رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 25 مايو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
نحن والعالم
رفضا لحرب غزة.. براكين الغضب تتفجر فى جيش الاحتلال
17-4-2025
|
22:06
⢴ العزب الطيب الطاهر
مشاركة رئيس أركان وقادة عسكريين سابقين فى عريضة الغضب
نتنياهو: أعشاب ضارة وطحالب ويتلقون أموالا لإسقاط الحكتمرد ألف من أفراد سلاح الجو.. الأخطر فى التاريخ الدموى لإسرائيل وينتقل إلى أسلحة أخرى
رسائل الغاضبين: إعادة المحتجزين دون تأخير حتى على حساب الوقف الفورى للأعمال العدائية
استمرار الحرب لن يحقق أهدافها المعلنة وسيؤدى إلى مقتل الأسرى والجنود وإنهاك قوات الاحتياط
الحرب تخدم فى هذه المرحلة بالأساس مصالح سياسية وشخصية وليست أمنية
قائد فرقة غزة الأسبق: جيش الاحتلال بلغ حدود قدرته القصوى فى إجبار حماس على الخضوع لإرادة نتنياهو وحكومته
ازدياد حجم التململ داخل جيش الاحتلال وارتفاع معدلات رفض أوامر الاحتياط بنسبة تتراوح بين 30% و 50%
انتقادات دوائر فى جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية أشبه بالمشروع الاستثمارى، فقد توظفه المعارضة للإطاحة بالحكومة، بينما يستغله نتنياهو للتخلص من معارضيه
تمرد ما يقرب من ألف من أفراد سلاح الجو بجيش الاحتلال - تحديدا 950 - وصف بالبركان أو الزلزال من دوائر عدة داخل إسرائيل.. صحيح أنه ليس الأول من نوعه، لكنه الأخطر فى تاريخه، منذ أن تأسس بالدم والاغتصاب والقتل والمجازر والتهجير القسرى للفلسطينيين بعد حرب 1948، لاسيما أنه اتسم بقدر كبير من التحدى فى ضوء إصرار من قاموا به على توجيه رسالة علنية للمستوى السياسى والعسكرى، تدعو لإعادة الأسرى المحتجزين فى غزة حتى وإن كان الثمن وقف الحرب.
جاء فى هذه الرسالة التى وقع بعضهم عليها بأسمائهم الكاملة وآخرون بالأحرف الأولى: “نحن، مقاتلو الطاقم الجوى فى الاحتياط والمتقاعدين، نطالب بعودة المحتجزين إلى ديارهم دون تأخير، حتى على حساب الوقف الفورى للأعمال العدائية”، فى إشارة صريحة إلى وقف الحرب، لأن الحرب تخدم فى هذه المرحلة، بالأساس مصالح سياسية وشخصية، وليست مصالح أمنية، مؤكدين” أن استمرار الحرب لا يحقق أيا من أهدافها المعلنة، بل سيؤدى إلى مقتل أسرى، وجنود، ومدنيين أبرياء، كما سيسهم فى إنهاك قوات الاحتياط “.
وشددت الرسالة على أن التجارب السابقة، أثبتت أن “الاتفاقات فقط هى التى تعيد الأسرى المحتجزين فى غزة بسلام، بينما يؤدى الضغط العسكرى غالبًا إلى مقتلهم وتعريض حياة الجنود للخطر، مطالبة الجمهور الإسرائيلى بالتحرك والمطالبة الفورية بوقف القتال، والعمل من أجل إعادة جميع هؤلاء المحتجزين، محذرين من أن كل يوم يمر يعرض حياتهم للخطر “.
واللافت للنظر أن عددا من كبار القادة السابقين فى الجيش وسلاح الجو، كانوا من الموقعين على هذه الرسالة، من بينهم القائد الأسبق لأركان الجيش الفريق (احتياط) دان حلوتس، والقائد الأسبق لسلاح الجو
اللواء (احتياط) نمرود شيفر، والرئيس الأسبق لسلطة الطيران المدنى العقيد (متقاعد) نيرى يركوني، والرئيس السابق لقسم الموارد البشرية فى الجيش اللواء (متقاعد) غيل ريغيف، والعميدين (متقاعدين) فى سلاح الجو ريليك شافير وأمير هاسكل، والعميد (متقاعد) عساف أجمون..
إن قائمة الموقعين على الرسالة لم تقتصر على الرتب الصغيرة، ما جعل الرسالة أكثر إيلاما للنخبة السياسية، وفى مقدمتها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وكذلك لنخبته العسكرية، التى اختارها من بين من يدينون له بالولاء الشخصى، ويدافعون عن مشروعه العدوانى، خصوصا وزير الدفاع يسرائيل ورئيس أركان الجيش إيال زامير.. الأمر الذى دفعهم إلى تبنى ردود فعل حادة وعنيفة ضد هؤلاء الموقعين على الرسالة.. فقد وصفهم نتيناهو بأنهم أشبه بالأعشاب الضارة وفى ترجمة أخرى للمفردة العبرية بالطحالب..
ولم يتورع عن اتهامهم بتلقى الأموال من منظمات غير حكومية، بهدف إسقاط حكومته وائتلافه اليمينى، فيما انتقد كاتس الرسالة، قائلا، فى بيان: “أرفض بشدة رسالة جنود الاحتياط فى سلاح الجو، ومحاولة تقويض شرعية الحرب العادلة، التى يقودها الجيش فى غزة من أجل إعادة المحتجزين وهزيمة حركة حماس التى وصفها بالإرهابية والقاتلة “.. بينما الحقيقة أن كيانه وجيشه الاحتلالى هما اللذان يمارسان أسوأ أشكال القتل والترهيب للفلسطينيين فى غزة وباقى الأراضى المحتلة.. وكذلك فى لبنان وسوريا.
وأعرب كاتس عن ثقته فى تعامل رئيس الأركان زامير وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، مع هذه الظاهرة غير المقبولة بالطريقة الأنسب.. وكان الرجلان عند حسن ظنه، فقد سارعا بإصدار قرار بتسريح جنود الاحتياط الذين لا يزالون فى الخدمة الفعلية، ممن شاركوا فى التوقيع على الرسالة، فى حين أن معظم الموقعين عليها خارج نطاق هذه الخدمة، وفق ما نقلته صحيفة “هآرتس” عن مسئول عسكرى بجيش الاحتلال، دون أن يكشف عن عددهم بدقة.
وحظيت هذه الخطوة - قرار التسريح – بتأييد نتنياهو الذى كتب على منصة “إكس”: “أؤيد تماما قرار وزير الدفاع ورئيس الأركان بإقالة موقعى الرسالة.. فالرفض للخدمة هو رفض للخدمة حتى عندما يُقال بلغة مهذبة أو ضمنية “، مشددا على أن “التصريحات التى تضعف جيش الدفاع الإسرائيلى، وتقوى أعداءنا فى زمن الحرب هى أمر غير مقبول”، واصفًا الموقعين بأنهم “مجموعة هامشية متطرفة تحاول مرة أخرى تفكيك المجتمع الإسرائيلى من الداخل. وأضاف: “لقد حاولوا فعل ذلك قبل السابع من أكتوبر، وقد فُسّرت دعواتهم للرفض من قبل حماس على أنها علامة ضعف”، معتبرا أن “هذه المجموعة الصاخبة الهامشية تسعى لهدف واحد، هو إسقاط الحكومة.. إنها لا تمثل لا المقاتلين ولا الجمهور.. الجيش يقاتل ونحن جميعا خلفه”.
واللافت للنظر أن رئيس أركان جيش الاحتلال حاول منع نشر مضمون الرسالة، غير أن الموقعين عليها أبدوا إصرارا على نشرها، على الرغم من التهديد بتسريحهم، فعلقوا بقولهم : “نحن لا نرفض الخدمة، ورسالتنا سياسية واضحة: أعيدوا الأسرى الآن – أوقفوا الحرب فورًا “.
والمؤكد أن هذا التطور، الذى ينطوى على خطورة شديدة وفق المعايير العسكرية محمل بجملة من الدلالات، أولها: أنه يكشف حجم التململ داخل جيش الاحتلال، خصوصا أن معدلات رفض أوامر الاحتياط، وصلت إلى 30 % - 50 % سابقًا - حسب صحيفة هآرتس- ويعكس فى الآن ذاته، أن المستوى السياسى داخل القوة القائمة بالاحتلال، وعلى رأسه نتنياهو، بات أمام أزمة داخلية متفاقمة يصعب تجاهلها، فهو يمثل ضغوطا قادمة من سلاح الطيران، الذى يمثل أهم أذرع القوة العسكرية فى جيش الاحتلال.
وينظر إلى المنتمين إليه بحسبانهم نخبة النخبة، كما أنه يمثل تحولا فى الموقف الداخلى بإسرائيل تجاه استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، ويعكس انكسارا فى الإجماع الذى كان سائدا فى بدايتها فى السابع من أكتوبر من العام قبل الفائت، وحسب الباحث السياسى الإسرائيلى يؤاف شتيرن، فإن الرسالة أو العريضة التى وقّعها نحو ألف جندى من سلاح الجو، تشير إلى أن الوقت قد حان لإبرام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.. وأن الكل أصبح على قناعة بأنه ليس ثمة جدوى من استمرار هذه الحرب، حتى لو تم اغتيال المزيد من قادة حماس، لأن إسرائيل فقدت النتائج الإستراتيجية فى هذه الحرب، ويتفق مع هذا الطرح الخبير فى الشئون الإسرائيلية مهند مصطفى، الذى يلفت الانتباه إلى أن الإجماع الذى كان على نطاق واسع فى أكتوبر 2023، قد انكسر بعد وقف إطلاق النار المؤقت، مؤكدا أن الإجماع الآن هو لاستعادة الأسرى المحتجزين من غزة.. وتلك – كما يضيف- ليست مسألة ثانوية عند المجتمع داخل القوة القائمة بالاحتلال، بل مسألة تحدد هويتها وعلاقتها مع مواطنيها، وتحدد العقد الاجتماعى بينهما.
ثانى هذه الدلالات، يتمثل فى أن حركة الاحتجاج أو التقدم بعرائض احتجاجية آخذة بالاتساع ولن تتوقف، خصوصا أن حرب الإبادة مستمرة، دون أن يسفر الضغط العسكرى الذى تمارسه القيادة العسكرية عن استعادة الأسرى المحتجزين بقطاع غزة، وفى هذا السياق، تشير مصادر إلى أن تكتلات داخل جيش الاحتلال بدأت تتشكل، وقد تؤدي- إن استمرت - إلى العصيان أو التمرد، ما يشكل تهديدا كبيرا للأمن القومى لإسرائيل، وقد بدأت هذه العرائض بسلاح الجو، ثم وصلت إلى سلاحى البحرية والمدرعات، وتدحرجت إلى أسلحة أخرى داخل جيش الاحتلال، وانضم إليها مئات من جنود الاحتياط فى وحدة الاستخبارات 8200، وهى وحدة نخبوية متكاملة، تزود الجيش بالمعلومات اللوجستية الاستخباراتية، إضافة إلى الحرب السيبرانية، وحسب إفادة القناة 13، فإن منتسبى هذه الوحدة حذروا فى عريضتهم من أن استمرار الحرب، يتسبب فى مقتل الجنود والأسرى، وأعربوا عن قلقهم إزاء تزايد حالات الامتناع عن الخدمة فى صفوف جنود الاحتياط.
وكل هذه المعطيات تشير إلى أن الانقسام بدأ يظهر جليا داخل جيش الاحتلال، بشأن استمرار الحرب من عدمه، بعد تغيير القيادات الأمنية والعسكرية فى الفترة الأخيرة، مثل وزير الدفاع ورئيس الأركان ومحاولة إقالة رئيس الشاباك التى تصدت لها المحكمة العليا، نتيجة قناعة نتنياهو بأن هذه القيادات تفتقر للولاء السياسى له، وعدم تفاهمها مع حكومته، ما دفعه إلى استبدالها، إضافة إلى تراجع فى نسبة التجنيد فى قوات الاحتياط يصل إلى 40 % أو50 %.
إلى جانب ذلك، هناك نحو ألفين من أعضاء هيئة التدريس، تقدموا بعريضة احتجاجية تطالب بإنهاء حرب غزة، كما أن 550 طبيبا أصدروا أيضا بيانا، يعتبرون فيه أن “استمرار الحرب فى غزة يخدم مصالح سياسية وشخصية”، وهى العبارة التى بدأت تتردد بشكل متزايد فى أوساط النخبة داخل مجتمع القوة القائمة بالاحتلال.
ثالث هذه الدلالات تكمن فى أن حرب الإبادة على غزة، أضحت تشكل مجالا حيويا لإرهاق جيش الاحتلال إلى أقصى حد، طبقا لما كشفت عنه مصادر عسكرية لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، وأن جنود الاحتياط يحذرون من استنزاف متزايد للجيش مع اقتراب البلاد من صراع شامل فى غزة، فللمرة الأولى منذ بداية الحرب قد تكون هناك فرصة لعدم التحاق بعض جنود الاحتياط بالخدمة، وأن جنود الاحتياط قد يعلقون خدمتهم، إذا شعروا بأنهم يضحون بأنفسهم لتحقيق أهداف اليمين فى حكومة الاحتلال.
وحسب الصحيفة ذاتها، يحذر محللو الدفاع وجنود الاحتياط بجيش الاحتلال “من استنزاف متزايد للقوة المقاتلة مع توقف الوظائف”، لافتين النظر إلى أن "هناك خيبة أمل من أهداف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واستبعاده إنهاء القتال ".
فى غضون ذلك، نقلت الصحيفة عن منتدى لعائلات جنود الاحتياط قولهم: "قيل لنا نستعد لـ5 سنوات من القتال العنيف، فى حين أن اتفاق الجنود مع الجيش كان خدمة 30 يوما بالسنة قبل الحرب، "كاشفة عن نتيجة استطلاع رأى لمنتدى زوجات جنود الاحتياط بجيش الاحتلال، أفاد أن 80 % منهم يعتبرون أن الدوافع للخدمة انخفضت منذ بداية الحرب، وذلك بسبب عدم تجنيد الحريديم وصعوبات شخصية.
ونقلت “فايننشال تايمز” عن جندى احتياط قوله: “لا أستطيع العودة للخدمة، وإذا فعلت فإن بيتى سينهار وشركتى ستغلق”، بينما قال ضابط احتياط آخر متمركز منذ أشهر قرب غزة: إن “معدل الإبلاغ عن التجنيد فى وحدات احتياط أصبح أقل من النصف”، فى حين أن هناك حاجة لـ10 آلاف جندى إضافى – حسب مسئولين عسكريين - لتعزيز دفاعات جيش الاحتلال فى قطاع غزة وحفاظها على مناطق عازلة.
واتساقا مع ذلك، يرى الجنرال المتقاعد “يسرائيل زيف”، الذى كان يتولى قيادة فرقة غزة العسكرية، خلال آخر مواجهة كبيرة فى أوائل العقد الأول من القرن الحالى، وقضى 30 عاما فى الخدمة العسكرية، أن جيش الاحتلال قد يكون وصل إلى حدود قدرته القصوى على إجبار حماس، على الخضوع لإرادة بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، التى تعهدت مرارا بتحقيق هدفها المعلن، بتدمير الحركة وغيرها من فصائل المقاومة، محذرا من تداعيات ذلك.
وحسب قوله لقناة “سى بى إس نيوز”: “يمكن تحقيق تدمير بنسبة 80 % أو 90 % لحماس.. لكن هذه النسبة الأخيرة البالغة 10 %، وهى الأصعب والأكثر إشكالية، لا يمكن تحقيقها عسكريا، ومن ثم – يضيف- فإن الحل السياسى فقط، هو الذى بوسعه أن أن يحقق سلاما دائما بين إسرائيل وحماس، متهما نتنياهو بالعمل “بدون شجاعة كافية لوضع بعض الحلول السياسية على الطاولة “، مشيرا فى هذا الصدد إلى ما يؤكد أنه مأزق وفيه رئيس حكومة الاحتلال، “فهو يتعهد بتحرير الأسرى المتبقين بأمان، وفى الوقت نفسه يحاول قتل الأشخاص الذين يحتجزونهم”.
رابع هذه الدلالات تكمن فى أن رسالة أو عريضة الألف من عناصر سلاح الطيران بجيش الاحتلال، لاتمثل سابقة فى تاريخ القوة بالاحتلال، فقد كانت هناك عرائض فى الماضى لجنود هذا الجيش، منها عريضة الطيارين فى عام 2003، غير الفارق بين الحالتين، يتجسد فى أن عدد الطيارين الفاعلين فى سلاح الجو الذين وقعوا على العريضة الحالية هو 60، بينما كان العدد فى 2003 نحو 27، فى إشارة إلى وجود عدد مضاعف من الطيارين، الذين وقّعوا على العريضة الأخيرة، فيما شهد تاريخ إسرائيل من قبل عرائض عدة من جنود وضباط، بفعل أسباب وصفت بـ”الضميرية.
لكن العريضة الحالية تقدم بها أصحابها لأسباب سياسية متنوعة، فهم يرون أن نتنياهو يعمل على استمرار الحرب لأسباب داخلية وسياسية ضيقة، دون أن يكون هناك هدف إستراتيجي، فالمهم هو أن يبقى فى السلطة متحالفا مع أركان اليمين المتطرف، لاسيما بعد عودة وزير ما يسمى الأمن القومى إيتمار بن غفير ونواب حزبه إلى الحكومة والكنيست إثر تجديد نتيناهو حرب الإبادة على غزة، بعد تقدمهم بالاستقالة فى أعقاب التوقيع على وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى فى يناير الماضى.. وثمة من يعتقد فى الأثناء، أن عريضة سلاح الطيران العريضة تأتى فى سياق أوسع، حيث تستغل حكومة الاحتلال حالة الحرب من أجل إحداث تغييرات قضائية ودستورية، تهدف إلى إضعاف المؤسسات السياسية ومنح السلطة التنفيذية قوة أكبر.
وعلى الرغم من كل هذه الدلالات والتداعيات الخطيرة، فإنه لا يمكن الخروج بنتائج تصب فى اتجاه تفكك المؤسسة العسكرية والأمنية داخل القوة القائمة بالاحتلال، فما زالت هذه المؤسسة، وستظل هى المرتكز الرئيس للنزوع العدوانى لنتنياهو ولأى رئيس مقبل لحكومة الاحتلال: والتى باتت الآن فى حالة خضوع تام لمطالبه، باستمرار حرب الإبادة سواء فى غزة أم فى الضفة الغربية أم فى لبنان أم فى سوريا وغيرها من الجبهات السبع التى يدعى أنه يحارب فيها.
لكن يمكن القول إن ظاهرة العرائض المطالبة بإنهاء الحرب- والكلام للقيادى الفلسطينى ووزير الإعلام الأسبق نبيل عمرو- تتدحرج وتتسع فى صفوف جيش الاحتلال بمختلف تشكيلاته، وكذلك فى أجهزة الأمن والاستخبارات.. ما يجعلها أشبه بمشروع استثمار سياسى بإمكان المعارضة توظيفه فى حركتها وجهدها من أجل الإطاحة بنتنياهو، فيما يمكن أن يستغله رئيس حكومة الاحتلال لتطهير الجيش وقوى الأمن من معارضيه، وأمر كهذا حدث فى الحراك الشعبى الذى سبق حرب الإبادة على غزة، حين أعلنت مجموعة من الطيارين رفضها الانخراط فى التدريبات، احتجاجا على خطة نتنياهو للإصلاح القضائى، ما أعطى الحراك الشعبى بعدا خطيرا على المؤسسة العسكرية والأمنية وأدائها وانضباطها.
على أية حال يبدو أن نتنياهو المتوغل والمتغول فى الحرب، يتوغل ويتغول أيضا فى حرب داخلية هدفه الوحيد منها كسب الوقت، لعل معجزة تحدث فتنقذه مما هو فيه من مأزق لا يرى مخرجا منه غير الحرب حتى لو فقدت مبرراتها العسكرية المهنية.
كلمات بحث
نتنياهو
نحن والعالم
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
قمة بغداد ترسم خارطة طريق جديدة للإقليم.. خطاب الرئيس السيسى الأقوى والأكثر شمولية
إيلى كوهين فى عيون زوجته.. اخترق صفوف النخبة السياسية بدمشق وكان ضيفًا
بعد استضافة أنقرة أولى جولات المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا.. طبول
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام