فنون وفضائيات



رابحون وخاسرون فى موسم عيد الفطر السينمائى

13-4-2025 | 19:39
أحمد سعد الدين

د. وليد سيف: موسم العيد خدم جيل الشباب بشكل واضح
طه دسوقى وعصام عمر أكثر المستفيدين من الموسم
على ربيع توقف فى مكانه ولم يستغل الفرصة
 
موسم عيد الفطر بعد أن كان من أهم المواسم السينمائية التى ينتظرها المنتجون والموزعون والنجوم، للنزول بأفلامهم المهمة ذات التكلفة الإنتاجية المرتفعة، أصبح الآن مختلفا تماما، لـتعمد بعض شركات الإنتاج عدم نزول أفلامها الكبرى، وعرض بعض الأفلام القليلة ذات التكلفة المتوسطة، التى يلعب بطولتها فنانون شباب يستطيعون بالكاد أن يجذبوا جمهور العيد لتغطية التكاليف الإنتاجية، وتحقيق هامش ربح يساعد المنتج على الاستمرار، ويبقى السؤال الأهم لماذا تغيرت نظرة المنتجين لموسم عيد الفطر؟، وهل الأفلام الخفيفة تستطيع جذب الجمهور، وتفريخ نجوم جدد للسينما المصرية ؟، الإجابة فى السطور التالية.
 
بعد أن كان سباق أفلام العيد يصل من ستة إلى ثمانية أفلام، أصبح خلال العامين الماضيين لا يزيد على أربعة أفلام على أقصى تقدير، وهو ما تكرر هذا الموسم فقد اختار الموزعون خمسة أفلام لتعرض فى السينمات، لكن فى اللحظات الأخيرة تم رفع فيلم «ريستارت» من السباق، حيث رأى الموزعون أنه فيلم بطولة تامر حسنى، ومن الممكن أن يحقق إيرادات كبرى، لذلك تأجل نزوله لوقت لاحق، أما الأفلام التى عرضت فجميعها يغلب عليها الصبغة الكوميدية والنجوم الشباب.
 
عصام عمر وطه دسوقى والبطولة الأولى
فقد جاء فى المركز الأول من حيث تحقيق الإيرادات فيلم «سيكو سيكو»، بطولة عصام عمر وطه دسوقى وخالد الصاوى وسليمان عيد وتارا عماد وديانا هشام، الفيلم تأليف محمد الدباح ومن إخراج عمر المهندس.  
الذى تدور أحداثه فى إطار كوميدى اجتماعى حول شابين من أبناء العمومة تُفرّقهما الحياة، لخلافات عائلية سابقة وتناقض شخصياتهما، يعمل أحدهما فى شركة شحن والآخر لاعب ألعاب فيديو، ثم يتورط كلاهما فى مشكلة تقودهما لمنعطفات خطيرة وتحمل مفاجآت عديدة، قبل أن يجمعهما ميراث عمهما الذى لم يتزوج، لكن الحصول على الميراث، المُقدَّر بملايين الجنيهات، لم يكن سهلاً، فيحاول الشابان الحصول على الثروة باعتبارها الحل لمشاكلهما الشخصية، فكل منهما يواجه مشاكل فى حياته العملية، ويحتاج إلى الأموال من أجل بداية حياة جديدة، ويتعرضان للعديد من المشكلات غير المتوقعة، بما فيها مشكلات فى علاقاتهما العاطفية.
 
على ربيع والكوميديا «الفارص»
أما صاحب المركز الثانى على مستوى الإيرادات فهو فيلم «الصفا الثانوية بنات»، بطولة على ربيع ومحمد أسامة «أوس أوس» ومحمد ثروت وبيومى فؤاد ولينا صوفيا وسارة الشامي، تأليف أمين جمال ووليد أبوالمجد، ومن إخراج عمرو صلاح.
وتدور أحداثه حول الشاب «هشام أبو طويلة الذى يكره النساء والجنس الناعم ويرفض التعامل معهن، لكن تقوده الظروف للعمل بإحدى مدارس البنات، حيث يجد نفسه مجبرًا على تدريب فريق نسائى بالمدرسة للمشاركة فى بطولة كرة سلة بهدف الفوز بجائزة كبيرة قد تُنقذ المدرسة من الإفلاس.
فقد اعتاد على ربيع الوجود سينمائيا فى العيد، لكن هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة من حيث المنافسة وتغير ذوق الجمهور، فتراجعت إيرادات أفلامه ونجوميته التى اكتسبها من المشاركة فى مسرح مصر التى تعتمد على الارتجال أكثر من النص المكتوب، ومع توقف تجربة مسرح مصر لم يستطع «ربيع» استغلال الفرص التى سنحت له فى أن يكون نجما سينمائيا، خصوصا مع تواضع اختياراته وتكرار أسلوبه فى الأداء.
 
أحمد داش ومايان السيد فى الساحل
وفى المركز الثالث جاء فيلم «نجوم الساحل» بطولة أحمد داش ومايان السيد وعلى صبحى ومالك عماد وأحمد عبد الحميد وعلى السبع، تأليف كريم يوسف ومن إخراج رؤوف السيد.
السيناريو يقدم قصة حب تجمع بين شاب وفتاة «فريدة وحمزة» من طبقتين مختلفتين، حيث تنتمى الفتاة فريدة إلى الطبقة العليا، أما حمزة فينتمى للطبقة المتوسطة، لكن يجمع بينهما الحب وتقوم الفتاة بعمل عيد ميلادها فى فيلا الأسرة بالساحل الشمالى، وتوجه الدعوة لحمزة الذى يجد صعوبة كبيرة فى السفر للساحل وكيفية تدبير مكان للإقامة هناك حتى يحضر حفلة عيد الميلاد، لكنه بشكل ما يتغلب على تلك النقطة ويسافر إلى الساحل برفقة بعض أقاربه، فيقابل العديد من المفارقات غير المتوقعة.
الفيلم للأسف لم يخدم أبطاله أحمد داش ومايان السيد بسبب ضعف السيناريو وعدم وجود حبكة أو تصاعد فى الأحداث مما جعل الإقبال عليه ضعيفا، وانعكس ذلك على الإيراد بشكل عام.
 
22 نجما فى مهمة مستحيلة
فى المركز الأخير جاء فيلم «فار بسبعة أرواح» بطولة محمد لطفى وسليمان عيد وأحمد فتحى وإدوارد، ندى موسي، ويزو، فرح الزاهد، لينا صوفيا، محمد رضوان، علاء مرسي، أوتاكا، إبراهيم السمان، شريف حسني، محمود حافظ، محمد الصاوي، ناجى سعد، طاهر أبوليلة، ونجم الغناء الشاب مصطفى عنبة ودنيا جمعة الفيلم  قصة محمد فتحى وسيناريو وحوار محمد فاروق شيبا وإخراج شادى على .
وتدور أحداثه فى إطار كوميدى من خلال سبع قصص مختلفة وبشخصيات متنوعة، ولكن تربطهم جثة غامضة تتنقل بينهم بشكل ساخر، مما يتسبب لهم فى الكثير من الفوضى بحياتهم فى سبيل التخلص منها، رغم وجود أعداد كبيرة من الفنانين المشاركين فى الفيلم فإنه تذيل قائمة الإيرادات مما أخرجة مبكراً من المنافسة.
 
امتحانات نهاية العام السبب
لفت د. وليد سيف، أستاذ النقد الفنى بأكاديمية الفنون، النظر إلى أن موسم العيد يدخل مع امتحانات نهاية العام، مما يجعل الإقبال عليه ضعيفاً باستثناء أسبوع العيد الذى تتضاعف فيه الإيرادات، لذلك يتم إدخار الأفلام الكبرى التى يلعب بطولتها نجوم الصف الأول إلى عيد الأضحى وموسم الصيف، حيث يكون الشباب فى إجازة دراسية ويقبلون على السينمات، بالإضافة لطول مدة الموسم التى تتعدى الثلاثة أشهر، لذلك تعامل المنتجون مع عيد الفطر على أساس أنه يخلصهم من الأفلام البسيطة والقليلة التكلفة، وقد تحدث معجزة لفيلم من الأفلام ويحقق إيرادات مثلما حدث مع فيلم «سيكو سيكو» الذى يتصدر الإيرادات حالياً، وفى رأيى تصدره للإيرادات ليس بالضرورة مرادفا للجودة، إنما لضعف المنافسة من الأفلام الأخرى، بدليل أنه لو نزلت أمامه أفلام كبيرة لن يستطيع تحقيق تلك الأرقام، لكنه فى الوقت ذاته أعطى فرصة ذهبية للنجوم الشباب مثل عصام عمر وطه الدسوقى، كى يقدموا أنفسهم على الساحة كنجوم للمستقبل، فقد آن الأوان أن نرى جيلا جديدا على الشاشة يأخذ فرصته، وهناك أمل كبير فى طه دسوقى وعصام عمر وأحمد مالك وغيرهم.
بصفة عامة أفلام عيد الفطر هذا العام ليست على المستوى المطلوب، نظرا لضعف السيناريوهات باستثناء فيلم «سيكو سيكو» الذى يعتبر الأفضل.
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام