ثقافة



د. أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية: المصريون نسيج واحد برغم حروب الجيل الرابع |حوار

30-4-2025 | 18:34
⢴ أجرت الحوار - د. سامية أبو النصر

لدى 200 عنوان لكننى أعتز بـ «سؤال الأخلاق»
أدعو الشباب لزيارة المكتبة والاطلاع على سلسلة تراث الإنسانية 
 
فى حوار اتسم بالهدوء وفى مكان أكثر من رائع، حيث موقع مكتبة الإسكندرية المطل على البحر المتوسط، كان اللقاء مع د. أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة ومدير مكتبة الإسكندرية منذ عام 2022 كما أنه وعضو مجلس الشيوخ. 
 
أصدر د. زايد حديثا كتاب سؤال الأخلاق وألف  أكثر من 200 عنوان؛ منها «تناقضات الحداثة فى مصر»، و«البناء السياسى في الريف المصري»، و«الدولة بين نظريات التحديث والتبعية»، و«صوت الإمام: الخطاب الدينى من السياق إلى التلقّي»، فضلًا عن عدد من الكتب المترجمة. 
 
أما كتاب سؤال الأخلاق فيتناول قضية الأخلاق فى العالم المعاصر، كما ظهرت فى العلوم الاجتماعية فى الفلسفة وفى علم الاجتماع وأخلاقيات الحداثة وما بعد الحداثة وعلاقة الأخلاق بقضية التسامح والسلام والموضوعات الكثيرة الجديدة مثل قضايا الذكاء الاصطناعى للمجتمع المعاصر الحديث...وكيف نبنى الإنسان 
 
الكتاب مكون من  11 فصلا يناقش قضايا مختلفة ونشر فى دبى عام 2024 ويتناول البحث عن الخير والعدل ومفهوم الواجب وبعث الإرادة الخيرة وصور من الأخلاقيات النفعية وأخلاقيات التعاقد الاجتماعى والعودة الى مفهوم العدل... عن وضع المجتمع المصري والأوضاع الثقافية كان هذا الحوار . 
 
■ كيف ترى الأحوال التى يمر بها المجتمع المصري؟
المجتمع المصرى مثله مثل أى مجتمع آخر، يمر بتغيرات كثيرة والمجتمعات الساكنة هى مجتمعات ميتة، وكان هناك فيلسوف يونانى يدعى هيراقليطس يقول أنت لا تنزل البحر مرتين لأن المياه الجارية تتغير، وكان يقصد أن سنة الحياة هى التغيير وكان يقصد أن المجتمعات سنتها الأساسية هى التغيير، فلا ننزعج من أى تغيرات تحدث فى المجتمع وأهم شيء أن تكون هذه التغيرات إيجابية، وليست سلبية، والمجتمع المصرى شاهد على تغيرات ايجابية كثيرة جدا عبر تاريخه الحديث بدءا من محمد على حتى الآن الذي واستطاع أن يحقق نهضة كبيرة، وهناك بعض التغيرات السلبية مثل بعض العادات والتقاليد المختلفة، والتى لا تتلاءم مع طبيعة المجتمع وثقافته وكلها من المسلمات الطبيعية التى تحدث فى جميع المجتمعات على حد سواء. 
 
■ محاولات الوقيعة بين أبناء الشعب المصرى الواحد كيف نواجهها؟
 هذه المحاولات اختفت لأنها كانت تحدث وتحركها جهات أجنبية وما يطلق عليه حروب الجيل الرابع من خلال تفتيت المجتمع وجعله منقسما من الداخل ويتم تغذية هذه الأفكار من الخارج وظلوا يعملون عليها لفترة طويلة بعد حرب 73 لتفتيت المجتمع، لكن فى فترة الرئيس عبد الفتاح السيسى أصبح الموضوع غير مطروح على الإطلاق، لأن المصريين جميعهم نسيج واحد، والجميع يعيش فى أمن وأمان فى ظل قيادة حكيمة فقضية  الفتنة الطائفية لم تعد مطروحة كما كانت فى السابق طبعا وهذه القصة يجب أن نعى أنها تتم صناعتها فى الخارج، ويجب أن نواجهها جميعا كمصريين أن نتكتل ضدها فى مصر ولا يوجد ما يسمى مسيحى ومسلم فى مصر.
 
■  كيف نواجه حروب الجيل الرابع؟
يجب أن تكون الدولة والمواطنون قادرين على مواجهتها ووسائل التواصل والإنترنت والذكاء الاصطناعى وكل هذه الأمور تستخدم فى تفكيك الشعوب من الداخل وضرب التماسك الاجتماعى ويتم اللعب بها فى عقول الشباب حتى يبعدوا عن المسار الحقيقى للوطن برغم من المحاولات العديدة وهذا عمل شرخا فى المجتمع المصرى إلا أننا من خلال تماسكنا وتعاوننا نقضى على كل هذه المحاولات.
 
■ كيف ترى دور مكتبة الإسكندرية فى بناء الوعي؟ 
 مكتبة الإسكندرية جزء من المؤسسة الثقافية المصرية، وطبعا لا تقوم بهذا الدور بمفردها ويتم التعاون بين  مكتبة الإسكندرية ووزارة الثقافة وزارة التعليم العالى وكل الجهات المعنية فى بناء الإنسان ونحن فى مكتبة الإسكندرية لدينا اهتمام كبير جدا بالنشاط الثقافى من خلال تعليم الرسم والفنون المختلفة على مستوى العالم حيث لدينا معمل لتبسيط العلوم  للشباب والأطفال دورات تدريبية فى مكتبة الأسرة لبعض القطاعات المختلفة فى المكتبة، وكما أن لدينا سلسلة من السلاسل الثقافية صغيرة الحجم التى يعنى يكون لها دور فى تثقيف الشباب والأدوار المختلفة لعدد من الشخصيات المتميزة المصرية مثل على مبارك وسهير القلماوى ورفاعة الطهطاوى على نقل تعريف الشباب بالتراث الإنسانى والتراث المصري، ورفع مستوى الوعى من خلال المنظومة الكونية التى يعيشون فيها.
كما تنظم المكتبة مسابقات للقراءة ومسابقات فنية وعالمية للمكتبة وسوف نطرح قريبا مسابقات للشباب فى الشعر والرواية والقصة القصيرة والمسرح وريادة الأعمال لقد أصبحت مكتبة الإسكندرية أيقونة فاعلة فى الثقافة المصرية.
 
■ ماذا عن المقتنيات التى تضمها مكتبة الإسكندرية؟
لدينا أكثر من 22 ألف مخطوطة مصورة أصلية و120 ألف كتاب ولدينا عدد كبير جدا من الخرائط والبيانات والصور الأرشيفية والتاريخية.
 
■ ما الذى تم استحداثه فى المكتبة؟
هناك أشياء كثيرة تم استحداثها مثل  مسابقة الرواية والقصة ولدينا لجنة الإبداع الرقمى تعلم الشباب الذكاء الاصطناعى والكمبيوتر والحاسبات هذه الأشياء لم تكن موجودة فى المكتبة فى السابق، وكذلك الاهتمام بالمؤتمرات...  فى كافة التخصصات.
وهناك ورش عمل للشباب والأطفال ويوجد احتفال بالأيام الوطنية وكذلك احتفال بالمئويات مثل مئوية أم كلثوم  وسيد درويش وزكى نجيب محمود.
كما تنظم المكتبة معرض الكتاب فى شهر يونيو ومهرجان الصيف فى شهر أغسطس...
 
■ بالنسبة للمتاحف فى المكتبة ماذا عن عمليات التطوير الجارية لها؟
 لدينا متحف السادات الذى يضم مقتنياته وبدلته العسكرية ومتحف الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل ومتحف المخرج شادى عبد السلام والذى يضم كل مقتنيات أفلامه وصور التصميمات الخاصة بالأفلام التاريخية، وسيتم توسعة ركن نجيب محفوظ وتحويله إلى متحف يضم  مقتنياته وكتبه لأن أسرته أهدت لنا 1500 كتاب من مكتبته، ولدينا أرشيف لعبد الناصر، ولدينا فى ذاكرة مصر جميع رؤساء مصر، ولدينا عدد من الكتب والوثائق عن عبد الناصر نخطط أن يكون له أيضا ركن أو متحف فى المكتبة خلال الفترة القادمة.
 
■ ماذا تقصد بالحداثة فى كتاباتك؟
 
لم تكن الحداثة - بالمعنى الاجتماعى والسياسى - مشروعاً فكرياً فحسب، بل كانت مركباً كلياً من الفن والفكر والعلم والصناعة والسياسة. دفعت حقبة النهضة فى جنوب أوروبا بالفنون دفعة قوية، فأنتجت زاداً فنياً عبر عن التطلعات نحو الحرية والجمال ودفعت حركة التنوير الفلسفى فى دول وسط أوروبا وشمالها بالفكر إلى آفاق أكبر، ليس فقط دفاعاً عن الإنسان وعقله وحقه فى التفكير، بل دفاعاً أيضاً عن الحق والواجب والتسامح مع طرح أسس جديدة لبناء الدولة الوطنية. 
 
وعلى الجانب الآخر كان الاهتمام بالعلم والرياضيات والفيزياء ممهداً لطريق يفضى إلى أسس جديدة للعقل والتفكير، وفتح الآفاق نحو الانسلاخ من سيطرة الفكر التقليدى المغلق وكهوفه.
وقد مهدت هذه التطورات للثورة الصناعية التى حولت أشكال الإنتاج، وغيرت من التركيب الاجتماعى للمجتمعات الأوروبية؛ كما مهدت من الناحية السياسية للثورة الفرنسية التى أطرت لنظم سياسية جديدة اختلفت على نحو جذرى مع نظيرتها فى مجتمع ما قبل الثورة. 
 
وكان من نتيجة الثورتين أن تنطلق المجتمعات الأوروبية إلى تحقيق قفزة كبيرة فى مجال الإنتاج، وإلى تحقيق طفرة عسكرية مكنتها من أن تخرج مستعمرة كل أجزاء العالم قديمة وجديدة. 
ألقت الإمبراطوريات القديمة أسلحتها أمام قوة الحضارة الجديدة الناشئة، وتفككت إلى دول وطنية ظلت تحت الاستعمار إلى أن حققت استقلالها بعد أن أخذ الاستعمار كل ما يريد منها.
أدى ذلك إلى نشر المشروع الحداثى فى العالم كله وأصبح العالم الآن يعيش حقبة الحداثة المعولمة التى تتنوع فيها الثقافات (أو الحداثات) لكنها تخضع جميعاً لصيغ اقتصادية معولمة وأشكال محددة من تقسيم العمل الدولي.
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام