رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 15 يونيو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
مقالات رئيس التحرير
رسائل القاهرة من الخليج العربى
17-4-2025
|
21:28
جمال الكشكي
الزيارة إلى الخليج العربى مهمة، لكن الرسائل أبعد، القاهرة فى ضيافة أشقائها، الحقيبة الدبلوماسية مليئة بالملفات، منها العلاقات الثنائية الأخوية مع الدوحة والكويت، ومنها ما يتعلق بصيانة الأمن القومى العربى فى توقيت دقيق، خصوصا أن مصر تؤمن بأن الأمن القومى للخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.
سبق هذه الزيارة نشاط دبلوماسى مكثف للدولة المصرية، حيث عقد الرئيس عبد الفتاح السيسى، قمة إستراتيجية مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى خرج بعدها ليؤكد أنه سيعترف بدولة فلسطينية فى يونيو المقبل.
بعدها التقى الرئيس السيسى، بالرئيس الإندونيسى برابوو سوبيانتو، وقام بترفيع العلاقات لتصبح شراكة إستراتيجية، خصوصا أن علاقتنا الدبلوماسية بإندونيسيا تعود إلى الأربعينيات، ولا ننسى علاقة الزعيمين جمال عبدالناصر، بالرئيس التاريخى لإندونيسيا، أحمد سوكارنو، وتكوين منظمة عدم الانحياز، وعقد مؤتمر باندونج عام 1955 فى إندونيسيا، والذي كان نواة لحركة عدم الانحياز التى عقدت مؤتمرها الأول فى بلجراد بيوغوسلافيا السابقة عام 1961.
القاهرة محطة دائمة بالمفهوم الواسع للسلام والاستقرار، ليس فقط فى الإقليم، إنما فى العالم أجمع، فالخطاب المصرى قاطع وحاسم، يمتلك حدسا بعيد النظر، وتقديرا دقيقا لما يمكن أن يحدث فى العالم، ودائما تقدم القاهرة رؤيتها الإستراتيجية بالمفهوم الشامل.
مصر لديها إدراك عميق بالمخاطر والتحديات التى تحيط بخرائطنا العربية، اللحظة غاية فى التعقيد على مختلف الأصعدة، صراع الخرائط يتزايد، الرغبة فى إعادة ترتيب موازين القوى جلية، خروج العرب من هذه اللحظة، أمر لا تقبل به الدولة المصرية، تحقيق السلام والاستقرار، هدف تنشده وتعمل عليه القاهرة بقوة.
فى لحظات عدم اليقين التى تعيشها المنطقة، يتأكد لدى مصر اليقين الكامل بضرورة الوحدة العربية، وبناء الجسور الصلبة المفتوحة بين العواصم العربية، فلا توجد عاصمة عربية بمنأى عن الخطر الذى عاشته المنطقة، إبان ما يسمى بـ «الربيع العربى».
لا شك أن هذه العواصم -شعوبا وحكاما- أدركت هذا الدرس، فلا تزال آثاره ماثلة أمامهم، وصداه لا يزال يتردد فى الأفق، وليس بعيدا عنه تلك الحروب التى وقعت فى غزة، ثم لبنان وسوريا والسودان واليمن وليبيا.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أشقائه فى قطر والكويت، إنما هى رسالة قوية وعميقة تؤكد أهمية الوحدة والتماسك، وتطابق الرؤى، خصوصا فى القضايا المحورية، كالقضية الفلسطينية التى لا تزال تنزف وتحتاج إلى كل الدعم العربى القوى، لا سيما أن اللحظة باتت كاشفة، وأن المخططات أبعد من فلسطين، فهى تستهدف الخرائط العربية واحدة تلو الأخرى، ومن ثم، فإنه من دون استقرار الأراضى الفلسطينية، لن تستقر المنطقة أو حتى العالم.
الرئيس السيسى، ذهب إلى الدولتين الشقيقتين فى الخليج العربى، إيمانا منه بضرورة خلق آفاق عربية مشتركة، وسط عالم يتغير بسرعة، وتصعد قوى، وتختفى أخرى، فضلا عن تمتين العلاقات التاريخية أكثر مع الأشقاء الذين أكدوا فى هذه الزيارة، على مكانة مصر فى عقولهم الإستراتيجية، شعبا وقيادة، ولمسنا ذلك فى حفاوة الاستقبال للرئيس السيسى، فى الدوحة والكويت.
رسائل هذه الزيارة، بمثابة شرايين جديدة، وقنوات عميقة، تسهم فى دقة الترتيب للقضايا العربية المفتوحة، سواء المتعلقة بمستقبل القضية الفلسطينية، أم الأخرى الخاصة بجروح ما يسمى بـ «الربيع العربى».
هذا بالإضافة إلى التأكيد المصرى الدائم، حول ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية بمفهومها الشامل، وبناء المسرح الإقليمى، بناء صحيحا ليكون جزءا من نظام عالمى يتشكل الآن على عجل.
حقيبة القاهرة، مليئة بالمواقف الدبلوماسية الحكيمة، التى تتلامس مع استقرار الشرق الأوسط بشكل عام، فكان الترحيب بالمفاوضات الأمريكية - الإيرانية فى مسقط جزءا مهما من رؤيتها لمعادلات السلام، فلا شك أن الخليج العربى -أمنه وأمانه- يرتبطان ارتباطا وثيقا بالرؤية المصرية الأوسع.
رسائل هذه الزيارة، تحمل معانى عميقة تتعلق بالاستقرار والوجود، والأمن القومى العربى.
كلمات بحث
القاهرة
الحقيبة الدبلوماسية
الدوحة
الكويت
مقالات رئيس التحرير
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
أحلام توسعية.. وحسابات خاطئة
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام