رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 25 مايو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
نحن والعالم
استضافت ثلاثين رئيس دولة فى باريس.. فرنسا تتزعم أوروبا لمواجهة موسكو فرنسا
30-4-2025
|
19:04
⢴ رشا عامر
تتزعم توترات دبلوماسية
بين فرنسا وروسيا أصبحت الاتهامات واضحة وتتضمن أن روسيا تنتهك الحدود لاغتيال المعارضين وتنظم هجمات رقمية ضد المستشفيات
أوروبا لمواجهة موسكو غيرت عودة دونالد ترامب إلى السلطة فى الولايات المتحدة اللعبة الدبلوماسية، فمن ناحية حدث تقارب بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وروسيا بزعامة فلاديمير بوتين، ومن ناحية أخرى فهو لا يتردد فى الضغط على حليفه فولوديمير زيلينسكى الرئيس الأوكرانى، لإجباره على الجلوس على طاولة المفاوضات، فى مواجهة هذا التغيير فى موقف الولايات المتحدة، يعتقد الأوروبيون وفرنسا، أنه ليس لديهم خيار سوى تعزيز دعمهم العسكرى لأوكرانيا، حيث تسعى أوروبا لتعزز قدراتها الدفاعية.
جمع إيمانويل ماكرون نحو ثلاثين رئيس دولة فى باريس، لمناقشة ضمانات أمنية جديدة لكييف، وهذا هو أحد “القرارات”، الذى جاء على شكل إنشاء صندوق لدعم صناعات الأسلحة ويتمثل التحدى الذى يواجه أوروبا، فى أن تكون أقل اعتمادا عسكريا على الولايات المتحدة، بالرغم أنه لا يزال الأمريكيون جزءا من الناتو، ولكن موقف دونالد ترامب يخلق مناخا من عدم اليقين الكبير.
فى الواقع لم تعلن فرنسا الحرب على روسيا، لكن بعض الجمل التى نطق بها إيمانويل ماكرون خلال ظهوره التليفزيونى فى 5 مارس الماضى وتكررت على الشبكات الاجتماعية، هى التى أثارت العديد من المخاوف.
روسيا.. تهديدلأوروبا
وصف خطاب ماكرون موسكو صراحة بأنها أصبحت عدوانية، وأنها تمثل تهديدا لفرنسا وأوروبا، وأنه لابد من اتخاذ قرارات لدعم أوكرانيا، من أجل أمن الفرنسيين والأوروبيين، وأن الوقوف فى موقف المتفرج حيال هذا سيكون ضربا من الجنون، وأعلن عن نيته فتح النقاش الإستراتيجى، حول حماية أوروبا من خلال الردع النووى الفرنسي.
نغمة مهيبة وواضحة أمام 15 مليون مشاهد، فى بداية خطاب مخصص للحرب فى أوكرانيا والدفاع الأوروبي، حيث أكد رئيس الدولة دعمه للشعب الأوكرانى، الذى يناضل بشجاعة من أجل حريته، فى حين خاطب موسكو أيضًا، متهمًا إياها باختبار حدوده فى الجو والبحر والفضاء وخلف الشاشات، واصفا هذا العدوان بأنه لا يعرف حدودًا.
هذا الخطاب الذى اعتبره جزءا من المعارضة تحريضا على الحرب، يتناقض مع الموقف التصالحى الذى تم تبنيه فى بداية الحرب فى أوكرانيا فى 24 فبراير 2022، حيث قال ماكرون حينها - وهو ما ألقى بظلاله على العلاقات بين كييف وباريس - أنه يجب عدم إذلال روسيا، حتى تتمكن أوروبا فى اليوم الذى تتوقف فيه المعارك، من إيجاد مخرج دبلوماسي.
لكن يأتى اليوم الذى يشعر فيه الكرملين بالإهانة، ويستنكر التهديد ضد روسيا ويصف التصريحات، بأنها تعطى الانطباع بأن فرنسا تريد استمرار الحرب.
يقول “أولريش بونات” الباحث المشارك فى مركز أبحاث الدبلوماسية، إن إيمانويل ماكرون مثله مثل غيره من الزعماء الغربيين، كان يأمل فى إقامة علاقة خاصة مع فلاديمير بوتين، معتقدًا أنه يستطيع التفاهم معه لكن لم ينجح الأمر، وهذا التغير فى الموقف ليس جديدا تماما بل تدريجى، ففى أعقاب مذبحة بوتشا بالقرب من كييف فى إبريل 2022 أكد الرئيس الفرنسى، أن السلطات الروسية يجب أن تحاسب على هذه الجرائم وبعد عامين وفى فبراير 2024 أشار إلى إمكانية إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، مؤكدا أنه ليس فى حالة تصعيد ولا حالة حرب مع روسيا.
وبمرور الأيام ازدادت النبرة والمضمون حزما وحسما، وأصبحت الاتهامات واضحة، وتتضمن أن روسيا بقيادة الرئيس بوتين تنتهك الحدود لاغتيال المعارضين، والتلاعب بالانتخابات فى رومانيا ومولدوفا، وتنظم هجمات رقمية ضد المستشفيات وتتلاعب بالأكاذيب، التى تنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالى فإنه فى مواجهة كل هذا، فإن البقاء متفرجا سيكون جنونا.
وهذه هى المرة الأولى التى يتخذ فيها الرئيس موقفا كهذا، على الرغم من أنه هو نفسه لم يتهم موسكو مطلقا بتنفيذ هجمات إلكترونية فى فرنسا وتوثيق بعض العمليات الاستخباراتية الروسية، كما أنه لفترة طويلة للغاية، كان الانطباع السائد فى أوروبا الغربية هو أن تصرفات روسيا لا تهمهم بشكل مباشر.
لكن التهديد جاء أكثر وضوحًا لجعل الناس يدركون خطورة الوضع الجيوسياسى الذى تطور، فحديث ماكرون عن “عصر جديد” هو إشارة إلى التراجع الأمريكى عن الحرب فى أوكرانيا، الذى قرره دونالد ترامب، والذى أعلن تعليق المساعدات العسكرية لكييف وأبقى الأوروبيين خارج محادثات السلام، ويأتى هذا القرار على خلفية التقارب الأخير بين واشنطن وموسكو، وفى تلك المرحلة أصبح الرأى العام الأوروبى على دراية، بأن الاعتماد على التأمين الأمريكى لم يعد حقيقيا كما كان من قبل، ومع موقف ترامب أدركت أوروبا أن التهديد الذى كان من الممكن فى السابق رفضه بمجرد إشارة من اليد أصبح أكثر واقعية.
فى أدنى مستوى
بعد ثلاث سنوات من بدء الحرب الروسية الأوكرانية أدان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون القصف الروسى، الذى أسفر عن مقتل مدنيين فى أوكرانيا وانتقد موسكو لرفضها عرض السلام الذى قدمته الولايات المتحدة، ووصف روسيا بأنها “تهديد” متعدد الأبعاد لفرنسا وأوروبا، مشيرا إلى إجراءات عقابية محتملة، دون تحديد شكلها ردا على تجاهل روسيا مبادرات السلام التى قدمتها الولايات المتحدة وأوكرانيا بينما تستمر فى قتل الأطفال والمدنيين، وبحسب موقع فرانس إنفو الفرنسى، فإن الأوروبيين قد يقررون فرض عقوبات ضخمة جديدة لمواصلة الضغط على روسيا، ودفعها إلى الدخول فى مفاوضات السلام.
وفى ظل العلاقات الباردة بين باريس وموسكو، والتى لا تشهد أى تحسن، تم استدعاء الرجل الثانى فى السفارة الفرنسية فى موسكو زاكارى جروس، إلى وزارة الخارجية الروسية، بعد احتجاز ماريا زاخاروفا الموظفة فى وزارة الخارجية الروسية لفترة وجيزة فى فرنسا فى مطار رواسي، التى كانت فى طريقها إلى مؤتمر فى اليونسكو بباريس، تمت مصادرة جهاز الكمبيوتر الخاص بها وهاتفها، حيث لم تحصل على تأشيرتها فى الوقت المحدد، كما أمضت 24 ساعة فى منطقة الحدود قبل أن يسمح لها الجانب الفرنسى لها أخيرًا بالدخول، ما جعل السفارة الروسية فى باريس ترسل مذكرة احتجاج إلى وزارة الخارجية الفرنسية، تتوعد فيه بعدم ترك ما حدث دون عواقب.
لم يتضح بعد ما الإجراءات الانتقامية التى قد يتخذها الجانب الروسي، وفى أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا أعادت فرنسا 41 دبلوماسيا روسيا، وردت روسيا بإعادة 34 دبلوماسيا فرنسيا.
وفى الأشهر الأخيرة، تم اتهام روسيا بسلسلة من الأنشطة المزعزعة للاستقرار والتضليل الإعلامى على الأراضى الفرنسية، فى حين تعرضت فرنسا لانتقادات بسبب دعمها العسكرى لكييف.
التضليل الإعلامي
تعد فرنسا المؤيدة لأوكرانيا هدفا خاصا لحملات زعزعة الاستقرار التى تقودها روسيا، ويشتبه فى أن روسيا كانت تسيطر على مرتكبى، رسم الأيادى الحمراء على النصب التذكارى للهولوكوست فى باريس، بهدف تقسيم المجتمع الفرنسي، فمنذ بداية الصراع فى أوكرانيا، تشن روسيا هجوما جديدا فى مجال التضليل الإعلامي، وتعتبر فرنسا هدفا خاصا لهذه الحرب الإعلامية الروسية، وانتحلت مئات المواقع الإلكترونية صفة وسائل إعلام ومؤسسات، فى حين اتخذت مواقع أخرى شكل منافذ إعلامية وهمية لتقويض الدعم لأوكرانيا، وتم نقل محتواها المعادى لأوكرانيا وفرنسا عبر مئات الآلاف من الحسابات المزيفة على شبكات التواصل الاجتماعى.
وتفاخرت شركة تسويق رقمى روسية بقدرتها على التأثير على الرأى العام، خصوصا خلال الانتخابات الأوروبية لعام 2024، وتكثفت الاستهدافات الفرنسية بعد فبراير 2024 وتصريحات إيمانويل ماكرون بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا، وكانت الحملات تهدف إلى تصوير فرنسا وكأنها دولة معزولة ومسئولة عن تصعيد الصراع وتشويه سمعة الجيش الفرنسى، وإثارة معارضة مزعومة من جانب الشعب الفرنسي.
وتتهم فرنسا روسيا باستغلال القضايا المثيرة للانقسام أو القلق، مثل الهجرة وانعدام الأمن خلال دورة الألعاب الأوليمبية فى باريس، وتسعى روسيا أيضا إلى تشويه صورة فرنسا فى إفريقيا من خلال مقالات وحسابات وهمية تتهمها بتمويل الجماعات الإرهابية فى منطقة الساحل.
وفى الآونة الأخيرة سعت عملية تضليل إعلامى استهدفت الجاليات الإفريقية، إلى جعل الناس يعتقدون أن فرنسا تستعد لإرسال مجموعة من المهاجرين الأفارقة للقتال فى أوكرانيا، من خلال إعلان تجنيد كاذب من قبل منظمة “فرانس ترافاي” ومظاهرات مزيفة من قبل الأفارقة فى باريس، ويشتبه فى أن أجهزة المخابرات الروسية، كانت تسيطر عن بعد على واضعى نجمة داود التى تم رسمها على جدران باريس، والأيدى الحمراء المرسومة على النصب التذكارى للهولوكوست، بعد السابع من أكتوبر، ووضع التوابيت المزيفة للجنود الفرنسيين أمام برج إيفل، وذلك بهدف تقسيم المجتمع الفرنسي.
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
قمة بغداد ترسم خارطة طريق جديدة للإقليم.. خطاب الرئيس السيسى الأقوى والأكثر شمولية
زيارة تجسد متانة العلاقات بين البلدين.. مصر ولبنان.. نموذج فريد للأخوة
إيلى كوهين فى عيون زوجته.. اخترق صفوف النخبة السياسية بدمشق وكان ضيفًا
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام