نحن والعالم



من فرنسا إلى إندونيسيا وقطر والكويت.. نجــــاح كبيــــر للدبلوماسية الرئاسية‪ ‬

17-4-2025 | 21:36
سوزى الجنيدى

نجحت الدبلوماسية الرئاسية المصرية على مدى السنوات العشر الماضية فى تعزيز علاقات مصر الخارجية، ورفعها لمستويات العلاقات الإستراتيجية مع عدد من دول العالم، الأمر الذى أسهم فى تقوية وتحسين صورة مصر وزيادة الاستثمارات، وأبرز مثال على ذلك ما تم على مدى الأيام القليلة الماضية من لقاءات رئاسية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى القاهرة، التى انضم إليها العاهل الأردنى، الملك عبدالله الثانى، وكذلك المباحثات التى أجراها الرئيس السيسى مع رئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو، ورفع مستوى العلاقات بين القاهرة وكل من باريس وجاكرتا إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية.
 
وأيضا جاءت جولة الرئيس السيسى الخليجية، التى شملت كلا من قطر والكويت فى نفس الإطار، لتعزيز العلاقات الثنائية بين كل من القاهرة والدوحة والكويت، كما تركزت المباحثات بين الرئيس السيسى والزعماء الذين التقاهم الأيام الماضية، على بحث أهمية وقف إطلاق النار بشكل فورى فى قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية بشكل عاجل، وضرورة الدعم الكامل للخطة العربية للتعافى وإعادة إعمار قطاع غزة، أهمية تنفيذها فور وقف اطلاق النار، كذلك التأكيد على الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وعلى ضرورة إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية‪.‬
 
علاقات تاريخية بين مصر والكويت 
الرئيس السيسى والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح يؤكدان الدعم الكامل للخطة العربية للتعافى وإعادة إعمار غزة
 
جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الكويت يوم الإثنين الماضى بمثابة محطة فى التحرك الدبلوماسى المصرى، وكان فى استقباله بالمطار الأميرى، الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، ولى عهد الكويت، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس الوزراء الكويتى بالإنابة، وهى الزيارة الخامسة للرئيس السيسى إلى الكويت‪ .‬
 
ترحيبا بوصول الرئيس السيسى إلى دولة الكويت؛ رافق عدد من الطائرات الحربية الكويتية، الطائرة المقلة للرئيس عند دخولها الأجواء الكويتية، كما اصطف أطفال الكشافة الكويتية عند خروج الرئيس من المطار الأميرى حاملين أعلام الدولتين الشقيقتين، فى مشهد يعكس عمق الروابط الأخوية بين البلدين‪.‬
 
وقد التقى الرئيس السيسى، عقب وصوله إلى مقر إقامته، الشيخ فهد يوسف سعود الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس مجلس الوزراء الكويتى بالإنابة‪.‬
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتى، رحب بالرئيس ضيفا عزيزاً فى زيارة الدولة التى يقوم بها لبلده الثانى الكويت، مؤكداً اعتزاز بلاده - قيادة وشعباً - بالعلاقات التاريخية والأخوية الوثيقة بين مصر والكويت.
 
وأضاف المتحدث الرسمى، أن الرئيس أعرب عن تقديره لحفاوة الاستقبال التى تعكس عمق العلاقات الراسخة بين مصر والكويت، مؤكداً حرص مصر المستمر على تعزيز التعاون مع الكويت فى جميع المجالات، كما أشاد بالدور الفاعل الذى تضطلع به الجالية المصرية فى دعم مسيرة التنمية بالكويت، بما يعكس الروابط الوثيقة بين البلدين الشقيقين‪ .‬
وأشار المتحدث الرسمى إلى أن اللقاء تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والاستفادة من الميزات النسبية للبلدين، بما يسهم فى تعزيز الشراكة بينهما ويحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.
 
وكذلك التقى الرئيس السيسي، صباح الثلاثاء مع  الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، بمقر الديوان الأميرى (قصر بيان)، بحضور الوفد المرافق بالبلدين، وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن اللقاء شمل جلسة موسعة بحضور وفدى البلدين، أعقبتها مباحثات ثنائية بين الزعيمين، ثم المشاركة فى مأدبة غداء أقامها الأمير على شرف الرئيس السيسى، وخلال اللقاء، رحب الأمير مشعل بالرئيس فى زيارة الدولة التى يقوم بها إلى الكويت، مؤكداً أنها تعكس عمق العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، وتعتبر فرصة لمواصلة تعزيز التعاون فى مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية، كما أعرب الأمير مشعل عن تقديره لدور مصر التاريخى والمحورى فى تطوير وتنمية دول الخليج، وفى تحقيق الاستقرار الإقليمي‪.‬
 
وذكر المتحدث الرسمى أن الرئيس ثمن حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، معرباً عن بالغ تقديره لأخيه الأمير مشعل، مؤكداً اعتزاز مصر بعلاقاتها التاريخية الوثيقة مع الكويت الشقيقة، ومشيداً بالتقدم والازدهار الذى تشهده الكويت فى عهد الأمير مشعل، وحرص مصر على تعزيز التعاون مع الكويت فى جميع المجالات، وبالأخص المجال الاقتصادى وزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارى بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
 
وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء تضمن تبادلاً للرؤى حول المستجدات الإقليمية، وعلى رأسها الوضع المتردى فى قطاع غزة، حيث شدد الزعيمان على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري، ومواصلة تبادل الرهائن والمحتجزين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية بشكل عاجل، مؤكدين فى هذا السياق على الدعم الكامل للخطة العربية للتعافى وإعادة إعمار قطاع غزة وضرورة تنفيذها فور وقف إطلاق النار، ومشددين على الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وعلى ضرورة إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية‪.‬
 
وأوضح المتحدث الرسمى أن اللقاء تناول كذلك التطورات فى سوريا والسودان، حيث أكد الزعيمان دعمهما لوحدة واستقرار البلدين، بالإضافة إلى دعم الحكومة اليمنية الشرعية، مشددين على أهمية أمن واستقرار الملاحة فى البحر الأحمر والممرات المائية بالمنطقة‪.‬
 
وكذلك التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء بمقر إقامته بالكويت، الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، ولى عهد دولة الكويت،‪ ‬وصرح السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن ولى عهد الكويت رحب بالرئيس فى بلده الثاني، مشيداً بالجهود المصرية الداعمة لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، ومشيراً إلى تطلع الجانب الكويتى إلى أن تسهم هذه الزيارة فى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، بما يعكس الروابط الوثيقة التى تجمعهما‪.‬
 
وأضاف المتحدث الرسمى، أن الرئيس السيسى أعرب عن تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة منذ وصوله إلى الكويت، مؤكدًا تطلعه لتعزيز التعاون مع دولة الكويت الشقيقة تحت قيادة الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح، فى كل المجالات، خصوصا الاقتصادية والاستثمارية، كما أشاد الرئيس بالجهود الكويتية لتطوير الاقتصاد وفق رؤية 2035، معربًا عن أمله فى زيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارى بين البلدين‪.‬
 
وأشار المتحدث الرسمى إلى أن الاجتماع تناول أيضاً تطورات الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض الرئيس الجهود المصرية المبذولة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، التى ثمنها ولى عهد الكويت، وأكد الرئيس وولى عهد الكويت على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار وتبادل إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية، والبدء فى إعادة إعمار قطاع غزة وفقاً للخطة العربية، مشددين على رفضهما لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، ومؤكدين على أهمية إستمرار الجهود الدولية الرامية لإعادة إحياء عملية سياسية جادة تفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية‪. ‬
 
وأضاف المتحدث الرسمى، أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى تطورات الأوضاع فى سوريا، والجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة اليمنية، ودعم الاستقرار فى السودان‪.‬
ومن جانبه أشاد سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، بالزيارة واصفا إياها بالزيارة «التاريخية» التي "تأتى فى وقت تمر فيه المنطقة بظروف بالغة الدقة، وتؤكد حجم وعمق العلاقات الثنائية بين قيادتى البلدين وشعبيهما الشقيقين"، مؤكدا أن العلاقات المصرية الكويتية تعود لأكثر من قرن من الزمان، مبينا أن هذه الروابط اتسمت فى بداياتها بالطابع الثقافى من خلال زيارة بعض الشخصيات الثقافية المصرية البارزة إلى الكويت، فضلا عن إرسال بعثات تعليمية كويتية فى أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات لتلقى العلم سواء فى الأزهر أم المعاهد التعليمية المصرية، وأضاف أن "مصر أرسلت المعلمين والأساتذة بمختلف التخصصات إلى الكويت وكانت شريكا فى التنمية والنهضة من بداية الاستقلال حتى يومنا هذا".
 
وأشار إلى أن العلاقة بين البلدين تأثرت بطابعها وشكلها الرسمى بعد إعلان استقلال دولة الكويت وتبادل السفراء، وقيام العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الدولتين الشقيقتين والتعاون على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات، مشيرا فى هذا الصدد إلى أعمال اللجنة المشتركة التى عقدت دورتها الـ13 بالقاهرة فى سبتمبر الماضى برئاسة وزيرى خارجية البلدين.
ولفت النظر إلى أنه منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بإعلان استقلال دولة الكويت، أكدت مصر آنذاك وقوفها إلى جانب دعم استقلال البلاد وسيادتها وانضمامها إلى جامعة الدول العربية، مؤكدا أن مصر كانت لها مواقف مشرفة منذ استقلال دولة الكويت، فضلا عن وجود تنسيق سياسى وتطابق الرؤى بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية‪.‬
 
واستعرض السفير الغانم المحطات المضيئة بين البلدين، حيث وقفت دولة الكويت بكل إمكاناتها إلى جانب مصر فى حربى 1967 و1973، كما كان لمصر موقف مشرف خلال أزمة الاحتلال العراقى للكويت، موضحا أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين شهدت بدورها طفرات خلال السنوات الماضية، إذ تشكل مصر وجهة للاستثمارات الكويتية، سواء فى القطاعين العام أم الخاص، فضلا عن الشراكات العديدة بين مستثمرين كويتيين ومصريين على الأراضى المصرية‪.‬
 
ولفت النظر إلى أن أكثر من ألف شركة كويتية تعمل فى مصر، فيما تجاوزت قيمة الاستثمارات الكويتية 20 مليار دولار فى مجالات عدة، ومنها البنى التحتية والطرق والسياحة والزراعة، ما جعل الكويت ثالث أكبر شريك تجارى لمصر بين الدول العربية‪.‬
 
ونوه السفير الكويتى بأن مصر بعد الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة وتحديث تشريعاتها، أضحت وجهة جاذبة للاستثمار، مشيرا إلى وجود كبرى الشركات الأجنبية فى مصر، إضافة إلى زيادة فى حجم مشاريع وشركات القطاع الخاص الكويتى فى السوق المصرية خلال السنوات القليلة الماضية‪.‬
 
ومن جانب آخر، أوضح السفير أسامة شلتوت، سفير مصر فى الكويت أن "الزيارة جاءت فى توقيت دقيق، سواء من ناحية تطوير العلاقات الثنائية بين القاهرة والكويت، أم من جهة واقع الظروف الإقليمية والدولية التى تتطلب الوحدة والتكاتف العربي"، مشيرا إلى أن الزيارة بحثت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتطوير الفرص الاستثمارية والتجارية بين مصر والكويت، كما بحثت القضايا الإقليمية الراهنة على رأسها القضية الفلسطينية‪.‬
 
وذكر أن لقاء القمة الذى جمع بين الرئيس المصرى وأمير الكويت مثل فرصة لتبادل الآراء والتشاور بشأن تعزيز التعاون الثنائى فى المجالات كافة، خصوصا الاستثمارية والتجارية التى تمثل أولوية للبلدين، مضيفا أن القمة شهدت تبادلاً للطروحات والأفكار بشأن القضايا المحورية فى المنطقة العربية، مثل القضية الفلسطينية، والاعتداءات على قطاع غزة، فضلاً عن التطورات فى سوريا ولبنان والسودان وليبيا واليمن.
 
فى سياق متصل، قال السفير المصري: "إن مواقف بلاده مع الكويت تكاد تكون متطابقة تجاه كل هذه القضايا، وهو ما يعكس اتساق السياسة الخارجية لبلدينا مع القانون الدولى وقواعد العدالة والقيم الإنسانية المشتركة"، واصفاً العلاقات الكويتية - المصرية فى المرحلة الراهنة بأنها فى "أفضل عصورها"، مضيفا أن "توجيهات القيادة السياسية فى كلا البلدين لجميع المسؤولين التنسيق والتعاون بالمستويات كافة، فضلاً عن طرح أفكار جديدة لتعزيز ذلك التعاون وتذليل أية عقبات قد تؤثر عليه، علاوة على المواقف شبه المتطابقة لكل من الكويت والقاهرة فى مختلف القضايا الإقليمية والدولية، والتنسيق المستمر على نطاق المنظمات المتعددة الأطراف الإقليمية منها والدولية".
‪ ‬
الزيارة الخامسة
 
وأشار إلى أن هذه الزيارة تعد الخامسة للرئيس السيسى إلى الكويت، مما يعكس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتشير إلى أن ما يجمعهما هى علاقة أخوية إستراتيجية لتشاركهما فى وحدة المصير.
وأكد أنه "من حسن حظ الدولتين وشعبيهما تمتعهما بقيادتيهما الحكيمة اللتين تدركان أهمية الالتقاء والتشاور لبحث كل القضايا الإقليمية والدولية، وكذلك العلاقات الثنائية بما يعود على شعبينا بالرخاء والتقدم والازدهار"، كما أعرب عن التطلع إلى تواصل واستمرار الزيارات بين مسئولى البلدين الشقيقين وبشكل خاص نتطلع لزيارة أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى بلده الثانى مصر".
‪ ‬
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام