رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 25 مايو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
نحن والعالم
خلال الـ 100 يوم الأولى فى ولايته الثانية.. «ترامب» عصر جديد من الصدمة
7-5-2025
|
20:13
إيمان عمر الفاروق
أجندته أمريكا أولاً أثارت تساؤلات حول مدى استعداده للمضى قدما فى ملفات عديدة
استطلاعات الرأى أظهرت أن ترامب احتل أدنى نسبة تأييد للرؤساء الأمريكيين خلال الأشهر الثلاثة الأولى فى ولايته الثانية
للرئيس الأمريكى جون كنيدى، كلمة فى خطاب تنصيبه، يقول فيها "لن يُنجز كل هذا فى أول مائة يوم، ولا أول ألف يوم، ولا فى عمر هذه الإدارة، ولا حتى فى حياتنا على هذا الكوكب!"، ومع ذلك حين تكتمل أول مائة يوم للرئيس الأمريكى، تحين لحظة الجرد والتقييم والحساب.
مقياس يبدو عشوائيًا، لكنه تحول إلى أمر واقع، بحيث تصبح أول 100 يوم للإدارة الأمريكية، بمثابة علامة غير رسمية فى عمرها، ولقد أحدثت الحملة الشرسة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وفقًا للأعراف السياسية، صدمة فى أرجاء الحكومة الفيدرالية والعالم.
لم تكن تلك الصدمة متوقعة، تلك هى خلاصة النظرة المتعمقة والمعاصرة للأيام المائة الأولى فى ولاية ترامب الثانية.
منذ عام 1945، اعتمد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، أول 100 يوم كمعيار لتقييم الإنجازات، الأمر الذى أصبح عبئًا على بعض الإدارات، وفرصة حشد لآخرين، حتى مع الاعتراف بصعوبة تلبية معايير روزفلت.
لقد بدأ الأمر مع الرئيس الأمريكى الثانى والثلاثين للولايات المتحدة، فرانكلين روزفلت، الذى تولى المنصب عام 1933م، وقاد الاقتصاد الأمريكى خلال فترة الكساد الكبير، والحرب العالمية الثانية، ودشن المرحلة الأولى من الصفقة الجديدة خلال أول 100 يوم من ولايته، انطلاقًا من وعده بضرورة تدخل الحكومة الفيدرالية، لانتشال البلاد من هاوية الانهيار الاقتصادى، فسارع إلى إقرار إصلاحات مصرفية، وبرامج طارئة وزراعية.
ولعل من دواعى صدمة ترامب ذاته، نتائج استطلاعات الرأى العام، التى أجرتها شبكة ABC الإخبارية وصحيفة "واشنطن بوست"، ومجموعة "إبسوس"، والتى أشارت إلى أن نسبة تأييده بعد مرور مائة يوم من الحكم بلغت 39٪، بما يمثل أدنى نسبة تأييد للرؤساء الأمريكيين، خلال هذه الفترة فى حكمهم عبر الـ 80 عاما الماضية!
فى الأيام المائة الأولى، شن دونالد ترامب حملة غير متوقعة، أدت إلى قلب أجزاء من النظام العالمى القائم على القواعد التى ساعدت واشنطن فى بنائه، بعد رماد الحرب العالمية الثانية، حربًا جمركية عالمية غير مسبوقة، وخفّض المساعدات الخارجية الأمريكية، واستخفّ بحلفاء الناتو، وتبنّى الرواية الروسية حول غزوها لأوكرانيا، وتحدث عن ضمّ جرينلاند، واستعادة قناة بنما، وجعل كندا الولاية رقم 51، وجمعت شركات التكنولوجيا العملاقة أيضًا، ممثلة بعضًا من أقوى الشركات على وجه الأرض: "أمازون"، و"ميتا"، و"جوجل"، و"تيسلا" و"سبيس إكس". إذا صح تقدير مجلة "فوربس"، لثروة ترامب الصافية التى تزيد على أربعة مليارات دولار، فهو بذلك تاسع أغنى شخص فى القائمة، أما الأربعة الأوائل فهم إيلون ماسك، وجيف بيزوس، ومارك زوكربيرج، وبرنارد إرنو، وتكفى ثرواتهم مجتمعة، للتبرع بمليون دولار يوميا، لما يقرب من 3000 عام!، ويؤكد وجودهم مدى اندماج هذه الإدارة مع النخب الاقتصادية، بطريقة لم تشهدها السياسة فى العصر الحديث، بهذا القدر من الوضوح!
أمام كل هذا المال والسلطة والإمكانيات المتاحة، والقرارات الصادمة، يتساءل بعض المراقبين السياسيين فى الدقائق الأولى، لليوم الأول بعد المائة، عما إذا كان خطاب تلك الإدارة يشير ويدشن لعصر جديد؟
قال إليوت أبرامز، السياسى الأمريكى الذى شغل مناصب عدة فى السياسة الخارجية، فى عهد الرئيسين رونالد ريجان، وجورج دبليو بوش، قبل تعيينه مبعوثًا خاصًا للولايات المتحدة، لدى إيران وفنزويلا فى ولاية ترامب الأولى، "ترامب الآن أكثر تطرفًا بكثير، مما كان عليه قبل ثمانى سنوات لقد فوجئت بذلك".
وذكر تقرير لـ "رويترز"، لقد أدت أجندة ترامب "أمريكا أولاً"، فى ولايته الثانية إلى نفور الأصدقاء وتشجيع الخصوم، كما أثارت تساؤلات حول مدى استعداده للمضى قدمًا فى ملفات عديدة، وقد أثارت أفعاله، إلى جانب هذا الغموض، قلق بعض الحكومات لدرجة أنها تستجيب بطرق قد يصعب التراجع عنها، حتى لو انتُخب رئيس أمريكى أكثر تقليدية فى عام 2028!
يأتى كل ذلك، فى ظل ما يراه منتقدو الرئيس الجمهورى، من مؤشرات على تراجع الديمقراطية فى الداخل، مما أثار مخاوف فى الخارج، وتشمل هذه المؤشرات هجمات لفظية على القضاة، وحملة ضغط على الجامعات، ونقل المهاجرين إلى سجن سيئ السمعة فى السلفادور، فى إطار حملة ترحيل أوسع نطاقًا.
قال دينيس روس، الذى شغل منصب مدير تخطيط السياسات فى وزارة الخارجية، فى عهد الرئيس جورج بوش الأب، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط فى عهد الرئيس بيل كلينتون، "ما نشهده هو اضطراب هائل فى الشئون العالمية، فلا أحد يعلم فى هذه المرحلة، كيف سيتصرف حيال ما يحدث أو ما سيأتى لاحقًا".
ويأتى هذا التقييم للتغييرات التى أحدثها ترامب فى النظام العالمى من مقابلات أجرتها وكالة "رويترز"، مع أكثر من 12 مسئولًا حكوميًا حاليًا وسابقًا، ودبلوماسيين أجانب ومحللين مستقلين فى واشنطن، وعواصم حول العالم.
يقول كثيرون إنه على الرغم، من أن بعض الأضرار التى لحقت بالفعل، قد تكون طويلة الأمد، فإن الوضع قد لا يكون مستحيلاً إذا خفف ترامب من سياسته، وقد تراجع بالفعل خطوة إلى الوراء عن بعض الرسوم الجمركية فى تطور مفاجئ أتاح للأسواق أن تتنفس الصعداء.
لكنهم لا يرون فرصة كبيرة لحدوث تحول جذرى من جانب ترامب، ويتوقعون بدلًا من ذلك، أن تقوم العديد من الدول بإجراء تغييرات دائمة فى علاقاتها مع الولايات المتحدة، لحماية نفسها جراء سياساته غير المنتظمة، ولقد بدأت التداعيات بالفعل.
على سبيل المثال، يسعى بعض الحلفاء الأوروبيين، إلى تعزيز صناعاتهم الدفاعية، لتقليل الاعتماد على الأسلحة الأمريكية، وقد احتدم الجدل فى كوريا الجنوبية، حول تطوير ترسانتها النووية، وتزايدت التكهنات، بأن تدهور العلاقات قد يدفع شركاء الولايات المتحدة إلى التقارب مع الصين، اقتصاديًا على الأقل.
يرفض البيت الأبيض فكرة أن ترامب أضر بمصداقية الولايات المتحدة، مشيرًا بدلاً من ذلك إلى الحاجة إلى ترميم ما وصفه بـ "القيادة المتهورة" للرئيس السابق جو بايدن، على الساحة العالمية.
وبحسب استطلاع للرأى أجرته "رويترز" فى 21 إبريل، فإن أكثر من نصف الأمريكيين، بما فى ذلك واحد من كل خمسة جمهوريين، يعتقدون أن ترامب "متحالف بشكل وثيق للغاية" مع روسيا، كما أن الجمهور الأمريكى، ليس لديه رغبة كبيرة فى الأجندة التوسعية، التى وضعتها إدارة الرئيس دونالد ترامب.
يقول الخبراء، إن مستقبل النظام العالمى، الذى تبلور على مدى العقود الثمانية الماضية، هو على المحك الآن، فى ظل هيمنة الولايات المتحدة إلى حد كبير، وقد أصبح هذا النظام قائمًا على التجارة الحرة، وسيادة القانون واحترام السلامة الإقليمية.
لكن فى عهد ترامب، الذى طالما استخف بدور وفاعلية المنظمات المتعددة الأطراف، وينظر فى كثير من الأحيان إلى الشئون العالمية من خلال عدسة المطور العقارى السابق، فإن النظام العالمى يتعرض لاهتزازات قوية.
واتهم ترامب شركاءه التجاريين بـ"نهب"، الولايات المتحدة، على مدى عقود من الزمن، وبدأ فى تطبيق سياسة تعريفات جمركية شاملة، أدت إلى اضطراب الأسواق المالية، وإضعاف الدولار، وإثارة تحذيرات من تباطؤ الناتج الاقتصادى العالمى، وزيادة خطر الركود .
ووصف ترامب الرسوم الجمركية بأنها "دواء" ضرورى، لكن أهدافه لا تزال غير واضحة، حتى مع عمل إدارته فى التفاوض على صفقات منفصلة مع عشرات الدول.
فى الوقت نفسه، خالف ترامب السياسة الأمريكية تجاه الحرب الروسية الدائرة منذ ثلاث سنوات فى أوكرانيا، ودخل فى جدال حاد فى المكتب البيضاوى مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، أواخر فبراير الماضى، وقد تقارب مع موسكو، وأثار مخاوف من أنه سيجبر كييف، المدعومة من حلف شمال الأطلنطى (الناتو)، على قبول خسارة الأراضى، بينما يُعطى الأولوية لتحسين العلاقات مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين .
وقد تسبب استخفاف الإدارة الأمريكية بأوروبا، وحلف شمال الأطلنطى، اللذين كانا لفترة طويلة الركيزة الأساسية للأمن عبر المحيط الأطلسى، لكن ترامب ومساعديه يتهمونهما بالاستفادة من الولايات المتحدة، فى إثارة قلق عميق.
فقد أعرب المستشار الألمانى فريدريش ميرز، عن قلقه، بشأن العلاقات الأوروبية مع الولايات المتحدة، قائلًا: سيكون من الصعب إذا ما قام أولئك الذين وضعوا شعار "أمريكا أولا"، بتحويل شعارهم إلى "أمريكا وحدها".
وفى ضربة أخرى لصورة واشنطن عالميا، استخدم ترامب خطابا توسعيا تجنبه الرؤساء المعاصرون لفترة طويلة، ويقول بعض المحللين إن الصين قد تستخدمه كمبرر، إذا قررت غزو تايوان التى تتمتع بالحكم الذاتى.
بأسلوبه الصاخب، أصر أن الولايات المتحدة، ستحصل على جرينلاند. وأثار غضب كندا بقوله إنه لا مبرر لوجودها، ويجب أن تصبح جزءًا من الولايات المتحدة، وهدّد بالاستيلاء على قناة بنما، التى سلمت إلى بنما عام 1999.
ويقول بعض المحللين، إن ترامب ربما يسعى إلى إحياء هيكل عالمى على غرار الحرب الباردة، حيث تقسم القوى الكبرى مناطق النفوذ الجغرافية.
ومع ذلك، فإنه لم يقدم أى تفاصيل حول الكيفية التى يمكن بها للولايات المتحدة الاستحواذ على المزيد من الأراضى، ويشير بعض الخبراء، إلى أنه قد يتخذ مواقف متطرفة، وحتى مبالغ فيها كأدوات للمساومة.
عندما تطالبون بالاستيلاء على جزء من أراضى الدانمارك، ونُواجَه بضغوط وتهديدات من أقرب حلفائنا، فما الذى يُمكننا أن نُصدقه بشأن هذا البلد محط إعجابنا منذ سنوات طويلة؟ هكذا تحدثت رئيسة الوزراء الدانماركية، مته فريدريكسن، فى مؤتمر صحفى عُقد فى جرينلاند أوائل إبريل "، الأمر يتعلق بالنظام العالمى الذى بنيناه معًا عبر الأطلسى على مر الأجيال".
وبدأت حكومات أخرى أيضًا فى إعادة ضبط سياستها، وقد أعد الاتحاد الأوروبى - الذى زعم ترامب، دون دليل، أنه تم تشكيله "لإزعاج" الولايات المتحدة - مجموعة من التعريفات الجمركية الانتقامية إذا فشلت المفاوضات.
وتتطلع بعض الدول مثل ألمانيا وفرنسا، إلى إنفاق المزيد على جيوشها، وهو ما طالب به ترامب، لكن هذا قد يعنى أيضًا الاستثمار بشكل أكبر فى صناعاتها الدفاعية، وشراء عدد أقل من الأسلحة من الولايات المتحدة.
فى ظل توتر صداقتها التاريخية مع الولايات المتحدة، تسعى كندا إلى تعزيز روابطها الاقتصادية والأمنية مع أوروبا، يأتى ذلك على خلفية الانتخابات العامة بكندا، والتى هيمن عليها استياء الناخبين من تصرفات ترامب، والتى أثارت موجة من القومية، وغذت انطباعات بأن الولايات المتحدة لم تعد شريكًا موثوقًا به.
كوريا الجنوبية أيضًا منزعجة من سياسات ترامب، بما فى ذلك تهديداته بسحب القوات الأمريكية، لكن سيول تعهدت بالعمل مع ترامب والحفاظ على التحالف، الذى تعتبره حاسمًا فى مواجهة تهديد كوريا الشمالية المسلحة نوويًا.
اليابان، حليفة الولايات المتحدة، متوترة أيضًا، فقد فوجئت بحجم رسوم ترامب الجمركية "وتسعى جاهدة للرد"، كما صرّح مسئول حكومى يابانى كبير مقرب من رئيس الوزراء، شيغيرو إيشيبا.
والسؤال الرئيسى، هنا، حول ما إذا كانت بعض الحكومات ستحمى رهاناتها بهدوء، من خلال إقامة علاقات تجارية أوثق مع الصين، هدف ترامب الأول للرسوم الجمركية.
لقد قدمت بكين نفسها، كحل للدول التى تشعر بالتهديد من نهج ترامب التجارى، على الرغم من سجلها فى الممارسات المفترسة فى بعض الأحيان على المستوى الدولى، كما تحاول أيضًا ملء الفراغ الذى خلفته تخفيضاته فى المساعدات الإنسانية.
هكذا دشن البيت الأبيض خلال المائة يوم الأولى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب عصرا جديدا من الصدمة، التى بات على العالم أن يسارع إلى امتلاك تحصينات مضادة لها.
كلمات بحث
أمريكا
ترامب
فرانكلين روزفلت
الاقتصاد الأمريكى
إبسوس
نحن والعالم
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
قمة بغداد ترسم خارطة طريق جديدة للإقليم.. خطاب الرئيس السيسى الأقوى والأكثر شمولية
إيلى كوهين فى عيون زوجته.. اخترق صفوف النخبة السياسية بدمشق وكان ضيفًا
بعد استضافة أنقرة أولى جولات المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا.. طبول
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام