريوهات وتأليف الموسيقى، وكتابة الأغانى والسينفونيات، وإنشاء اللوحات والمنحوتات، هذا أخطر ما يقدمه الذكاء الاصطناعى، أمر يجب الانتباه إليه جدًا، لخطورته ودخوله على خطوط المشاعر والإحساس البشرية، فكل منتج ثقافى أو فنى تحركه مجموعة من العواطف والانفعالات البشرية، لتخرج إلى النور فى شكل منتج أدبى وفنى بديع، يشكل وعى وفكر القارئ والمجتمع ككل، كيف لبرنامج ذكاء اصطناعى أن يقوم بمهمة قائمة على المشاعر والإحساس؟ وعلى ماذا سيغذينا ثقافيا وفنيا؟
رابط دائم
مواضيع ذات صله
استخدمه معظم رؤساء أمريكا.. «القلـم الروبـوت»
إلغاء بعض المهن داخل العمل الفنى.. الـ «A I» يعيد الشباب لكبار الفنانين
خطوة استباقية نحو بناء مستقبـــل رقمـى آمـن.. التشريعات المصرية.. رؤية 2030
40 % من رفوف الكتب مؤلفة بعنصر غير بشرى.. نهاية مريرة لصناعة الكتاب
نظرة تفاؤلية لخريطة الوظائف
بات عاملا مشتركا فى كل خطط التطوير المؤسسية والقومية.. الاستحـــواذ والتكامــل
منتجات دقيقة وأقل تكلفة ولا تحتاج إلى الإنسان المصانع المظلمة.. مستقبل الاستثمار
مشروعات التحول الرقمى بمنهجية OECD/DAC
بات ركنا أساسيا فى هوليوود.. رحلة سينمائية مع الروبوتات
السباق على أشده لاستبدالها بالبشر.. عالم الروبوت
فى كثير من الرياضات تغيرت قواعد اللعبة.. ثورة فى عالم الألعاب الالكترونية
العالم عند أطراف الأصابع
من أدوات السياسة الخارجية فى عالمنا اليوم.. الدبلوماسية الرقمية القوة الناعمة فى مواجهة آلة الحرب
«السيلفى».. الوجه الآخر للسياسة
نسخة من البشر لا تشبهنا.. «جيل بيتا» الابن البار للذكاء الاصطناعى
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام