رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الثلاثاء 22 ابريل 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
نحن والعالم
توافق فـى مختلف القضايا.. رسائل القمة المصرية الفرنسية
10-4-2025
|
16:12
سوزى الجنيدى
الرئيس عبد الفتاح السيسى: توافقنا على رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم وتم استعراض الخطة العربية للتعافى وإعادة إعمار قطاع غزة
تحقيق الاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط سيظل بعيد المنال طالما ظلت القضية الفلسطينية بدون تسوية عادلة
الرئيس ماكرون: مصر شريك إستراتيجى لفرنسا وندعمها بقوة لتنفيذ أجندة 2030 للتنمية
نرفض أى اقتطاع لأراض من الضفة أو غزة أو الفصل بينها ونؤكد رفض بلادنا للتهجير القسرى
القادة الثلاثة ناقشوا مع الرئيس ترامب وقف إطلاق النار فى غزة وتعبئة الجهود لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى
القمة الثلاثية التى ضمت الرئيس السيسى وماكرون والملك عبد الله الثانى رسالة قوية للعالم
الرئيس السيسى يصطحب نظيره الفرنسى فى جولة لمنطقة الحسين وخان الخليلى بالقاهرة التاريخية وسط حشود استقبلتهما بحرارة
تمتد العلاقات المصرية - الفرنسية إلى تاريخ أبعد من تلك اللحظة التى شهدت وقائع تلك الزيارة الاستثنائية التى قام بها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى مصر أوائل الأسبوع الثانى من إبريل 2025، والذى استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى.
يأتى ذلك انعكاسا لحالة الولع الفرنسى بمصر، فالمسلة المصرية لا تزال قائمة فى ميدان الكونكورد وتبدو كأنها مركز كونى تشع منه مصابيح التنوير المصرى القديم.
الزيارة استثنائية بالفعل، فقد تم فيها ترفيع العلاقات المصرية - الفرنسية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، حيث تم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات فى مختلف المجالات.
جاءت زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لمصر، بمثابة رسالة دعم وتأكيد على أهمية العلاقات الثنائية ودعم المواقف المصرية فى قضايا المنطقة، خاصة رفض التهجير القسرى للفلسطينيين وأهمية حل الدولتين، وشملت زيارة ماكرون عددا من المحطات الرئيسية، حيث بدأ ماكرون جولته بزيارة إلى المتحف المصرى الكبير، وحى خان الخليلي، التى استغرقت أكثر من ساعة ونصف الساعة، تلتها قمة ثلاثية بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى وملك الأردن عبد الله الثاني، بعدها، توجه الرئيس الفرنسى إلى محطة عدلى منصور لتفقد مترو الخط الثالث، ثم زار جامعة القاهرة، ليختتم زيارته لمصر بزيارة مدينة العريش.
حيث زار مع الرئيس السيسى مستشفى العريش الذى يستقبل المصابين والمرضى القادمين من غزة، وكذلك المركز اللوجيستى للمساعدات الإنسانية فى العريش إضافة إلى لقاء فرق إغاثة تابعة لمنظمات غير حكومية فرنسية ودولية، إضافة إلى الهلال الأحمر المصري، واصطحب ماكرون فى زيارته وفدا رفيع ضم وزراء الخارجية جان نويل بارو، والقوات المسلحة سيباستيان ليكورنو، والاقتصاد إريك لومبار، والصحة كاثرين فوتران، والبحث فيليب باتيست، والنقل فيليب تابارو، ومع وصول ماكرون إلى العاصة المصرية، مساء الأحد، نشر الرئيس الفرنسى مقطع فيديو من طائرته الرئاسية، أظهر مرافقة مقاتلات مصرية من طراز «رافال» فرنسية الصنع، وكتب قائلاً عبر حسابه: «وصلنا إلى مصر... طائرات الرافال المصرية، رمز قوى لتعاوننا الإستراتيجى».
وكذلك أشار ماكرون خلال مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاثنين، بقصر «الاتحادية»، أن مصر «هى أول دولة وثقت فى طائرات الرافال خارج فرنسا وتبعتها عدة دول». وكانت مصر قد أبرمت عام 2015 صفقة لشراء 24 مقاتلة من طراز «رافال»، كأول مشترٍ للمقاتلات الفرنسية، ثم عادت عام 2021 لتبرم عقدا جديدا لشراء 30 مقاتلة.
ومن سماء مصر إلى أزقتها؛ اصطحب الرئيس السيسى نظيره الفرنسى فى جولة لمنطقة الحسين، وسوق خان الخليلى بالقاهرة التاريخية، حيث تجولا وسط الحشود التى استقبلتهما بحرارة، والتقطت الصور التذكارية معهما، كما تناول الرئيسان العشاء فى مطعم شهير يحمل اسم أديب نوبل «نجيب محفوظ»، وهى الجولة التى اعتبرها كثيرون لها مدلول عميق، وأبعاد سياسية، وثقافية، ويعد اختيار هذه الأماكن له دلالات عميقة، فهى تضم مسقط رأس الرئيس السيسي، وحرص الرئيس على إظهار أنه تربى ونشأ، فهو تأصيل تاريخى أن من يحكم لديه أصول ثقافية وتاريخية كبيرة ضاربة فى عمق الدولة المصرية، حيث تعايش المصريون مع مختلف الجنسيات والأديان من خلال إشارة الرئيس السيسى لكونه ابناً لهذه المنطقة، وأنه عاصر اليهود، والأرمن، والإنجليز.
وفى المقابل حملت زيارة الرئيس الفرنسى ماكرون إلى مصر، عدة رسائل مهمة أولاها التأكيد على أهمية العلاقات المصرية الفرنسية على الصعيد السياسى والاقتصادى والثقافي، وثانيها الدعم الفرنسى والأوروبى للمواقف المصرية، خصوصا فيما يتعلق برفض التهجير القسرى للفلسطنيين وثالثها التأكيد على أهمية الدور المصرى الإقليمى المعتدل الذى يدعو للسلام والاستقرار.
كان شمول زيارة الرئيس الفرنسى ماكرون للعريش وقاهرة المعز وجامعة القاهرة والمركز الثقافى الفرنسى بمصر، واستقباله بطائرات الرافال المقاتلة الفرنسية دليلا واضحا على الدعم الفرنسى والأوروبى لمصر وحملت كل تلك الأماكن رسائل سياسية وأمنية وثقافية متعددة.
كما عكست الزيارة أمام العالم القوة الناعمة لمصر، وأكدت على أهمية الصوت المصرى العاقل والمتزن الذى يسعى للتهدئة وإقرار الحق والعدل فى مواجهة الظلم، وقد تناولت المباحثات بجانب القضية الفلسطينية والأوضاع فى غزة والضفة الأوضاع فى ليبيا والسودان ولبنان وسوريا، والملف النووى الإيراني، حيث عرض ماكرون الجهود التى تقوم بها فرنسا فى إطار المجموعة الأوروبية الثلاثية (فرنسا، وألمانيا وبريطانيا) للذهاب نحو حل سياسى مع إيران بشأن برنامجها النووي، خصوصا فى ظل التصعيد المتواصل بينها وبين الولايات المتحدة التى تهدد باستهدافها فى حال لم يتم التوصل إلى اتفاق نووى جديد قبل شهر أكتوبر المقبل.
و
أكد قصر الإليزيه أن الغرض الأول من الزيارة، هو تعزيز العلاقات بين باريس والقاهرة، حيث تم التوقيع على اتفاق شراكة إستراتيجية معززة، كما تم عقد منتدى الأعمال المشترك برئاسة ماكرون والسيسي، الذى تناول مسائل الصحة والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، فضلاً عن النقل.
قمة ثلاثية واتصال مع ترامب
كذلك جاء عقد قمة ثلاثية ضمت الرئيس السيسى وماكرون والعاهل الأردنى الملك عبدالله بن الحسين، بمثابة رسالة قوية للعالم كله ، خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث تمت مناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية، بما فى ذلك الوضع فى قطاع غزة والضفة الغربية.
كما أجرى قادة مصر وفرنسا والأردن الاثنين مكالمة هاتفية مشتركة مع الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب"، وذلك على هامش القمة الثلاثية التى عقدت فى القاهرة الاثنين.
كما تم إلغاء محادثات مشتركة كانت مجدولة فى البنتاجون، بين وزير الدفاع الأمريكى بيت هيغسيث ونظيره الإسرائيلى يسرائيل كاتس، وهو اللقاء الذى كان من المفترض أن يسبق لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى والرئيس الأمريكى فى البيت الأبيض الاثنين الماضي.
وحول الاتصال الهاتفى الذى جرى بين الرئيس السيسى وماكرون والملك عبد الله مع الرئيس الأمريكى ترامب، أشار السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن القادة الثلاثة ناقشوا مع الرئيس ترامب سبل ضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل فى قطاع غزة، مؤكدين على ضرورة استئناف الوصول الكامل لتقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين على الفور.
وأضاف السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى، أن القادة الثلاثة شددوا على أهمية تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق أفق سياسى حقيقى وتعبئة الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، واستعادة الأمن والسلام للجميع، وتنفيذ حل الدولتين، مشيراً إلى أن القادة الثلاثة والرئيس ترامب اتفقوا على البقاء على اتصال وثيق.
وذكر المتحدث الرسمى، أن الاتصال تناول كذلك التأكيد على أهمية الإسراع بتحقيق السلام فى أوكرانيا، بما يتماشى مع القانون الدولى والحاجة المشتركة للأمن والاستقرار الدوليين.
وكذلك صدر بيان مشترك مصرى - أردنى - فرنسى فى ختام القمة الثلاثية فى القاهرة، أشار إلى أن قادة مصر وفرنسا والأردن عقدوا قمة ثلاثية فى القاهرة الاثنين السابع من أبريل حول الوضع الخطير فى غزة.
فى سياق استئناف الضربات العسكرية الإسرائيلية على غزة، دعا القادة إلى عودة فورية لوقف إطلاق النار، لحماية الفلسطينيين وضمان تلقيهم المساعدات الطارئة الإنسانية بشكل فورى وكامل، كما دعا القادة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع فى ١٩ يناير الذى نص على ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، وضمان أمن الجميع.
وأكد القادة أن حماية المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية، وضمان إمكانية إيصال المساعدات بالكامل، التزامات يجب تنفيذها بموجب القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني.
وعبر القادة الثلاثة عن قلقهم البالغ بشأن تردى الوضع الإنسانى فى الضفة الغربية والقدس الشرقية، ودعا القادة إلى وقف كل الإجراءات الأحادية التى تقوض إمكانية تحقيق حل الدولتين وتزيد التوترات، كما شددوا على ضرورة احترام الوضع التاريخى القائم للأماكن المقدسة فى القدس.
وأعرب القادة عن رفضهم لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وأية محاولة لضم الأراضى الفلسطينية.
وفى هذا الصدد، دعا القادة إلى الدعم الدولى لخطة إعادة إعمار غزة التى اعتمدتها القمة العربية التى عقدت فى القاهرة فى الرابع من مارس، واعتمدتها منظمة التعاون الإسلامى فى السابع من مارس الماضى، وناقشوا آليات التنفيذ الفاعل لها فيما يتعلق بالأمن والحوكمة.
وأكد القادة أن الحوكمة والحفاظ على النظام والأمن فى غزة، وكذلك فى جميع الأراضى الفلسطينية، يجب أن يكونا بشكل حصرى تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية الممكّنة، بدعم إقليمى ودولى قوي،
وأعرب القادة أيضا عن استعدادهم للمساعدة فى هذا الاتجاه بالتنسيق مع الشركاء.
وأعاد القادة التأكيد على ضرورة بلورة هذه الجهود فى مؤتمر يونيو الذى ستترأسه فرنسا والمملكة العربية السعودية من أجل بناء أفق سياسى واضح لتنفيذ حل الدولتين.
وأعرب القادة عن دعمهم لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذى سيعقد بالقاهرة فى المستقبل القريب، وشكر جلالة الملك عبدالله الثانى والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى على عقد هذه القمة.
قمة ثنائية مصرية فرنسية
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، قد عقدا جلسة مباحثات الأحد الماضى وشهدا التوقيع على الإعلان المشترك لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية. كما اصطحب الرئيس السيسى نظيره الفرنسى ماكرون فى جولة فى القاهرة الفاطمية، وكذلك عقد الزعيمان مؤتمرا صحفيا أكد فيه الرئيس السيسى على ترحيب مصر بالدعم الفرنسى لمصر داخل الاتحاد الأوروبى، وتم التناول بشكل معمق التطورات الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع فى قطاع غزة.
وصرح السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أنه تم عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، كما وقع الرئيسان إعلانا مشتركاً لترفيع العلاقات بين مصر
وفرنسا إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، وشهدا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين.
وفى ختام الاجتماعات، عقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً، حيث قال الرئيس السيسى: "يسعدنى أن أرحب بضيفى، الصديق العزيز، فخامة الرئيس "إيمانويل ماكرون"، رئيس الجمهورية الفرنسية، والوفد المرافق له، فى زيارته الرسمية رفيعة المستوى، التى يقوم بها إلى مصر.. تلك الزيارة التى تجسد بجلاء، مسيرة طويلة من التعاون الثنائى المثمر، بين مصر وفرنسا فى كل المجالات، التى تحقق مصالح البلدين الصديقين، وتوجت، بالإعلان عن ترفيع العلاقات بين البلدين، إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، الأمر الذى يعتبر خطوة مهمة، نحو تعزيز التعاون المشترك، وفتح آفاق جديدة، تحقق مصالح بلدينا وتطلعات الشعبين الصديقين".
السادة الحضور،
"لقد استعرضنا خلال مباحثاتنا، العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر وفرنسا، وتطرقنا إلى سبل دفعها قدما، فى كل المجالات ذات الأولوية، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وتكثيف الاستثمارات الفرنسية فى مصر، حيث أكدنا أهمية توسيع انخراط الشركات الفرنسية، فى الأنشطة الاقتصادية المصرية، خصوصا مع الخبرات المتراكمة، لهذه الشركات فى مصر على مدار العقود الماضية، كما شددنا على ضرورة البناء، على نتائج المنتدى الاقتصادى "المصرى - الفرنسى"، لتعزيز التعاون المشترك ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
كما اتفقنا أيضا على أهمية تنفيذ كافة محاور شراكتنا الإستراتيجية الجديدة، بما فى ذلك الدعم المتبادل للترشيحات الدولية، وتعزيز فرص التعاون فى مجالات توطين صناعة السكك الحديدية، والتدريب الفنى والمهنى والذكاء الاصطناعى، والأمن السيبرانى وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وأكدنا خلال المباحثات، أهمية التعاون القائم بين مصر وفرنسا فى مجال الهجرة، وضرورة دعم مصر فى جهودها لمكافحة الهجرة غير الشرعية، خاصة فى ظل استضافتها لأكثر من تسعة ملايين لاجئ."
ورحب الرئيس السيسى بالدعم الفرنسى لمصر، مشيرا إلى أنه "أسهم فى اعتماد البرلمان الأوروبى أخيرا، قرار إتاحة الشريحة الثانية، من حزمة الدعم المالى الكلى المقدمة من الاتحاد الأوروبى لمصر، بقيمة أربعة مليارات يورو.. مما يعكس التقدير العميق، للشراكة الإستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبى، ويؤكد الدور الحيوى الذى تضطلع به مصر، كركيزة للاستقرار فى منطقتى الشرق الأوسط وجنوب المتوسط وفى القارة الإفريقية، ونتطلع فى هذا الإطار، إلى سرعة استكمال الإجراءات اللازمة، لصرف هذه الشريحة فى أقرب وقت ممكن.
وأضاف: تناولت والرئيس "ماكرون" بشكل معمق، التطورات المتلاحقة على الساحة الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الوضع المأساوى فى قطاع غزة، حيث أكدنا ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار بشكل فورى، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وإطلاق الرهائن.
كما توافقنا على رفض أية دعوات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، واستعرضت مع فخامة الرئيس "ماكرون"، الخطة العربية للتعافى وإعادة إعمار قطاع غزة، واتفقنا على تنسيق الجهود المشتركة، بشأن مؤتمر إعمار غزة، الذى تعتزم مصر استضافته، بمجرد وقف الأعمال العدائية فى القطاع . وسيتعرف فخامته خلال الزيارة، على الجهود المصرية المبذولة، لحشد الدعم الإنسانى للفلسطينيين فى قطاع غزة، وفى هذا الصدد، أتوجه بالشكر والتقدير للجانب الفرنسى، على دعمه المتواصل للأشقاء الفلسطينيين.
وأشار السيسى إلى تأكيده مجددا، وبشكل لا التباس فيه، أن تحقيق الاستقرار والسلام الدائم فى الشرق الأوسط، سيظل أمرا بعيد المنال، طالما ظلت القضية الفلسطينية بدون تسوية عادلة، وطالما ظل الشعب الفلسطينى يواجه ويلات حروب طاحنة، تدمر مقوماته، وتحرم أجياله القادمة من حقها، حتى فى الأمل فى مستقبل أكثر أمنا واستقرارا.
وفى هذا الإطار، فقد بحثت مع الرئيس "ماكرون"، سبل تدشين أفق سياسى ذى مصداقية، لإحياء عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا ترحيبى بمختلف الجهود فى هذا الإطار.
وأضاف: "لقد تناولت مباحثاتنا كذلك، التطورات التى تشهدها سوريا ولبنان، حيث توافقنا على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وضرورة اتسام العملية السياسية خلال الفترة الانتقالية، بالعمومية وبمشاركة كل مكونات الشعب السورى، وتم التشديد فى هذا الصدد، على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى السورية"،
كما أكدنا دعمنا للرئيس اللبنانى الجديد، والحكومة اللبنانية، فى جهودهما لتحقيق الاستقرار وتطلعات الشعب اللبنانى الشقيق، مع أهمية التزام جميع الأطراف بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، ومحورية الامتثال الكامل للقرار الأممى رقم "1701"، وتطبيقه دون انتقائية.
وأضاف الرئيس السيسى: تباحثت أيضا مع فخامة الرئيس "ماكرون"، حول التطورات الخاصة بملف الأمن المائى، حيث أكدت موقف مصر الراسخ، الذى يؤمن بأن نهر النيل، رابط تاريخى جغرافى، يجمع دول الحوض، ومن ثم تعمل مصر على الحفاظ على التعاون بين دول الحوض، وتتمسك بالالتزام بقواعد القانون الدولى، وتحقيق المنفعة للجميع، مع ضرورة مراعاة خصوصية الاعتماد المصرى التام، على مياه نهر النيل، كونه شريان الحياة لمصر وشعبها.
كما تطرقنا إلى الأوضاع فى السودان الشقيق، إلى جانب التطورات الإقليمية فى منطقتى الساحل والقرن الإفريقى.
وقد اتفقنا فى هذا السياق، على ضرورة تكثيف التعاون، لتعزيز الأمن والاستقرار فى هذه المناطق، بما يحقق تطلعات دولها وشعوبها، نحو مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا.
وأكدنا على حرص مصر وفرنسا، على استعادة المعدلات الطبيعية، لحركة مرور السفن فى قناة السويس المصرية، وتفادى اضطرار السفن التجارية، إلى اتباع مسارات بحرية بديلة، أطول مسافة وأكثر كلفة، وذلك نتيجة الهجمات التى استهدفت بعضا منها فى مضيق باب المندب، بسبب استمرار الحرب فى غزة، وهو الوضع الذى أسفر عن خسارة مصر، نحو سبعة مليارات دولار خلال عام ٢٠٢٤، من إيرادات قناة السويس، إلى جانب تأثيره السلبى المباشر، على حركة التجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية."
ووجه الرئيس السيسى حديثه إلى الرئيس ماكرون قائلا: "صديقى العزيز، فخامة الرئيس "ماكرون"، لقد سعدت بلقائكم اليوم، وأجدد ترحيبى بكم فى مصر، معربا عن ثقتى، فى أن زيارتكم، وما شهدناه من توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، بين بلدينا فى مختلف القطاعات، سيمثل انطلاقة جديدة، لتعزيز التعاون الإستراتيجى بين مصر وفرنسا".
"إننا أمام مرحلة واعدة، نشهد فيها توطيد أواصر التعاون، بما يحقق المنفعة المتبادلة، وفى القلب منها، تعزيز روابط الصداقة التاريخية، والمتجذرة بين الشعبين المصرى والفرنسى".
من جانبه وجه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، على حفاوة استقباله فى منطقة الحسين، وأضاف "ماكرون"، خلال كلمته بالمؤتمر صحفي، مع الرئيس عبد الفتاح السيسى بقصر الاتحادية: "فى مجال الدفاع، وهو فى قلب التعاون بين مصر وفرنسا، أنتم كنتم أول من وثق بطائراتنا "الرافال"، وتبعتها دول كثيرة." مؤكدا أن هناك رؤية مشتركة تجمع مصر وفرنسا للوضع فى المنطقة.
وأضاف "ماكرون": "أتذكر كما لو كان الأمر بالأمس فى خريف 2023، كنت إلى جانبكم بعد أسابيع من هجوم حماس ضد إسرائيل، بينما كانت آثار الوضع المأساوى فى غزة بدأت تظهر، وقد تحدثنا حينها بكلمة واحدة وصوت واحد، أشكركم على استقبالكم لنا فى العريش، ويسعدنى أن أكون إلى جانبكم فى هذا الموقع المتقدم لدعم المدنيين فى غزة".
وقال ماكرون، "إن مصر شريك إستراتيجى لفرنسا، موضحًا أن بلاده تدعم مصر بقوة لتنفيذ أجندة 2030 للتنمية".
وأعرب ماكرون عن شكره العميق للرئيس السيسى على حفاوة الاستقبال الحار فى حى خان الخليلي، مشيرًا إلى أن زيارته لمصر هى تشريف وتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والإرادة المشتركة لمزيد من توثيق العلاقات.
وقال الرئيس الفرنسي" أهنئ نفسى بأنه تم تأكيد العلاقة الوثيقة مع مصر اليوم بتوقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية، مؤكدًا أن فرنسا ستتابع وتدعم العلاقة بين مصر وصندوق النقد الدولى وستدعم كل المشروعات الإصلاح".
وأشار "ماكرون"، إلى أن المباحثات مع الرئيس السيسى تناولت كل الأزمات والملفات الإقليمية، مشددًا على وجود إرادة فرنسية ثابتة للمساهمة فى تنمية ورخاء مصر وشعبها.
وتابع "ماكرون": نجدد التزامنا بمواصلة ومتابعة التعاون المالى لتنفيذ المشاريع الأولوية لمصر، التى تسهم فى تنميتها واستقرارها، وذلك عن طريق الاستثمار من قبل الشركات الفرنسية والمساعدة الثنائية" .
وأشاد ماكرون بأمن واستقرار مصر فى محيط مضطرب كما أشاد وأيد دور مصر وسياساتها تجاه غزة والقضية الفلسطينية، وأيد خطتها لإعادة تعمير القطاع، وأدان عودة إسرائيل للقتل والقتال، وطالب بالعودة لوقف أطلاق النار واستئناف المساعدات وإطلاق سراح الأسري، وأكد على رفض بلاده لأى اقتطاع لأراض من الضفة أو غزة أو الفصل بينها، كما أكد على رفض بلاده للتهجير القسري، وتحدث عن الأعداد لمؤتمر دولى فى يونيو القادم برئاسة السعودية وفرنسا لإحياء حل الدولتين، وأعتبر أنه لا دور لحماس فى مستقبل القطاع، وكان هذا متوقعا منه، فهذا محل إجماع أمريكى غربى، حتى ولو كان تنفيذه صعبا أو لم يلق هوى لدى الكثيرين، وتحدث عن خطط التعاون الثنائى المشترك مع مصر فى عديد المجالات العسكرية والتعليمية والصحية وغيرها.
العلاقات الثنائية
على صعيد العلاقات الثنائية، شهد الزعيمان - السيسى وماكرون - التوقيع على عدة اتفاقيات لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، منها توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء 100 مدرسة فرانكوفونية واتفاق لإنشاء مستشفى لعلاج السرطان بتكنولوجيا فرنسية فى القاهرة واتفاقيات مشتركة فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى واتفاقيات للتعاون فى القطاع الطبى ونقل الخبرات الفرنسية لمصر، ونقل تكنولوجيا وتوطين صناعة السكك الحديدية فى مصر والتعاون فى مجالات الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى.
وكذلك اتفاقيات عسكرية لنقل التكنولوجيا وتوطين بعض الصناعات العسكرية فى مصر على رأسها الطائرات الرافال، وكذلك اتفاقيات لتمويل مشروعات البنية التحتية والطاقة والزراعة والمياة وأخرى لتوطين بعض الصناعات الفرنسية فى مصر وعلى رأسهم قطاع السيارات وزيادة الاستثمارات الفرنسية فى مصر من 4 مليارات يورو إلى 7 مليارات يورو.
وقد اصطحب الرئيس السيسى الرئيس الفرنسى ماكرون مساء الأحد الماضى، فى جولة بمنطقة الحسين وخان الخليلى، كما تناولا العشاء بأحد مطاعم خان الخليلى الأثرية العريقة، كما زار ماكرون المتحف المصرى الكبير، وكذلك قام بزيارة جامعة القاهرة، وشارك فى حضور فعاليات ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية.
وقال الرئيس إيمانويل ماكرون - فى تدوينة عبر حسابه الرسمى على منصة "إكس" فور وصوله - "طائرات الرافال المصرية، رمز قوى للتعاون الإستراتيجى بين البلدين.
وقد شهد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، الاثنين الماضى، فاعليات المؤتمر المصرى الفرنسى للتعليم العالى والبحث العلمي، بحضور نظيره الفرنسى فيليب بابتيست، وزير التعليم العالى الفرنسي، وعدد من رؤساء الجامعات المصرية والفرنسية وقيادات التعليم العالى بالبلدين، ورؤساء المراكز والمعاهد البحثية، وعدد من الشركات الفرنسية العاملة فى مصر.
وبفضل الزيارات المتبادلة الكثيرة بين قيادة ومسئولى البلدين خلال العقد الماضى، شهدت العلاقات المصرية – الفرنسية توقيع العديد من الاتفاقيات فى العديد من المجالات، على رأسها الطاقة والبنية الأساسية والسياحة والثقافة، وتعد فرنسا أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر.
التبادل التجارى
يقدر حجم الاستثمارات الفرنسية فى مصر بنحو 7.2 مليار دولار، وتوقع تجاوزها 8 مليارات دولار خلال الفترة من أكتوبر 2024 حتى نهاية 2025.
وتضم السوق المصرية نحو 940 شركة فرنسية، ومن أهم القطاعات التى تعمل بها الشركات الفرنسية،: المعدات والأجهزة الكهربائية والسيارات والصناعات الغذائية والصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل والصناعات اللوجستية والتوزيع والسياحة والبنوك والبنية التحتية والنقل والطاقة.
وأظهر أحدث تقرير أعده المكتب التجارى والاقتصادى المصرى فى باريس أن عام 2022، شهد ارتفاعا ملحوظا فى إجمالى قيمة الصادرات المصرية إلى السوق الفرنسى بمعدل نمو استثنائى لتبلغ بنهاية عام 2022، نحو 2.16 مليار يورو، مقابل نحو 916.94 مليون يورو فى عام 2021 وبمعدل نمو بلغ ما يقرب من 136%.
كما شهد عام 2022، ارتفاع قيمة الصادرات المصرية غير البترولية إلى السوق الفرنسى لتبلغ بنهاية 2022 نحو 1.163 مليار يورو، مقارنة بنحو 754.6 مليون يورو فى عام 2021 وبمعدل نمو غير مسبوق بلغ 54.13%.
وتتصدر منتجات الأسمدة والأجهزة الإلكترونية والمعدات الكهربائية صادرات مصر إلى فرنسا، فيما تتصدر الحبوب باستثناء (الأرز) والبقوليات والبذور الزيتية قائمة الواردات المصرية. ومن بين أبرز المنتجات الأسمدة خصوصا سماد اليوريا، وشهدت قيمة الصادرات المصرية من الأسمدة إلى السوق الفرنسى زيادة بنسبة تتخطى 154%.
وسجلت قيمة التبادل التجارى بين مصر وفرنسا نحو 4.4 مليار يورو خلال عام 2022، مقابل نحو 2.7 مليار يورو بنهاية عام 2021، بنسبة ارتفاع قدرها 60.34%.
زيارات ولقاءات متبادلة
الجدير بالذكر أن زيارة ماكرون لمصر هى الزيارة الرابعة له، كما زار الرئيس السيسى باريس 8 مرات، حيث تعد القمة الثانية عشرة بين القاهرة وباريس منذ تولى ماكرون الحكم فى 2017، مما يبرز أهمية العلاقة الدبلوماسية بين البلدين.
وأكد السفير علاء يوسف، سفير مصر لدى فرنسا أن زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، تعزز من أُطر التنسيق المُستمر القائم بين مصر وفرنسا إزاء القضايا الإقليمية والدولية فى ضوء دورهما الفاعل على الساحة العالمية.
ولفت النظر إلى الوفد رفيع المستوى الذى رافق الرئيس ماكرون خلال زيارته لمصر من وزراء الحكومة الفرنسية، بجانب عدد كبير من رؤساء كُبرى الشركات الفرنسية العاملة فى قطاعات النقل والاتصالات والدفاع والطيران المدنى والطاقة وغيرها، علاوة على مُمثلين من قطاعات الثقافة والتعليم العالي، بما يعكس من جهة الأهمية الكبيرة التى توليها باريس لهذه الزيارة، فضلاً عن أنه يؤكد بوضوح من جهة أخرى حجم الثراء والتنوع الذى تشهده العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن هناك رغبة فرنسية مُتزايدة فى ضخ مزيد من الاستثمارات فى مصر للاستفادة من المزايا والحوافز المُختلفة التى تقدمها الدولة، لاسيما فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وحول العلاقات والروابط بين البلدين، أكد السفير علاء يوسف أن العلاقات بين القاهرة وباريس علاقات تاريخية ممتدة وقائمة على الاحترام والتقدير المتبادلين، وقناعة راسخة لديهما بأهمية دورهما على الساحة الدولية والإقليمية فى تعزيز ركائز الاستقرار والسلام فى مختلف ربوع العالم.
وأكد السفير علاء يوسف أن زيارة الرئيس ماكرون تحمل عدة رسائل مهمة، وأبرزها رسالة دعم لمساعى مصر المتواصلة من أجل إحلال السلام والاستقرار فى المنطقة، مؤكداً أن فرنسا تثمن عالياً الجهود المضنية التى تبذلها مصر من أجل وقف الحرب فى غزة، والحرص على تدفق المساعدات الإغاثية لأهل القطاع.
وحول الزيارة المهمة التى قام بها الرئيس الفرنسى إلى العريش بمحافظة شمال سيناء، قال السفير علاء يوسف: إن حرص الرئيس الفرنسى على التوجه إلى العريش - خلال زيارته لمصر- يحمل فى طياته الكثير من المعاني، إذ يبعث برسائل دعم فرنسية وأوروبية لمصر فى ضوء جهودها المتواصلة لإيجاد تسوية للحرب فى قطاع غزة ووقف نزيف الدم الفلسطينى وإيصال المُساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، وكذلك الإفراج عن الأسرى والمُحتجزين.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس ماكرون للعريش تمثل كذلك تأكيداً فرنسياً على الدعم الذى تقدمه مصر للشعب الفلسطيني، مبرزاً فى الوقت ذاته تقدير فرنسا لاستضافة مصر للعديد من الجرحى الفلسطينيين بمستشفياتها، فى إطار دور القاهرة العروبى الداعم للقضية الفلسطينية، لاسيما فى مستشفيات سيناء والعريش.
وأكد السفير علاء يوسف أن فرنسا تساند خطة مصر لإعادة الإعمار فى غزة، خصوصا أن تلك المبادرة باتت تحظى أيضاً بتأييد متزايد من جانب المجتمع الدولى بما فى ذلك عدد كبير من الدول الأوروبية، مذكراً بالبيان المشترك الصادر عن فرنسا وإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة الشهر الماضى والداعم لهذه الخطة باعتبارها تقدم حلولاً واقعية لإعادة بناء غزة وتحسين حياة سكان القطاع بشكل سريع ومستدام، مشددا على أن هناك اتفاقا كاملا فى الرؤى بين القاهرة وباريس إزاء الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وخلص السفير علاء يوسف إلى أن الرسائل الفرنسية التى تحملها زيارة الرئيس ماكرون للقاهرة تؤكد أن العلاقات بين مصر وفرنسا ليست مقتصرة على عدد محدود من المجالات أو القطاعات، إنما هى علاقات متشعبة ولا يمكن لأحد إبعاد إحداها عن الأخرى، إذ إن الاقتصاد والسياسية والثقافة والتعليم كلها دعائم ترتكز عليها العلاقات بين البلدين، وتدفع بها قُدماً إلى آفاق أرحب على نحو يحقق مصلحة جميع الطرفين، ويدعم الاستقرار والسلام فى المنطقة والعالم.
من جانبه ذكر السفير عزت سعد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة ماكرون، تعكس أن هناك قناعة لدى فرنسا وأوروبا بأهمية الدور المصرى فى الإطار الإقليمى والدولى، فهو دور جدير بالدعم والمساندة خاصة فى هذه الظروف الصعبة وغير المقبولة، حيث تقوم دولة بانتهاك كل الاتفاقيات، خصوصا اتفاق وقف إطلاق النار الذى سبق أن وقعت عليه وتصر على استمرار جرائمها فى غزة والضفة وسوريا ولبنان، مع مساندة دولة عظمى لها، على الرغم من أن أمريكا عضو دائم فى مجلس الأمن الذى يضطلع بمسئولية حفظ الأمن والسلم الدولين، لكن أمريكا مستمرة فى دعم دولة مارقة وهى إسرائيل بالسلاح والدعم السياسى والعسكري.
وأوضح أن زيارة ماكرون لمصر فى هذا التوقيت، تعبر عن الدعم الأوروبى والفرنسى للموقف المصرى فى وسط هذه التحديات، كما أن الزيارة سعت للارتقاء بالعلاقات لمستوى إستراتيجى، والبناء على ارث كبير من العلاقات الاقتصادية والسياسية الطويلة، وكذلك العلاقات الثقافية التى تعد مكونا أساسيا مهما لدى الجانب الفرنسي، وهو ما ظهر بوضوح فى برنامج زيارة ماكرون لمصر، حيث زار جامعة القاهرة ومنطقة القاهرة التاريخية كذلك العريش، وكلها رسائل تعكس اهتماما من جانب فرنسا بالإرث الثقافى والاهتمام برؤية الإنجازات التى تمت فى مصر على مدى العشر سنوات الماضية.
وأضاف، أن فرنسا ستترأس المؤتمر المقبل لبحث إقامة حل الدولتين بجانب السعودية التى تترأس اللجنة الوزارية العربية الاسلامية، حيث من المنتظر عقد مؤتمر كبير صدر به قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتنفيذ حل الدولتين قريبا، وهناك اهتمام عربى بالدور الأوروبى فى هذا الملف فى ضوء التراجع الكبير، وربما الانتكاسة فى الموقف الأمريكى والتراجع عن القيام بدور إيجابي فى ما يتعلق بعمليه السلام، وبالتالى نتطلع أن تقوم فرنسا وعدد أكبر من الدول الأوروبية باتخاذ خطوات فى اتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهى خطوة كان يجب اتخاذها منذ سنوات طويلة، خصوصا أن ماكرون من الرؤساء الذين يؤكدون دائما على دعم حل الدولتين.
ويشير السفير عزت سعد إلى أن العلاقات المصرية الفرنسية، تشهد نموا فى عهد الرئيس السيسى وماكرون، وقد تم التوقيع أثناء الزيارة على مجموعة من الاتفاقيات المهمة لدعم زيادة الاستثمارات الفرنسية فى مصر الموجودة فى مجال النقل والمواصلات والطاقة، خصوصا أن فرنسا عضو فى منتدى شرق المتوسط الذى تستضيفه مصر بجانب ثلاث دول من دول الاتحاد الأوروبى، وهى اليونان وقبرص وإيطاليا، وبالتالى فهناك ما يمكن البناء عليه لزيادة الاستثمارات الفرنسية فى مصر، وقد أكد الرئيس السيسى فى كلمته فى المؤتمر الصحفى المشترك مع ماكرون على المزايا التى تتمتع بها مصر لجذب الاستثمارات الأجنبية.
من جانبه أكد السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الزيارة التى قام بها الرئيس الفرنسى ماكرون إلى القاهرة والعريش، جاءت فى توقيت شديد الأهمية والحساسية، وتعد بادرة دبلوماسية رفيعة المستوى لتأكيد الدعم الفرنسى لمصر، مضيفا أن زيارة الرئيس ماكرون لمدينة العريش، التى تقع على مقربة من معبر رفح تعد رسالة واضحة تؤكد أهمية العمل على إدخال المساعدات الإنسانية لمواجهة الوضع، الذى وصفه قصر الإليزيه بأنه كارثة إنسانية، وقد دعت فرنسا إلى ضرورة وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات، وقد التقى ماكرون أيضا بعناصر من القوات الفرنسية التى تعمل ضمن بعثة الاتحاد الأوروبى لمراقبة الحدود، والتى سيتم إعادة نشرها عبر معبر رفح.
وأشار السفير محمد حجازى إلى أنه تم خلال المباحثات المصرية الفرنسية بحث أهمية إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين فى غزة، ورفض التهجير القسرى لهم، ودعم الخطة المصرية العربية الإسلامية لإعادة الإعمار فى غزة ومسألة الحوكمة والأمن فى قطاع غزة، كما تم بحث آفاق مؤتمر إعادة الإعمار الذى دعت لعقده مصر الشهر الجارى بالتعاون مع الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين والدوليين، كما تم بحث أهمية انعقاد المؤتمر الدولى السعودى الفرنسى لبحث حل الدولتين فى الأمم المتحدة فى يونيو المقبل.
وأضاف، أن الرئيس ماكرون رافقه وفد رفيع المستوى من وزراء الدفاع والخارجية والنقل والبحث العلمى والاقتصاد والصحة، وهذا هو الأهم فى تاريخ العلاقات بين البلدين وفى توقيت شديد الأهمية والحساسية تلعب فيه مصر وشركاؤها الدوليون، على رأسهم فرنسا دوراً مهما فى استعادة أمن واستقرار المنطقة، ووقف هذا النزيف الذى تمارس فيه إسرائيل أقصى درجات العنف وقهر الشعب الفلسطينى، مع التأكيد على أهمية السير قدما فى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وبدء عملية لإعادة الإعمار ودعم حل الدولتين.
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
من فرنسا إلى إندونيسيا وقطر والكويت.. نجــــاح كبيــــر للدبلوماسية الرئاسية
يمهد الطريق أمام الكتلة الغربية.. قرار ماكـرون يشعــــل نيران الغضب فى إسرائيل
بعد مفاوضات الساعات الخمس بإسطنبول.. مباحثات أمريكا وروسيا.. دبلوماسية
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام