سوق ومال



السباق على أشده لاستبدالها بالبشر.. عالم الروبوت

5-4-2025 | 19:58
⢴ د. شاهيناز العقباوى

لم يعد الأمر مجرد مزحة، أو مجرد مشهد فى فيلم سينما، يقدم تصورا لفريق من الناس، وهم يتعاملون مع ما اخترعته أيديهم من روبوتات ويتخيل جانبا من المفارقات التى قد تحدث بينهم،  فقد تحول ما كان بعض الآباء والاجداد يظنونه مجرد خيال، إلى واقع ملموس نعيشه، ويفرض نفسه على حياة البشر، بل ويحل محلهم فى بعض الوظائف الحيوية والمهمة، والتى كان يعتقد لوقت قريب أنها حكر على الإنسان الطبيعى. 
 
يحدث ذلك بكل سهولة ويسر فى ظل تنامى اعتماد البشر على الذكاء الاصطناعى مع مباركة عالمية واقتصادية واجتماعية واسعة، فى ظل منافسة محتدمة بين الدول الكبرى، مثل أمريكا والصين واليابان، على الاعتماد على الروبوت فى التصنيع، بل إدارة وزارات وهيئات كاملة بكفاءة عالية وإنتاجية عالية دون حاجة للبشر، بدعوى أن أخطاء الروبوت الصغيرة لا تقارن، بما قد يرتكبه الموظف من بنى البشر من أخطاء، بدعوى التعب والإرهاق، ناهيك عن أن الروبوت - حتى الآن - لا يمكن أن يكون طرفا فى واقعة فساد أخلاقى ويضبط وهو يتلقى رشوة! 
 
بعض الدول العربية ومنها مصر والسعودية والإمارات، انتبهت لما يحدث من متغيرات وسارعت إلى تخصيص استثمارات ضخمة، للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعى، والعمل على توطين التكنولوجيا الرقمية وصناعة الروبوتات، بل وسارعت دولة مثل المملكة العربية السعودية لتخصيص روبوتات تقديم بعض الخدمات لزوار بيت الله الحرام، فى أوقات الحج والعمرة .
 
بلغة الأرقام وحسابات المنفعة، فإن العالم مقبل على فترة ازدهار وتنامى لتصنيع الروبوتات بأشكال ومواصفات مختلفة، وفقا لمتطلبات المهمات الموكلة إليهم، فهناك روبوتات مخصصة للعمل فى مجالات الطب والزراعة والبناء والصناعة، والتعليم والترفية والتعدين، وهناك من يتم استخدامها للوصول لأعماق سحيقة فى قاع البحار والمحيطات، وهى بالتأكيد تختلف عن تلك التى يعتزم الملياردير الشهير إيلون ماسك إرسالها لاستكشاف المريخ فى عام 2026، ناهيك عن الروبوتات الجارى استخدامها فى الحروب والتدمير كنموذج "الطائرات المسيرة"، وأشارات تقارير عدة إلى وجود ما يقارب من 3.4 مليون روبوت، فى أنحاء العالم ضمن مجالات مختلفة.
 
ومن المرجح وفقا لتقارير صادرة عن التحاد الدولى للروبوتات، أن تصل إيرادات تلك الصناعة إلى 43.32 مليار دولار، بحلول عام 2027، وتسيطر آسيا، وحدها على أكثر من ثلث إيرادات صناعته وحققت شركاتها إيراداتٍ بقيمة 13.51 مليار دولار، وتجاوزت شركات أمريكا الشمالية إيراداتها 9.39 مليار دولار، بينما حققت شركات أوروبا الوسطى والغربية، إيراداتٍ بقيمة 9.02 مليار دولار، وكشفت الأبحاث التى أجرتها إحدى الشركات الأمريكية المتخصصة فى مجال الروبوت، أنه من المتوقع أن تبلغ قيمة سوق الروبوتات الموجهة بالرؤية 20 مليار دولار، وأن يصل حجم سوق الروبوتات الذكية إلى 185 مليار دولار، بحلول عام 2030، وينمو قطاع الروبوتات التى تعمل بالذكاء الاصطناعى بمعدل نمو سنوى مركب يبلغ 33% .
 
ومن المتوقع أن يصل سوق الروبوتات التعاونية، المتنقلة إلى 8 مليارات دولار بحلول عام 2030، والتى تعد من أسرع القطاعات نموا فى صناعة الروبوتات. ذلك لأنها تعمل جنبا إلى جنب مع البشر، كأيد أو أقدام إضافية لإنجاز مهام التصنيع، هذا وأظهر أحدث تقرير عالمى للروبوتات وجود 141 روبوتا لكل 10 آلاف موظف، وتعد كوريا الجنوبية الرائدة عالميا فى كثافة الروبوتات، حيث يبلغ عددها 766 روبوتا لكل 10 آلاف موظف، أى روبوت واحد لكل 13 موظفا بشريا. ومع نمو صناعة الروبوتات عاما بعد عام، يتزايد عدد الروبوتات العاملة حول العالم.، سواء الصناعية أم الخدمية. ويقدر أن هناك ما يقرب من 3.4 مليون روبوت صناعى، قيد الاستخدام فى جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم فى ظل الاستغناء تدريجيا عن الخدمات البشرية وإحلال الروبوت محلها، حيث قامت الصين على سبيل المثال بتثبيت أكثر من 268 ألف روبوت خدمى جديد عام 2023، وهو عدد يفوق أى دولة أخرى فى العالم مجتمعة. وجاءت اليابان فى المرتبة الثانية من حيث تفعيل الروبوتات الجديدة، حيث بلغ عددها 47,200، تليها الولايات المتحدة 35 ألفا، ثم كوريا الجنوبية (31,100)، وأخيرا ألمانيا (23,800 ألف.
 
مصر
 
هناك جهود كبيرة تبذل من قبل القيادة السياسية فى مصر، لمواكبة العصر والاستفادة من التقنيات الحديثة والروبوتات فى الكثير من القطاعات وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته الافتتاحية للإصدار الثانى من إستراتيجية مصر للذكاء الاصطناعى 2025-2030 أهمية استكمال المسيرة نحو بناء مجتمع رقمى يتبنى أحدث التكنولوجيات العالمية. وقال : "إننا نعيش فى عصر يشكل فيه الذكاء الاصطناعى محوراً اساسياً لجهود التنمية العالمية، حيث أصبح تأثيره واضحاً فى جميع مناحى الحياة، مما يتيح لنا فرصا غير مسبوقة للتقدم والنمو المستدام، ومع تسارع وتيرة التطور أصبح لزاماً علينا أن نستفيد من كل الإمكانيات التى يحملها الذكاء الاصطناعى، لنسهم معاً فى بناء مستقبل مشرق لبلادنا نفخر به جميعاً". وأعرب عن تطلعه أن تحدث هذه التكنولوجيات تحولا نوعيا فى القطاعات الرئيسية، مثل الصحة والتعليم والزراعة بما يضمن تحسين مستوى المعيشة.
 
وهناك اهتمام كبير من قبل الحكومة المصرية، ممثلة فى وزارات التعليم والاتصالات لتعليم الأجيال الجديدة، وتدريبهم على الاستثمار بقطاعات التكنولوجيا المختلفة، وهناك تجارب واختراعات مبتكرة قام بها طلاب الجامعات المصرية المختلفة وأخيرا نجح فريق من طلاب قسم ميكا تروينكس بجامعة حلوان، فى ابتكار روبوت زراعى مبنى على إنترنت الأشياء.
 الوزارات والهيئات الحكومية أيضا مهتمة بالاستفادة من الروبوتات فى مناحى مختلفة، وأخيرا اجتمع الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، مع ممثلى إحدى الشركات الصينية الرائدة فى مجال الروبوتات الجراحية، لبحث آفاق التوسع فى استخدام الذكاء الاصطناعى والروبوتات الجراحية بمستشفيات وزارة الصحة،ويأتى هذا الاجتماع فى إطار إستراتيجية الدولة لتعزيز جودة المنظومة الصحية عبر تبنى أحدث التقنيات العالمية وتقديم خدمات طبية متطورة للمواطنين.
 
تطور كبير
 
من جانبه أكد الدكتور عاصم الجوهرى، مساعد وزير التنمية المحلية للتدريب والتطوير والتحول الرقمى، أنه مما لاشك فيه، أن الروبوتات غيرت حياة البشر بشكل كبير فى مجموعة متنوعة من المجالات، سواء فى حياتنا المهنية أم الشخصية، ودخلت فى الصناعة والطب والتعليم والترفيه والأمن والخدمات اللوجستية والزراعة والبحث والتطوير والعلوم والفضاء، والبناء والتشييد والتنظيف والتعقيم والتسوق، والتوصيل والترجمة والتعرف على الوجوه والصوت والنصوص والأشكال، والألوان والحركات وغيرها، كما تساعد فى تحسين الإنتاجية والجودة والدقة والكلفة فى مجال الصناعة، حيث تستخدم على نطاق واسع فى المصانع والشركات لآداء المهام الروتينية أو الخطرة والمملة، مثل لحام قطع السيارات وتركيبها، الأمر الذى أدى إلى زيادة الإنتاجية وتحسين الدقة وسرع عمليات التصنيع وقلل الأخطاء، كما تساعد فى تحسين الكفاءة والأمان فى مكان العمل، وتحمى العمال من الإصابات، حيث يمكنها أداء المهام، التى يمكن أن تكون خطيرة أو صعبة على البشر.
 
وأضاف الجوهرى، أنه إلى جانب ذلك تلعب الروبوتات دورا كبيرا فى مجال الرعاية الصحية، حيث تساعد الأطباء والجراحين فى المستشفيات، وتستخدم فى الجراحات والعلاجات الطبية المتقدمة، لمساعدة المرضى فى المشى والتنقل وأداء المهام اليومية، وكان لها دور بارز فى إدارة المعركة ضد فيروس كورونا عبر إنتاج أجهزة التنفس، كما تساعد الروبوتات فى مجال الخدمات فى تحسين تجربة العملاء وتقديم خدمات فاعلة، وتراقب الأنظمة وتحد من المخاطر فى مراكز البيانات، وتسهم فى أداء المهام المتكررة والمملة، مما يتيح للبشر التركيز على المهام الإبداعية والمبتكرة.
وأوضح الجوهرى أن الروبوتات شهدت فى القرن العشرين تقدما كبيرا، وذلك بسبب التطور فى التكنولوجيا مثل الإلكترونيات وأجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعى، وأصبحت قادرة على أداء المهام بشكل مستقل، مثل الروبوتات المستخدمة فى المصانع والمستشفيات والجيش، وما زالت صناعة الروبوتات تشهد تطورا مستمرا فى الوقت الحالى، على حد قوله، وذلك بهدف جعلها أكثر ذكاء وقدرة على أداء المهام بشكل أكثر استقلالية، الذى بدوره يسرع من عمليات الإحلال والاستبدال التى تشهدها الكثير من الوظائف لاسيما الخدمية منها
 
تعزيز الإنتاجية
 
الروبوتات أدوات يمكنها الإحساس والتفكير والتخطيط والعمل بشكل مستقل. وإضافة إلى أداء المهام بشكل متكامل، كما يمكنها توسيع القدرات البشرية وتقليد تصرفات الإنسان بصورة رائعة. فضلا عن دورها فى تعزز الإنتاجية، وتقلل التوتر. ومن تقديم المساعدة فى أماكن العمل إلى تخصيص الأنشطة الترفيهية، تعلمت الروبوتات تفسير الإشارات الإنسانية كلغة الصوت، واتجاه النظرة، وأسلوب المحادثة. وتتضمن أحدث التطورات فى مجال الروبوتات العديد من الابتكارات المثيرة للاهتمام، فعلى سبيل المثال وطبقا لدراسة أجراها مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعى، التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن الباحثين تمكنوا من طباعة يد روبوتية تحتوى على عظام وأربطة وأوتار مصنوعة من مواد بوليمرية مختلفة، باستخدام تقنية المسح بالليزر الجديدة. وظهرت روبوتات قابلة للارتداء يمكنها مراقبة صحة الإنسان وتحسين الأداء الرياضى، ويعتمد عليها أيضا فى مجال الصناعة الصحية فى تنظيف المستشفيات وتعقيم الأماكن، كما تستخدم فى الزراعة لأداء مهام مختلفة، مثل زراعة المحاصيل وتسميد التربة ورى المزروعات والحصاد ورعاية الحيوانات فى مزارع الأبقار. ووصلت الروبوتات إلى مجال البناء، حيث تنفذ المهام الخطرة أو المتكررة. وتستفيد صناعة التجزئة من الروبوتات الذكية فى المتاجر، من أجل تقديم المساعدة للعملاء وتحسين تجربة التسوق. كما تستخدم فى مجال التعليم من أجل توفير تجارب تعلم تفاعلية. وتستفيد الخدمات اللوجستية من الروبوتات فى إدارة وتحسين سلسلة التوريد، وفرز الطلبات ومعالجتها وتعبئة البضائع فى مراكز التوزيع وتوزيعها وتسليمها. ويلجأ قطاع السياحة إليها من أجل توفير المعلومات والخدمات للزوار، كما تستخدم ضمن صناعة الترفيه، مثل الروبوتات الذكية فى المتاحف والحدائق.
 
أسرع وأكثر دقة
 
طبقا للاتحاد الدولى للربوت، بحلول عام 2030، قد تغدو الروبوتات رفاقا لا يقدرون بثمن، ذلك لأنه يتبع تعليمات محددة ليحاكى السلوك البشرى، لكنه أسرع وأكثر دقة. ومع تطور تكنولوجيا الروبوتات، من المتوقع أن نشهد الروبوتات لا مجرد مساعدين فحسب، بل كشركاء متعاطفين فى مجالات التعليم والعلاج والرعاية الاجتماعية والصحية فضلا عن العسكرية . حيث تنقسم الوظائف والاستخدامات الأساسية طبقا للدراسة التى أجرتها منظمة اليونيسف حول "روبوتات وبشر" إلى روبوتات صناعية، التى تساعد فى الإنتاج بأقل عدد من العمال، وتستخدم فى العديد من المصانع مما يسمح للشركات بإنتاج المزيد بكلفة أقل، وكذلك طبية تعمل فى أداء المهام الجراحية والعلاجية بدقة وأمان أكبر، حيث تستخدم فى المستشفيات لمساعدة الأطباء والجراحين فى عمليات جراحية كبرى ومعقدة، وعسكرية تساعد فى أداء المهام القتالية وحماية الجنود من الخطر، حيث تستخدم لإطلاق النار ونقل الذخائر والبحث عن الألغام، وأخيرا اجتماعية تساعد البشر فى أداء المهام اليومية، حيث تستخدم فى المنازل لتنظيفها وإعداد الوجبات ورعاية كبار السن والأطفال .
 
ومن جهته يرى الدكتور حسان عبدالله الكسوانى، الخبير فى مجال تكنولوجيا المعلومات بالمملكة الاردنية، أنه لا تقتصر فوائد الروبوتات على المساعدة اليومية فحسب، بل تمتد إلى التعليم والرعاية الصحية؛ فعلى سبيل المثال، يمكن للروبوتات اكتشاف صعوبات التعلم وتعديل أساليب التدريس، وتخفيف القلق من خلال تقديم الرفقة والدعم العاطفى، خصوصا للفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن. كما أثبتت فاعليتها فى مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على تطوير مهارات التفاعل الاجتماعى، كذلك تستخدم فى استكشاف الفضاء.
وأضاف أن الروبوتات تستخدم أيضا فى العديد من المواقف ولأغراض عديدة، لاسيما فى البيئات الخطرة بما فى ذلك فحص المواد المشعة واكتشاف القنابل وإبطال مفعولها وعمليات التصنيع، كذلك فى أماكن لا يستطيع البشر البقاء فيها على قيد الحياة فى الفضاء، وتحت الماء وأماكن مرتفعة الحرارة منخفضة البرودة.
وكشف أنه من المتوقع فى السنوات المقبلة أن يستمر تطور التكنولوجيا فى مجال الروبوتات، مما يؤدى إلى تغييرات أعمق فى حياتنا، منها على سبيل المثال زيادة الإنتاجية وتحسين الكفاءة، ورؤية المزيد من الروبوتات المتطورة المندمجة فى المزيد من مجالات الحياة والعمل مع البشر.
 
الخليج العربى
 
أصبحت الروبوتات الذاتية الحركة أكثر تطورا وقدرة على التنقل فى بيئات معقدة، حيث جرى تطوير روبوتات قادرة على التنقل فى المبانى والمستشفيات والمطارات دون مساعدة بشرية. كما أصبحت أكثر ذكاء وقدرة على التعلم والتفاعل مع البيئة المحيطة بها، وجرى تطوير روبوتات قادرة على التعرف على الوجوه، وتمييز الأشياء واتخاذ القرارات المستقلة.وازداد شيوع الروبوتات الاجتماعية التى تستخدم فى مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما فى ذلك الرعاية الصحية والتعليم والترفيه، وهناك روبوتات قادرة على تقديم الرفقة للأشخاص المرضى أو المعزولين والمسنين. ومع ذلك، مع تزايد اندماج الروبوتات فى مجرى الحياة اليومية، سيغدو التوازن بين المساعدة والتعدى على الخصوصية أمرا بالغ الأهمية. لكن وبشكل عام فالوجود الواسع النطاق للروبوتات، الذى قد يضاهى شيوع الهواتف الذكية.
 
من جانبه أوضح الدكتور على الذيب، خبير التنمية البشرية فى المملكة العربية السعودية، أن منطقة الخليج العربى تعتبر واحدة من الأماكن التى تستفيد بشكل كبير من هذه التكنولوجيا الرائدة. حيث يتم استخدام الروبوتات فى مجموعة متنوعة من القطاعات والخدمات، فى المستشفيات، وتقديم المعلومات السياحية، كما تعتمد الفنادق بها على الروبوتات لاستقبال النزلاء وتقديم المساعدة، كذلك تمت الاستعانة بها فى إدارة المعارض والمطارات وتنظيم المرور، كما حدث فى دولة الإمارات فضلا عن البنوك، وفى المملكة العربية السعودية لعبت دورا بارزا فى تنظيم حركة الحجاج خلال موسم الحج الأخير، كذلك يستعان بها بصورة واسعة فى إجراء الاستبيانات وجمع المعلومات فى مختلف القطاعات .
 
واستعرض أنه إذا استمرت وتيرة النجاحات المتعاقبة فى الاستعانة بالروبوت فى الكثير من المجالات المتنوعة، من المنتظر أن يتم الاستغناء تماما وبشكل تدريجى عن المساعدة البشرية فى الكثير من القطاعات الحيوية، لاسيما الوزارات الخدمية والاستعانة بالروبوت للقيام بالعديد من الأعمال كبديل أكثر كفاءة وقدرة، حيث إنه من المتوقع وطبقا لدراسة أجرتها المجموعة الاستشارية  «إكسفورد إيكونوميكس» أن تستحوذ اجهزة الروبوت على نحو 20 مليون وظيفة فى مختلف أنحاء العالم بحلول عام 2030.
 
الدول الخمس الأولى فى تصنيع الروبوت
 
 تؤدى روبوتات الخدمات المهنية وظائف غير تصنيعية فى مختلف الصناعات. وازداد استخدامها بمعدلات مذهلة فى قطاعات مختلفة، حيث تم تركيب 50 ألف روبوت خدمة جديد فى قطاع النقل والخدمات اللوجستية عام 2021، مقارنة بـ 34 ألف روبوت عام 2020. وفى قطاع الضيافة، تضاعف عدد الروبوتات المستخدمة تقريبا بين عامى 2020 و2021، من 11 إلى 20 ألفا، كما شهدت روبوتات الخدمة زيادة فى استخدامها فى قطاعى التنظيف الطبى والمهني.
 
 وتعد الولايات المتحدة الرائدة عالميا فى إنتاج روبوتات الخدمة المهنية، مع 225 شركة مصنعة اعتبارا من عام 2021. وتكمل الصين 104، وألمانيا 91، واليابان 66، وفرنسا 54 قائمة الدول الخمس الأولى فى تصنيع روبوتات الخدمة، حيث تبلغ نسبة الروبوتات إلى البشر على مستوى العالم 1 إلى 71 للروبوتات، وتخطط الشركات الصناعية لاستثمار 25% من رأسمالها فى عمليات الاستبدال خلال السنوات الخمس المقبلة، وتتبعها شركات الخدمات اللوجستية والسيارات والرعاية الصحية والأدوية لاستثمار أكثر من 25% من إجمالى رأس مالها فى تحقيق نفس الهدف، وتشير التقديرات إلى أن قيمة هذا القطاع، قد تصل إلى 260 مليار دولار بحلول عام 2030.
 

الاكثر قراءة

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام