رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 25 مايو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
نحن والعالم
بعد مفاوضات الساعات الخمس بإسطنبول.. مباحثات أمريكا وروسيا.. دبلوماسية التقارب الحذر بين القطبين
17-4-2025
|
22:35
⢴ هانى فاروق
أحمد محارم: المفاوضات مقدمة لحلحلة الوضع بغض النظر عن إنهاء الحرب
د. ميرزاد حاجم: احتمالات التطبيع محدودة واللقاءات القصيرة تذيب جليد القطيعة الدبلوماسية
د. سمير أيوب: طريق إعادة العلاقات يعترضه حقول ألغام ليس من السهل تخطيها
فى خضم مشهد دولى متأزم تتشابك فيه خطوط الصراع الجيوسياسي، وتتصاعد فيه وتيرة سباق التسلح بين القوى الكبرى، جاءت المفاوضات التى امتدت لخمس ساعات بين الولايات المتحدة وروسيا، لتثير تساؤلات عدة حول فرص التهدئة، وإمكانية كسر الجمود الذى خيّم على العلاقات بين الطرفين، منذ اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية فى عام 2022. وبرغم قِصر مدتها، فإن هذه المفاوضات حظيت باهتمام عالمى واسع، كونها جمعت بين قُطبيْ النظام الدولى اللذين يملكان معاً ما يقرب من ٪90 من الترسانة النووية فى العالم، كما أنها تأتى فى لحظة حرجة تشهد تصاعد التوترات على جبهات متعددة، من أوكرانيا إلى شرق آسيا، مروراً بالشرق الأوسط.
الكاتب والمحلل السياسى أحمد محارم، يؤكد أن هذه المفاوضات هى مقدمة لأن تكون هناك فرص لحلحلة الوضع بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وبغض النظر أن المفاوضات ساعدت فى وقف أو إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية أم لا.
وأضاف قائلًا: من وجهة نظر ترامب، فإن روسيا قد ظُلمت منذ اتهامها عام 2017 بتدخلها فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، وهذا غير حقيقى، مشيرًا إلى أن ترامب يسعى من جانبه إلى تطبيع العلاقات الأمريكية - الروسية وفتح قنوات اتصال مباشرة، وروسيا ترى أنها فرصة سانحة على أمل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وأنه من الممكن الإفراج عن جزء من الأرصدة الروسية المجمدة لدى البنوك الأمريكية أو الأوروبية.
خطوة صغيرة فى رحلة طويلة ويوضح الدكتور ميرزاد حاجم، أستاذ السياسة والعلاقات الدولية بجامعة جامعة يارسلافل الروسية، أهمية العلاقات الروسية - الأمريكية وتأثيرها على الاستقرار العالمى، إلى أن العلاقات بين واشنطن وموسكو تشكل عمودًا رئيسيًّا فى هيكل الأمن الدولي، نظرًا لامتلاكهما معًا نحو ٪90 من الترسانة النووية العالمية، فأى تقدم فى حوارهما، يمكن أن يخفف من مخاطر المواجهة المباشرة، بينما فشلهما يهدد بانتشار سباق تسلح جديد، خصوصًا مع صعود الصين كقوة نووية صاعدة.
وحول إمكانية التطبيع وتحقيق اختراق نحو السلام العالمي، أشار حاجم إلى أن احتمالات التطبيع محدودة لكنها موجودة، مؤكدًا أن إعادة فتح قنوات الاتصال، حتى اللقاءات القصيرة قد تُذيب جليد القطيعة الدبلوماسية، التى سادت منذ الأزمة الأوكرانية عام 2022، كما حدث فى لقاءات (جنيف 2021) التى مهَّدت لتمديد معاهدة «نيو ستارت».
وفيما يخص الحد من التصعيد العسكري، أشار إلى أن الطرفين قد يتفقا على إجراءات طارئة، لتجنب الاصطدام فى مناطق النزاع مثل أوكرانيا والفضاء الإلكتروني، استنادًا إلى سابقة (اتفاقيات الخط الأحمر) خلال الحرب الباردة، بالإضافة إلى التعاون فى قضايا محددة مثل مكافحة الإرهاب، فى سوريا مثلًا، أو إدارة الأزمات النووية ككوريا الشمالية، حيث توجد مصلحة مشتركة برغم الخلافات الأوسع.
وأضاف د. ميرزاد حاجم أن العقبات أمام السلام العالمي، من أهم الملفات المطروحة بين الجانبين فى هذا الإطار، خصوصًا فيما يتعلق بالجذور العميقة للصراع، فى مقدمتها الخلافات حول حلف الناتو، والتوسع الغربى شرقًا، والهيمنة على المناطق الحيوية (كالقطب الشمالي) تظل عوائق غير قابلة للحل فى جلسة واحدة، كما أن تعقيدات خفض الأسلحة من أهم التحديات التى تُواجه المفاوضات، وهى تحديات تقنية هائلة، مثل شمول الأسلحة الهيبرسونيك أو النظم السيبرانية الهجومية، التى لم تُغطها الاتفاقيات السابقة مثل معاهدة «INF».
وأشار إلى أن التدخلات الخارجية تعد أيضًا من أهم الملفات المعقدة فى الحوار بين الجانبين الروسى والأمريكي، فدور الصين كفاعل نووى جديد يُعقّد المشهد، إذ قد تُحجم موسكو عن تقديم تنازلات، خشية أن تستفيد بكين من أى فراغ إستراتيجي.
وحول توقعات نجاح تلك المفاوضات، يؤكد أنها تنحصر بين الاستنزاف والفرص التكتيكية، مجيبًا عن التساؤل لماذا قد تفشل المفاوضات؟ لأن السياسة الداخلية المُتصلبة من أهم العوامل التى قد تؤدى إلى فشلها، وتعقد الموقف فى الحوار بين البلدين، ففى الولايات المتحدة، قد يُواجه ترامب انتقادات إذا قدم تنازلات، بينما يُراهن بوتين على خطاب وطنى لتعزيز شعبيته، بالإضافة إلى صراع الهيمنة، فكلا البلدين يُراهن على ترسيخ مكانته كقطب عالمي، مما يُقلل الحافز للتعاون.
وأكد أيضًا أن محدودية الوقت، خمس ساعات غير كافية لمعالجة قضايا إستراتيجية استغرقت مفاوضاتها شهورًا فى الماضي، كـاتفاقية سالت ـ1 (1969–1972).
وحول ما إذا كانت هذه المفاوضات مجرد استهلاك للوقت، يؤكد د. ميرزاد حاجم، أنه فيما يتعلق بإدارة الصورة الدولية، قد تستخدم واشنطن اللقاء لإظهار التزامها بالدبلوماسية أمام حلفائها الأوروبيين، بينما تستغل موسكو المنصة لتقديم نفسها كطرف عقلانى برغم العقوبات، علاوة على أن تكتيك «الفوضى الخلاقة» يعد عاملًا مهمًا، فقد يهدف الطرفان إلى إرباك الخصم عبر مفاوضات وهمية، كما حدث فى (مفاوضات مينسك) حول أوكرانيا، التى استُخدمت كغطاء لتعزيز المواقع العسكرية، علاوةً على أن كلا الجانبين قد يهدف إلى استنزاف الموارد الدبلوماسية من خلال التركيز على هذه المفاوضات، وذلك قد يلفت الانتباه عن ملفات أكثر إلحاحًا، مثل التنسيق مع الصين أو أزمة الطاقة الأوروبية.
وأكد حاجم أنه من المُستبعد أن تُنتج خمس ساعات من الحوار تغييرًا جذريًّا، لكنها قد تُرسى إطارًا لمسار تفاوضى أطول، فالتجارب التاريخية تُظهر أن إنجازات مثل اتفاقية ستارت الجديدة (2010) تطلبت أكثر من 10 جولات تفاوضية على مدى عامين، أما اليوم، ومع تنامى التحديات التقنية والجيوستراتيجية، يصبح تحقيق اختراق أصعب من أى وقت مضى.
وأشار إلى أنه لا يمكن فصل نجاح هذه المفاوضات عن الحلول السياسية للنزاعات الإقليمية (أوكرانيا، تايوان، إفريقيا، الشرق الأوسط)، وعن إرادة القيادات فى تجاوز الخطاب العدائي، وأن الواقعية تؤكد أن «التطبيع» الكامل يبقى حلمًا بعيدًا، لكن إدارة الأزمات قد تكون أفضل سيناريو مُتاح لعام 2025.
عقبات من الصعب تخطيها
أما الدكتور سمير أيوب خبير الشئون الروسية، فيؤكد أن طريق إعادة العلاقات الروسية - الأمريكية بدأ طريقه برغبة الطرفين، لكنها بطيئة ومعقدة، ويعترضه حقول ألغام ليس من السهل تخطيها .
وأشار إلى أن اللقاءات المتعددة بين الطرفين، لا شك أنها تساعد فى تخفيف حدة التصعيد، وتؤدى إلى إيجاد نقاط مشتركة بينهما، يمكن أن يتم من خلالها استعادة الثقة، وإعطاء بارقة أمل بالتعاون فى حل العديد من المشكلات المعقدة والخطيرة، موضحًا أن اجتماع الطرفين الأسبوع الماضى فى العاصمة التركية إسطنبول، مهد الطريق من أجل تبادل السجناء، وأيضا وضع أسس تم الاتفاق عليها لحل مشكلة العلاقات الدبلوماسية بحيث يعاد النظر فى مصادرة الممتلكات، والسفارات، ورفع الحظر عن المؤسسات المصرفية المُخولة لخدمة الدبلوماسيين.
وأضاف قائلًا: لكن العقبات التى تعترض إدارة ترامب ليس من السهل تخطيها فى المستقبل القريب، وهى عبارة عن معارضة داخلية للتقارب مع موسكو من إدارة الحزب الديمقراطى، وحتى بعض أعضاء الحزب الجمهوري، وفشل ترامب حتى الآن فى الحصول على وقف لإطلاق النار بين روسيا وحلف الناتو على الساحة الأوكرانية، خصوصًا أن روسيا ترغب فى رفع العقوبات عنها، مشيرًا إلى أنه يجب ألا ننسى عرقلة بعض الدول الأوروبية لأى تقارب، قبل انسحاب روسيا من الأراضى التى سيطرت عليها .
واستطرد قائًلا: أيضًا ترامب يعانى من مشكلة العدوان الإسرائيلى المستمر على غزة، وتأخره فى وضع حد للإبادة الجماعية وسياسة التطهير العرقى الذى يمارسه الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى، ومشكلة الملف الإيراني، لكن برغم كل هذه العقبات، من المفترض أن تطوير العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا سيستمر، ويمكن أن يعيد الحياة إلى بعض الاتفاقيات السابقة بينهما، التى كانت قد جُمدت أو أُلغيت مثل معاهدة «نيو ستارت»، ومعاهدة الحد من الأسلحة قصيرة ومتوسطة المدى، مشيرًا إلى أن ذلك يؤدى إلى إعادة الثقة بين موسكو وواشنطن.
وأكد أيوب أنه من الواضح أن ساحات الصراع كثيرة بين الطرفين، ومن المهم البحث عن حل يرضى الجميع، ويمنع حصول صراع خطير يمكن أن يؤدى إلى حرب واسعة، مشيرًا إلى أنه لُوحظ ذلك على الساحة الأوكرانية، عندما استخدم نظام كييف أسلحة غربية وأمريكية، وبدعم مباشر من هذه الدول لضرب الأراضى الروسية البعيدة عن خطوط القتال، وروسيا هددت فى الرد ليس فقط داخل الأراضى الأوكرانية، وإنما خارجها فى حال شعرت بخطر على أمنها القومي .
وأشار إلى أن التقارب الروسى - الأمريكى يسهم فى دفع المفاوضات الإيرانية - الأمريكية إلى الأمام، بمشاركة روسية نظرا للعلاقات الجيدة بين موسكو وطهران.
وأكد د. سمير أيوب أن تحسين العلاقات الروسية - الأمريكية يجنب العالم صدامًا نوويًا، وأكثر من ذلك يساعد فى الحد من انتشار الأسلحة النووية أو على الأقل ضبطها، مشيرًا إلى أن نقاط التفاهم أكثر من نقاط الخلاف، وذلك ما جعل الطرفين يعودان إلى طاولة الحوار.
كلمات بحث
العلاقات الروسية
الأمريكية
المفاوضات الإيرانية
الأمريكية
روسيا
ترامب
نحن والعالم
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
قمة بغداد ترسم خارطة طريق جديدة للإقليم.. خطاب الرئيس السيسى الأقوى والأكثر شمولية
إيلى كوهين فى عيون زوجته.. اخترق صفوف النخبة السياسية بدمشق وكان ضيفًا
بعد استضافة أنقرة أولى جولات المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا.. طبول
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام