رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 15 يونيو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
مقالات رئيس التحرير
العرب فى بغداد
30-4-2025
|
18:21
جمال الكشكي
وسط إقليم مضطرب، وعالم متغير، ومؤسسات دولية غائبة، وصراعات اقتصادية متلاحقة، وارتدادات لا تزال مستمرة منذ ما يسمى بـ «الربيع العربى».
يحرص العرب على صياغة موقف موحد وقوى، يستعيدون به استقرار الإقليم، ويحافظون من خلاله على الثوابت العربية الوطنية ويصونون به الأمن القومى العربى.
بغداد فى انتظار أشقائها العرب يوم السابع عشر من مايو المقبل، حيث انعقاد القمة العربية التى يترأسها العراق، هذه القمة تأتى وسط أجواء ضبابية، وظروف شديدة التعقيد، تتمحور حول عدد من القضايا الضاغطة والعالقة التى يجب أن يكون لها حل.
فى مقدمة هذه القضايا، القضية الفلسطينية، والأوضاع اللبنانية، والسورية، واليمنية، والليبية والسودانية، وقضايا الأمن القومى العربى، البحرى والمائى، وعلاقات المنطقة العربية بالقوى العالمية، وصراعاتها الضاغطة على النظام الدولى.
لا شك أن انعقاد هذه القمة فى العراق، له رمزية خاصة، فالعراق بعد سنوات طويلة من الحروب والغزوات والإرهاب، يؤكد إصراره على العودة إلى الدولة، وليس الساحة، فهو يستضيف كل قادة العرب على أرضه لمناقشة كل القضايا الساخنة، ويؤكد أنه يمكن أن يعود جسرا عربيا وازنا، لا سيما أن الاتصالات السياسية بين القادة العرب، عملت على تصفية الأجواء، وتمهيد الطريق قبل انعقاد قمة بغداد، خصوصا بعد الأحداث والمتغيرات التى جرت فى سوريا الشقيقة، وبعد الحوار الذى يدور بين إيران جارة العراقة والولايات المتحدة الأمريكية.
إن العراق الذى هو عضو مؤسس فى جامعة الدول العربية، ويستضيف القمة، تعلق عليه الآمال الكبيرة أن تخرج القمة بمقررات عربية خالصة، تستطيع أن تستعيد أولا الدور للدولة الوطنية، وثانيا التعاون الاقتصادى والسياسى بين الدول العربية، وصياغة رؤية عربية قابلة للتنفيذ، تحترم خصوصية كل قطر عربى، وتعمل على تأكيد الأمن الجماعى العربى، وفى الوقت ذاته تمنع الاستقطابات الحادة، سواء لقوى إقليمية مجاورة، أو قوة عالمية تحاول التغيير الجيوسياسى فى العالم.
لكن التغيير المنشود والأهم هو الاتفاق على إستراتيجية حل القضية الفلسطينية، من وجهة نظر عربية، وحماية وصياغة قضية الشعب الفلسطينى، على أن يكون صوت العرب واحدا فى المحافل الإقليمية والدولية، وقد نجحوا فى قمة القاهرة التى عقدت فى الرابع من مارس الماضى، فى أن يتبنوا الخطة المصرية لإعمار غزة، والحفاظ على قضية فلسطين، وتوسيع الاعتراف الدولى بفلسطين كدولة.
كان من نتائج التحرك الدبلوماسى المصرى والعربى، أن أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أنه سيعترف فى يونيو المقبل بدولة فلسطينية كاملة، ولاشك أنه سيشجع بقية الدول الغربية.
إن العرب فى هذا التوقيت، وفى هذه القمة عليهم أن يتمسكوا بالخيط الفرنسى لحياكة النمط السياسى الجديد الذى يناسب اللحظة الراهنة، والقضية المزمنة.
نتصور أنه بعد ستة عقود من ضياع الضفة وغزة، نواة الدولة الفلسطينية، آن الأوان لكتابة وثيقة العرب التاريخية، التى لا تقبل القسمة على وجهات النظر، ولا محاور الشقاق والاختلاف، بل إنها لابد أن تكتب بحبر الوحدة والتماسك وتطابق الرؤى، خصوصا أن الخرائط الآن تتعرض لتمزقات هائلة، ومطامع عميقة، لا تستثنى أى مساحة فى خريطة الوطن العربى، ومن ثم، فإنه فى هذه الحالة لن ينجو أى أحد منفردا.
بالتالى علينا نحن العرب أن نستثمر كل الفرص بما فيها قمة بغداد، للعبور إلى زمن آخر، نتخلص فيه من الحروب المزمنة والحروب المنسية، والانهيارات الأهلية، وحالة السيولة التى أقامت فى الإقليم، واستغلتها قوى إقليمية وأجنبية.
الشاهد، أن قمة بغداد فى هذا التوقيت، أمامها فرصة لتشكيل منعطف هائل لسياسة عربية مختلفة تقوم على التعاون الاقتصادى الجامع، والدخول فى عصر الرقمنة، والذكاء الاصطناعى، وفتح الشرايين بين المدن العربية، والتبادل التجارى، واستغلال الممرات البحرية والبرية فى شبكات طرق تفيد الشعب العربى، من المحيط إلى الخليج.
وأعتقد أننا قادرون على صياغة مشروع عربى قوى، وسط عالم يشهد حروبا تجارية، واقتصادية تتصادم فيها القوى الكبرى الموجودة على مسرح اليوم، ولاشك أن العرب يتأثرون بهذه الحروب كونهم واسطة العقد بين قوى العالم.
أخيرا، أقول إن هذه القمة وغيرها، لابد أن تؤسس لميثاق إستراتيجى عربى يضمن للعرب مكانتهم المستحقة دوليا.
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
أحلام توسعية.. وحسابات خاطئة
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام