ثقافة



د. هدى إبراهيم الخميس المدير التنفيذى لمؤسسة أبو ظبى للثقافة والفنون: التحديات تجعلنا نفكر بشكل إيجابى

28-4-2025 | 23:02
أجرت الحوار فى أبو ظبى - حسناء الجريسى

مصر أم الدنيا بكل ما تحمله من معان ولا مهرجان من دونها
 
الشغف بالفنون لا يتجزأ لذلك نعطى أهمية كبرى للشباب
 
تعيش د. هدى إبراهيم الخميس، فى بيت عبارة عن لوحة فنية، تجمع كل الفنون العربية والعالمية فى معزوفة موسيقية واحدة، فكل ركن، يؤكد مدى عشق هذه السيدة للفن والإبداع الراقى، لذلك ليس بغريب عليها، أن تكون المدير التنفيذى لمؤسسة أبوظبى للثقافة والفنون، تلك الجهة التى تأسست عام 1996، والمنوط بها تنظيم مهرجان أبوظبى للثقافة والفنون، الذى استمر على مدار 30 عاما وكل عام يزداد بهاء، ويجدد روحه من خلال المشاركات الفنية العربية والعالمية، وحالة التناغم الروحى والتفاهم التى تجمع الفنانين، هو ليس مهرجانا فنيا فقط، لكنه يشتمل على العديد من ورش العمل والمبادرات الشبابية، والشراكات الدولية وتقديم رسالة سلام للعالم.
المهرجان فى دورته الـ22 يحمل شعار “أبوظبى: العالم فى مدينة”، حيث تحل اليابان ضيف الشرف، وتستمر الفاعليات حتى نهاية الشهر الجارى، لذلك كان لنا هذا الحوار مع د. “هدى الخميس”، مؤسس مهرجان أبوظبى للثقافة والفنون، والرئيس التنفيذى للمجموعة.
 
< ماذا عن بدايات تأسيس مؤسسة أبوظبى للثقافة والفنون التابع لها مهرجان أبوظبى؟
 دائما البدايات تكون متواضعة، لكن الرؤية أكبر، فدائما نعمل على استمرار بناء الحضارة العربية واستمرار النهضة، برغم وجود تحديات كبيرة فى العالم العربى، لكن النهضة تأتى نتيجة العقول التى تفكر بشكل أساسى فى مستقبل أبنائها، وبناء مستقبل مزدهر لهم، كان هذا هدف المجموعة.
وعلى مدار 30 عاما، كنت أشتغل بهذا التفكير العميق، مصر أم الدنيا بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وليس هناك مهرجان دون حضور مصر، أو شراكات مصرية ودولية، آخر أعمالنا مع المنشد  الدينى محمود التهامى، الذى أخذنا من الإنشاد الدينى، إلى إنشاد روحى أبهر العالم، لا تتخيلى كم الحضور فى حفلته، التحدى الكبير يجعلنا نواجه التشدد الدينى، ومحاولات الرجوع لأصولنا كأمة لها حضارة، ونرجع من خلال الثقافة والفنون، باعتبارها السفير الصامت، والمؤثر فى كل العالم القوى الناعمة هى أساس التغيير.
 

د. هدى إبراهيم أثناء حوارها مع الأهرام العربي
 
< عندما فكرت فى إنشاء هذه المؤسسة كيف كنت ترين مستقبل  هذا المهرجان حينها؟
كان لدى هدف واحد، وهو كيف نتواصل مع العالم، ونقدم أعمالنا الفنية من أدب وفكر وفن وثقافة وفنون تشكيلية، فهذا المهرجان شامل كل أنواع الفنون بكل مدارسها، واليوم ربنا أكرمنى وشاهدت أعمال الاجتهاد والاستمرار، وتقديم أعمالنا من مسرح أبو ظبى إلى المسارح العالمية، وقدمنا أفضل العروض الأوبرالية، ونشتغل على الأعمال الجديدة، بفكر عربى وعالمى.
 
< هل واجهت تحديات من نوع ما؟
ليس هناك مهرجان دون تحديات، وهذا هو الجمال الذى يجعلنا نفكر بشكل إيجابى، كيف أصل إليك، حتى أصل إلى الهدف الأكبر، وليس هناك شىء اسمه مستحيل، إذا قررنا أن نتعامل مع المستحيل بالفكر الإبداعى.
 
< دائما تؤكدين محبتك لمصر هل هناك سبب ما؟
مصر أساس مهم وجذرى من الثقافة العربية، وأنا أحب مصر، لأن فيها الروح الثقافية التى تخلق من جديد، الثقافة تعنى وجود شىء مشترك بيننا، ولذا يجب أن نتحد لتقديم منتج ثقافى كبير.
 
< وما الأشياء التى لعبت دورا كبيرا فى تشكيل شخصيتك؟
بكل تواضع، الأساس بشخصيتى أننى مؤمنة، بأن النهضة تبنى بسواعد أبنائها، نحن وأصدقاؤنا من العالم، أنا مؤمنة بقلب الوجود الإنسانى، هى الثقافة، وأن رب العالمين أعطانى الهدى على طريق التنوير، والانفتاح على الآخر والبناء الحضارى وجماله، أن نقف متحدين نعمل معاً وهذه هبة من عند ربنا.
 
< ما الإستراتيجية التى تتبناها المؤسسة؟
الاستمرار بالاستثمار، وإعطاء الفرصة للشباب لتقديم فكرهم الجديد جذب الشركات الدولية لتقديم إبداع وإنتاج جديد فى الموسيقى وغيرها، والآخر النهضة الحقيقية، تتم من خلال إعطاء الفرص لهذا الفكر لأن يأخذ حيزه ويعرض على المسارح الدولية.
 
< لماذا اختيرت اليابان ضيف شرف هذه الدورة؟
يأتى اختيار دولة اليابان كضيف شرف هذه الدورة 22، من مهرجان أبو ظبى للثقافة والفنون، احتفاء بأكثر من خمسين عاما من الصداقة والعلاقات المتميزة القائمة على مبادئ الثقة والاحترام المتبادل، والتعاون المشترك بين اليابان والإمارات العربية المتحدة، وتقديرا لهذه الثقافة الغنية وتقاليدها العريقة، حيث يقدم المهرجان أعمالا استثنائية لفرق أوركسترا وفنانين يابانيين ذوى شهرة عالمية، إلى جانب نخبة من الفنانين الدوليين فى ظهورهم الأول فى العالم العربى والشرق الأوسط.
ويشهد المهرجان لأول مرة، عرضا لأوبرا إنتاج مشترك مع أوبرا باريس الوطنية العريقة، وهو العرض الأول لأوبرا "بيلياس ومليساند لديبوسى"، بإخراج المبدع الكندى اللبنانى وجدى معوض، ويعد هذا التعاون إنجازا تاريخيا وغير مسبوق للمنطقة، حيث يمثل أول شراكة من نوعها بين أوبرا باريس الوطنية والعالم العربى.
 
< لاحظنا إقامة فاعليات المهرجان على عدة مسارح مختلفة، وأماكن عامة متفرقة، فضلا عن ورش العمل والدورات التدريبية، التى تقدم للشباب، وحالة التفاعل بين الفنانين الأجانب مع الشباب، وطلاب المدارس؟
المهرجان يسلط الضوء على فرق أوركسترا الإمارات للشباب، فى إطار التزامنا الدائم بالاستثمار فى طاقات الشباب الإماراتى، إلى جانب الفاعليات المجتمعية الرائدة، حيث يبرز المهرجان الطاقات الإبداعية عند الشباب التى تعكس روح الابتكار، حيث تشارك فى فاعليات المهرجان مجموعة من المواهب العالمية المتميزة، من بينها ثنائى البيانو الرائع "الأختان لابيك"، حيث نتطلع من خلال المهرجان إلى بناء جسور التلاقى والحوار بين مختلف الفنون العربية والعالمية، تحت مظلة الفن والإبداع من خلال تقديم إنتاجات مشتركة، وعروض وتجارب لعروض إقليمية، تعرض لأول مرة، كما يتضمن برنامجا غنيا لتعزيز  المشهد الثقافى والسياحى فى الإمارة، بما يسهم فى تقوية العلاقات الدولية الراسخة، وإقامة شراكات جديدة مع عدة دول من مختلف دول العالم .
دائما أقول: إن الشغف بالفنون لا يتجزأ، لذلك أعطى أهمية كبرى لبرامج الشباب لما تعكسه من التزام بتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتحفيز دوره فى قيادة نهضة الوطن واستدامة نمائه، ويملأنى شعور الاعتزاز بأبناء وبنات الإمارات، وهم يتألقون على المسارح العالمية.
 
< أى رسالة يحملها المهرجان للعالم؟
دولة الإمارات العربية المتحدة، تبذل جهودا متفردة، لإحلال السلام فى العالم، وإطفاء نار النزاعات والخلافات، اللغة العالمية التى يفهمها الجميع، ومن خلاله يمكن لنا أن نبنى جسور التفاهم والتلاقى، فما أحوجنا اليوم إلى السلام والتكاتف، هكذا علمنا "الشيخ زايد"، وتعلمنا الإمارات كل يوم.
 
< مهرجان أبو ظبى للثقافة والفنون على مدار 30 عاما قدم الكثير من الفنون العالمية والشراكات، فكيف يجدد المهرجان كل عام شبابه؟
دائما أقول: لا تسدل الستارة بعد كل مهرجان، والقادم سيحمل الجديد حتما، فدائما لدينا أفكار جديدة ومقترحات جديدة، فنحن دائما نسعى لفتح أبواب الحوار وخلق مساحات للتلاقى، وهذا ما فعلناه فى التوجه إلى اليابان، وقبلها الصين فى مهرجان شنغهاى، وقدمنا أعمالا موسيقية مشتركة، نحن لم نحصر التوجه فقط، على الغرب، بل نحن منفتحين على العالم بأسره، وعلى ثقافات وفنون فى مناطق ودول مختلفة، عندما نريد أن نتحدث نحاور العالم كله.
 
< لماذا جاء التعاون مع الأوبرا الوطنية الفرنسية، وهى سابقة تعد الأولى من نوعها؟
أوبرا باريس الوطنية لها تاريخ عريق، وقدمت أعمالا عظيمة، وهى منفتحة على إحياء أعمال تاريخية بفكر معاصر وأساليب حديثة، أما اختيار أوبرا “دوبوسى”، جاء ضمن هذا السياق  اختيار عمل عظيم هو الأوبرا الوحيدة التى ألفها دوبوسى فى مسيرته الموسيقية، وهى من إخراج وجدى معوض، أحد أبرز المخرجين فى العالم، فلديه قدرات متميزة على إيصال المشاعر للجمهور، وتحريك عواطفه أثناء العرض.
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام