رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 25 مايو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
نحن والعالم
تتأكد مع صعود اليمين المتطرف.. حروب إسرائيل.. هروب إلى الأمام
7-5-2025
|
20:00
⢴ أحمد إسماعيل
إحسان الخطيب: دولة تناقضات وأمور لم يبت فيها منذ ولادتها
محمد العالم: كل مسببات الحرب الأهلية موجودة على الأرض
يحيى حرب: إسرائيل تخوض حربا داخلية وجودية
سعيد الزغبى: أعراض الدولة الفاشلة تظهر على كيان يتغنى بالاستقرار والتماسك
تصاعدت الأوضاع الداخلية المتدهورة فى إسرائيل بشكل غير مسبوق، وسط أزمات سياسية وأمنية واجتماعية متلاحقة، فقد حذر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، من أن هناك كارثة ستبدأ من الداخل الإسرائيلى نتيجة التحريض المستمر، فى الوقت الذى أدان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، عرض رؤوس مقطوعة مزيفة تحمل وجهه، حول متظاهر يرتدى ضمادات مزيفة ملطخة باللون الأحمر، أثناء مظاهرة مناهضة للحكومة فى تل أبيب، يأتى هذا فى الوقت الذى دعا فيه كل من رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، إيهود أولمرت، وجالانت وزير الدفاع السابق، الشعب لعصيان مدنى ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والأخطر من ذلك التصعيد ضد عرب 48، وسط تسليح متعمد للمستوطنين، مما يهدد بحرب أهلية وشيكة داخل إسرائيل.
يؤكد إحسان الخطيب، عضو الحزب الجمهورى الأمريكي، أن خطر الحرب الأهلية بين اليهود تهديد حقيقى، فهى فى الحقيقة دولة تناقضات وأمور لم يبت فيها منذ ولادتها، مما يطرح العديد من التساؤلات، فى مقدمتها من هو اليهودى؟ وما علاقة الدين والدولة؟.. فهى فى الحقيقة كيان ليس له حدود أو دستور، خصوصا مع صعود اليمين اليهودى الصهيونى الدينى، الذى يريد أن يلعب الدين دورا أكبر، ويريدون ملكا لإسرائيل، لأن المحكمة العليا تعارض الأجندة الدينية، وهنا نتذكر أن من اغتال رابين كان يهوديا متدينا، وقتل رابين بفتوى دينية.
ويرى الخطيب أن الحرب بالنسبة لإسرائيل هى هروب إلى الأمام، ومن هنا كانت حرب، غزة وتوسيع الحرب لسنوات، أمرا ضروريا لتفادى الحرب الأهلية، وهذا يتضح من أنه قبل 7 أكتوبر كان هناك الانقسام الشديد والمظاهرات، والكلام عن حرب أهلية يهودية، وبالتالى عندما حدث هجوم أكتوبر، تم استخدامه من الحركة الصهيونية كأداة لتفادى الحرب الأهلية، لذلك تم تضخيم الموضوع بشكل كبير، وكل الادعاءات الكاذبة عن أن حماس قتلت واغتصبت ودمرت، وكل هذا الكذب والمبالغة لها هدف وحيد هو شد العصب الداخلى، وتوجيه الغضب والكراهية من الأزمة اليهودية - اليهودية وتفريغها فى غزة.
ويضيف: اليوم فإن إسرائيل ترى السلام مع محيطها خطرا إستراتيجيا ووجوديا، فهى بحاجة للحرب ولسنوات، والذين يقولون بنظرية المؤامرة إن إسرائيل كانت تعرف، وجعلت الهجوم يحدث كى تستخدمه سياسياً - هذا الطرح غير معقول تماماً، إذا أخذنا بالاستخدام السياسى والنتائج، فإلى اليوم ليس هناك تحقيق لذلك، فكل الاحتمالات ممكنة. وهناك تراثان فى اليهودية، تراث يدعو للسلام والتعايش والمحبة، أما التراث الآخر فهو يهودى دموى يدعو للسرقة والقتل باسم يهوه اليهودى، وسفر يشوع ملىء بالقتل والسرقة والإبادة باسم إله العبرانيين، الذى يقول لهم الأرض كلها لكم، ولا أقول يجيز بل يأمر بالقتل والإبادة للأغيار، وهذا يؤكد أن تراث القتل فى اليهودية تمثله هذه الحكومة.
ويتابع: التراثان هما يهوديان 100%، ولهما أساس فى التراث اليهودى، وبن جوريون نفسه قال إن التوراة هى صك الملكية للأرض، وحدود إسرائيل هى المكان الذى يصل له الجندى اليهودي، وبن جوريون كان علمانيا، ويعد التوراة كتابا قوميا وكان حذرا فى سياسته، أما اليوم فحكام إسرائيل مدفوعون بعقيدة دينية، لا تكترث لحياة اليهود أو حياة غيرهم.
ويؤكد الخطيب أن الأزمة الداخلية الإسرائيلية، هى من نوع الأزمات التى ليس لها حل وسط، مثلها مثل أزمة أمريكا قبل الحرب الأهلية بين الجنوب والشمال، فالحرب الأهلية واقعة، والمشروع الصهيونى يتهاوى، ويشترى الوقت بدماء وحياة أهل غزة.
أما محمد العالم، الكاتب والباحث السياسى المختص فى الشأن الأمريكى، فيرى أن كل المؤشرات تؤكد بداية انهيار المشروع الخاص بإسرائيل، الذى قام على مبدأ المظلومية، التى كانت تسوقها للعالم كله، حيث كشفت أحداث السابع من أكتوبر، ورد الفعل المبالغ فيه عن الوجه القبيح لإسرائيل، فلم تعد هناك طريقة لإخفاء الحقائق، فى ظل ثورة التكنولوجيا والاتصالات التى أظهرت مدى التوحش الإسرائيلى.
وقال العالم: إن الانقسام الشديد الذى كانت تعانيه إسرائيل قبل أحداث السابع من أكتوبر، والذى زاد بعدها، خصوصا بعد التحقيقات التى أثبتت مدى الإخفاق الأمنى الكبير، ومن هنا كان سعى نتنياهو لإطالة أمد الحرب، وفتح العديد من الجبهات، فى سبيل التغطية على إخفاق حكومته اليمينية المتطرفة، وضمان استمراره على رأس السلطة، أيضا فإن تصريح نتنياهو بأن بلاده بعيدة عن الحرب الأهلية، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنها قريبة جدا، خصوصا أن كل مسبباتها موجودة بالفعل على الأرض، وكان آخرها ما يحدث الآن مع عرب 48 الذين تعرضوا لكل أشكال الاضطهاد، وسط تسليح متعمد للمستوطنين، أيضا فإنه برغم الدمار الكبير الذى لحق بغزة، فإن أهداف الحرب التى أعلن عنها نتنياهو لم تتحقق حتى الآن، وهو ما تراهن عليه المعارضة بأنه لم يعد هناك سبب لاستمرار حكومة نتنياهو فى ظل هذا الإخفاق.
ويتفق معه يحيى حرب، المحلل السياسى اللبنانى، فى أن إسرائيل كانت تعيش أزمة سياسية واسعة قبل عملية طوفان الأقصى، وعلى مدى أشهر عديدة خرج الإسرائيليون فى مظاهرات، ملأت الساحات فى المدن الرئيسية على خلفية الصراع حول القضاء، ورغبة اليمين الإسرائيلي فى إخضاعه لهيمنته المباشرة، ومنذ الهجوم الذى شنته المقاومة، شَكَّل نتنياهو حكومة طوارئ مع تعليق الإصلاح القضائى، وجميع التشريعات والسياسات الأخرى إلى أجل غير مسمى، وضم إلى حكومته معارضين من بينهم بينى جانتس، وبحسب الباحثة بمعهد أبحاث الأمن فى إسرائيل “عنات شبيرا”، فعلى الرغم من أن ثقة الجمهور بالجيش الإسرائيلى لا تزال عالية، فإن العلامات المثيرة للقلق تتعلق بانخفاض كبير بالثقة فى قدرة الجيش على النصر، وتحقيق أهداف الحرب المعلنة.
ويضيف: بعيدا عن السجال بين الأوساط الإسرائيلية بشأن تحقيق أهداف الحرب، وشعار «النصر المطلق»، الذى يروج له نتنياهو فى ظل الارتفاع المتواصل بالخسائر، يرجح محرر صحيفة “هآرتس” ألون بين، أن نتنياهو يجر إسرائيل إلى المجهول، فى ظل تطلعاته إلى احتلال قطاع غزة.
ويؤكد حرب، أن الوضع المأزوم داخليا، دفع موقع “والا”، العبرى للقول إن إسرائيل تخوض حربا وجودية لا على الجبهة الخارجية فحسب، بل على الجبهة الداخلية أيضا، وذلك فى تقرير نشره قبل عدة أشهر بعنوان “تحت ستار الدم والنار”، إنها أفضل فرصة لتفكيك الدولة”، كما تُجمِع كبريات الصحف الإسرائيلية، على أن إقالة رئيس الشاباك، تمثل نقطة تحول خطِيرة فى السياسة الداخلية لدولة الاحتلال، وتنذر بحرب أهلية.
ويرى حرب أن هناك تفاصيل كثيرة فى هذا السياق يمكن تلخيصها بأن تعابير الحرب الأهلية، وتفكك الدولة دخلت قاموس السياسة والإعلام فى كيان الاحتلال، وبات الجميع يتحدثون عن ضعف ثقة الجمهور بالأمن وقدرات جيش الاحتلال، وتحول العلاقات السياسية إلى ولاءات عصبوية عمياء، وارتفاع مستوى الكراهية والرفض داخل مكونات المجتمع الصهيونى، والاعتماد المطلق على الدعم الأمريكى، وهو الآخر متقلب وغير ثابت وغير آمن بنظر الصهاينة أنفسهم.
ويضيف: أمام كل هذه المعطيات هل يمكن الحديث عن انتصار إسرائيلى؟ أو عن القدرة على تغيير الشرق الأوسط كما يحلم نتنياهو؟ بالتأكيد لن تخرج إسرائيل أقوى مما كانت من هذه الحرب، ولن تستطع تحويل ترسانتها الحربية وإنجازاتها العسكرية إلى مكاسب سياسية، ومرآة هزيمتها هى من داخلها أولا، ومن مكانتها الدولية ثانيا، أما امتلاكها للقوة العسكرية وتماديها فى التوحش والإرهاب، وإمعانها فى تحطيم أسس المجتمع الدولى ومؤسساته، فهو فى نظر العالم يقربها من وضعية الدولة المنبوذة ويبدد صورتها كدولة ديمقراطية، كما صورها الغرب فى السابق، ولا شك أن مجاهرتها برفض الحلول السياسية والإقرار بإقامة دولة فلسطينية، أرادها المجتمع الدولى منذ سنوات عديدة، يعمق الهوة بينها وبين أوروبا ودول الشرق الأوسط، وبالتالى يعزز عزلتها وأزماتها الداخلية.
ويرى الدكتور سعيد الزغبى، أستاذ العلوم السياسية، أن السؤال المطروح لم يعد هل تنهار إسرائيل؟ بل بات السؤال الأعمق هل بدأت إسرائيل تتفكك من داخلها بفعل صراع بين مشروعين؟ مشروع دينى قومى متطرف، يتمثل فى الصهيونية الدينية التى يسعى إليها نتنياهو منذ كتابه عام 1994 “مكان تحت الشمس”، وبين مشروع علمانى ليبرالى، يرى أن الدولة تخسر يومًا بعد يوم مشروعيتها وأصدقاءها، فى عالمٍ لا يرحم المترددين، وفى منطقة مشتعلة بالمفاجآت، قد لا يأتى سقوط إسرائيل من صاروخ أو مقاومة، بل من انشقاق فى الروح والبنية.
ويضيف: أرى أن تصاعد الأوضاع الداخلية فى إسرائيل بشكل غير مسبوق، وسط أزمات سياسية وأمنية واجتماعية متلاحقة، ينذر بانفجار داخلي، قد يعصف بثوابت إسرائيل من الداخل قبل أن تهددها الصواريخ من الخارج، فبينما يتظاهر آلاف الإسرائيليين أسبوعيًا ضد حكومة نتنياهو، ويتبادلون الاتهامات بين اليمين واليسار، خرجت أصوات من داخل المؤسسة الإسرائيلية ذاتها تحذر من انهيار محتمل.
ويتابع: من وجهة نظرى لم يعد الصراع بين الأحزاب مجرد خلاف سياسي، بل تحوّل إلى صراع هوياتى، بين تيارات ترى إسرائيل “دولة قومية علمانية”، وأخرى تسعى لتحويلها إلى “دولة دينية متشددة”، ومع انحراف الحكومة الحالية نحو أقصى اليمين الدينى لتحقيق الصهيوينة اليهودية، وتحقيق الحلم الإسرائيلى، تفجّرت أزمة غير مسبوقة بين الدولة وجيشها، وبين القضاء والسلطة التنفيذية، وبين الشارع ومؤسساته، وأرى أن هذا التأجج لم يأت وليد 7 أكتوبر 2023، لكنه كان من قبل، عندما خرج الإسرائيليون فى شوارع تل أبيب، ينادون بسقوط حكومة الفساد كل يوم سبت.
ويوضح إن الأخطر من ذلك، وفى خضم هذه الفوضى، خرج زعيم المعارضة يائير لابيد ليحذر من “كارثة داخلية”، مؤكدًا أن التحريض غير المسبوق، خصوصا من أوساط نتنياهو قد يُشعل شرارة حرب أهلية، ولم يكن هو وحده، فقد دعا رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، ووزير الدفاع السابق جالانت إلى العصيان المدنى رفضًا لسياسات نتنياهو التى وصفوها بالمدمرة، وبالحرب المسعورة على غزة.
ويرى الزغبى، أن الأخطر من كل ذلك هو ما يجرى فى صمت، من حيث التسليح المتعمّد للمستوطنين فى الضفة الغربية والداخل المحتل، وسط تحريض مباشر ضد عرب 48، مثل عصابات الأرجون المسلحة فى الضفة الغربية، التى ينتمى إليها سيموتريتش، تلك العصابات التى تحمل الأسلحة، ووفقا لتقارير أن هناك أكثر من 460 ألف بندقية، بحوزة تلك العصابات الموجودة فى الضفة الغربية، وتهدد أمن واستقرار الفلسطينيين الموجودين هناك.
ويشير إلى أن الجيش الإسرائيلى الذى طالما قدّمته إسرائيل للعالم كرمز التفوق والانضباط، بات يشهد انقساما داخليًا غير مسبوق، حيث رفض بعض قادة الاحتياط الانخراط فى العمليات العسكرية، تحت قيادة نتنياهو، احتجاجًا على سياساته، كذلك بعض الطيارين فى جيش الاحتلال، بينما تتصاعد التظاهرات أمام مقرات الأمن فى مشهد كان من المحرم حدوثه قبل سنوات فقط، ومن ثم تتآكل شرعية المؤسسات، وتظهر أعراض الدولة الفاشلة على كيانٍ لطالما تغنّى بالاستقرار والتماسك.
كلمات بحث
اليمين المتطرف
إحسان الخطيب
محمد العالم
يحيى حرب
سعيد الزغبى
نحن والعالم
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
قمة بغداد ترسم خارطة طريق جديدة للإقليم.. خطاب الرئيس السيسى الأقوى والأكثر شمولية
زيارة تجسد متانة العلاقات بين البلدين.. مصر ولبنان.. نموذج فريد للأخوة
إيلى كوهين فى عيون زوجته.. اخترق صفوف النخبة السياسية بدمشق وكان ضيفًا
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام