عروض فنية وموسيقية على مسارح الدولة المختلفة.. مهرجان أبوظبى للثقافة والفنون رسالة سلام للعالم

 

ورش تدريبية ومبادرات للشباب وتفاعل بين الفنانين والطلاب ومعارض تشكيلية عالمية 

 

تحت شعار «أبو ظبي: العالم فى مدينة» انطلقت فاعليات الدورة 22 من مهرجان أبوظبى للثقافة والفنون، الذى تنظمه مؤسسة أبو ظبى للثقافة والفنون برئاسة الدكتورة هدى كانو، انطلقت فاعليات المهرجان

 

تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، والراعى الفخرى المؤسس لمهرجان أبو ظبي، وتحت رعاية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، وتستمر الفاعليات حتى 29 الشهر الجارى فى جامعة نيويورك أبوظبي.

 

جاء شعار هذا المهرجان هذه المرة «أبو ظبي: العالم فى مدينة» ترجمة لإعلان الإمارات أن عام 2025 عام للمجتمع، واحتفاء بأكثر من 50 عاما من الصداقة والعلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان، حيث تم اختيار دولة اليابان ضيف شرف هذه الدورة ، ويسلط المهرجان الضوء على المواهب العالمية والاحتفاء بالتميز والتبادل الثقافى مع اليابان.

 

مهرجان أبوظبى للثقافة والفنون حظى منذ بداياته باهتمام عالمى، فهو ليس مجرد مهرجان يقدم فنون، لكنه يحمل رسالة سلام للعالم من خلال التناغم بين الفنون والثقافات المختلفة.

 

تقدم فاعليات المهرجان على عدة مسارح مختلفة، وفى أماكن عدة فى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شهدت أولى الفاعليات افتتاح الدورة 22 من المهرجان العرض التاريخى الأول فى العالم العربى لأوركسترا اليابان الفلهارمونية الجديدة بقيادة المايسترو يوتاكا سادو إلى جانب التينور العالمى جوناثان تيتلمان وعازف البيانو البارز كيوهى سوريتا.

 

من ناحيتها قالت «معالى الدكتورة ميثاء سالم الشامسي» إن شعار المهرجان هذا العام يجسد التعددية والتنوع الثقافى الحضارى لمجتمعنا، الذى يضم أكثر من مائتى جنسية، تتشارك مشاعر الأخوة الإنسانية بقيم التكاتف والتناغم والألفة التى تميز المجتمع الإماراتى وتعمل معا يداً بيد لنهضة الدولة واستدامة التنمية.

 

تابعت، أن إعلان دولة الإمارات عام 2025 عاما للمجتمع تجسيدا لرؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر عبر تعزيز الروابط داخل الأسر والمجتمع وتنمية العلاقات بين الأجيال، وتهيئة مساحات إبداعية شاملة، ترسخ قيم التعاون والانتماء والتجارب الإنسانية العالمية المشتركة، خصوصا ما يتعلق منها بحوار الحضارات والحفاظ على التراث الثقافى.

 

اختتمت كلمتها «بأن هذا المهرجان يحتفى بأكثر من 50 عاما من علاقات الصداقة المتينة والتفاهم المشترك بين دولة الإمارات واليابان مع ما يعنيه ذلك من تقدير لتنوع الثقافة اليابانية وثرائها بفنانيها وموسيقاها ومبدعيها».

 

من ناحيتها قالت «الدكتورة هدى إبراهيم الخميس»، إن انعقاد مهرجان أبو ظبى تحت شعار «أبوظبي: العالم فى مدينة»، يجسد مبادئ «عام المجتمع» لتعزيز الروابط الثقافية والمجتمعية، وترسيخ المسئولية المشتركة فى بناء الوطن وإطلاق الإمكانات والمواهب وبناء القدرات من أجل مجتمع مزدهر ونهضة مستدامة.

 

أضافت د. هدى إبراهيم: افتتحت أوركسترا اليابان الفلهارمونية الجديدة المهرجان بعرضها الأول فى العالم العربى بقيادة المايسترو البارز يوتاكا سادو وبمشاركة التينور العالمى جوناثان تيتلمان وعازف البيانو الشهير كيوهى سوريتا، احتفالا بمرور أكثر من 50 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات واليابان وهى الدولة ضيف الشرف للمهرجان هذا العام.

 

قالت: وفى تكريم هو الأول عربيا، قدم مهرجان أبو ظبى جائزته إلى كل من المؤلف والموسيقى الشهير شونيتشى توكورا مفوض الشئون الثقافية فى اليابان والمهندس المعمارى العالمى ريكين ياماموتو الحائز على العديد من الجوائز العالمية تقديرا لدورهما فى الحراك الثقافى ، وريادتهما فى المشهد الموسيقى والمعمارى اليابانى وتمكين اليابان على الساحة العالمية.

 

اختتمت قائلة: من روائع بوتشينى وتشايكوفسكى ورحمانينوف ودوفورجاك وأكوتاجاوا ومع عشرة موسيقيين من أوركسترا أبو ظبى للشباب نجدد عهد مهرجان أبو ظبي، ببناء قدرات موسيقى الإمارات الشباب وتعزيز الحضور الإماراتى عالميا، وتقديم إبداعات كبار المؤلفين الموسيقيين من العالم إلى جانب مبدعى الدولة ضيف الشرف لتسليط الضوء على تنوع ثقافتها وعراقة تاريخها.

 

مهرجان أبوظبى للثقافة والفنون يلعب دورا بارزا فى تنمية القدرات الإبداعية للشباب والاستثمار فى إمكاناتهم، لذلك أطلق المهرجان هذا العام سلسلة من المبادرات التعليمية بالتعاون مع أوركسترا اليابان الفلهارمونية الجديدة، تضمنت بروفة مفتوحة مع الأوركسترا، أتاحت للطلاب فرصة استكشاف عالم الموسيقى الكلاسيكية، وزار الموسيقيون المدرسة اليابانية فى أبو ظبى برفقة المايسترو يوتاكا سادو وعازف البيانو كيوهى سوريتا.

 

كما يلعب المهرجان دورا مهما فى المنظومة الإبداعية، وقد ساعدت المبادرات التى يطلقها العديد من الفنانين على إيجاد موطئ قدم لهم فى عالم الفنون التشكيلية عالميا، فهو يهدف إلى تمكين الشباب من متابعة أحلامهم الفنية، وقد حقق عدد كبير من الفنانين فى دولة الإمارات نجاحا كبيرا من بينهن الفنانات زينب الهاشمي، فرح القاسمى وعائشة حاضر وغيرهن ممن اقتنت أعمالهن بعض أعرق المتاحف العالمية.

قدم المهرجان منذ انطلاق فاعلياته العديد من العروض الفنية والمقطوعات الموسيقية المختلفة، فضلا عن المعارض الفنون التشكيلية المختلفة حيث شهد المهرجان توقيع مذكرة تعاون وشراكة مع متحف سيول الفن المعاصر، وستضم هذه الشراكة معارض مشتركة وإقامات فنية وبرامج عامة، تعزز التبادل الثقافى والحوار الفنى ..

 

يكتشف المعرض فى أبو ظبى تطور المشهد الفنى المعاصر فى كوريا الجنوبية والتفاعل مع المشهد الفنى فى الإمارات العربية المتحدة، وفى الوقت نفسه سيسلط المعرض فى سيول الضوء على المنجز التاريخى لأكثر من خمسين فنانا من الإمارات مع التركيز على التفاعل بين الهويات المحلية والعالمية، وتشتمل الشراكة على عروض أفلام فنية وتبادل المعارف والخبرات بين الجانبين وتعزيز الحوار الثقافى والتعاون الإبداعي.

 

شهدت فاعليات المهرجان العديد من الدورات التدريبية والورش وفاعليات التدريب الإبداعي، لتمكين الشباب من الاحتراف المهنى فى الموسيقي، وقد قام عدد من الفنانين العالميين المشاركين فى المهرجان بزيارة المدارس فى إمارة أبوظبي، والتفاعل بشكل مباشر مع الطلاب لتقديم الإرشاد لهم ضمن سلسلة من العروض التى لا تتكرر إلا مرة واحدة فى العمر، وتتبع العروض التفاعلية القصيرة، فرصة لطرح الأسئلة فى بيئة فنية ملهمة.

 

كما شهدت حديقة أم الإمارات فى أبو ظبى العديد من العروض الفنية، قدمها عدد من الفنانين العالميين بمشاركة فنانين من الإمارات فضلا عن عدد من الورش الفنية التى سلطت الضوء على التنوع الغنى للفنون والثقافة من اليابان.

 

من أهم مبادرات المهرجان هذا العام مبادرة الفنون فى السفارات، وذلك لتعزيز الحوار وبناء الجسور بين الدول من خلال قوة الثقافة، والفنون مما يسهم فى تعزيز الحضور الإماراتى والتعريف بالمواهب الإبداعية الاستثنائية على الساحة الدولية ويخلق فرصا فريدة للتبادل الثقافي.

 

خلال حضور «الأهرام العربي» لفاعليات المهرجان التى تمتد حتى 29 الشهر الجارى قمنا بزيارة قصر الوطن وهو القصر الرئاسى الذى يستقبل الملوك الأمراء، زوار دولة الإمارات العربية المتحدة، كما قمنا بزيارة «بيت العائلة الإبراهيمية» والذى يجسد المعنى الحقيقى للتسامح واحترام الآخر، واحترام الديانات السماوية الثلاثة، ويضم مسجدا وكنيسة وكنيسا يهوديا ومركزا تعليميا حيث يجسد هذا البيت القيم المشتركة بين اليهودية والمسيحية والإسلام.

 

كما تنتشر على جدران مدخله مجموعة من الصور التى تجمع بين شيخ الأزهر فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، أثناء توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية عام 2019.

من العروض التى شهدتها «الأهرام العربي» خلال حضور المهرجان عرض قدمته فرقة «كودو تايكو» على مسرح جامعة نيويورك أبوظبي تضمن العرض مقطوعات كلاسيكية، مفضلة لدى الجمهور مثل اودايكو وياتاى بياشى بالإضافة إلى مؤلفات جديدة مستوحاة من رحلات كودو تحت شعار «الأرض الواحدة» هذا الأداء الذى يجمع بين الحنين إلى التقاليد الإيقاعية اليابانية العريقة والتجديد الموسيقى والتميز الفنى .

 

فى قاعة المسرح الأحمر بجامعة نيويورك قدم عازف البيانو الكوري يونتشان ليم والبالغ من العمر 21 عاما، عدداً من المقطوعات الموسيقية التى ابهرت الحضور، ما جعل تصفقهم يملأ جنبات القاعة بشكل كبير ومستمر، وتعالت الأصوات بالهتافات والتحية، لهذا الفنان الشاب الذى حرص السفراء والعديد من الجنسيات على حضور حفله، والذى تميز بأداء راق وحضور جماهيرى لافت.