رياضة



مصر تنقذ الاتحاد الإفريقى وبطولاته

13-4-2025 | 19:48
جلال الشافعى

«أم الدنيا» تحتضن كأس الأمم الإفريقية للشباب 2025.. بعد ورطة اعتذار كوت ديفوار
 
من جديد لعبت مصر، دور طوق الإنقاذ للاتحاد الإفريقى لكرة القدم «كاف « وبطولاته، بعد أن وجد «كاف» نفسه فى موقف محرج بعد اعتذار الاتحاد الإيفوارى لكرة القدم، وكذلك الحكومة الإيفوارية، عن تنظيم بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم تحت الـ20 عامًا، قبل إنطلاق البطولة بشهر واحد فقط، ونظرًا لضيق الوقت عن تنظيم البطولة كان على الاتحاد الإفريقى مسابقة الزمن لتدارك الأزمة بشكل سريع، والخروج من تلك الورطة الكبيرة، والعثور على بلد ينقذها ويستضيف «كان» البطولة.
 
وبدون تردد أو تفكير واعتمادا على قدراتها، سارعت مصر لمد يدها لانتشال الاتحاد الإفريقى من المأزق، بإعلان الاتحاد المصرى لكرة القدم بعد حصوله على الضوء الأخضر من الحكومة المصرية، استضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية تحت 20 سنة، التى ستجرى فاعلياتها فى الفترة من 27 إبريل الجارى، حتى 18 مايو المقبل، وجاء قرار إسناد البطولة لمصر يوم 27 مارس الماضى، أى قبل انطلاق البطولة بـشهر واحد فقط، بما لها من مكانة عريقة وقدرات كبيرة، وخبرات معروفة فى إنجاح تنظيم أى بطولة مهما كانت الظروف أو ضيق الوقت، بفضل تجهيزاتها الرياضية والبنية التحتية الممتازة، بالإضافة لخبرتها فى تنظيم الفاعليات الرياضية الكبرى.  
ولم تكن تلك المرة هى الأولى، ولن تكون الأخيرة التى تنقذ فيها مصر، الاتحاد الإفريقى من الأزمات التنظيمية، حيث أثبتت مصر قدرتها الرائعة على إنقاذ بطولة أمم إفريقيا فى عام 2019، بعد  قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى، استضافة مصر للبطولة، بعد زيادة عدد منتخباتها واعتذار أكثر من دولة عن استضافتها لضيق الوقت، ومشقة الاستعداد والتجهيز، وكسبت مصر احترام وثقة العالم، وأكدت عودتها إلى إفريقيا، كما عادت إفريقيا لمصر بعد طول غياب، ولم يمر تنظيم الفراعنة للبطولة للمرة الخامسة، مرور الكرام، بل نال استحسان الجميع الذين أشادوا بجودة التنظيم الرائع والحضور الجماهيرى المثالى، وحقق منتخب الجزائر البطولة بعد الفوز على نظيره السنغالى، بهدف مقابل لا شىء. 
ومنذ منح مصر لتنظيم هذا الحدث الكبير خلال الشهر إبريل الجارى والحكومة المصرية، تضع كل إمكاناتها لنجاح البطولة، حيث عقد الأسبوع الماضى، الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة المصرى، اجتماعاً مع هانى أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم، بهدف التنسيق والترتيب لاستضافة البطولة، وخطة العمل المشترك لضمان خروج المسابقة بصورة مشرفة على المستويين التنظيمى والفنى، تعكس مكانة مصر الرائدة فى استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، وأكد صبحى خلال الاجتماع، أن استضافة مصر لهذه البطولة القارية تعكس ريادتها على مستوى القارة، فى تنظيم الفاعليات الرياضية الكبرى، مشيرا إلى أن الدولة تضع كامل إمكاناتها لدعم نجاح الحدث وخروجه بأفضل صورة، كما شدد الوزير، على ضرورة تضافر الجهود بين كل الجهات المعنية، ورفع درجة الاستعداد على جميع المستويات، لضمان تنظيم يليق باسم مصر، ويعزز من فرص منتخب الشباب فى المنافسة والتأهل لكأس العالم.
فيما يدرس الاتحاد المصرى لكرة القدم، تنظيم البطولة فى ثلاث محافظات مختلفة، بهدف توزيع المباريات على عدة مدن، وتوفير أفضل الظروف للمنتخبات المشاركة، ووفقًا للمقترح المطروح، ستستضيف القاهرة مجموعة من المباريات، بينما ستحتضن الإسكندرية مجموعة أخرى، فى حين ستكون الإسماعيلية مقرًا للمجموعة الثالثة، ومن المقرر أن يناقش الاتحاد تفاصيل هذا الاقتراح فى اجتماعه الطارئ المقبل، حيث سيتم تقييم جاهزية الملاعب والبنية التحتية فى كل محافظة، لضمان تقديم نسخة مميزة، تعكس قدرة مصر على تنظيم البطولات القارية بأعلى مستوى.
 
نظام البطولة
يشارك فى تلك النسخة 12 منتخبا، تم تقسيمها إلى 3 مجموعات، ويصعد بطل ووصيف كل مجموعة للدور الثانى، بجانب أفضل منتخبين فى المركز الثالث، فيما يتأهل من البطولة 4 منتخبات إلى نهائيات كأس العالم بتشيلى، خلال الفترة من 27 سبتمبر إلى 19 أكتوبر، بمشاركة 24 منتخبا، لذلك سيحاول المنتخب المصرى بقيادة أسامة نبيه استغلال عاملى الأرض والجمهور فى البطولة، لحسم مقعد فى المونديال المقبل، وتضم المجموعة الأولى منتخبات كوت ديفوار، والكونغو الديمقراطية، وغانا، وتنزانيا، وإفريقيا الوسطى، بينما تضم المجموعة الثالثة والأخيرة منتخب السنغال، وزامبيا، وكينيا، وسيراليون، بينما ستلعب مصر فى المجموعة الثانية، رفقة جنوب إفريقيا، والمغرب، ونيجيريا، وتسمى هذه المجموعة بـ"مجموعة الموت"، لأن نيجيريا من أقوى المنتخبات، والأكثر تتويجًا باللقب، وكذلك قوة وتطور الكرة المغربية فى السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى كرة جنوب إفريقيا العنيدة ضد المنافسين، لذلك بدأ بالفعل نبيه فى تحضير ودراسة نقاط القوة والضعف لدى كل منافس، وقرر الجهاز الفنى لمنتخب الشباب، بقيادة أسامة نبيه، بدء معسكره المقبل 18 إبريل الجارى، استعدادا لخوض نهائيات بطولة أمم إفريقيا تحت 20 سنة، وقد خاض منتخب مصر للشباب آخر  معسكراته فى قطر، ضمن استعداداته للبطولة، وتخللت المعسكر ثلاث تجارب دولية، أسفرت عن الفوز على منتخب الإمارات الأوليمبى 1-5، وسبقها التعادل مع منتخب قطر الأوليمبى بهدف لكل فريق، والخسارة من منتخب كرواتيا الأوليمبى 2-3، وقدم المنتخب مستويات جيدة وتبعث للتفاؤل فى أول تجربة دولية له تحت قيادة أسامة نبيه، الذى تولى المهمة منذ بضعة أسابيع.
 
تاريخ البطولة
يعود تاريخ كأس أمم إفريقيا تحت 20 سنة، إلى 46 عامًا، حيث بدأت كمسابقة بنظام خروج المغلوب لتحديد المتأهلين لكأس العالم للشباب 1979، التى أقيمت فى اليابان، وشهدت النسخة الأولى مشاركة 11 منتخبا، وتوجت بها الجزائر بعد فوزها على غينيا بقاعدة الأهداف المسجلة خارج الأرض، عقب تعادل إجمالى 4-4، وأقيمت أول 6 نسخ بنظام خروج المغلوب، قبل أن تقام أول بطولة بنظام المجموعات فى مصر عام 1991، بمشاركة 6 منتخبات، وبلغت كوت ديفوار والبلد المضيف مصر، النهائى، حيث فاز "الفراعنة" بنتيجة 1-2، وتقام النهائيات منذ ذلك الحين، كل عامين، واستضافتها بلدان عديدة عبر القارة، منها موريشيوس (1993)، البنين (2005)، زامبيا (2017) وموريتانيا (2021).
 
سجل الابطال  والمشاركين 
عند إقامة نسخة 2025 فى مصر، ستكون نيجيريا ومصر قد شاركتا فى 19 بطولة لكل منهما، فيما شاركت الكاميرون فى 16 نسخة، متفوقة ببطولة واحدة على غانا، التى تأتى فى المركز الرابع فى القائمة، كما ستشهد نسخة 2025، مشاركة منتخبين لأول مرة، هما سيراليون وكينيا، بينما ستخوض تنزانيا مشاركتها الثانية بعد أن تأهلت لأول مرة عام 2021، وعلى مستوى الألقاب، تتصدر نيجيريا قائمة المنتخبات الأكثر تتويجًا باللقب، حيث حققت البطولة سبع مرات فى أعوام (1983، 1985، 1987، 1989، 2005، 2011، 2015)، ما يعكس تفوقها التاريخى فى فئة الشباب، وياتى المنتخب المصرى فى المركز الثانى برصيد 4 بطولات، حيث حققت مصر اللقب فى أعوام (1981، 1991، 2003، 2013)، مما يجعلها واحدة من القوى الكبرى فى البطولة، ويتساوى المنتخب الغانى مع المنتخب المصرى برصيد أربعة ألقاب، كان آخرها فى 2021، بعدما فازت بها أعوام (1993، 1999، 2009).
فيمت تمكنت 8 منتخبات من تحقيق اللقب مرة واحدة، حيث حققت الكاميرون اللقب عام 1995، فيما كان للسنغال آخر تتويج بالبطولة عام 2023، وهو إنجاز تاريخى لأسود التيرانجا، كما شهدت البطولة فوز مالى باللقب عام 2019، وزامبيا عام 2017، بينما توجت الجزائر بالنسخة الأولى عام 1979، وكانت المغرب بطلة لعام 1997، وشهدت البطولة أيضًا تتويج أنجولا بلقب 2001، فيما كان منتخب الكونغو صاحب لقب نسخة 2007، ومع استضافة مصر للبطولة المقبلة، تتطلع الجماهير المصرية إلى تكرار الإنجازات السابقة والمنافسة بقوة على اللقب فى ظل احتضان البطولة على أرضها ووسط جماهيرها.

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام