فنون وفضائيات



يشارك العالمى مينا مسعود فيلم «فى عز الضهر».. محمد على رزق: الضحك أسمى الرسائل فى المسرح

13-5-2025 | 23:25
أحمد أمين عرفات

«فى يوم وليلة» محطة مهمة جدا وأحلم بـ «مونو دراما» وتجسيد «شايلوك» لشكسبير
 
أتعامل مع كل عمل درامى كخطوة جديدة فى مشوارى
 
«صيد العقارب» نقلنى من ممثل كوميدى إلى فنان قادر على التنوع
 
من يتأمل الفنان محمد على رزق، وهو يصول ويجول على  خشبة المسرح، يتأكد من صدق موهبته، وكيف أنه يمنح الشخصية التى يجسدها روحه وعقله، فى هذا الحوار الذى أجرته «الأهرام العربى»، معه حيث يجسد شخصية «أكرم»، التى يجسدها فى العرض المسرحى «فى يوم وليلة»، التى تعرض على المسرح الكوميدى، تحدث كاشفا أشياء كثيرة عن رحلته الفنية، ليس فقط فى المسرح، لكن أيضا فى الدراما التليفزيونية، التى يعد أحد نجومها، خصوصا بعد دور فى مسلسل «صيد العقارب»،  الذى منحه حب وإعجاب الجماهير والنقاد معه، علاوة على أدواره الأخرى، كما تحدث عن تجربته الجديدة فى السينما، وتطرق أيضا للحديث عن حياته الشخصية، وأشياء أخرى كثيرة .
 
 ما الذى أغراك بقبول العرض المسرحى "فى يوم وليلة"؟
برغم بساطة العرض، فإنه يحمل فى طياته، معانى إنسانية نفتقدها كثيرا فى هذه الأيام، كالحب والرومانسية، وضرورة أن نكون إيجابيين لا سلبيين، وأن نمتلك الشجاعة لنقول "لا"، حين لا يرضينا شىء، كل هذه المعانى الجميلة جاءت ضمن "حدوتة"، بسيطة تضفى الأمل على من يعيش ظروفا مشابهة، ولعل أكثر ما أسعدنى أن أحد الحاضرين قال لى:"أنت ممكن تخلى حد يخرج من العرض وياخد قرار"، وهذه الجملة أثرت فى كثيرا، لأنها لامست بالضبط ما شدنى إلى العمل، وهو الرسالة.
 هل تؤمن بضرورة أن تحمل كل مسرحية  تعتمد على الكوميديا رسالة؟
الضحك فى حد ذاته هو أسمى الرسائل، وفيما يتعلق بما إذا كان الفن رسالة أم متعة، أرى أن ما يجب أن نركز عليه هو "الحدوتة" نفسها،  فالدراما ببساطة عالم يصنعه المؤلف، ويدخل المتلقى إلى هذا العالم، ثم يخرج منه إما سعيدا أو لا، ما يهمنى هو أن يخرج المتفرج سعيدا، فإن تلقى رسالة، فهذا فضل من الله، وإن لم يتلق، فأنا راض طالما استمتع.
 من يراك على المسرح يجدك تعيش الشخصية بكل معاناتها ألا تخشى أن ينعكس ذلك عليك شخصيا وعلى أعصابك؟
أنا بالفعل أُصاب بإرهاق شديد بعد العرض، لكن هذا لا يشغلنى، مشكلتى الحقيقية إذا شعرت أننى لم أستطع إسعاد الجمهور، إما إذا نجحت فى إدخال البهجة على المتفرجين، فأنا بعدها أعود إلى بيتى وأنا راض تماما عن نفسى، فتعليقات الجمهور الإيجابية، وردود أفعالهم الطيبة كفيلة بأن تنسينى أى تعب.
 
 ما أبرز المحطات فى مسيرتك المسرحية؟
عرض "الإسكافى ملكا"، أول محطة وأول عرض احترافى لى بعد تخرجى مباشرة، وكان على خشبة المسرح القومى، من إخراج أستاذى الروحى خالد جلال، بعدها جاءت "قهوة سادة"، التى مثلت مرحلة مهمة جدا فى حياتى، ولا أستطيع وصف مدى تأثيرها فى، ثم بعد سنوات طويلة، قدمت عروضا أخرى فى المسرح، لكنها لم تمثل نقلة كبيرة، إلى أن جاءت تجربة "ليلتكم سعيدة"، من إخراج خالد جلال أيضا، وكان ذلك على المسرح القومى، لكن هذه المرة فى دور البطولة، وقد لا يعلم الكثيرون أنى عندما كنت أقدم دورا صغيرا فى " الإسكافى ملكا "، راودنى حلم أن أقدم دور بطولة من إخراج خالد جلال، على المسرح القومى، وقد تحقق هذا الحلم بفضل الله، لذلك أرى تجربة " ليلتكم سعيدة"، محطة شديدة الأهمية بالنسبة لى، وتعلمت منها الكثير، وأيقظت بداخلى مناطق لم أكن أعلم عنها شيئا، خصوصا عالم "السايكو دراما"، الذى لم أكن قد دخلت عالمه من قبل، أما عرض " فى يوم وليلة " الذى أقدمه حاليا، فهو أيضا محطة مهمة، لأنه منحنى البطولة على مسرح ميامى الذى يعد من أهم المسارح فى مصر، ويكفى أنه وقف عليه من قبل الفنان إسماعيل ياسين، ومن بعده نجوم كبار ، لا أستطيع أن أنسى فضل مدير المسرح الكوميدى ياسر الطوبجى، الذى منحنى الفرصة لأقف على هذا المسرح الكبير، وأتواصل مع الجمهور من خلال عمل ضخم مثل هذا.
 
 ما أحلامك المستقبلية بالنسبة للمسرح؟
حلمى الأكبر هو تقديم "مونو دراما"، وهى نوع من أنواع المسرح الذى يعرض قصة من خلال شخصية واحدة فقط، لأنه يتطلب تركيزا شديدا وجهدا كبيرا، أريد أن أحقق من خلاله كل طموحى الفنى، كما أحلم بتقديم  دور "شايلوك "، فى مسرحية "تاجر البندقية" لشكسبير، لأنها من الأدوار التى أعتبرها تحديا حقيقيا.
 كيف ترى تجربتك مع الدراما التليفزيونية؟
أخطو فيها بشكل جيد، الحمد لله راضى عن خطواتى، والجمهور سعيد بأدائى، الحمد لله، لذلك أتعامل مع كل عمل أقدمه باعتباره خطوة يجب أن تشكل إضافة حقيقية لى فى مشوارى الفنى.
 
 هل ترى أن دورك فى "صيد العقارب" قدمك للناس بشكل جيد؟
«صيد العقارب» كان مرحلة جديدة فى حياتى الفنية، لأننى ظللت حتى عام  2018، واقعا فى فخ الممثل الذى لا يجيد سوى الأدوار الكوميدية، إلى أن  جاءنى دور مايكل فى "أيوب" وهيمة فى "بحر"، فقال الناس عنى ممثل جيد، لكنى لا أجيد سوى الأدوار الطيبة فقط، فى 2021 جاءنى دور "رزق"،  الشخصية المترددة فى مسلسل  "أبو جبل" ، فقالوا إننى جيد لكنى لا أستطيع تقديم الأدوار الشريرة، فأكرمنى الله بدور " مرتضى الشبراوى"،  الشرير فى  مسلسل "ليالينا 80"، فقالوا إننى ممثل جيد، لكنى لا أستطيع أن أخرج عن دائرة أدوار صاحب الوجه الطفولى، فجاءنى دور الأب فى مسلسل "شبر ميه"، فتأكد للجميع أننى قادر على تنويع الأدوار، وبرغم ذلك، كنت فى انتظار الدور الذى يميزنى ويضعنى فى خانة المتميز، الحمد لله جاءنى دور مصطفى درغام فى "صيد العقارب"، الذى كان اختبارا صعبا، والحمد لله نجحت فيه بشهادة الجمهور والنقاد.
 
 بعد "مصطفى درغام " هل اختلفت طريقة تعاملك مع قبول الأدوار؟
بالطبع، أصبحت أبحث عن التميز فى كل دور أقدمه، أصبحت أهتم بأن يكون كل دور أقدمه مختلفا عن الأدوار السابقة، حتى لو كانت الشخصية تبدو عادية، أنا أبحث عن التنوع والاختلاف فى كل شخصية أؤديها، وهذا ما يجعلنى أطور نفسى باستمرار.
 
 ماذا عن دورك فى مسلسل "ظلم المصطبة" الذى قدمته فى الموسم الرمضانى؟
جسدت شخصية "وليد"، وكان هذا دورا مختلفا عن الأدوار السابقة. عملت فيه على مشاعره الداخلية بشكل عميق، كان من الرائع أن أتلقى إشادات من أشخاص لم يكلمونى من قبل بسبب هذا الدور.
 
 شاركت أيضا فى الدراما الرمضانية بمسلسل "جودر المصرى" ، فماذا عنه؟
مسلسل فانتازى، قدمت فيه دور شامع بن شمعة أحد الأشرار، وكان توجيه المخرج إسلام  خيرى لى، ومجموعة الأشرار معى أن نظل على وعى تام بأننا نؤدى أدوار الأشرار، دون أن نلهث وراء إضحاك الجمهور، الفكرة كانت أن نبقى أشرارا حقيقيين فى عالم فانتازى، وكانت هذه التجربة ممتعة ومختلفة.
 
 ماذا عن السينما؟
قدمت العديد منها مثل فيلم "السيستم"، وفيلم "درويلة"، هذه الأيام انتهيت من تصوير فيلم "فى عز الضهر"، الذى سيعرض قريبا، بطولة النجم المصرى العالمى مينا مسعود، كأول تجربة له فى مصر،  أجسد دور صحفى أمين، وصاحب مهنية فى عمله، تشاركنا فى الفيلم، إيمان العاصى، وشيرين رضا، ونضال الشافعى، وتأليف كريم سرور، وإخراج مرقس عادل. 
 
 من خلال تعاملك مع مينا مسعود ماذا تقول عنه؟
إنسان محترم وجميل وعظيم، عندما يأتى إلى مصر لا يتعامل مع أحد على أنه قادم من هوليوود، بل يختلط بالجميع، يستمع لهم، ويتعامل بكل تواضع، لدرجة أنه عندما عرف أنى أقدم مسرحية "فى يوم وليلة"، جاءنى لمشاهدة العرض، أنا ممتن لروحه الجميلة. 
 
 ماذا عن أحلامك فى الفترة المقبلة؟
لا أريد أن أعود خطوة إلى الوراء فيما حققته، وأن أحقق بفضل الله ودعوة أمى مزيدا من النجاح،  وأكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات التى أواجهها.
 
حياتى الخاصة
 هل تستشير زوجتك مهندسة الديكور فى أعمالك؟
عندما يكون لدى تخوف من دور ما، أعطيها السيناريو لكى تقرأه، إذا شعرت أنها متخوفة مثلى، أعيد النظر فى هذا الدور، لأننى أثق فى رأيها جدا، هى دائما تقدم لى نصائح صادقة.
 
 ماذا عن أطفالك؟
رزقنى الله بابنى يحيى، الذى يبلغ من العمر سنتين ونصف السنة، وهو أجمل شىء فى حياتى، أتمنى له كل شىء جميل فى الدنيا، أتمنى أن يحقق كل شىء يريد أن يفعله، وليس ما أريده أنا.
 
هل هذا بسبب تجربتك الخاصة مع والدك ورفضه عملك فى الفن فى بداياتك؟
ليس فقط بسبب ذلك، لكن التجربة علمتنى أن الإنسان لا يصبح شيئا إلا من خلال التجارب التى يمر بها، أريد أن يخوض يحيى تجربته بنفسه، وأنا سأراقبه من بعيد، وأدفعه للتجربة لتعلم من خلالها، لا أعتبر أن الوقوع فى الأخطاء أمرا سيئا، فكما علمنى والدى من طفولتى، أن أكون معتمدا على نفسى، فكان يمنحنى مصروفى الخاص، وفى الصيف كان يطلب منى العمل فى  محل الكشرى الذى يملكه، لكى أنفق على نفسى، هذا علمنى كيف أقدر المال وأحافظ عليه.
 
 هل تشعر بالرضا لأن والدك توفى بعد أن حققت نجاحا فى التمثيل؟
بالطبع، كنت سأحزن كثيرا إذا لم يرنى أبى، وأنا فى مرحلة من النجاح، ليس من أجل إثبات شىء له، فهو ليس عدوا لى لكى أبرهن له أننى على صواب، بل لكى أطمئنه على أننى اخترت الطريق الصحيح، كنت أريد أن يشعر بالراحة، ويموت وهو مطمئن علىّ، ولا أن يموت وهو يحمل همومى.
 
 دائما تذكر أمك ودعاءها لك ماذا يعنى لك ذلك؟
رضا أمى عندى أغلى من أى شىء فى الدنيا، هى كل شىء بالنسبة لى.
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام