نحن والعالم



المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية: مصر ضد أية تحركات تمس استقرار الشعب السورى| حوار

7-5-2025 | 19:50
⢴ أجرت الحوار - سوزى الجنيدى

- نرفض سلاح التجويع الإسرائيلى ضد الفلسطينيين
- الجهود المصرية مستمرة لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة والبدء فى تنفيذ المرحلة الثانية
- نأمل فى أن تسفر المفاوضات الأمريكية ـ الإيرانية عن تدشين مرحلة جديدة تسهم فى تحقيق التهدئة وخفض التوترات بالمنطقة 
 
مصر ترفض أية تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب السورى، هذا ما يؤكده السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، ويضيف فى حواره لـ «الأهرام العربى»، أن مصر تطالب كل القوى الفاعلة بالمجتمع الدولى، باتخاذ إجراءات عاجلة، تضع حداً للوضع المأساوى غير المقبول فى غزة، مؤكدا رفض مصر سلاح التجويع الإسرائيلى ضد الفلسطينيين، مشيرا إلى استمرار الجهود المصرية، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، والبدء فى تنفيذ المرحلة الثانية، وكذلك استمرار الجهود المصرية، لاستضافة مؤتمر دولى بالقاهرة بالتعاون مع الأمم المتحدة، والحكومة الفلسطينية، من أجل حشد الدعم والتمويل اللازمين لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة.
 
ويقول السفير خلاف، إننا نأمل فى أن تسفر المفاوضات الأمريكية ـ الإيرانية عن تدشين مرحلة جديدة، تسهم فى تحقيق التهدئة وخفض التوترات بالمنطقة، فإلى تفاصيل الحوار:
 
< أصدر وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بياناً مشتركاً بشأن غزة أكدوا فيه أنه يجب ألا يتم مطلقاً استخدام المساعدات الإنسانية كأداة سياسية، وأن إسرائيل ملزمة بموجب القانون الدولى بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية دون عوائق، وهو أمر أكدته مصر مراراً وتكراراً، فهل يمكن البناء على هذا البيان للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات؟
 
موقف مصر واضح منذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على غزة، حيث نشدد فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية، على رفض مصر القاطع لاستخدام إسرائيل للمساعدات الإنسانية، والتجويع كسلاح فى حربها على قطاع غزة، وهو أمر يتعارض بشكل كامل مع القانون الدولى والقانون الإنسانى الدولى، ويكرس الظروف الإنسانية القاسية التى يعيشها المدنيون فى القطاع، والذين يتجاوزون أكثر من مليونى فلسطينى، وعلى إسرائيل أن تتحمل مسئولياتها كقوة احتلال لتوفير الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، لقد وفرت مصر حتى الآن أكثر من 70 ٪ من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين فى قطاع غزة، ونطالب جميع القوى الفاعلة بالمجتمع الدولى، باتخاذ إجراءات عاجلة تضع حد لهذا الوضع المأسوى غير المقبول.
 
<   فى ضوء ذلك ما أهم التطورات فى ملف الوساطة المصرية - القطرية للوصول إلى هدنة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل؟
 
تستمر مصر فى جهودها الحثيثة، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، والبدء فى تنفيذ المرحلة الثانية، بما يضمن استعادة الهدوء واحتواء مخاطر التصعيد التى تهدد بتقويض السلام فى المنطقة، ونأمل أن تسفر تلك الجهود عن الانفراجة المأمولة، وتسمح ببدء عملية إعادة الإعمار والاستجابة السريعة للأزمة الإنسانية التى يواجهها سكان قطاع غزة.
 
< لكن إسرائيل مستمرة فى مخطط التهجير للفلسطينيين على الرغم من الرفض الدولى، هل من الممكن إلقاء الضوء على الجهود المصرية المستمرة للوقوف أمام تلك المخططات الإسرائيلية؟
 
أعربت مصر عن رفضها الكامل، لأى مخطط لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وذلك فى ظل تمسكهم بالبقاء فيها، ولذلك طرحت مصر خطة للتعافى المبكر، وإعادة إعمار لقطاع غزة، حظيت بإجماع عربى وإسلامى ودعم دولى متصاعد، وهى خطة مُحكمة وتفصيلية تنقسم إلى ثلاث مراحل، وتستمر مصر فى جهودها لحشد التأييد لتلك الخطة، وتتمثل الخطوة المقبلة، فى استضافة مصر لمؤتمر دولى بالقاهرة بالتعاون مع الأمم المتحدة، والحكومة الفلسطينية، من أجل حشد الدعم والتمويل اللازمين لتنفيذ الخطة، ومشروعات التعافى المبكر، وإعادة الإعمار، بما يجسد التزام المجتمع الدولى السياسى والأخلاقى، بدعم حقوق الشعب الفلسطينى، وعلى رأسها حقه فى الحياة على أرضه، لكن من الضرورى أيضاً أن يتبع ذلك طرح أفق سياسى، يمهد الطريق نحو ممارسة الشعب الفلسطينى لحقه فى تقرير المصير، وبما يؤدى إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. 
 
< ظهر منذ أيام فيديو مصنوع بالذكاء الاصطناعى لحريق فى قبة الصخرة بالمسجد الأقصى، الأمر الذى استفز مشاعر المسلمين، ما الجهود المصرية للضغط على إسرائيل لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس من الاعتداءات المتكررة للمتطرفين الإسرائيليين؟
 
أعربت مصر فور صدور تلك الأفعال والدعاوى، التى تروج لها المنظمات الاستيطانية الإسرائيلية المتطرفة، عن رفضها الكامل وإدانتها لها، وشددنا على ضرورة وقف الانتهاكات الخطيرة داخل الحرم القدسى الشريف، هذه الممارسات تؤجج مشاعر العداوة والكراهية، ويجب توقفها فورا تفاديا لمزيد من العنف. 
 
< هل هناك موعد محدد لعقد المؤتمر الدولى لإعادة الإعمار فى غزة فى مصر؟ وهل هناك خطوات قادمة للحصول على مزيد من الدعم للخطة المصرية لإعادة إعمار غزة بعد حصولها على دعم عربى وإسلامى؟
 
جار العمل حاليا، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، والحكومة الفلسطينية، لتحديد موعد لعقد المؤتمر، بما يضمن المشاركة الواسعة لكل الأطراف الفاعلة فى المجتمع الدولى، والمؤسسات التمويلية الإقليمية والدولية، كما نستمر فى جهودنا لحشد التأييد الدولى للخطة العربية لإعادة إعمار غزة، وهو ما انعكس على التأييد المتزايد الذى تحظى به الخطة من أطراف عديدة على المستوى الدولى. 
 
< كيف تنظر مصر لأهمية المفاوضات الأمريكية - الإيرانية حول الملف النووى الإيرانى؟
 
كانت مصر فى طليعة الدول التى رحبت بانطلاق جولات المفاوضات بين الجانبين الأمريكى والإيرانى، لاسيما فى ظل التحديات الجسيمة التى تعصف بالإقليم، وتداعياتها على فرص اتساع رقعة الصراع واندلاع توترات أوسع فى المنطقة، وتُثمن مصر دور سلطنة عمان البناء والحيوى فى دعم التوصل لحلول سياسية وسلمية، وهو نهج تتبناه مصر بصورة دائمة فى ظل قناعتها الكاملة بأنه لا توجد حلول عسكرية للأزمات التى تموج بالمنطقة، وأن سياسة التصعيد والتوتر تُمثل تهديداً مُستمراً على أمن المنطقة.
وتُثمن مصر النهج التعاونى، الذى يبديه الطرفان الأمريكى والإيرانى، للوصول إلى تسوية سياسية، تفتح المجال أمام التوصل إلى حلول وسط تسهم فى تخفيض حدة التوتر فى المنطقة، وتتطلع إلى قيام الجانبين بالتوصل إلى اتفاق يراعى شواغل واهتمامات كل منهما، ويضمن الأمن والاستقرار لدول الجوار الشقيقة فى منطقة الخليج العربى، كما نأمل فى أن تسفر المفاوضات الأمريكية ـ الإيرانية عن تدشين مرحلة جديدة تسهم فى تحقيق التهدئة وخفض التوترات بالمنطقة.
 
< هناك حالة من عدم الاستقرار فى عدة دول جارة لنا.. فما الرؤية المصرية لسبل العودة إلى الاستقرار فى ملفات الأوضاع فى ليبيا والسودان؟ 
 
فيما يخص الشأن الليبى، أعلنت مصر رؤيتها لتسوية الأزمة الليبية مرتكزة على أسس وثوابت وطنية، أبرزها ضرورة الحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا وسلامة أراضيها، وملكية الليبيين الخالصة للعملية السياسية، ودعم وتعزيز دور المؤسسات الليبية ذات الشرعية، كما تشدد مصر دائماً على ضرورة حل الميليشيات، وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، وترفض بشكل قاطع أى وجود عسكرى غير شرعى، لأى طرف أجنبى يستغل الأوضاع فى ليبيا لانتهاك سيادة الدولة، كما تحث مصر الأطراف الليبية على تعزيز دور المؤسسات الليبية لاستيفاء جميع الأطر اللازمة، لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن فى أقرب وقت.
 
أما بالنسبة للسودان، تؤكد مصر ضرورة احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضى السودان، والحفاظ على مؤسساته الوطنية، بما يكفل استعادة الاستقرار والأمن فى السودان الشقيق، بما يضمن التوصل لتسوية شاملة ومستدامة، تلبى تطلعات الشعب السودانى الشقيق فى الاستقرار والازدهار والتنمية.
 
< وماذا عن رؤية مصر للوضع فى سوريا؟ 
 
فيما يتعلق بسوريا، فلدى مصر موقف واضح إزاء تطورات الأوضاع فى سوريا الشقيقة، والذى يتمثل فى دعم الدولة السورية، ومؤسساتها الوطنية، واستقرارها فى مواجهة التحديات الأمنية، ورفض أية تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب السورى، مع التأكيد على وقوف مصر مع الشعب السورى الشقيق، ودعم تطلعاته المشروعة، ومن المهم أيضًا تعاون كل الأطراف الإقليمية والدولية فى مكافحة الإرهاب، بحيث لا يتم إيواء أية عناصر إرهابية على الأراضى السورية، إلى جانب ضرورة تكاتف المجتمع الدولى للحيلولة، دون أن تكون سوريا مصدرًا لتهديد الاستقرار فى المنطقة، وتؤكد مصر أهمية تدشين عملية سياسية انتقالية شاملة بملكية وقيادة سورية، تضمن مشاركة جميع أطياف الشعب السورى، دون إقصاء لأى طرف وتضمن حقوق جميع الطوائف فى سوريا الشقيقة.
 
< قام د. بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة والمصريين بالخارج، بزيارة لبنان عدة مرات فى الفترة الأخيرة فما رؤية مصر لتطورات الأوضاع فى لبنان؟ 
 
الموقف المصرى ظل داعم بقوة للبنان الشقيق، خلال الفترة الحرجة التى مر بها، وقدمت مصر كل أوجه الدعم للبنان ومؤسساته الوطنية سواء على المستوى السياسى أم الإنسانى، بما يحفظ للبنان سيادته ووحدته وأمنه واستقراره، ومن المهم التنويه هنا إلى قيام الوزير د. بدر عبد العاطى، بزيارة لبنان ثلاث مرات خلال ستة أشهر، وذلك فى إطار الحرص على لقاء مختلف المسئولين، وممثلى القوى اللبنانية للتأكيد على الدعم والتضامن مع لبنان، وتدعم مصر تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية فى جنوب لبنان، وتطالب بالانسحاب الفورى والكامل غير المنقوص للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، لتمكين الجيش ومؤسسات الدولة اللبنانية من تطبيق القرار 1701، دون انتقائية.
 
< انضمت وزارة الهجرة والمصريين بالخارج مجددا إلى وزارة الخارجية.. فهل هناك جديد لدى الوزارة فى كيفية إدارة ملف رعاية المصريين بالخارج؟
 
هناك اهتمام كبير بالفعل بهذا الملف المهم، حيث بادرت الوزارة بطرح تصور طموح بتطوير الخدمات القنصلية، وتيسير الإجراءات والمعاملات للمواطنين فى الخارج، واتخذت الوزارة سلسلة من الإجراءات العملية على مدار الشهور الماضية لتطوير الخدمات القنصلية، حيث نجحت فى تطبيق آلية جديدة لاستخراج وتجديد جوازات السفر، مما قلل الفترة الزمنية اللازمة لإتمام هذه العملية إلى أيام معدودة، بعد أن كانت تستغرق شهورا، كما تعمل الوزارة بالتنسيق مع جهات حكومية أخرى على إنشاء مركز مجمع للأوراق الثبوتية، الذى سيمكن المصريين بالخارج من استخراج بطاقات الرقم القومى، والمستندات الرسمية بسهولة، وفى وقت محدود، كما قامت وزارة الخارجية بالتوقيع على بروتوكول تعاون مع هيئة البريد المصري، ستقوم الهيئة بموجبه باستلام مستندات المواطنين المطلوب التصديق عليها وتسليمها لمكاتب التصديقات التابعة لوزارة الخارجية، وذلك تسهيلاً على المواطنين، كما يتم التشاور مع عدد من الشركات لتدشين برنامج متكامل لتطوير وميكنة أعمال التصديقات بالمكتب.
 
إلى جانب ذلك، تواصل الوزارة جهودها لتعزيز التواصل مع الجاليات المصرية بالخارج، حيث يحرص وزير الخارجية أن يعقد لقاءات مع الجاليات المصرية فى زياراته الخارجية، وكذلك عبر اللقاءات الافتراضية لمناقشة احتياجاتهم والاستجابة لمطالبهم، كما تنظم الوزارة سنوياً “مؤتمر المصريين بالخارج”، يتيح للمصريين فى الخارج فرصة التواصل بشكل مباشر مع الجهات الوطنية لعرض مقترحاتهم واحتياجاتهم، وتسعى الوزارة إلى تقديم الدعم المستمر للمصريين بالخارج، مع التركيز على رقمنة الخدمات القنصلية، وتعزيز ارتباطهم بالوطن عبر مبادرات استثمارية، ومزايا اقتصادية مخصصة لهم.
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام