سوق ومال



فى الدورة الاستثنائية للمجلس الاجتماعى والاقتصادى بالجامعة العربية.. غزة واليمن والسودان أولويات قمة بغداد

13-4-2025 | 19:06
د. شاهيناز العقباوى

يوسف عبد الله: البحرين حريصة على توطيد بنية العمل العربى المشترك
هيفاء أبو غزالة: القمة العربية تعقد فى ظروف استثنائية وتطورات دولية غير مسبوقة
إبراهيم المالكى: الاقتصاد الأزرق وسيلة لحل مشكلة الغذاء والطاقة فى العالم العربى
مهند العكلوك: إسرائيل ترتكب الجرائم بأبشع صورها فى قطاع غزة أثير الغريرى: الانتهاء من الاستعداد للقمة.. والعراق جاهز لاستقبال الوفود العربية
على موسى: اليمن يواجه تحديات هيكلية مزمنة على نحو غير مسبوق
 
الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، ووسائل تحقيق الأمن المائى والغذائى فى المنطقة العربية، ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، واستكمال الاتحاد الجمركى العربى، والطاقة الشمسية، والاستثمار فى الموارد البشرية، وتطوير الصحة المدرسية والجامعية، والتعليم والتمكين الاقتصادى والاجتماعى للمرأة، كلها عناوين موضوعات مهمة تمس المواطن العربى فى حياته اليومية، كانت على رأس اجندة الموضوعات التى تضمنها اجتماع المجلس الاقتصادى والاجتماعى لجامعة الدول العربية على المستوى الوزارى فى دورته الاستثنائية الذى عقد بجامعة الدول العربية، فضلا عن مجموعة من الأولويات الإستراتيجية، التى تهدف إلى الإعداد والتحضير للملف الاقتصادى والاجتماعى على مستوى القمة العربية العادية فى دورتها الـ(34)، ومشروع جدول أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية فى دورتها الخامسة التى تعقد فى بغداد بالتزامن مع القمة العادية هذا إلى جانب عدد من المبادرات والمشروعات التنموية التى قدمها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط .
 
أكد يوسف عبد الله الحمود، وكيل التزام وزارة المالية والاقتصاد الوطنى، ورئيس وفد مملكة البحرين دعم بلاده للتضامن العربى وتعزيز سبل التعاون المشترك، مشيرا إلى أن رئاسة مملكة البحرين الحالية للدورة العادية الثالثة والثلاثين لمجلس الجامعة على مستوى القمة المتزامنة مع رئاستها للدورة العادية (115) للمجلس الاقتصادى والاجتماعى على المستوى الوزارى تترجم حرص المملكة تجاه توطيد بنية التعاون العربى المشترك على مختلف المستويات، بما يلبى تطلعاتها فى تعزيز العمل العربى المشترك وأهدافه المنشودة. وثمن دور الجامعة المتميز فى دعم مسيرة العمل العربى المشترك مبينا مساعيها الحثيثة فى احتضان المواقف العربية الموحدة وفق أطر العمل الجماعى.
 
ظروف استثنائية
وفى السياق ذاته وصفت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، الاجتماع بأنه يشكل أهمية خاصة فى كونه يعد للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية فى دورتها الخامسة، والمقرر عقدها فى العراق فى شهر مايو المقبل، وفى ظل الظروف الاستثنائية التى تمر بها المنطقة، وهو الأمر الذى يتطلب الإعداد المحكم للقمة، واقتراح الموضوعات التى تمثل أولوية. كما أن الاجتماع يأتى فى ظل استمرار الممارسات الوحشية لإسرائيل، فى غزة وباقى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وما خلفه ذلك من آثار صعبة، كذلك فى لبنان وسوريا واليمن. ورغم ذلك كله على حد قولها، يأتى العزم العربى لعقد الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية لمواجهة الظروف والتحديات الصعبة.
وأكدت على حرص الأمانة العامة بالتنسيق مع الدول الأعضاء التى قدمت مبادرات تنموية مهمة، وكذلك فى ضوء جهود الأمانة العامة بالتنسيق مع المجالس الوزارية واللجان المتخصصة، تم بلورة مشروع جدول أعمال القمة، لتشكل تلك الموضوعات والمبادرات فى حال تنفيذها، نقلة نوعية مهمة تحقق المصلحة الفضلى للإنسان العربى بمختلف فئاته.
وأشارت إلى قضية الأمن المائى فى المنطقة العربية، وإعداد الموقف العربى للقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، والثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، وموضوعات الأمن الغذائي، ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، واستكمال الاتحاد الجمركى العربي، والطاقة الشمسية، والاستثمار فى الموارد البشرية، وتطوير الصحة المدرسية والجامعية، والتعليم والتمكين الاقتصادى والاجتماعى للمرأة، كعناوين تشكل موضوعات تمس المواطن العربى فى حياته اليومية.
 
الاقتصاد الأزرق
فى حين أوضح الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشئون الاقتصادية، السفير الدكتور على بن إبراهيم المالكي، على أن جدول أعمال الاجتماع أشتمل على عدد من الموضوعات ضمن الجوانب الاقتصادية للملف الاقتصادى والاجتماعى للقمتين؛ وفى مقدمتها تقرير الأمين العام عن العمل الاقتصادى والاجتماعى التنموى العربى المشترك والتقدم المحرز فى استكمال متطلبات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وإقامة الاتحاد الجمركى العربى، والخطة التنفيذية للإستراتيجية العربية للأمن المائى فى المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة (2030) ومبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية تحت عنوان المبادرة العربية للذكاء الاصطناعى نحو ريادة تكنولوجية وتنمية مستدامة وبند حول الإستراتيجية العربية للأمن الغذائى 2025 -2035.
وأضاف أن المشروع تضمن أيضا عددًا من المبادرات والمقترحات المقدمة من بعض الدول العربية، ومنها مبادرة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى حول الاقتصاد الأزرق باعتباره وسيلة لحل مشكلة الغذاء والطاقة فى العالم العربى، وكذلك المقترحات المقدمة من عدد من الدول الأعضاء فى أطار تقديم الدعم الاقتصادى الكامل لكل من فلسطين غزة واليمن والسودان.
 
خطط ممنهجة
من جهته قال السفير مهند العكلوك، مندوب دولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، إن إسرائيل ترتكب الجرائم بأبشع صورها فى قطاع غزة ، ذلك أنه منذ 35 يوما منعت إسرائيل تماما، إدخال كل أسباب ومقومات الحياة من غذاء ودواء وماء ووقود إلى 2 مليون فلسطينى، وفرضت عليهم المجاعة والانهيار الآدمى، على مرأى ومسمع العالم، فى إطار تنفيذ خططها الممنهجة، السياسية والعسكرية، القائمة على الإبادة الجماعية والتهجير القسرى للشعب الفلسطينى خارج أرضه.
وأكد أن التحذيرات الدولية لم تعد مجرد تنبيهات، بل وصف دقيق لكارثة غير مسبوقة، مشيرا لما عبرت عنه الأمم المتحدة عن أن “ما دخل إلى غزة من مساعدات مجرد قطرة فى بحر الاحتياجات”، وأيضا برنامج الأغذية العالمى صرح بأن آخر الطرود الغذائية ستوزع خلال يومين، والمساعدات الغذائية ستنفد بالكامل خلال أسبوعين، مع إغلاق جميع المخابز المدعومة بسبب نقص الوقود والدقيق.
 
مجلس التجارة العربى
وفى السياق ذاته كشف وزير التجارة العراقى أثير الغريرى، أن الاجتماع شهد إقرار جدول أعمال الدورة غير العادية للتحضير للقمة العربية المقرر انعقادها فى بغداد خلال الشهر المقبل، كما تضمن عدة موضوعات مهمة أبرزها مقترح العراق بشأن إنشاء مجلس وزراء التجارة العرب على غرار المجالس العربية الأخرى فى إطار الجامعة العربية، مؤكدا أهمية هذا المقترح فى ظل التحديات الراهنة التى يواجهها الوضع الاقتصادى العربى الراهن. وأن الهدف الرئيسى من مقترح العراق بشأن إنشاء مجلس وزراء التجارة العرب، اتباع خطوات تنفيذية نحو إقامة منطقة التجارة الحرة. فضلا عن إقامة اتحاد عربى مشترك. وتم الانتهاء من جميع الاستعدادات النهائية للقمة العربية ، والعراق على استعداد تام لاستقبال الوفود العربية. حيث تم تجديد الدعوة للحضور، مشددا على أهمية انعقاد القمة العربية المقبلة، فى ضوء ما تشهده المنطقة العربية من مستجدات. وكشف عن أن هناك العديد من المشاريع العربية المقترحة لدعم الدول العربية وعلى رأسها إعمار قطاع غزة، ومن المقرر أن يتضمنها جدول أعمال القمة العربية والقمة التنموية، وذلك إقرار من جميع الدول العربية على أولوية تحقيق هذا الدعم العربى المتكامل فى هذه المرحلة.
 
أزمات متعاقبة
كما أوضح السفير الدكتور على موسى، القائم بأعمال مندوب اليمن الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن اليمن يواجه تحديات هيكلية مزمنة، وأزمات متعاقبة تفاقمت على نحو غير مسبوق منذ انقلاب الميليشيات الحوثية الإرهابية عام 2014 على الشرعية وعلى مخرجات الحوار الوطنى، وعلى مؤسسات الدولة، وأدخلت البلد فى دائرة الصراع والحرب، حيث تراجعت كل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، والتنمية البشرية، وانقسمت المؤسسات وزادت الأوضاع هشاشة، وتراجعت الموارد العامة للدولة، عقب تدمير أجزاء واسعة من البنية التحتية، فضلا عن استهلاك جزء كبير من المكاسب التنموية التى تحققت خلال السنوات الماضية قبل الانقلاب الحوثى على الشرعية.
وأشار إلى أن النشاط الاقتصادى، شهد تدهورًا مريعًا وانكماشًا غير مسبوق، وتصاعد معدلات التضخم إلى مستويات قياسية، وظهرت أزمة إنسانية مستفحلة، كما تدهور وضع المالية العامة حيث تراجعت الإيرادات الضريبية والجمركية بصورة حادة، وانخفض إنتاج وتصدير النفط. كما أن وزارة التخطيط والتعاون الدولى، عملت بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة على إعداد مصفوفة بالمشاريع والاحتياجات ذات الأولوية الملحة.  وأكد حرص الوزارة على اختيار المشروعات ذات الأثر الاقتصادى فى التعافى، وخلق فرص عمل وزيادة الإنتاج والحد من تفاقم الأمن الغذائي، وتعزيز القدرات المؤسسية واستعادة منظومة الخدمات العامة.
 

الاكثر قراءة

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام