رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 25 مايو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
نحن والعالم
سوريا الجديدة وإسرائيل.. أى أوراق ضغط متبقية.. فى زمن الاصطفافات المتبدلة؟
30-4-2025
|
19:08
⢴ إلهامى المليجى
الرفض الشعبى السورى للتوسع والتطبيع هو رأسمال رمزى كبير لم يستهلك بعد
الوجود الأمريكى فى مناطق شمال شرق سوريا يمكن أن يتحول من عبء إلى ورقة فى مفاوضات غير مباشرة
فى لحظة تختلط فيها خرائط المصالح بالتحولات السياسية العميقة، تقف سوريا عند مفترق لم يسبق أن عرفته منذ اندلاع أزمتها. لم تعد البلاد ساحة صراع فحسب، بل باتت ورقة ضمن صفقة كبرى لم تُعلن تفاصيلها بعد، وفى ظلّ تصاعد العدوان الإسرائيلى على الجولان والمناطق الحدودية، يُطرح سؤال جوهرى: هل بقيت فى يد دمشق أوراق قادرة على كبح جماح التوسع الإسرائيلى؟ وهل تُشكل زيارة الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب المرتقبة إلى المنطقة، مدخلاً للقاء غير متوقع مع الرئيس السورى أحمد الشرع، يعيد طرح الملف السورى من زاوية مختلفة؟
لعل أول ما يجب الاعتراف به صراحة هو أن ما يُعرف بـ «محور المقاومة»، الذى كانت دمشق تعتبر من ركائزه، لم يعد كما كان. بل إن النظام السورى الجديد – بتركيبته وتوجهاته – خرج كليا من هذا المحور واصطف إلى جوار محور آخر، أما روسيا، التى طالما شُبه حضورها فى سوريا بكفّة ردع، فقد انكفأت إلى حدود بعيدة، مشغولة بحربها فى أوكرانيا.
الأوراق المتبقية.. بين الرمزية والممكن
ومع ضيق الهامش وتبدّل الاصطفافات، لا يعنى ذلك أن الساحة خالية تمامًا من أدوات الفعل، فلا تزال هناك أوراق – وإن تقلّصت – يمكن توظيفها بذكاء لتحريك المياه الراكدة، وفيما يلى أبرز هذه الأوراق الممكنة، التى تجمع بين الرمزية والضغط المحدود، وتحتاج إلى إرادة سياسية لا أكثر:
< الرفض الشعبى السورى للتوسع والتطبيع، وهو رأسمال رمزى كبير، لم يُستهلك بعد، ويمكن تحويله إلى ورقة ضغط أخلاقية وإعلامية تعيد تموضع الخطاب السياسى السورى.
< حراك أبناء الجولان، خصوصا الدروز الرافضين للهوية الإسرائيلية، الذين يبدون استعدادًا دائمًا للتصدى لمشروعات “الأسرلة”، وهو ما يمكن أن يعاد تفعيله فى مواجهة التوسع الاستيطانى.
< الملف القانونى الدولى، وتحديدًا القرار 497 الصادر عن مجلس الأمن، الذى ينص صراحة على أن ضم الجولان باطل ولا يغيّر من وضعه القانونى.
< التناقضات الدولية، خصوصًا التباين الفرنسى – الأمريكى فى النظرة إلى شرعية الاحتلال الإسرائيلى للجولان.
< الوجود الأمريكى فى مناطق شمال شرق سوريا، الذى يمكن أن يتحول من عبء إلى ورقة فى مفاوضات غير مباشرة.
ذاكرة الحضور وسلاح الرفض المدنى
برغم ما يشهده المشهد السورى من خفوت فى الصوت الرسمى تجاه الجولان، فإن أهالى المنطقة المحتلة لم يصمتوا يومًا.
الحراك الدرزى المقاوم فى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية لا يزال يذكّر العالم أن الجولان ليس صحراء صامتة، بل أرضًا مأهولة بالكرامة والرفض.
من رفض الهوية الإسرائيلية ورفض التجنيد فى جيش الاحتلال، إلى التظاهرات الصاخبة ضد مشاريع “التهويد” وبناء التوربينات، يُمكن لهذا الحراك المدنى أن يتحول إلى ورقة ضغط إعلامية ودبلوماسية فاعلة، إذا ما تم دعمه وتغطيته وتسليط الضوء عليه عربيًا ودوليًا.
الإعلام كجبهة مقاومة بديلة
فى غياب أدوات الرد العسكرى، يمكن للإعلام أن يلعب دور “السلاح غير التقليدى”، الذى يعيد صياغة الرأى العام تجاه الاحتلال الإسرائيلى للجولان.
سوريا الرسمية، ومن ورائها النخب الثقافية والإعلامية، يمكنها – إن أرادت – أن تطلق حملة عربية – أممية تعيد تعريف الجولان كأرض محتلة منسية، وتُذكّر بأن كل خطوة إسرائيلية فيه تُعد خرقًا سافرًا للقانون الدولي.
ليس المطلوب إنتاج خطاب خشبى أو شعارات مستهلكة، بل إبداع سرديات إنسانية وشهادات حيّة من أبناء الجولان، تجسّد يوميات الصمود وتربط قضيته بمعارك الكرامة فى فلسطين ولبنان.
نافذة رمزية فى جدار مغلق
زيارة ترامب المرتقبة إلى المنطقة – بغض النظر عن أهدافها الانتخابية أو الاستعراضية – قد تفتح كوة صغيرة فى جدار مغلق، وإذا ما التقى بالرئيس السورى الجديد أحمد الشرع، ولو بشكل بروتوكولى، فإن الحدث بحد ذاته سيكون كفيلاً بإعادة الملف السورى إلى الواجهة.
ترامب، بعقليته القائمة على الصفقات، قد يرى فى سوريا “الجديدة” طرفًا يمكن التعامل معه ضمن رؤية مختلفة، لا تتأسس على الصراع، بل على إعادة ترتيب المشهد بما يخدم “أمن إسرائيل”، ويمنح واشنطن نقطة تقدم فى ملف طالما بدا مستعصيًا.
أما دمشق، فإنها تستطيع – إن أرادت – أن توظف هذه اللحظة لا لتنازلات جديدة، بل للتذكير بأن الجولان أرض سورية، وأن التطبيع مع الاحتلال لا يمكن أن يمحو ذاكرة الأرض، ولا قرارات الشرعية الدولية.
نحو إستراتيجية مقاومة
مدنية – سياسية جديدة
إن من مصلحة النظام الجديد فى سوريا،أن يستعيد الملف الوطنى بصفته ورقة هوية لا ورقة مساومة، وأن يدمج بين الرمزية السياسية للقاءات الدولية، والمقاومة المدنية الممتدة فى الجولان، والإعلام المتقن القادر على خرق جدران الصمت.
من غبار الحروب إلى لعبة الممكن السياسى
ربما لا تملك دمشق اليوم القوة ذاتها التى امتلكتها قبل عقدين، وربما فقدت حلفاءها وشبكة دعمها القديمة، لكنها لم تفقد شيئًا اسمه “الحق”.
فالجولان المحتل لا يزال شاهدًا على الجريمة، وأبناؤه لا يزالون يقفون بوجه المحتل، والنظام – حتى إن تبدّل – يبقى فى نظر القانون الدولى مسئولاً عن حماية سيادة البلد ووحدة أراضيه.
وإذا كانت زيارة ترامب فرصة لإعادة رسم خطوط التحالفات، فإن اللقاء المفترض مع أحمد الشرع يجب ألا يكون منصة لإعادة تعريف سوريا، لا كدولة تابعة، بل كصاحبة حق تبحث عن عدالة منسية فى خرائط المصالح.
وفى زمن الاصطفافات المتبدلة، فإن ورقة واحدة تُلعب بذكاء، قد تُحدث فرقًا، أو على الأقل تُذكّر العالم بأن فى جنوب سوريا أرضًا لا تزال محتلة… وصوتًا لم يخفت.
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
قمة بغداد ترسم خارطة طريق جديدة للإقليم.. خطاب الرئيس السيسى الأقوى والأكثر شمولية
إيلى كوهين فى عيون زوجته.. اخترق صفوف النخبة السياسية بدمشق وكان ضيفًا
بعد استضافة أنقرة أولى جولات المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا.. طبول
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام