انطلق تحت شعار «اكتشاف المشهد».. لحظات تاريخية فى أسبوع القاهرة للصورة

تحت شعار «اكتشاف المشهد» انطلقت فاعليات النسخة الرابعة من أسبوع القاهرة للصورة، تحت رعاية وزارتى الثقافة والسياحة والآثار، وهيئة التنشيط السياحى وتستمر فاعلياته حتى 18 الشهر الجارى.

 

يتضمن أسبوع القاهرة للصورة، العديد من المعارض التى يتم تنظيمها فى عدة أماكن متفرقة فى محافظة القاهرة، ويشارك فيه العديد من الفنانين من مصر والدول العربية، وهذه المرة يشارك عدد كبير من الفنانين الفلسطينيين، كانت الصورة حاضرة بقوة وكثافة شديدة، ولاقت معارض هؤلاء الفنانين الترحيب الشديد من قبل الجمهور محب الصورة والفن التشكيلي.

 

شاركت المصورة الفلسطينية راندا شعث، بمعرض مستقل بعنوان «القاهرة 90»  بمنطقة وسط البلد، يتضمن معرضها 20 صورة تحكى تاريخ القاهرة فى فترة التسعينيات، وترصد من خلاله العديد من التغييرات التى حدثت.

 

تقول: اخترت عنوان «القاهرة 90» شاهدت العديد من التغيرات التى حدثت بالقاهرة من خلال فترة عملى فى وكالة الصحافة الفرنسية والعديد من الجرائد، ورصدت بعدستى صورا لحفر مترو الأنفاق  والمرحلة الثانية لكوبرى أكتوبر، وسور مجرى العيون ومنطقة ماسبيرو والتغيرات التى حدثت بها.

تضيف: هذه الصور جاءت لرغبتى الشديدة فى التوثيق للقاهرة فى هذه الفترة، حيث كنت مهتمة بتفاصيل الحياة اليومية، وحرصت على التقاط العديد من الصور التى توضح طبيعة هذه الفترة من الملابس والمأكولات والأماكن.

 

وفى سينما راديو بمنطقة وسط البلد، كان معرض “غزة حكايات القطاع المكلوم بعيون أبنائه من المصورين” حيث شهد هذا المعرض إقبالا جماهيريا كبيرا، كانت الأعين تمتلئ بالدموع من شدة الوجع الخارج من الصور، والذى اخترق القلوب دون استئذان، صور الأطفال وحالة الترويع التى تعرضوا لها من جراء القصف الغاشم للعدوان الإسرائيلي، الذى انتزعت الرحمة والإنسانية من قلبه.

عن هذا المعرض يحكى سامى الرميان، رئيس منحة التصوير الإنسانى والمسئول عن المعرض: الهدف من هذا المعرض هو توصيل صوت المصورين من غزة للعالم، ومدى المعاناة التى يشعرون بها، كل عام نشارك فى أسبوع القاهرة للصورة.

 

تأتى هذه المشاركة برعاية منحة التصوير الإنسانى التى أسست عام 2023 فى الكويت، لتوثيق المواضيع والقضايا الإنسانية  فى الدول الفقيرة، وعندما بدأت الحرب فى غزة قررنا أن تكون المنحة مخصصة للمصورين من غزة، وقد فاز فى المسابقة 10 مصورين بعد العرض على لجنة التحكيم، وكانت قيمة المنحة المخصصة لهم 5 آلاف دولار، الهدف من هذا المعرض هو زيادة الوعى للشباب، لمعرفة ما يحدث فى غزة، ومدى احتياج الناس هناك للمساعدات الإنسانية .

 

تنوعت الصور فى معرض غزة، فهناك صور للمرأة الفلسطينية، والدموع والصراخ يكسو ملامح وجهها، وصور للموتى فى المشرحة وصور للمنازل المتهدمة والأطفال تحت الركام، وليس هناك أبشع مما شاهدناه من صور حية لواقع مؤلم أمام شاشات التلفاز، الصورة وثقت لهذه اللحظات المؤلمة، والقاسية فى تاريخ الشعب الفلسطيني.

 

شارك أيضا ضمن هذا الأسبوع مدير التصوير السينمائى عبد السلام موسى،  وكان معرضه بعنوان «شيء من السحر» يقول:  تعلمت حب والتقاط الصورة من والدي، وأصبحت مولعا بها بشكل كبير، وهذه هى المرة الأولى التى أشارك فيها بمعرض للصور، أول معرض لى فى حياتي، حيث شاركت من قبل مع عدد من مديرى التصوير، لكن هذه المرة أشارك منفردا فى أسبوع القاهرة للصورة.

 

يوضح أن معرض «شيء من السحر» جاء بالاتفاق مع المخرجة هالة القوصى، وهو مستلهم من كلمات الناقد الراحل مجدى الطيب، ليعكس التجربة الاستثنائية التى يجد زائر المعرض نفسه داخلها.

استطاع المخرج عبد السلام موسى تحويل الشاشة الكبيرة، إلى صور تنطق بالحياة، حيث لعبت المؤثرات الخارجية دورا بارزا، فى جعل الصور تنطق بطبيعة المرحلة التى كانت تمثلها وتعبر عنها، وهذا ليس بغريب عليه، حيث قدم العديد من الأعمال السينمائية  منها فيلم «شرق 12»  وشارك فى مهرجان كان السينمائى كما كانت له بصمة واضحة، حيث عمل فى العديد من المسلسلات.

 

كما شاركت الفنانة كوكلا رفعت، فى فاعليات الدورة الرابعة من أسبوع القاهرة للصورة بمعرض بعنوان “أولاد النيل”، يتضمن مجموعة من الصور الفوتوغرافية لأطفال فى محافظة أسوان، وحرصت الفنانة على أن تلتقط بعدستها صورا طبيعية، تظهر فيها الألوان بشكل طبيعى كلون النيل الأزرق ولون السماء والأشجار، مما يجعل الصور تنطق بروح الحياة فى تلك المدينة الساحرة، فضلا عن صور الأطفال فى المراكب النيلية وضحكاتهم تملأ الصورة بهجة، فهى صور من لحم ودم تنطق بالحياة.

 

وعلى هامش فاعليات أسبوع القاهرة للصورة، كان لنا هذا الحوار مع الفنانة كوكلا رفعت: تقول: طبيعة عملى جعلتنى أجوب جميع محافظات الجمهورية والعديد من الدول، وأنا دائما أفضل التقاط الصور من الواقع وأترجمه بشكل مبهج .

 

< لماذا ركزت على الصبية هل هناك دلالة معينة؟

سافرت كثيرا إلى أسوان، وصورت العديد من الصور المختلفة للنوبة، لكن هذه المرة قررت التركيز على أولاد النيل، وأعمارهم تتراوح من 6 إلى 18 عاما، دائما أركز فى تصويرى على المكان وثقافته، البعض يطلق على، موثقة رحلات.

 

< شاركت فى العديد من المعارض العالمية ماذا عنها؟

أنا خريجة كلية إعلام جامعة القاهرة، وأول سفرية كانت إلى دولة الهند عام 2009، سافرت هناك لتوثيق العديد من الطقوس، وكانت فكرة جديدة لكل من حولى من الأهل والأصحاب، لكنها كانت مثمرة بالنسبة لي، وعند عودتى عملت معرضا فى الأوبرا، وبعدها سافرت إلى دولتى إندونيسيا وتايلاند، وفى عام 2011 قررت التجوال والسفر لمحافظات الجمهورية المختلفة، واكتشفت العديد من الأماكن الجميلة، جعلتنى أتوسع فى عالم التوثيق بالصورة.

 

< من مثلك الأعلى ومن علمك التقاط الصورة؟

د. عبد الفتاح رياض كان كبير مصورين، كنت فى سن صغيرة عندما التقيت به، علمنى كيف ألتقط الصورة، ونصحنى بالتركيز على الصورة الحية، معرض «أولاد النيل»  يشتمل على خبرات السنوات الماضية بالنسبة لي، تعلمت كيف أتعامل مع الصورة، وكيف يخرج الموضوع بطريقة إيجابية، وكلها خبرات اكتسبتها.

 

< هناك تحد يواجه المصورين وهو الذكاء الاصطناعي،  فكيف ترين هذا الأمر؟

 لا شيء مثل الحقيقة، كل ما هو حقيقى فيه روح وحي، الذكاء الاصطناعى يستخدم بشكل كبير فى الإعلانات، وكل ما هو توثيقي  تلتقطه الكاميرا، وتسجله الصورة وليس الذكاء الاصطناعي.

 

< لماذا تركزين على العنصر البشرى فى صورك؟

 العنصر البشرى يضفى على الصورة روحا.

 

< هل لديك طقوس معينة عند التصوير؟

فى بداية حياتى, عندما كنت أحزن كنت أضع كل حزنى فى الصورة، لكن بمرور الوقت تعلمت كيف أخرج صورا حلوة بدون حزن، وكيف أضفى على الصور روح الحياة، لذلك دائما أركز على الصور التى فيها إشراق وبهجة.