رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 25 مايو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
ثقافة
من الميدان إلى الشاشة.. أسرار مراسل تليفزيونى!
28-4-2025
|
22:19
على مدار العقود الماضية، تحول المراسل التليفزيونى من مجرد ناقل للأخبار إلى عينٍ للحدث، وواجهة تُلخص بؤرة الصراع، ولسانٍ يتحدث باسم الحقيقة وسط ضجيج التزييف والتضليل، إنه الجندى المجهول فى ساحات الإعلام، لا يعرف الهدوء ولا يستكين لرتابة المكاتب المكيفة، بل ينطلق حيث تتصاعد الدخان، وتتوالى الانفجارات، وتمتزج الأصوات بين صرخات وتعليمات رجال الأمن فى الحدث، حيث يضعنا الصحفى والإعلامى علاء فياض فى كتابه «من الميدان إلى الشاشة»، أمام خلاصة التجربة الصحفية الميدانية، حيث يكشف عن أسرار وتحديات المراسل التليفزيوني، ويضيء الطريق أمام الصحفيين الطامحين لدخول هذا العالم المحفوف بالمخاطر.
أسئلة كثيرة يجيب عنها فياض فى هذا المرجع الشامل الذى لا يتوقف عند حدود النصائح النظرية، بل يضع القارئ فى قلب الحدث، مستعرضًا مواقف واقعية وتجارب مباشرة، تكشف كيف تتشكل الأخبار فى الميدان قبل أن تصل إلى الشاشة، وكيف يتحول الصحفى إلى مراسل ميدانى محترف؟ وما المهارات التى يحتاجها ليصمد أمام ضغط الأخبار العاجلة؟ كيف يواجه المخاطر فى مناطق النزاع دون أن يصبح هو نفسه خبرًا عاجلًا؟ كيف يصوغ القصة الإخبارية لتصل إلى المشاهدين بوضوح وموضوعية؟
لا يكتفى الكاتب بالتعريف الأكاديمى للمراسل التليفزيوني، بل يقدم رؤية أعمق لدوره فى نقل الحدث، موضحًا الفروق الجوهرية بين الصحافة المكتوبة والمراسل التليفزيوني، ومتتبعًا التطور التاريخى لهذه المهنة، من عصر الصحف المطبوعة والراديو، وصولًا إلى الإعلام الرقمى والبث المباشر.
يدور الفصل الثانى حول «المهارات الأساسية»، حيث يرى أنه لا مكان للارتجال فى عمل المراسل التليفزيوني، فالوقوف أمام الكاميرا يتطلب مزيجًا معقدًا من المهارات: التحقق من المصادر وعدم الانسياق خلف الأخبار الكاذبة، التواصل مع الجمهور بأسلوب يجذب انتباه المشاهد ويكسب ثقته، التحكم فى لغة الجسد ونبرة الصوت أثناء البث المباشر، التعامل مع الكاميرا والتقنيات الحديثة، مثل الطائرات المسيّرة والهواتف الذكية فى التغطيات الحية.
ومن تغطية الحروب إلى متابعة الاحتجاجات العنيفة، ومن دخول مناطق الكوارث الطبيعية إلى التواجد فى ساحات العمليات العسكرية، يرى أن المراسل التليفزيونى ليس مجرد شاهد، بل هو جزء من الحدث نفسه، حيث تأتى التحديات والمخاطر، حين تصبح القصة الصحفية صراعًا من أجل البقاء.
ويتناول الكاتب الأخطاء القاتلة التى يقع فيها بعض الصحفيين أثناء تغطياتهم، مثل الاندفاع غير المدروس، والتسرع فى نشر المعلومات، وعدم اتخاذ تدابير السلامة الكافية، مما قد يحوّلهم إلى ضحايا بدلًا من رواة للأحداث.
ما يميز علاء فياض فى هذا الكتاب ليس فقط دقته فى تقديم المعلومات، بل أسلوبه السردى الممتع الذى يجعلك تعيش تجربة المراسل التليفزيونى لحظة بلحظة، بأسلوب يجمع بين السلاسة والاحترافية، ينجح الكاتب فى تقديم دليل عملى متكامل، يدمج بين الخبرة الصحفية والمعرفة الأكاديمية، مما يجعله مرجعًا لا غنى عنه لكل من يحلم بأن يصبح مراسلًا محترفًا.
لا يكتفى الكتاب بنقل المعلومات، بل يمنحك شعورًا وكأنك فى قلب الحدث، ترصد المشهد، وتسمع أصوات المتظاهرين فى الميادين، وتشعر بحرارة الأضواء وهى تسلط عليك أمام الكاميرا، والحقيقة أن من الميدان إلى الشاشة»ليس مجرد كتاب، إنه رحلة حقيقية داخل عالم الأخبار والتغطية الصحفية الميدانية، بل مرجع لكل من يحلم بدخول عالم الصحافة التليفزيونية، ولكل صحفى يريد تطوير أدواته، ولكل مشاهد يتساءل كيف تصل إليه الأخبار كل يوم، هذا الكتاب لا يعلّمك فقط كيف تكون مراسلًا، بل يعلمك كيف تصنع الفرق، كيف تكون صوتًا للحقيقة، وكيف تتحول من ناقل للخبر إلى صانع للرأى العام.
يوضح الكتاب أن المراسل التليفزيونى ليس مجرد ناقل للأحداث، بل هو عين المشاهد فى قلب الحدث، وصوت الحقيقة وسط ضجيج الأخبار المتضاربة، يقف فى مواجهة المخاطر، يلاحق التفاصيل، وينقل الصورة كما هى دون تزييف أو تحريف، كتاب «من الميدان إلى الشاشة»، يكشف كواليس هذه المهنة الشاقة، ويقدم دليلًا شاملًا لكل من يرغب فى فهم أسرار العمل الميداني، من تقنيات جمع المعلومات، والتعامل مع الكاميرا، وإعداد التقارير الاحترافية، إلى كيفية التصرف تحت الضغط أثناء البث المباشر، إنه كتاب لا يخاطب الصحفيين فحسب، بل كل من يريد أن يفهم كيف تُصنع الأخبار فى زمن السرعة والمنافسة المحتدمة على المعلومة.
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
بعد إعلان الفائزين فى الدورة الخامسة.. «جائزة المبدع الصغير» سلاح فى معركة الوعى
«الغجر».. من سرقة مسامير صلب المسيح إلى قراءة الكف
عبد المنعم القصاص.. فنان أخرج الجمال من صمت الورق
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام