رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 25 مايو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
ثقافة
الكفاح الفلسطينى بين البندقية والمفاوضات
28-4-2025
|
22:25
محمد الطماوى
يعد كتاب «الكفاح الفلسطينى المسلح: السياسة والسلاح» لأريج جبر دراسة أكاديمية متعمقة تسلط الضوء على العلاقة الجدلية بين العمل السياسى والكفاح المسلح فى النضال الفلسطيني. بأسلوب تحليلى رصين، تقدم الكاتبة قراءة شاملة لمسار المقاومة الفلسطينية، مستعرضةً مراحلها التاريخية وتحولاتها السياسية، وأثر التغيرات الإقليمية والدولية عليها. الكتاب ليس مجرد توثيق لتاريخ الكفاح الفلسطيني، بل هو محاولة لفهم الأبعاد الإستراتيجية التى حكمت مسار المقاومة، ومدى تأثير العوامل الداخلية والخارجية فى توجيه دفة الصراع.
لطالما كان الكفاح الفلسطينى المسلح موضع جدل بين كونه ضرورة نضالية فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وبين اعتباره ورقة سياسية، تُستخدم لتحقيق مكاسب تفاوضية. من خلال تحليل معمق، تستعرض الدكتورة جبر كيف لم يكن العمل المسلح خيارًا ثابتًا، بل تأرجح بين كونه إستراتيجية طويلة الأمد وبين كونه أداة ضغط مرحلية. تلقى الدراسة الضوء على كيفية تعامل الفصائل الفلسطينية المختلفة مع هذه المعادلة، وما إذا كان الدمج بين السلاح والسياسة، قد عزز من فرص تحقيق المطالب الوطنية أم أنه كان عاملًا مثيرًا للخلافات الداخلية التى أضعفت المقاومة.
تخصص الكاتبة جزءًا مهمًا من دراستها لتحليل مواقف الفصائل الفلسطينية الكبرى تجاه العمل المسلح، موضحة كيف اختلفت رؤى كل فصيل وفقًا لأيديولوجيته السياسية وظروفه الداخلية والخارجية، حركة فتح، التى قادت المشروع الوطنى الفلسطينى منذ تأسيسها، تبنت نهجًا متغيرًا بين العمل المسلح والدبلوماسية السياسية، حيث استخدمت السلاح فى مراحل معينة كوسيلة ضغط قبل أن تتبنى لاحقًا، خيار التفاوض مع إسرائيل عبر اتفاق أوسلو.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التى نشأت كحركة يسارية ثورية، تمسكت بالكفاح المسلح كخيار إستراتيجى رافضةً التنازلات السياسية، ما جعلها فى صدام دائم مع المشاريع التفاوضية التى سعت لتقديم حلول سياسية للصراع، وكذلك حركة حماس، التى برزت فى نهاية الثمانينيات، تبنت منذ البداية خيار المقاومة المسلحة، معتبرةً إياها السبيل الوحيد للتحرر. ومع ذلك، فقد شهد موقفها بعض التغيرات التكتيكية فى فترات لاحقة، حيث أبدت استعدادًا للدخول فى تفاهمات سياسية وفقًا للظروف الإقليمية والدولية.
هذا التباين فى المواقف بين الفصائل الفلسطينية، يعكس مدى تعقيد المشهد السياسى الفلسطيني، حيث لعبت الأيديولوجيا والتوازنات الداخلية والخارجية دورًا رئيسيًا فى تحديد إستراتيجيات المقاومة المسلحة.
وتوضح الدكتورة أريج جبر أن المقاومة الفلسطينية، لم تكن بمعزل عن التحولات الإقليمية والدولية، بل تأثرت بشكل مباشر بتغير مواقف الدول العربية والمجتمع الدولي، وتشير جبر إلى أن توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 مثل نقطة تحول فى تاريخ الكفاح الفلسطيني، حيث أدى إلى انتقال المقاومة من مواجهة مسلحة إلى محاولة بناء سلطة فلسطينية ذات طابع سياسى تفاوضي. لاحقًا، جاءت صفقة القرن كمحاولة جديدة لإعادة رسم معالم الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، ما دفع المقاومة الفلسطينية إلى إعادة تقييم خياراتها بين العودة إلى الكفاح المسلح أو البحث عن بدائل سياسية جديدة.
فى ختام الكتاب، تطرح الكاتبة تساؤلًا جوهريًا: إلى أين يتجه الكفاح الفلسطينى المسلح فى ظل التغيرات الراهنة؟ هل يمكن للفصائل الفلسطينية تجاوز خلافاتها وإعادة توحيد صفوفها ضمن رؤية نضالية شاملة؟ أم أن التباينات الفكرية والمصالح الفصائلية ستظل عائقًا أمام بناء مشروع وطنى موحد؟
تستعرض الدكتورة جبر السيناريوهات المحتملة لمستقبل المقاومة الفلسطينية، مشددةً على ضرورة إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية كإطار جامع لكل الفصائل، بحيث تضمن التوازن بين العمل المسلح والدبلوماسية السياسية، تؤكد الكاتبة أن المقاومة الفلسطينية بحاجة إلى رؤية إستراتيجية واضحة، لا تعتمد فقط على ردود الأفعال بل تستند إلى تخطيط محكم يأخذ فى الاعتبار التغيرات الإقليمية والدولية.
ما يميز كتاب “الكفاح الفلسطينى المسلح: السياسة والسلاح”هو العمق التحليلى والموضوعية فى الطرح، لم تكتفِ جبر بسرد الأحداث التاريخية، بل قدمت تحليلًا أكاديميًا رصينًا يعتمد على مجموعة من المناهج البحثية، مثل المنهج التاريخى لدراسة تطور الكفاح الفلسطينى المسلح، والمنهج القانونى لتحديد مشروعية المقاومة، والمنهج المقارن لرصد الفروق بين مواقف الفصائل المختلفة، بأسلوب علمى متماسك، نجحت الكاتبة فى تقديم دراسة متكاملة، تتجاوز التوثيق التاريخى لتصل إلى تحليل إستراتيجى يجعل من هذا الكتاب مرجعًا أساسيًا للباحثين والمهتمين بالقضية الفلسطينية.
يبقى “الكفاح الفلسطينى المسلح: السياسة والسلاح”أحد أهم الدراسات التى تناولت مسار المقاومة الفلسطينية، حيث يفتح بابًا للنقاش حول مستقبل الكفاح الفلسطينى المسلح، مقدما رؤية تحليلية تجمع بين التاريخ والسياسة والإستراتيجية العسكرية، إنه كتاب جدير بالقراءة لمن يسعى إلى فهم أعمق لأحد أكثر الملفات تعقيدًا فى الصراع العربى - الإسرائيلي
كلمات بحث
الكفاح الفلسطينى
البندقية
المفاوضات
ثقافة
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
بعد إعلان الفائزين فى الدورة الخامسة.. «جائزة المبدع الصغير» سلاح فى معركة الوعى
«الغجر».. من سرقة مسامير صلب المسيح إلى قراءة الكف
عبد المنعم القصاص.. فنان أخرج الجمال من صمت الورق
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام