نحن والعالم



في لقاء «مجلس الأمناء» مع وزير الخارجية.. الحوار الوطنى يدعم الرؤية المصرية لمواجهة التحديات الإقليمية

30-4-2025 | 19:25
محمد بيومى

مناقشة القضايا الوطنية فى لقاء مجلس الأمناء مع وزير الخارجية والهجرة 
د. بدر عبد العاطى: الدولة المصرية تعمل بكل قوتها للحفاظ على أمنها القومى
ضياء رشوان: نثمن اهتمام الحكومة بالحوار الوطنى لدعم قضايا الدولة والمجتمع
المستشار محمود فوزى: «الحوار» يعد داعما أساسيا للسياسة الخارجية
 
الوعى بالقضايا الحالية يمثل تحديا كبيرا فى الأوقات الراهنة، خصوصا فى ظل التطورات التى تشهدها المنطقة، لذا جاءت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوسيع دائرة الحوار الوطنى، بإدراج قضايا الأمن القومى والسياسة الخارجية ضمن جلساته، لذلك عقد مجلس الأمناء بكامل أعضائه، بمن فيهم الأعضاء الأربعة الجدد الذين تم ضمهم للمجلس، اجتماعا السبت الماضى، مع الدكتور بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج، بمقر وزارة الخارجية بقصر التحرير. 
 
يأتى هذا اللقاء فى بداية سلسلة من اللقاءات، التى قرر مجلس أمناء الحوار الوطنى عقدها، مع كبار المسئولين عن الأمن القومى والسياسة الخارجية المصريين، فى ضوء التحديات المهمة المتسارعة إقليمياً، والتى تتماس مباشرة مع المصالح العليا المصرية والعربية، وذلك فى إطار دعم الحوار الوطنى المتواصل لدولته الوطنية.
 
كما جاء هذا اللقاء فى إطار حرص الدولة المصرية على تعزيز الشفافية والانفتاح فى مناقشة القضايا الوطنية الخارجية والداخلية، وافتتحه الدكتور بدر عبد العاطى، بالترحيب بأعضاء مجلس أمناء الحوار الوطنى، معبرًا عن تقديره للدور الوطنى الذى يقومون به فى دعم مسيرة الحوار الوطنى، وتعزيز قيم المشاركة والتواصل البناء.
 
واستعرض الدكتور عبد العاطى، خلال اللقاء كل الملفات الخارجية التى تتعامل معها مصر، مشيرًا إلى التحديات الكبرى التى تواجه البلاد على الساحتين الإقليمية والدولية. 
وأكد الوزير أن مصر تظل صمام الأمان للمنطقة بفضل قيادتها الرشيدة وحكمتها فى إدارة الملفات المعقدة، مشددًا على أن الدولة المصرية، تعمل بكل قوتها للحفاظ على استقرارها وأمنها القومى، وسط المتغيرات المتسارعة التى تشهدها المنطقة.
 
كما تناول الدكتور بدر عبد العاطى أهمية الحوار الوطنى، كمنصة محورية لدعم ملف حقوق الإنسان، موضحًا أن الاستعراض الدورى الشامل لملف مصر فى حقوق الإنسان، شهد إشادة بالتقدم الملحوظ الذى تحقق، وهو ما جاء نتاجًا مباشرًا لتوصيات ومبادرات الحوار الوطنى. وأشار الوزير إلى أن القيادة السياسية تضع نصب أعينها، الالتزام الكامل بمراعاة جميع القضايا التى تهم المواطن المصرى، وأثنى على المبادرات التى انبثقت عن الحوار مثل المفوضية الوطنية لمناهضة التمييز، وتطبيق العقوبات البديلة، وإطلاق مبادرات التسامح المجتمعى، مؤكدًا أن النقاش داخل جلسات الحوار الوطنى، أثمر عن نتائج إيجابية ومؤثرة فى الواقع المصرى.
 
وفيما يخص التحديات الإقليمية، شدد وزير الخارجية، على أن مصر تواجه تحديات جسيمة من جميع الاتجاهات، وعلى رأسها الوضع الإنسانى المأساوى فى قطاع غزة. 
وأكد الدكتور عبد العاطى، أن موقف مصر الثابت برفض التهجير القسرى أو الطوعى للفلسطينيين، مشيرًا إلى أن معبر رفح مفتوح باستمرار من الجانب المصرى لتقديم الدعم الإنسانى، مع الإصرار على عدم تصفية القضية الفلسطينية تحت أى ظرف، وأوضح أن الأمن القومى المصرى مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأوضاع فى محيطه الإقليمى، وأن كل تطور يحدث فى المنطقة، ينعكس بشكل مباشر على الداخل المصرى.
 
وفى هذا السياق، أشار الوزير إلى أن مصر تضع الحفاظ على أمنها القومى كأولوية قصوى، مع الحفاظ على علاقات متوازنة وقوية مع جميع الدول، مؤكدًا أن الاصطفاف الشعبى حول القيادة السياسية، يمثل ركيزة أساسية لحماية الدولة ومصالحها العليا. 
 
وأوضح عبد العاطى، أن العقيدة الإستراتيجية لمصر تقوم على الاتزان والحكمة، مع عدم إغفال أى ملف من ملفات السياسة الخارجية، والعمل على تعظيم الشراكات الإستراتيجية، مع إيلاء دعم القطاع الخاص داخليًا وخارجيًا أهمية كبيرة لدفع عجلة الاقتصاد الوطنى.
 
من جانبه، توجه الأستاذ ضياء رشوان، منسق عام الحوار الوطنى، ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بالشكر إلى الدكتور بدر عبد العاطى، على حفاوة الاستقبال، مثمنًا اهتمام الحكومة المصرية بالحوار الوطنى، كمظلة حيوية لدعم قضايا الدولة والمجتمع. 
 
وأوضح رشوان، أن اللقاء يأتى تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، بضرورة مناقشة الأوضاع الإقليمية الراهنة على طاولة الحوار الوطنى، مشيرًا إلى أن هذا الاجتماع جاء أيضًا استجابة لطلب مجلس الأمناء بعد تفاقم التوترات الخارجية.
 
وفى ذات السياق، أكد المستشار محمود فوزى، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسى، أهمية أن يستمع مجلس الأمناء إلى المسئولين عن ملفات السياسة الخارجية عن قرب، مشيرًا إلى أن تشكيل مجلس الأمناء، جاء متوازنًا بين مختلف القوى السياسية، معتمدًا فى نقاشاته على مبدأ التوافق الوطنى.
 
وأشاد فوزى بالحوار الوطنى، باعتباره منصة حيوية، تتيح للجميع التحدث والاستماع إلى كل الآراء والمقترحات، مما يعزز من ديمقراطية الحوار الوطنى، ويعكس صورة حضارية عن الدولة المصرية فى الساحة الدولية. مؤكدا أن هذا الحوار يعد داعمًا أساسيًا للسياسة الخارجية المصرية ويعكس أهمية التنسيق بين جميع مؤسسات الدولة، من أجل مواجهة التحديات الراهنة.
 
وقد ثمّن أعضاء مجلس أمناء الحوار الوطنى الشرح الوافى الذى قدمه الدكتور بدر عبد العاطى حول مختلف الملفات، وطرحوا عدداً من الأسئلة والاستفسارات المرتبطة بقضايا الأمن القومى وحقوق الإنسان، وأكدوا أهمية استمرار التنسيق مع وزارة الخارجية، مشيرين إلى أنهم بصدد وضع خطة لعقد جلسات متخصصة مشتركة، لدعم التنسيق والتشاور المستمر بين الجانبين.
 
وفى النهاية، أعاد أعضاء مجلس أمناء الحوار الوطنى التأكيد على مساندتهم التامة، لكل مواقف القيادة السياسية المصرية الثابتة، والتى تهدف لحماية المقدرات والمصالح العليا لمصر وشعبها، وصون دعائم الأمن القومى العربى.
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام