رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الثلاثاء 22 ابريل 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
الملفات
«السيلفى».. الوجه الآخر للسياسة
6-4-2025
|
19:39
هانى فاروق
- أنجيلا ميركل التقطت سيلفى مع لاجئ سورى خلال زيارتها لمركز استقبال اللاجئين فى برلين
- البابا فرانسيس مع الشباب بالفاتيكان عام 2013 من أوائل صور السيلفى التى التقطها زعيم دينى عالمى
- سيلفى ترامب مع شينزو آبى فى ملعب للجولف عزز فكرة «الصداقة الشخصية» بين القائدين
فى عالم تهيمن عليه التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، لم تعد الدبلوماسية مقتصرة على الاجتماعات المغلقة والاتفاقيات الرسمية، بل امتدت إلى ميادين أكثر مرونة وارتباطًا بالجماهير، ومن أبرز مظاهر هذه التحولات ظهور ما يُعرف بـ»دبلوماسية السيلفي». هذه الظاهرة تعكس مزيجًا من التواصل الشخصى والعلاقات العامة والدبلوماسية الرقمية، حيث أصبحت الصور الذاتية «السيلفي» أداة قوية فى يد القادة السياسيين والدبلوماسيين للتواصل مع الجماهير، وبناء صورة إيجابية لهم ولمواقفهم، وجزءًا لا يتجزأ من الدبلوماسية الرقمية، يستخدمه القادة لتعزيز التواصل مع الجماهير وبناء صورة إيجابية لأنفسهم ولدولهم.
لم تكن "دبلوماسية السيلفي" مصطلحًا متداولًا حتى السنوات الأخيرة، لكنه أصبح واقعًا ملموسًا مع الانتشار الواسع للهواتف الذكية وتزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعى من قبل السياسيين والدبلوماسيين، فيمكن القول إن الظاهرة بدأت تأخذ طابعًا جادًا منذ عام 2014، عندما انتشرت صورة "سيلفي" لرئيس الوزراء البريطانى آنذاك ديفيد كاميرون مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيسة وزراء الدنمارك هيله ثورنينج شميت، خلال مراسم تأبين نيلسون مانديلا، هذه الصورة أثارت جدلًا واسعًا، حيث اعتبرها البعض خروجًا عن المألوف فى البروتوكول الدبلوماسي، بينما رأى آخرون أنها تعكس الجانب الإنسانى والطبيعى للقادة.
وتُعد "دبلوماسية السيلفي" أحد مظاهر الدبلوماسية الناعمة، حيث تسهم فى تحسين الصورة الذهنية للقادة والدول، وتعزز العلاقات العامة بطرق غير تقليدية، فالصورة الذاتية التى يلتقطها زعيم مع شخصية أخرى قد تحمل معانى متعددة، مثل تعزيز العلاقات الثنائية، أو إرسال رسائل سياسية ضمنية، أو حتى تخفيف التوتر فى بعض الأزمات الدبلوماسية.
كما أن استخدام السيلفى فى المجال الدبلوماسى، يعكس تحولًا فى طريقة تواصل القادة مع الجماهير، حيث أصبح التواصل أكثر إنسانية وعفوية، بعيدًا عن البروتوكولات الجامدة، هذه الصور تخلق نوعًا من التفاعل المباشر بين الزعماء والشعوب، خصوصًا عندما تُنشر على منصات التواصل الاجتماعي، مما يزيد من انتشارها وتأثيرها.
وقد يؤدى الاستخدام المفرط لهذه الظاهرة إلى تبسيط القضايا الدبلوماسية، حيث تصبح الصور أكثر أهمية من المضمون الفعلى للعلاقات الدولية. فالدبلوماسية تتطلب أكثر من مجرد صور ذاتية، بل تحتاج إلى سياسات وإستراتيجيات متكاملة لتحقيق أهدافها.
ومع الوقت، أصبح السياسيون أكثر وعيًا بقوة وتأثير الصور الذاتية فى إيصال رسائل دبلوماسية بطريقة غير رسمية، خصوصًا مع تصاعد أهمية الدبلوماسية الرقمية كأداة لتعزيز العلاقات بين الدول والشعوب، فبدلًا من البيانات الرسمية الجافة، باتت الصور العفوية وسيلة أكثر تأثيرًا لجذب اهتمام الجمهور، وبناء جسور تواصل تتجاوز الحدود السياسية والجغرافية، وهناك أمثلة كثيرة لا حصر لها لهذا الشكل الأكثر حداثة من أشكال السياسة الرقمية، نراه ونشاهده فى عالمنا اليوم، بين الحين والآخر، حاملًا رسائل ذات دلالات ومغزى يخترق كل قواعد السياسة التقليدية.
ورغم أن هذه الظاهرة قد تبدو بسيطة وعفوية، إلا أنها تحمل فى طياتها رسائل سياسية واجتماعية مؤثرة، مما يجعلها أداة فاعلة فى يد القادة والدبلوماسيين فى عصر الإعلام الرقمي. ومع ذلك، تبقى الحاجة قائمة لتحقيق توازن بين استخدام هذه الوسائل العصرية والحفاظ على جدية ومصداقية العمل الدبلوماسي.
أوباما وهولاند فى باريس
فى عام 2015، وخلال مسيرة باريس التضامنية بعد الهجمات الإرهابية التى شهدتها فرنسا، انتشرت صورة سيلفى جمعت الرئيس الأمريكى باراك أوباما ونظيره الفرنسى فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون، هذه الصورة لم تكن مجرد لقطة عفوية، بل حملت رسائل تضامن ووحدة بين الدول الثلاث فى مواجهة الإرهاب.
ناريندرا مودى ولى كيتشيانج
رئيس الوزراء الهندى، ناريندرا مودى، يُعد واحدًا من أكثر القادة استخدامًا لوسائل التواصل الاجتماعي، وقد اشتهر بصور السيلفى الدبلوماسية، خلال زيارته إلى الصين عام 2015، التقط مودى صورة سيلفى مع رئيس الوزراء الصينى لى كيتشيانج، والتى لاقت انتشارًا واسعًا وعكست لحظة تقارب بين البلدين رغم التوترات الجيوسياسية.
جو بايدن وكمالا هاريس
خلال حملته الانتخابية عام 2020، اعتمد الرئيس الأمريكى جو بايدن، ونائبته كمالا هاريس على صور السيلفى كوسيلة لجذب الناخبين الشباب وتعزيز تفاعلهم مع الحملة، وهذه الإستراتيجية أثبتت فاعليتها، حيث أسهمت فى رسم صورة أكثر ودية وقربًا للمرشحين من الجمهور.
الأمير هارى وباراك أوباما
فى عام 2017، التقط الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، صورة سيلفى مع الأمير هارى خلال دورة "إنفيكتوس جيمز" فى كندا، وهى مسابقة رياضية مخصصة للمحاربين القدامى من ذوى الإعاقة، هذه الصورة حملت رسائل دعم للمحاربين القدامى وأظهرت العلاقات القوية بين الولايات المتحدة وبريطانيا، بالإضافة إلى إبراز الجانب الإنسانى لكل من أوباما والأمير هاري.
جاستن ترودو مع المواطنين
رئيس الوزراء الكندى، جاستن ترودو يعد من أكثر القادة استخدامًا للسيلفى كوسيلة لتعزيز التواصل مع الجماهير، فى العديد من المناسبات، التقط ترودو صورًا عفوية مع المواطنين خلال حملاته الانتخابية أو زياراته الرسمية، مما عزز من صورته كقائد قريب من الشعب، خاصة بين الشباب والكنديين من أصول مختلفة.
البابا فرانسيس مع الشباب
فى عام 2013، انتشرت صورة سيلفى للبابا فرانسيس مع مجموعة من الشباب أثناء لقائه بهم فى الفاتيكان، هذه الصورة كانت من أوائل صور السيلفى التى التقطها زعيم دينى عالمي، وعكست نهج البابا فى التواصل مع الشباب واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى كأداة لنشر رسائل السلام والانفتاح.
أنجيلا ميركل مع اللاجئين
فى عام 2015، وأثناء أزمة اللاجئين فى أوروبا، التقطت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، صورة سيلفى مع لاجئ سورى شاب خلال زيارتها لمركز استقبال اللاجئين فى برلين، هذه الصورة انتشرت عالميًا وعُدت رسالة ترحيب ودعم من ميركل تجاه اللاجئين، لكنها أيضًا أثارت جدلًا سياسيًا داخل ألمانيا بين المؤيدين والمعارضين لسياسة الهجرة المفتوحة.
ماكرون مع جماهير كأس العالم
بعد فوز المنتخب الفرنسى بكأس العالم 2018، ظهر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى عدة صور سيلفى مع اللاعبين والجماهير خلال الاحتفالات، هذه الصور عززت من شعبيته وربطت صورته بإنجاز رياضى وطنى كبير، ما ساهم فى تقوية علاقته مع الشعب الفرنسي، خاصة فئة الشباب.
ترامب مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي
خلال زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى اليابان عام 2017، وذلك خلال فترة ولايته الأولى، التقط صورة سيلفى مع رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى أثناء جولة فى ملعب للجولف، هذه الصورة عززت فكرة "الصداقة الشخصية" بين القائدين، وأظهرت الدبلوماسية بأسلوب غير رسمي، ما ساعد فى ترسيخ العلاقات بين البلدين على المستوى الشعبي.
رئيسة وزراء نيوزيلندا مع الناخبين
خلال حملاتها الانتخابية وبعد وصولها إلى السلطة، استخدمت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، صور السيلفى بشكل كبير، خصوصًا مع المواطنين خلال الفاعليات العامة، هذا الأسلوب عزز من صورتها كقائدة متواضعة وقريبة من الناس، مما ساعد فى بناء قاعدة دعم قوية لها.
كيم جونج أون مع دبلوماسيين أجانب
برغم أن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، لا يُعرف بالتقاط صور سيلفي، فإن هناك بعض الصور غير الرسمية التى التقطها زوار أجانب أثناء لقاءاتهم معه، مثل صورة التقطها وزير الخارجية الأمريكى السابق، مايك بومبيو، خلال زيارته لبيونج يانج عام 2018، هذه الصور نادرة، لكنها تعكس مدى استخدام الصور فى تغيير صورة زعماء دول معزولة.
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام