مقالات



كتاب بتوقيع الذكاء الاصطناعى(2)

7-5-2025 | 18:49
أسامة سرايا

يرد فى الكتاب أن «كل حدث، كل صورة، كل كلمة، هى جزء من آلية لا تكتفى بتمثيل الواقع، بل تقوم باستبداله  بعالم من الاحتمالات».
 
نقرأ فى مجلة فرنسية عن المؤلف قوله: «نحن نعيش اليوم فى زمن لم يعد فيه من يمسك بالسلطة بحاجة إلى العنف أو إلى الإقناع بالعقل والمنطق؛ كل ما عليه فعله، هو التأثير على وعى الناس ومشاعرهم الجماعية.
 
يتم توجيه انتباهنا مثل موجة، وتُزرع فينا مشاعر معينة، وتُحرَّك كما يريد من يتحكم بالمشهد. هكذا، تتكرر الرسائل والإيحاءات باستمرار، حتى تختفى الحقيقة وسط أحلام كثيرة موجهة».
 
ويرى شون فى الحوار الذى جرى على الأرجح عن بعد، وتعاون فيه المفكر الإيطالى أندريا كولاميديشى مع الذكاء الاصطناعي: «لم يعد هناك قصة واحدة نفهم من خلالها العالم. نحن ــ وأنتم ــ فى عالم متشظٍّ، تتنافس فيه آلاف القصص لتكون كل واحدة منها الحقيقة الوحيدة، ولو لفترة قصيرة. لكن هذه القصص، لا تتحاور أو تتكامل، بل تتصارع. وتتداخل وتنعكس على بعضها البعض، حتى نجد أنفسنا فى متاهة من المرايا، لا نعود نعرف فيها الفرق بين الحقيقة والوهم».
 
ماذا يعنى التفكير والكتابة بعد اليوم؟
 
تثير هذه التجربة العديد من التساؤلات الفكرية والأخلاقية، ولا تخلو من مخاوف حول مستقبل الإنتاج الفكرى والمعرفى بصورةٍ عامة، وحول معنى الملكية الفكرية بعد اليوم.
وفى تعليقٍ له على الجدل الذى أثاره صدور الكتاب، كتب مدير مجلة «ليسبريسو» الإيطالية: «فى هذه المرحلة، يطرح سؤال إلزامى نفسه: إذا كانت أطروحات هذا الكتاب صحيحة، أو على الأقل قد أثارت نقاشا ثقافيا حادا، شارك فيه مثقفون وفلاسفة، فهل يهم حقا إن كان قد كُتب بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ أو، كما هى الحال هنا، بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي؟ هل يمكن أن يمهّد هذا النموذج الطريق لطريقة جديدة فى ممارسة الكتابة  والفلسفة؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن تجربة الهيبنوقراطية الناجحة تعلّمنا شيئاً مهماً: يمكننا أن نقيم علاقة فاعلة مع الذكاء الاصطناعي، وقبل كل شيء، يمكننا استخدامه لنتعلم كيف نفكّر».
 
لكن هناك أيضا من رأى الكتاب بوصفه «ديكتاتورية رقمية»
 
فى جميع الأحوال، من المؤكد أننا أصبحنا فى مرحلة نواجه فيها جميعاً بالفعل صعوبة كبيرة فى التمييز بين المحتوى الذى يصنعه البشر، وذلك الذى تنتجه الآلات. فنحن معتادون على تصور الكاتب كفرد يقوم بإنتاج أعمال تحمل بصمة شخصيته. هذه الرؤية هى اليوم موضع تساؤل جذرى، نتيجة لظهور أشكال من الإبداع الموزع، بين البشرى وغير البشرى بطريقة لا يمكن فصلها!
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام