مصر وجزر القمر.. علاقات إستراتيجية

الرئيس عبد الفتاح السيسى يؤكد استعداد مصر لدعم خطة التنمية فى جزر القُمر وتعزيز التعاون فى الصحة والبنية التحتية 

 

عثمان غزالى رئيس جزر القمر: الأزهر الشريف كان أساسا فى تأهيل مفتى جمهورية القمر السابق الذى كنت أعتبره أبى الروحى

 

المحادثات شملت التحديات التنموية والتغلب على الفقر وتخفيف أعباء الديون ومواجهة آثار التغير المناخى وضرورة الحفاظ على المواقف الإفريقية الموحدة

 

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى استعداد مصر الكامل للتعاون مع جمهورية القمر المتحدة، فى مختلف المجالات، لاسيما الصحة، والتعليم، والسياحة، والثروة السمكية، والطاقة، والبنية التحتية، مشيرا إلى اتفاقه مع عثمان غزالى، رئيس جمهورية القُمر المتحدة، على ضرورة تعزيز التبادل التجارى بين البلدين، خصوصا فى ضوء عضوية مصر وجزر القمر فى تجمع «الكوميسا»، بما يضمن تحقيق أهداف التكامل الإقليمى القارى، وتعزيز التجارة البينية.

 

جاءت تصريحات الرئيس السيسى، خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع عثمان غزالى بقصر الاتحادية، حيث أكد تقديره العميق للعلاقات الأخوية التاريخية بين مصر وجزر القمر، وروابط الهوية العربية والإفريقية والإسلامية المشتركة بينهما التى تمثل أساسا قويا للبناء عليه، ولتعزيز أواصر التعاون الممتدة، فى جميع المجالات.

 

تؤكد زيارة الرئيس عثمان غزالى لمصر، أن هناك حرصا مستمرا من جانب البلدين الشقيقين على تبادل الرؤى والزيارات خصوصا خلال السنوات القليلة الماضية، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئيس عثمان غزالى، رئيس جزر القمر أربع مرات، كان آخرها خلال زيارة رئيس جمهورية القُمر المتحدة إلى مصر الأحد الماضى، حيث استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي.

صرح السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيسين عقدا جلسة مباحثات مغلقة، تلتها جلسة موسعة بحضور وفدى البلدين، حيث تم استعراض سبل تعزيز التعاون الثنائى، والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والقارى، محل الاهتمام المشترك.

 

وأضاف أن الجانبين شهدا التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، قبل أن يعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا.

 

الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد فى كلمته، خلال المؤتمر الصحفى، على استعداد مصر لدعم خطة التنمية فى جزر القُمر، وتعزيز التعاون فى الصحة والبنية التحتية، ورحب فى بداية كلمته بالرئيس «عثمان غزالى»، فى بلده الثانى «مصر»، متمنيا له إقامة طيبة وزيارة ناجحة.

 

وقال الرئيس السيسي: «أود التأكيد على تقديرنا العميق للعلاقات الأخوية التاريخية، التى تجمع مصر وجزر القمر، وروابط الهوية العربية والإفريقية والإسلامية المشتركة بين البلدين، التى تمثل أساسا قويا للبناء عليه، ولتعزيز أواصر التعاون الممتدة، فى مختلف المجالات».

 

وأضاف الرئيس السيسي: «أجريت مع أخى فخامة الرئيس، مباحثات ثنائية مثمرة، ناقشنا خلالها أطر التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين، واتفقنا على ضرورة العمل بكل جهد، لتعزيز التعاون الثنائى فى المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، على النحو الذى يرقى للروابط الأخوية بين الشعبين، ويتناسب مع آفاق التعاون المتاحة، وأكدت استعداد الحكومة والشركات المصرية، لدعم خطط التنمية فى جزر القمر، خصوصا «خطة جزر القمر البازغة 2030”، ونقل الخبرات المصرية المكتسبة، من تنفيذ خطط التنمية فى مصر، وتنفيذ مشروعات بالدول الإفريقية الشقيقة، فى مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية.

 

 كما أكدت لفخامة الرئيس، استعداد مصر الكامل، للتعاون مع جمهورية القمر المتحدة فى مختلف المجالات، لاسيما الصحة، والتعليم، والسياحة، والثروة السمكية، والطاقة، والبنية التحتية.

واتفقنا أيضا، على ضرورة تعزيز معدلات التبادل التجارى بين البلدين، خصوصا فى ضوء عضوية مصر وجزر القمر فى تجمع الكوميسا، بما يضمن تحقيق أهداف التكامل الإقليمى القارى، وتعزيز التجارة البينية”. 

 

وقال الرئيس السيسي: “عكست مباحثاتى مع فخامة الرئيس، توافقا فى الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها قضايا الاتحاد الإفريقى، فضلا عن الأوضاع فى قطاع غزة والسودان، وكذا التطورات فى القرن الإفريقى، وأمن البحرالأحمر، ومكافحة الإرهاب، واتفقنا على أهمية الدور المنوط بتجمع الساحل والصحراء، فى جهود مكافحة الإرهاب.

 كما شملت المحادثات موضوعات التحديات التنموية، والتغلب على الفقر، وتخفيف أعباء الديون، ومواجهة آثار التغير المناخى، واتفقنا على ضرورة الحفاظ على المواقف الإفريقية الموحدة، إزاء مختلف القضايا، والعمل على ضمان التمثيل العادل لإفريقيا، فى المؤسسات الدولية”.

وأضاف الرئيس السيسي: “ أخى فخامة الرئيس عثمان غزالى، لقد أسعدنى لقاؤكم اليوم، مؤكدا التزام مصر بتعميق أواصر التعاون مع جمهورية القمر المتحدة الشقيقة، لما فيه خير بلدينا وشعبينا.. وقارتنا الإفريقية.

 

وأجدد فخامة الرئيس الترحيب بكم والوفد المرافق، فى بلدكم الثانى مصر.. متمنيا لكم زيارة ناجحة، تعود على شعبى البلدين، بكل الخيروالاستقرار والتقدم”. 

 

 من جانبه، أعرب الرئيس عثمان غزالى فى كلمته فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس السيسى فى قصر الاتحادية عن جزيل شكره للـ “الشرف الذى منحنى الرئيس السيسى إياه أنا وبلادى لزيارة جمهورية مصر العربية”، معبرًا عن عميق الامتنان لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التى  حظى بهما منذ أن وطأت أقدامه الأراضى المصرية.

 

وأشاد “غزالى” بالروابط الثقافية والتعليمية بين البلدين والتى أسهمت فى تدريب العديد من الكوادر فى جمهورية القمر المتحدة، مشيرًاإلى أن مصر قدمت الدعم لكبار المسئولين فى بلاده”.

 

 وقال “غزالى” إن لديهم الكثير من الدارسين بالأزهر الشريف، وأن مؤسسة الأزهر الشريف كانت أساسًا فى تأهيل مفتى جمهورية القمرالسابق، الذى كان يعتبره أباه الروحي.

 

 وأشار إلى أن بلاده تستمر فى تقديم الدعم السياسى لجمهورية مصر العربية فى مختلف المحافل الدولية، ودعم القضايا الكبرى التى تهم العالم بأسره.

 

كما شهد الرئيس السيسى، وعثمان غزالى، رئيس جمهورية القُمر المتحدة، مراسم التوقيع على مذكرة تفاهم حول آليات التشاور السياسى بين البلدين، كما شهدا مراسم التوقيع على اتفاق بين الحكومة المصرية

 

وحكومة القمر المتحدة، بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لجوازات السفر الدبلوماسية ولمهمة والخاصة.

 

 وشهد الرئيسان مراسم التوقيع على اتفاقية عامة للتعاون بين الحكومة المصرية وحكومة جمهورية القمر المتحدة، ووقع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وزير الخارجية د. بدر عبد العاطى، ونظيره فى جمهورية القمر المتحدة.

 

الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أشار إلى وصول قيمة التبادل التجارى بين مصر وجزر القمر المتحدة الى 3.6 مليون دولار خلال عام 2024، مقابل 7.6 مليون دولار خلال عام 2023.

 وأوضح البيان أن قيمة الصادرات المصرية لجزر القمر بلغت 3 ملايين دولار خلال عام 2024 مقابل 6.2 مليون دولار خلال عام 2023، بينما بلغت قيمة الواردات المصرية من جزر القمر 521 ألف دولار خلال عام 2024، مقابل 1.3 مليون دولار خلال عام 2023م.

 

وشملت أهم المجموعات السلعية، التى صدرتها مصر إلى جمهورية جزر القمر المتحدة خلال عام 2024م، مصنوعات متنوعة بقيمة 738 ألف دولار، ومحضرات خضر وفواكه وأجزاءها بقيمة 449 ألف دولار، ومراجل آلات وأجهزة آلية وأجزاؤها بقيمة 304 آلاف دولار، وحديدوصلب وفولاذ بقيمة 253 ألف دولار، ومحضرات غذائية متنوعة بقيمة 232 ألف دولار.

الجدير ذكره، أن علاقات مصر الدبلوماسية بجمهورية جزر القمر تعود إلى عام 1976م، حين صدر القرار المصرى فى 26 يوليو بتبادل التمثيل الدبلوماسى معها، إلا أن العلاقات ازدهرت بعد مطلع الألفية الجديدة.

 وعملت الدولتان على دعم العلاقات المشتركة، خاصة على المستوى الاقتصادى بعد انضمامهما للكوميسا، أحد أعمدة المجموعة الاقتصادية الإفريقية، بجانب اشتراكهما فى العديد من المنظمات الدولية، مثل الاتحاد الإفريقى، والمنظمة الدولية للفرانكوفونية، ومنظمة المؤتمر الإسلامى، وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى سعيهما المتبادل لمزيد من التعاون لتسع شتى المجالات.

وتحرص مصر على تقديم الدعم الفنى للكوادر القمرية فى مختلف المجالات، من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية، كما تواصل جزر القمر فى تقديم دعمها السياسى لمصر فى جميع المحافل سواء الإفريقية أم العربية أم الدولية.

 

فى 30 يناير 2024، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى، اتصالًا هاتفيًا بـ “غزالى عثماني”، رئيس جزر القُمر، حرص الرئيس فى مستهل الاتصال على تهنئة الرئيس القُمرى على فوزه بولاية رئاسية جديدة، مؤكدًا حرص مصر على مُواصلة العمل المشترك لتعزيز التعاون الثنائى بين البلدين الشقيقين فى مختلف المجالات، وبما يلبى تطلعات شعبى البلدين نحو التنمية الشاملة والمُستدامة.

 

 من جانبه، ثمن الرئيس القُمرى اللفتة الكريمة، مشددًا على اعتزازه بالعلاقات المتميزة التى تجمع البلدين الشقيقين، وكذا العلاقة الأخوية التى تربطه بالسيد الرئيس، تناول الاتصال سبل تعزيز العلاقات وتوطيدها فى مختلف المجالات، وتعميق التفاهم بشأن القضايا الإفريقية ذات الاهتمام المشترك.