رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 15 يونيو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
مقالات رئيس التحرير
سقوط مشروع نتنياهو
23-4-2025
|
02:46
جمال الكشكي
ارتفعت ألسنة اللهب، وكاد مفهوم الحرب الإسرائيلية يتسع، ليلتهم الشرق الأوسط.
كانت الذريعة ما حدث فى السابع من أكتوبر عام 2023، لكن الحقيقة أن المخطط كان أبعد مما حدث فى فجر ذلك اليوم.
بعد ما يقرب من عامين على مفهوم الحرب هذا، يجد الشرق الأوسط نفسه عالقا فى حالة اللا سلم واللا حرب، فلم ينجح نتنياهو فى تمرير مشروعه القديم المتجدد، صحيح أنه قال: "نحن نقود الشرق الأوسط الآن"، بل وصل إلى حد الزعم بأنه لا يغير خريطة الشرق الأوسط وحدها، بل يغير العالم المعاصر.
الآن أستطيع القول: إن مفهوم الحروب المنسية، التى تناولتها كمصطلح وتعبير فى مقالات سابقة، صار راسخا لدىّ الآن، فإذا ما أمسكنا بألسنة اللهب الإسرائيلية فى غزة، نجدها نارا، أجل النار وحدها، لا أهداف لها، تكاد تكون قتلا للقتل، فلم يعد هناك ما تدمره آلة الحرب الإسرائيلية فى قطاع غزة، حتى المحاولات التى جرت فى جنوب لبنان، واعتبرها نتنياهو فرصة لتنفيذ مخططه بتوسيع الحرب، توقفت، لأن للبنان موقعا سياسيا عالميا يدعمه فى مواجهة حلم نتنياهو، وعلى رأس هؤلاء الداعمين الجمهورية الفرنسية، وبعض القوى العربية، التى ترى فى وجود الدولة الوطنية اللبنانية حصنا للأمن القومى العربى.
أيضا اصطدم مشروع نتنياهو بالرفض الأمريكى للصدام مع تركيا على الأراضى السورية، وهو ما عبر عنه الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بتصريح واضح، فى حضور بنيامين نتنياهو فى البيت الأبيض، ومنذ ذلك الوقت تراجع معدل الهجوم الإسرائيلى على جنوب لبنان وسوريا.
تبريد الجبهات ليس هو ما يريده نتنياهو، إنما هو مفروض عليه من قبل ساكن البيت الأبيض، الذى له حسابات ومصالح إستراتيجية كبرى، يتصرف من خلالها، ولا يريد أن تعرقله أى حسابات أخرى مثل التى تدور فى خيال رئيس الوزراء الإسرائيلى.
جاءت الضربة القاصمة لنتنياهو عندما أعلن دونالد ترامب أمامه عن مفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران، وبالفعل جرت جولة أولى فى العاصمة العمانية مسقط، وصفت على لسان المسئولين الأمريكيين والإيرانيين بأنها "إيجابية"، وأن هناك جولة أخرى عقدت فى العاصمة الإيطالية روما، وتبدو الطرق مفتوحة بين الجانبين، وهو أمر لا يرغب فيه نتنياهو، لكنه سيحدث أن تخبو ألسنة اللهب، إلا إذا وقعت حادثة مفاجئة تشبه السابع من أكتوبر، وهذه الصور المتلاشية للحرب، تمثل نهاية لمشروع متطرف كاد يحول الشرق الأوسط إلى كرة لهب، ليس وحده فقط، بل العالم.
هناك عامل آخر خطير يعمق فشل نتنياهو، وهو الانشقاق الكبير فى المجتمع الإسرائيلى، فللمرة الأولى يخرج جنود، وضباط ورجال أمن، ومعارضون سياسيون، وسط الحرب، ويطالبون بإنهاء سياسته التى يصفونها بالفاشلة فى غزة والضفة الغربية، وللمرة الأولى يتهم من قبل الشارع الإسرائيلى بأنه يضحى بأسراه مقابل رؤيته التى لا أفق لها.
فى الحقيقة، إن رؤية نتنياهو تتماشى مع معظم الآراء فى إسرائيل، لكن هذه الآراء تعارضه كون إسرائيل لا تستطيع بحجمها الحالى، وموقعها الإستراتيجى من السياسة الدولية، أن تقود ما يراه -زعما- خريطة جديدة للشرق الأوسط.
أيضا ترى هذه النخبة أن صورة إسرائيل أو الإسرائيلى لدى الرأى العام العالمى، بدأت تتآكل، وتتهشم ويلاحق مسئولوها لدى المحاكم الدولية، وبالتالى فإن الحصار يضيق حول نتنياهو، ليصبح عاجزا عن مواجهة التيار الجارف الذى يرفض: "مفهوم الحرب للحرب".
فلا أهداف يمكن تحقيقها بعد تأكيد العالم على تطبيق القرار 1701 الخاص بالحدود اللبنانية - الإسرائيلية، وهذه جبهة تغلق، وإذا ذهبنا إلى الجبهة الأردنية - الإسرائيلية، فإن هناك اتفاق سلام "وادى عربة" عام 1994، وكذلك على الجبهة المصرية هناك اتفاق سلام، وتتبقى الجبهة السورية النازفة، لكن ستغلق حتما بعد تدخل ترامب، وفشل المشروع الأكبر بقصف إيران وتوسيع الحرب، برغم أن أدبيات نتنياهو لا تزال تؤكد على قصف المشروع النووى الإيرانى.
فأحيانا يريد نتنياهو أن يضع العالم أمام خيار "شمشون" وتوريط حلفائه، وإن كنت أرى أن هذا الخيار يتضاءل بشدة إزاء ملامح المستقبل هذه، فإننا أصحاب منطقة الشرق الأوسط، ومستقبل هذه المنطقة هو الضامن لسلام المنطقة، وسلام العالم، ويجب أن نبادر برؤية عربية واضحة، تؤكد على ثوابت شعوب المنطقة، وتؤكد للعالم أن الاستقرار هو الحل الوحيد الذى يجعل التدفقات الاقتصادية، والحوار بين الشرق والغرب، قابلا للتنفيذ، بعيدا عن رؤية المتطرفين فى إسرائيل.
فالرسالة واضحة، فلا يمكن لدولة صغيرة بمساحة 20 ألف كيلو متر مربع، أن تقود العالم العربى، وحتى العالم المحيط بالعرب. إذ كل هذه الشواهد تشير إلى سقوط مشروع توسيع الحرب، بل إننى أقول: علينا الاستعداد لما بعد إسكات صوت البنادق.
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
أحلام توسعية.. وحسابات خاطئة
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام