فنون وفضائيات



أحمد عزمى بطل مسلسل ظلم المصطبة: «الشيخ علاء» شخصية مركبة داخلها تناقضات كثيــرة| حوار

7-5-2025 | 21:33
⢴ حوار أجراه ـ أحمد سعد الدين

استعنت بأحد الشيوخ لمساعدتى فى قراءة القرآن والحديث بشكل صحيح
 
البروفات استغرقت شهرا ونصف الشهر وانعكس ذلك على جودة الأداء
 
إتقان اللهجة أحد عناصر نجاح المسلسل
 
بعد غيابه لفترة طويلة عن الأعمال الدرامية، عاد الفنان أحمد عزمى، للتألق على الشاشة الصغيرة، بشخصية الشيخ علاء التى جسدها فى مسلسل «ظلم المصطبة»، التى لاقت إشادات كثيرة من الجمهور والنقاد على حد سواء، المسلسل لعب بطولته فتحى عبد الوهاب، وأحمد عزمى، وريهام عبدالغفور، وإياد نصار، وبسمة ومحمد على رزق، وخالد كمال وفاتن سعيد، العمل من تأليف أحمد فوزى صالح، سيناريو وحوار محمد رجاء، وإخراج محمد على، «الأهرام العربى» التقت الفنان أحمد عزمى، الذى تحدث عن ملابسات تجسيده للشخصية، المزيد فى السطور التالية.
 
- ترشيحك لتجسيد شخصية الشيخ علاء جاء عن طريق المخرج أم شركة الإنتاج؟
الترشيح جاء من المنتجة دينا كُريِم، التى اتصلت بى، وقالت لدينا مسلسل ونريدك أن تكون معنا، وعليك الوجود فى الشركة لمقابلة المخرج هانى خليفة حتى يراك على الطبيعة، وأرسلت لى ملخصا للدور الذى تم ترشيحى له، فجلست أقرأ الملخص، وجدت نقلات كثيرة فى حياة الشخصية، لكنها نقلات واقعية، كأنك شاهدت تلك الشخصيات فى الحياة من لحم ودم، بالفعل ذهبت فى الموعد المحدد، ووجدت هانى خليفة الذى ما إن وقعت عيناه على وجهى، حتى قال أنت أكثر إنسان لائق فى شخصية الشيخ علاء، لكن عليك أن تقرأ الدور أكثر من مرة حتى نتقابل مرة أخرى لمناقشة الشخصية.
 
- ماذا حدث فى الجلسة الثانية مع المخرج هانى خليفة؟
لابد أن أقول إنه قبل بداية التصوير، كان السيناريست قد أكمل كتابة سبع حلقات من المسلسل، كان المخرج هانى خليفة يحب أن يجلس مع كل ممثل على حدة فى البداية، ويناقش معه الشخصية التى سيؤديها ومراحل تطورها وكيفية أدائها على أمام الكاميرا، ومن الأشياء الجميلة أنه أقام عدة "بروفات تربيزة"، هذه البروفات كانت البوصلة الرئيسية لنا جميعاً، لأنه قال لا نريد أى انفعال زائد أمام الكاميرا، الانفعال على مقاس الموقف، ومن الأفضل أن يكون داخلياً فيظهر على الوجه والتصرفات دون حدوث صوت عال لأن ذلك أوقع، أريد أن يخرج المسلسل كأنه حدث فى الواقع الحقيقى، والمكان الحقيقى وشدد كثيراً على إتقان اللهجة، وهذه الجلسات رسمت الخط الرئيسى لكل شخصية فى المسلسل ومسارها وقفزاتها، ومراحل القوة والضعف داخل كل شخصية، لذلك كنا أمام الكاميرا، كأننا نعيش واقع الأحداث التى تدربنا عليها قبل التصوير، فكان الأمر ممتعا بالنسبة لنا داخل اللوكيشن.
 
- كيف استطعت فك طلاسم الشخصية وما النقاط التى ارتكزت عليها داخل الأحداث؟
عندما بدأت قراءة الحلقات، توقفت عند بعض النقاط دونتها فى كشكول خاص، حتى أمر على كل نقطة بشكل تفصيلى، خصوصا أنها شخصية مركبة تحمل فى طياتها الكثير، فمثلاً وجدت الشيخ علاء فى حياته، تلقى قسطا بسيطا من التعليم ثم عمل صبى ميكانيكى، فتوقفت أمام تلك النقطة بشكل كبير، خصوصا أنه سوف يعتلى بعد ذلك منبر المسجد فى صلاة الجمعة، وهو ما يحتاج لإتقان اللغة العربية، والنطق السليم لحروف المد والشد والحروف المرققة، والحروف المخففة أثناء قراءة القرآن والأحدايث، وأيضاً أثناء إلقاء خطبة الجمعة، وقد استعنت بأحد الشيوخ وناقشت معه كل ذلك، وجلسنا معا مرات كثيرة، حتى أكون جاهزا لهذا الموقف داخل الأحداث، وحتى لا يأخذ علينا أحد المشاهدين أننا أخطأنا فى النطق السليم فيبتعد عن المسلسل، النقطة الأخرى أن هذه الشخصية تستمد قوتها من طريقين هما الدين والمال، بمعنى أن مواصفاته الجسمانية الضئيلة لم يستطع أن يصبح "أسطى"، ميكانيكى لكن لديه تطلعات وطموحا كبيرا، ولكى يحقق ذلك انضم للجماعات الإسلامية وأتقن القراءة والوعظ، فأصبحت لديه مكانة وكى يضمن ويثبت هذه المكانة تزوج من رانيا ابنة "الشيخ شفيق"، أحد الكبار الذى استطاع بعلاقاته ونفوذه أن يأتى إليه باستثناء، كى يكون إمام مسجد برغم أنه غير أزهرى، أما عنصر المال، فقد جاء عن طريق شقيقه الحاج حمادة، الذى يعمل فى استيراد قطع غيار السيارات بطرق غير قانونية، لكنه كون ثروة طائلة، وقام بفتح مول كبير فى البلدة، وأصبح من الأغنياء الذين لهم كلمة وسطوة هائلة، حتى فى بداية الحلقات، نجد أن هناك شخصا ما تعثر فى مبلغ ثلاثين ألف جنيه، قام الشيخ علاء بتحمله عنه، من هنا اكتسب شعبية ومكانة تجمع بين المال والدين فى وقت واحد، برغم ذلك لم ينس الشيخ علاء، أنه بيزنس مان يعنى رجل أعمال، يرعى مصالحه، أما الغطاء الدينى فيساعده فى تحقيق أهدافه.
 
هذه الملاحظات كانت بالنسبة لى، هى الملامح الأساسية أثناء الاستعداد للشخصية، بالإضافة للحديث المستمر مع المخرج والسيناريست، ومن خلال كل ما سبق استطعت الوقوف على الملامح العامة للشخصية، سواء من الداخل أم من الخارج، عن طريق الجلباب والذقن.
 
- الشيخ علاء كانت له خلافات كبرى مع أخيه "حمادة" لكنها لم تصل إلى القطيعة برغم علمه بأن رأس المال ملوث كيف؟
الشيخ علاء له مكانة دينية عند أهل البلد، وهو شخص هادئ فى رد فعله وغير متهور أو عصبى، لكن فى نفس الوقت هو يبحث عن المجد لنفسه، بمعنى أن جميع خلافاته مع شقيقه، كانت بسبب الشكل العام لشخصيته وليس بسبب المبدأ أو بسبب دينى، فعندما علم من شقيقه أن الأموال جاءت عن طريق التهريب لم يهتز أو يرفض، إنما أكمل حياته بشكل طبيعى وذهب لحسن شريك شقيقه، وقال له إن نصيبك سندفعه لك وتذهب من البلدة، لا أريد أن أرى وجهك هنا مرة أخرى، وعندما أراد شقيقه حمادة أن يذهب لـ "البشعة"، كى تظهر حقيقة خيانة زوجته له من العدم، اختلف علاء مع شقيقه بشدة، ليس لأن البشعة حرام، إنما لمكانته الاجتماعية بين الناس الذين يخطب فيهم ويوعظهم بأن الذهاب لمثل هذه الأشياء هو ضد الدين، فكيف يفعل ذلك مع الناس وشقيقه يذهب لها؟ كل تلك الأشياء تعرفنا أن الشيخ علاء، لا يعمل إلا لنفسه ويتخذ من الدين عباءة للوصول للمكانة التى يريدها فقط لا غير.
 
- كيف تعاملت مع اللهجة خصوصا أن لهجة دمنهور مميزة لكنها غير مشهورة؟
اللهجة عنصر مهم جداً فى إضفاء المصداقية على أحداث المسلسل، ومنذ اليوم الأول لاجتماع فريق العمل، شدد المخرج هانى خليفة، على إتقان اللهجة بشكل جيد، حتى يشعر أبناء دمنهور عندما يشاهدون المسلسل بأن الأحداث والشخصيات ليست غريبة عنهم، وبالفعل كان معنا ممثل زميل من دمنهور اسمه محمود إسماعيل، أسندت إليه مهام المصحح اللغوى للهجة، ودعنى أقول لك، إننا كممثلين فى الدراما الصعيدية على سبيل المثال كنا نقرأ السيناريو بطريقتنا، ثم عندما نقف أمام الكاميرا نأخذ اللهجة من مصحح اللهجات، لأن اللهجة الصعيدية سهلة على آذاننا جميعاً، لكن فى هذا المسلسل كان الوضع مختلفا بمعنى أن المؤلف عندما ينتهى من كتابة الحلقة يرسلها لمحمود إسماعيل أولا، فيكتبها بـ لهجة دمنهور، ويضع لها تشكيلا على الحروف ثم يعاد إرسالها إلينا كممثلين، وكان المخرج هانى خليفة، يشدد على القراءة باللهجة المستخدمة فى المسلسل، حتى تكون مألوفة على الأُذن، من هنا خرجت اللهجة ممتازة وكانت أحد عناصر التميز بالنسبة للمسلسل.
 
- هل تأثر المسلسل بتغيير المخرج هانى خليفة فى منتصف أيام التصوير؟
الحقيقة أن المشروع بدأ بالمخرج هانى خليفة، وهو ما قام برسم الشخصيات، واختيارها بالكامل، وظل يعمل فترة تحضير وبروفات أكثر من شهر ونصف الشهر، وقد بدأ التصوير فى منتصف شهر نوفمبر، وحتى منتصف يناير، كنا قد أنجزنا قرابة الثلاثين فى المائة من أحداث المسلسل، كان العمل يسير بشكل طبيعى لكن ببطء، لأن هانى كان يصور المشاهد، ويجلس فى المونتاج بنفسه، فى منتصف يناير حدث اجتماع بينه وبين جهة الإنتاج، وطلب الخروج من العرض فى رمضان، لكن الشركة المنتجة رفضت لارتباطها بموعد مسبق للعرض، فاعتذر المخرج هانى عن تكملة المسلسل، وتم استدعاء المخرج محمد على، وللعلم أيضاً فإن المخرج محمد على، كان موجودا معنا منذ البداية فى الوحدة الثانية، لذلك عندما تولى الإخراج اجتمع بنا وقال كل شىء كما رسمه المخرج هانى خليفة، لن نخرج عن الخط، سنكمل بنفس طريقة الأداء ولن نحدث أى تغيير، وكان متفهماً للغاية مما جعله يدخل فى مود المسلسل بسرعة، ولم يشعر أحد من العاملين بأى تغيير وحتى المشاهدين، لم يشعور بأى تغير فى الأسلوب وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً.
 
- ما الجديد عندك فى الفترة المقبلة؟
هناك كلام وعروض، لكن حتى الآن لا ترتقى للجدية الكاملة، لأن معظمها لا يزال فى مرحلة التحضيرات والكتابة الأولية، لذلك لا أستطيع الحديث عنها.
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام