نحن والعالم



تعود جذورها إلى ستينيات القرن الماضى.. مصر وأنجولا.. علاقات تاريخية راسخة

30-4-2025 | 18:53
⢴ سوزى الجنيدى

الرئيس عبد الفتاح السيسى: هناك تطابق فى الرؤى وإرادة سياسية مشتركة بين البلدين نحو الارتقاء بعلاقاتنا الثنائية إلى آفاق أرحب
 
استعداد مصر لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للأشقاء فى أنجولا لاسيما فى مجالات تنمية وبناء القدرات فى قطاعات متعددة
 
الرئيس عبد الفتاح السيسى: الاتفاق على أهمية الإسراع بعملية الإصلاح المؤسسى للاتحاد الإفريقى.. وناقشنا الأوضاع فى غزة والتحديات الاقتصادية وندرة المياه وتغير المناخ
 
جواو لورينسو رئيس أنجولا:  نتعلم من ريادة الرئيس السيسى خلال رئاسته للاتحاد الإفريقى 2019
 
مصر لعبت دورا مهما فى أزمة غزة ويجب أن يكون هناك حل دائم وهو إقامة الدولة الفلسطينية
 
البلدان يؤكدان التزامهما التام بقرارات الاتحاد الإفريقى لتأييد ترشيح الدكتور خالد العنانى لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو
 
قامت مصر منذ عام 2014 بالتركيز على تعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية، وربما لا تمر أسابيع إلا وتجرى مباحثات مصرية واتصالات هاتفية سواء على مستوى الرئاسة أم المستوى الوزارى والدبلوماسى مع دولة إفريقية، وجاءت القمة المصرية الأنجولية لتؤكد ذلك، حيث ترأس أنجولا حاليا الاتحاد الإفريقى، كما أن البلدين سيحتفلان بمرور 50 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما فى نوفمبر المقبل. 
 
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، الثلاثاء الماضى فى قصر الاتحادية، الرئيس "جواو لورينسو"، رئيس جمهورية أنجولا، الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمية التى شملت استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين.
 
وصرح السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن اللقاء تضمن جلسة مباحثات مغلقة أعقبتها جلسة موسعة بمشاركة وفدى البلدين، حيث تناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، كما ناقش الجانبان آليات دعم عمل الاتحاد الإفريقى وتعزيز التكامل القارى، إلى جانب الجهود المبذولة للحفاظ على السلم والأمن فى القارة الإفريقية.
 
وأضاف، أن الرئيسين شهدا توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين. واختُتم اللقاء بعقد مؤتمر صحفى استعرض فيه الرئيسان نتائج المباحثات، وألقى الرئيس السيسى كلمة خلال المؤتمر الصحفى رحب فيها بالرئيس "جواو لورينسو"، فى زيارته الكريمة إلى بلده الثانى "مصر"، وأعرب عن تمنياته له وللوفد المرافق له، إقامة طيبة وزيارة مثمرة.
وقال: "تأتى هذه الزيارة، لتؤكد العلاقات التاريخية الراسخة التى تربط مصر وأنجولا، والتى تعود جذورها إلى ستينيات القرن الماضى، وشكلت أساسا قويا، لشراكة بناءة نعتز بها، والحقيقة أننا سنحتفل فى نوفمبر القادم بمرور 50 عاما على إقامة العلاقات بين البلدين".
 
وأضاف الرئيس السيسى: لقد عقدت وفخامة الرئيس "لورينسو"، جلسة مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة، عكست تطابقا فى الرؤى، وإرادة سياسية مشتركة نحو الارتقاء بعلاقاتنا الثنائية إلى آفاق أرحب.. بما يسهم فى تعظيم الاستفادة من إمكانات بلدينا، ويخدم مصالح شعبينا الشقيقين.. حيث اتفقنا على ضرورة تعزيز أوجه التعاون فى مختلف المجالات، لاسيما السياسية والاقتصادية والاستثمارية.. والعمل على تكثيف الجهود المشتركة، لدفع هذه العلاقات قدما بوتيرة أسرع، بما يتناسب مع عمقها التاريخى. ومن هذا المنطلق، فقد تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم، فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإسكان والبنية التحتية.. بما يسهم فى توثيق أطر التعاون، فى تلك المجالات بين البلدين.
 
وتابع: كما أكدت لفخامة الرئيس، استعداد مصر لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة، للأشقاء فى أنجولا، لاسيما فى مجالات تنمية وبناء القدرات فى قطاعات متعددة؛ منها الشرطة، والدفاع، والصحة، والإعلام، والسياحة، والزراعة، ومكافحة الفساد، والطاقة المتجددة، الدبلوماسية، بالإضافة إلى دعم تطوير مؤسسات الدولة، كما ناقشنا أيضا فرص التعاون بين بلدينا، فى إطار مشروع ممر "لوبيتو" الإستراتيجى.. الذى يمثل محورا واعدا للتنمية فى القارة، وركيزة أساسية للتعاون المشترك، فى قطاعات التعدين والطاقة والبنية التحتية، بما يعود بالنفع على دولنا وشعوبنا." 
 
وأوضح الرئيس السيسى قائلا: "تناولنا خلال المباحثات أيضا، رؤية الرئيس "لورينسو" الحكيمة، لرئاسة الاتحاد الإفريقى خلال العام الجارى.. وتبادلنا الرؤى إزاء عدد من القضايا، ذات الاهتمام المشترك على الساحة الإفريقية، والتى شملت القرن الإفريقى، والسودان، ومكافحة الإرهاب، والأوضاع فى شرق الكونغو الديمقراطية. وفى هذا السياق، أود بشكل خاص، أن أعرب عن تقديرنا العميق، للدور المحورى الذى قام به فخامة الرئيس "لورينسو"، للوساطة فى أزمة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
 
وأضاف: كما تناولت مباحثاتنا، ضرورة الحفاظ على المواقف الإفريقية الموحدة، إزاء مختلف القضايا الدولية، وضمان التمثيل العادل لإفريقيا فى المؤسسات الدولية، لاسيما فى إطار جهود إصلاح وتوسيع مجلس الأمن الدولى، واتفقنا أيضا، على أهمية الإسراع بعملية الإصلاح المؤسسى للاتحاد الإفريقى، وناقشنا كذلك الأوضاع فى غزة، والتحديات الاقتصادية وندرة المياه وتغير المناخ.. حيث عكست مباحثاتنا، توافقا فى الرؤى إزاء تلك القضايا، واتفقنا على استمرار التنسيق والتشاور المشترك، بين "القاهرة" و"لواندا"، فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية. 
 
وتابع الرئيس السيسى موجها حديثه للرئيس "لورينسو": "لقد أسعدنى لقاؤكم ، وأؤكد مجددا التزام مصر، بتعميق أواصر التعاون مع جمهورية أنجولا الشقيقة، لما فيه خير بلدينا وشعبينا، وقارتنا الإفريقية العريقة"، وأجدد الترحيب بفخامتكم والوفد المرافق لكم فى بلدكم الثانى "مصر"، متمنيا لكم زيارة ناجحة ومثمرة، تعود على شعبينا بمزيد من التقدم والتنمية.
 
ومن جانبه وجه الرئيس الأنجولى الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، والوزراء، ومؤسسات الدولة المصرية الموقرة، والشعب المصرى على حفاوة الاستقبال فى زيارتهم للقاهرة.
 وأكد الرئيس الأنجولى فى كلمته بالمؤتمر الصحفى، على العلاقات التاريخية بين مصر وأنجولا والتى تعود إلى عام 1966، مشيرًا إلى الارتقاء بالعلاقات التى تعكس رغبة البلدين.
وقال: إن مصر وأنجولا لديهما اهتمام مشترك للارتقاء بالعلاقات بينهما، ولديهما اهتمام بالتعاون فى مختلف المجالات، لا سيما فى مجالات الاستثمار فى البلدين.
 
وأعرب عن ترحيبهم بمشاركة الشركات المصرية فى البنية التحتية والشبكات الكهربائية والتوزيع فى أنجولا، كما أن لديهم اهتمامًا خاصًا بالتعاون فى مجال الصحة وصناعة الأدوية، مؤكدًا أنه سيزور بعض الشركات المصنعة للأدوية فى مصر والمرحب بها فى أنجولا.
 
كما أشار إلى اهتمامهم بتدريب الكوادر الطبية الأنجولية، مؤكدًا أنهم يفتقدون لمجالات تحضير الأدوية واللقاحات.
وأكد الرئيس الأنجولى، أن مصر لديها سمعة ممتازة فى مجال الاتصالات، معربًا عن اهتمام بلاده بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية
وأعرب أيضًا عن اهتمامهم بالتعاون مع مصر فى مجال الدفاع، والاستفادة من القدرات المصرية الكبيرة لتحديث المعدات الحربية والقوة الجوية.
 
وأشار الرئيس الأنجولى بنجاح مصر فى مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن مصر تغلبت على التحديات فى هذا الإطار، معربًا عن تطلع بلاده للتعاون مع مصر وتبادل الخبرات.
وفيما يتعلق بالاتحاد الإفريقى، بصفته الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى، قال الرئيس الأنجولى:" نود أن نتعلم من ريادة الرئيس السيسى خلال رئاسته للاتحاد الإفريقى 2019".
 
وقال الرئيس الأنجولى، إنه ناقش مع الرئيس السيسى مختلف القضايا ذلت الاهتمام المشترك، حيث ناقشا الأزمة فى رواندا والسودان وجنوب السودان، كما تطرقا إلى قضايا الشرق الأوسط وفلسطين.
وأكد أن مصر لعبت دورًا مهمًا فى أزمة غزة والقضية الفلسطينية التى استمرت 80 عامًا، ويجب أن يكون هناك حل دائم وهو إقامة الدولة الفلسطينية، وهو قرار موجود بالفعل ووقعت عليه العديد من الدول فى العالم.
وأشار الرئيس الأنجولى، إلى القمة العربية الطارئة التى عقدت فى القاهرة مؤخرًا، والتى تبنت خطة إعادة إعمار قطاع غزة وإرساء السلام فى الإقليم، موجهًا التهنئة للرئيس السيسى على نجاح القمة العربية، ومعربًا عن أمله فى عودة الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط إلى طبيعتها.
 
وقال الرئيس الأنجولى، إنه تم الاتفاق على إقامة لجنة مشتركة بين مصر وأنجولا، يتم من خلالها متابعة وتنفيذ مذكرات التفاهم التى تم توقيعها اليوم، والمضى قدمًا فى تحقيق ذلك على أرض الواقع.
وصدر عقب المباحثات بيان مشترك أكدت فيه مصر وأنجولا، التزامهما بتعزيز العلاقات الثنائية وتكثيف التعاون فى المجالات ذات الأولوية، خصوصا فى المجالين الاقتصادى والسياسي.
وشدد الجانبان على ضرورة تعميق التعاون الاقتصادى وتكثيف الجهود المشتركة لدفع عجلة الاستثمار والتجارة بين البلدين، بما يسهم فى تحقيق التنمية المستدامة، وأهمية استمرار الحوار السياسى، مع الاتفاق على عقد جولة المشاورات السياسية المقبلة فى العاصمة الأنجولية لواندا قبل نهاية عام 2025.
 
وجاء فى البيان، أنه تلبيةً لدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، أجرى الرئيس جواو مانويل جونسالفيش لورينسو، رئيس جمهورية أنجولا، زيارة رسمية إلى مصر خلال الفترة من 28 إلى 30 أبريل، على رأس وفد رفيع المستوى ضم عدداً من الوزراء وكبار المسئولين الأنجوليين.
وتأتى هذه الزيارة فى إطار العلاقات التاريخية العميقة التى تربط البلدين، والتى تأسست على دعائم التضامن والدعم المتبادل منذ كفاح أنجولا لنيل الاستقلال، كما تهدف إلى دفع التعاون الثنائى وتعزيز الشراكة بين دول الجنوب.
 
شهدت الزيارة عقد مباحثات موسعة بين الرئيسين اتسمت بروح المودة والتفاهم، وعكست متانة العلاقة الإستراتيجية والثقة المتبادلة بين مصر وأنجولا، وقد هنأ الرئيس السيسى نظيره الأنجولى بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال بلاده، ورئاسته الحالية للاتحاد الإفريقى، مؤكداً حرص مصر على تطوير أطر التعاون الثنائي.
أكد الجانبان خلال المباحثات ضرورة تعميق التعاون الاقتصادى، وتكثيف الجهود المشتركة لزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمار فى قطاعات متنوعة، بما يعزز تنويع الاقتصاد وبناء القدرات وتبادل الخبرات، ويخدم أهداف التنمية المستدامة.
 
واتفق الجانبان على أهمية استمرار الحوار السياسى، وأعلنا عقد الجولة المقبلة من المشاورات الثنائية فى العاصمة الأنجولية لواندا قبل نهاية عام 2025.
وبصفتهما عضوين بمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقى، تبادل الرئيسان وجهات النظر حول أبرز القضايا المرتبطة بالسلم والأمن فى القارة، بما فى ذلك الأوضاع فى الكونغو الديمقراطية، السودان، جنوب السودان، والصومال.
 
كما جدد الرئيس لورينسو التزام أنجولا، خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى، بدعم مبادرات السلم والتنمية، وتنفيذ أجندة 2063 ومبادرة "إسكات البنادق".
أعرب الزعيمان عن بالغ القلق إزاء تدهور الأوضاع فى السودان، ورفضهما لمحاولات تشكيل حكومة موازية، داعين إلى وقف فورى للقتال واستئناف الحوار الوطنى الشامل.
كما شددا على دعم تنفيذ اتفاق السلام فى جنوب السودان، وعبّرا عن إدانتهما للأعمال الإرهابية فى الصومال.
 
وفيما يخص الوضع فى شرق الكونغو الديمقراطية، أشاد الرئيس السيسى بجهود الرئيس لورينسو فى الوساطة ضمن إطار عملية لواندا، مؤكدين على ضرورة الحوار والتسوية السلمية. كما رحّب الطرفان بتعيين رئيس توجو وسيطًا جديدًا فى العملية، وأكدا الدور المحورى للاتحاد الإفريقي.
كما ناقش الرئيسان قضايا الأمن المائى وإدارة الموارد العابرة للحدود، مؤكدين أهمية الالتزام بمبادئ القانون الدولى، وتجنب الإجراءات الأحادية، بما يحقق المصالح المشتركة.
وبشأن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، عبّر الزعيمان عن قلقهما العميق، وأكدا ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مع الإشادة بالدور المصرى فى إعادة الإعمار وجهود الوساطة.
 
واتفق الرئيسان على استمرار الدعم المتبادل لترشيحات بلديهما فى المنظمات الدولية، وعلى مواصلة التنسيق فى الأجندات الإقليمية والدولية، مع التأكيد على أهمية تعزيز التمثيل الإفريقى فى مؤسسات الحوكمة العالمية، بما فى ذلك دعم ترشيح الدكتور خالد العنانى لمنصب مدير عام اليونسكو.
كما أعرب الرئيس السيسى عن دعمه لاستضافة أنجولا لقمة الاتحاد الإفريقي–الاتحاد الأوروبى فى لواندا، فى حين دعم الرئيس لورينسو استضافة مصر للقمة التنسيقية الثامنة للاتحاد الإفريقى فى يوليو 2026.
 
وفى ختام الزيارة، أكد الجانبان التزامهما الراسخ بتعزيز العمل متعدد الأطراف، والإسراع بإصلاح المؤسسات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن، لضمان تمثيل أوسع وأكثر عدالة للدول النامية، وتمكينها من المشاركة الفاعلة فى صياغة النظام العالمي.
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام